1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    في 24/1/1987م ، أعرب سموه عن دعم الكويت الكامل للأمم المتحدة ، وتمنى لها ولوكالتها المتخصصة كل نجاح في سعيها للقيام بالمهمات الكبرى المنوطة بها ، وقد جاء ذلك في الخطاب الذي وجهه سموه بمناسبة يوم الأمم المتحدة ، والذي أعلن فيه سموه تمسك الكويت بالمبادئ السامية التي تجسدت في ميثاق الأمم المتحدة ، والتزامها بالقانون الدولي الذي ينبغي أن يحكم العلاقات بين الدول كبيرها وصغيرها.

    في 26/8/1988م ، حث سموه الأسرة الدولية على مواصلة الجهود لحل المشكلة الفلسطينية باعتبارها من أبرز القضايا الإقليمية التي تهدد أمن العالم بأسره وسلامته ، كما دعا سموه إلى العمل سويا في سبيل تحقيق آمال الشعوب المستضعفة في فلسطين وناميبيا وغيرهما لاستعادة حقوقهما المسلوبة ، جاء ذلك في كلمة وجهها سموه بإسم الكويت ومنظمة المؤتمر الإسلامي إلى الأمم المتحدة بمناسبة الاحتفال بيوم ناميبيا.

    في 28/9/1988م ، كانت لصاحب السمو وقفة شامخة شموخ الكويت أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، أراد بها سموه أن يثبت للعالم أنه حتى في عالم الكبار يمكن للدول الصغيرة أن تقول كلمة الحق والصواب ، وتتمسك وتؤمن بالعدالة وتدعو إليها ، فقد تحدث سموه من فوق منبر الأمم المتحدة واضعا أولوياته بالترتيب الصحيح ، معبرا عن الهموم العربية والإسلامية ، وهموم العالم الثالث.

    تحدث عن الإرهاب الذي طال الكويت منه الكثير ، موضحا الفرق بين الإرهاب الظالم والحق المشروع في الدفاع عن النفس ، محذرا من الخلط بينهما ، منبها إلى الفجوة الشاسعة التي تفصل بين دول الشمال والجنوب ، وبين الأغنياء والفقراء ، معتبرا أن حالة من الاستغلال تهدد المسار الاقتصادي العالمي بسبب أزمة الديون العالمية.

    وهنا بادر سموه إلى طرح تصور شامل لهذا الوضع ، تتحمل فيه الدول الغنية نصيبها الكبير من خلال إسقاط الديون المستحقة على الدول الأشد فقرا ، داعيا سموه في الوقت ذاته إلى قيام نظام اقتصادي إنساني جديد.

    وقد حظي هذا الخطاب المنهجي التاريخي الذي ألقاه سموه أمام الدورة الـ 43 للجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته رئيسا لمنظمة المؤتمر الإسلامي باهتمام وكالات الأنباء العالمية وبخاصة وكالات أنباء دول الكتلة الشرقية في نشرتها الرئيسية باللغة الإنجليزية ، وكذلك عدد كبير من وكالات الأنباء في دول العالم الثالث والدول العربية التي نشرت مقتطفات مطولة من خطاب سموه ، ركزت فيها على القضايا المهمة والمصيرية التي أولاها سموه الأهمية في خطابه وبخاصة ما يتعلق بمشكلة دفن النفايات النووية الكيماوية من قبل الدول الصناعية في مناطق متفرقة من دول العالم الثالث ، إضافة إلى النداء الذي وجهه سموه إلى جميع دول العالم من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد أكثر توازنا وعدلا وإنسانية بين الشعوب.

    وأشاد تعليق سوفييتي بخطاب صاحب السمو فوصفه بأنه : " كلمة متزنة أثبتت أن الكويت دولة وأميرا تتمتع عن جدارة بالاحترام والثقة ، ليس فقط في الوسط العربي والإسلامي بل في جميع أنحاء العالم".

    ومن جانبه ، رحب المفوض العام عن المجموعة الأوروبية (كلود سيشون) بمبادرة سمو الأمير بشأن المديونية المستحقة على دول العالم الثالث.

    ومن جهة أخرى ، أبلغ المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة (ميرتن وولترز) أن : "الولايات المتحدة ستدرس بعناية الخطة التي اقترحها سمو الأمير على المجتمع الدولي ، وبخاصة ما يتعلق بالحوار بين الشمال والجنوب الذي تهتم به بلاده " ، وذكر وولترز " أن صاحب السمو رجل مهم ، وعميق التفكير ، وسنكون سعداء بالتأكيد على دراسة اقتراحه بعناية".

    رابعا : النهج الديمقراطي والإنساني في فكر صاحب السمو الأمير : -
  2. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    4- الفكر الإداري :

    ويمكننا التعرف على هذا الفكر لدى سموه من خلال اهتماماته ومتابعته المستمرة والمتعددة لأحداث التغيير والتطوير في الهياكل الإدارية في الدولة ، وحرصه الشديد على اللقاء بالمسؤولين في القطاعات المختلفة المعنية بشؤون التخطيط ، ذلك لأن خطط الإصلاح الإداري والتنمية الإدارية تأتي على رأس اهتمامات سموه ، ومن هنا كان لتوجيهات سموه أثرها الفاعل في عملية التطور الإداري في البلاد.

    وفي هذا السياق قام سموه بإعداد مفكرة تضمنت توجيهاته وتوصياته وأفكاره ، التي كان أهمها السعي دوما إلى تطوير أنظمة الخدمة العامة ، واسـتــحداث التشـريـعــات لمقتضيات خطط التنمية الشاملة ، وتبسيط إجراءات العمل في الجهاز الحكومي إلى أقصى حد ممكن ، وبخاصة في الأجهزة ذات التعامل الجماهيري الكبير ، وإنشاء جهاز للرقابة الإدارية في الدولة ، لكشف السلبيات القائمة ومواجهتها ، وإعداد ندوات للقيادات الإدارية العليا في الدولة.

    وقد امتد فكر سموه في المجال الإداري إلى تنظيم الإدارة المحلية ، ونعني بذلك إنشاء محافظات مستقلة تعنى بشؤون المحافظة ، وتعمل على تطويرها ، وتلمس احتياجاتها ، وتقوم بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني القائمة فيها ، خدمة للمواطنين والمقيمين في دائرتها.

    جهود حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه أثناء فترة الاحتلال العراقي

    مواصلة المسيرة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه



    الديوان الأميري



    يعد الديوان الأميري من رمــوز السـيــادة فــي دولــة الكويت ، وكان مقره الدائم ولا يزال في قصر السيف العامر ، هذا القصر الذي لعب دورا مهما وبارزا في تاريخ الكويت الحديث والقديم ، نظرا للعمر المديد الذي سجله في تاريخ الكويت.

    لقد ازدادت الكويت أهمية جغرافية وشهرة لموقعها الفريد ، وتوسعت تجارتها حين حكمها الشيخ مبارك الكبير عام 1896م ، وفي عام 1904م قرر بناء قصر يمثل مركزاً للحكم ومقراً للحاكم ، فتم اختيار موقعه الفريد على البحر(السيف).

    ومنذ ذلك ، ومع تعاقب أمراء الكويت على الحكم ، اهتموا بتطوير وتوسعة قصر السيف باعتباره جزءا من تاريخهم وحضارتهم ، وقد تضاعفت مساحة البناء كثيرا وأضيفت مبان أخرى إليه.

    وكــان أول من قام بتجديــده عام 1917م هو الشيخ سالم بن مبارك الصباح حاكم الكويت التاسع (1917-1921م ) وكتب على بوابته العبارة المشهورة :

    " لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك " ، ثم قام بتجديده وتوسعته المغفور له الشيخ عبد الله السالم الصباح حاكم الكويت الحادي عشر ( 1950-1965م ) وذلك في عام 1961م.

    وفي نهاية 1962 م أطلق عليه (الديوان الأميري) حيث قضى السنوات الثلاث الأخيرة من فترة حكمه في المبنى الجديد.

    وقد أخذ بناء قصر السيف الطابع المعماري الإسلامي نظرا لإستخدام الأقواس والزخارف الإسلامية والشبابيك والمشربيات المميزة ، إضافة إلى مراعاة التراث الكويتي وعوامل البيئة المحلية ، وقد استخدمت في بنائه المواد الأولية المحلية البسيطة من الطين وحجر البحر والطابوق الجيري والأخشاب والمعادن ، ومن أشهر معالم الديوان الأميري برج الساعة الموجود في أعلى البناء والمحوط بالسيراميك الأزرق ، أما قمة البرج فمطلية بصفائح الذهب وتزين أسفل البرج نوافذ زجاجية صغيرة.

    وكان من أبرز وأهم الأحداث التاريـخـيــة التي شهدها الديوان الأميري بقصر السيف في هذه الفترة ، إلغاء اتفاقية الحماية البريطانية ، وإعلان استقلال الكويــت عام 1961م ، والتصديق على دستور دولة الكويت وصدوره في قصر السيف في 14 من جـــمــادي الـثـانـيــة 1382هـ الموافق 11/11/1962م وذلك في عهد المغفور له الشيخ عبد الله السالم.

    ومع التطور الحضاري الكبير الذي شهدته الكويت في سنواتها الأخيرة ، أصبحت الحاجة ضرورية لتوسعة مبني الديوان الأميري ، وبشكل يتناسب مع مكانة دولة الكويت المرموقة بين دول العالم ، لذا باشرت الدولة تنفيذ أعمال مشروع الديوان الأميري الجديد في عام 1987م ، وجاء التحدي الكبير ، بعد كارثة عدوان النظام العراقي الغاشم على دولة الكويت إذ تعرضت مباني قصر السيف القديم للسلب والنهب والدمار والحريق ، كما تعطلت أعمال مشروع تنفيذ مباني الديوان الأميري الجديد ، ومنذ الأيام الأولى لتحرير دولة الكويت ، سارعت الحكومة في إعداد خطة عاجلة لإعادة الأوضاع في المشروع إلى ما كانت عليه قبل العدوان ، وبالفعل عادت الحياة تدب في أرجاء المشروع كسابق عهدها.

    وقد شارفت وزارة الأشغال العامة على الانتهاء من المبنى الذي يتكون من ثلاثة عناصر أساسية تتمثل في وحدتين متميزتين وهما الديوان الأميري ومبنى ديوان سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بجانب مقر الأمانة العامة مجلس الوزراء.

    أما بالنسبة لمباني قصر السيف القديم ، فقد وضعت الدولة خطة عمل خاصة من أجل ترميم وإعادة تأهيل مباني القصر دون المساس بالصبغة التاريخية وبالطابع المتميز لهذا البناء على مر السنين.

    وقد أنجز المشروع الذي يشمل مبنى الديوان الأميري ومبنى سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء بجانب مبنى قاعة اجتماعات مجلس الوزراء والأمانة العامة لمجلس الوزراء.
    __________________
  3. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    مكتب الشهيد



    لقد صاحب العدوان والاحتلال العراقي لدولة الكويت الكثير من التعديات على أرواح المواطنين مما أدى إلى استشهاد عدد كبير منهم ، فخلف بذلك هذا العدوان الغاشم مجموعة كبيرة من الأسر التي فقدت أحد أفرادها بالاستشهاد ، مما أحدث تأثيرا كبيرا على الأسر سواء من الناحية النفسية والمعنوية والاجتماعية و التربوية والاقتصادية ، بل تعدى ذلك ليشمل مختلف نواحي الحياة.



    لذا ، فقد أولى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح حفظه الله جل الاهتمام وعظيم الرعاية تقديرا لتضحيات جميع الذين استشهدوا في سبيل الوطن الغالي ، فأمر سموه بإنشاء مكتب الشهيد ووضعه تحت رعايته ليكون أكثر قدرة على العطاء.

    نشأة المكتب :

    أنشئ مكتب الشهيد - الملحق بالديوان الأميري - بناء على المرسوم الأميري رقم (38) لسنة 1991م بتاريخ 19/6/1991م ، من أجل تكريم الشهداء وتوفير المساعدات الإنسانية لأسرهم ماديا ومعنويا في صور مختلفة بما يكشف عن تقدير الدولة لهم.


    ويشرف على المكتب مجلس للأمناء يتألف من رئيـــس وعشـــرة أعـضــــاء يصدر بتعيينهم مرسوم ، وذلك كما نص المرســــوم رقـــــــم (67) لسنة 1991م بتاريخ 5/8/1991م ، ولهؤلاء الأعضاء الحرية في اقتراح ما يرونه مناسبا لتحقيق الأهداف المرجوة وتنفيذ المقترحات بعد إقرارها من صاحب السمو الأمير.

    ويرفع مكتب الشهيد تقاريره وتوصياته مباشرة إلى مكتب صاحب السمو أمير البلاد ، وذلك لفرط اهتمام سموه الشخصي بهذه الفئة من المواطنين ممن بذلوا حياتهم وسقوا ارض الوطن بدمائهم.

    رسالة المكتب :

    - تكريم الشهداء عن طريق تخليد بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وكرامته.
    - رعاية ذوي الشهيد رعاية متميزة في الجوانب المادية والمعنوية بما يحقق الوحدة الوطنية ، ويكرس خصوصية المجتمع الكويتي ، ويبث الروح الجهادية في أبنائه.

    أهداف المكتب :

    جاءت بادرة إنشاء المكتب بغرض إيجاد تجانس وتوافق بين جميع فروع الرعاية (التربوية ، والصحية والسكنية ، والقانونية ...... وغيرها) ، بما يتفق مع الهدف والقصد من وجود هذا المكتب وهو :


    - تخليد ذكري الشهداء الأبرار وبطولاتهم.
    - تكريم شهداء الكويت ، وتقديم كافة صور الرعاية اللازمة لذويهم وأسرهم في كافة الجوانب ، وإبراز مناحي التكريم المتميز في المجتمع الكويتي.
    - توظيف معاني الشهادة وبطولات الشهداء في تنمية الإنسان الكويتي وتدعيم انتمائه للوطن.

    أولا : تخليد الشهداء :

    يشمل تخليد الشهداء جميع شهدائنا الأبرار ، بغض النظر عن الجنس أو الجنسية إيمانا بأن ما يقدم هو حق إنساني لكل شهيد وبلا تمييز.

    وتنحصر أعمال التخليد فيما يلي :

    - العمل على طبع اسم الشهيد في أذهان أفراد المجتمع الكويتي والخليجي والعربي والعالم بأسره ، وذلك من خلال جميع الوسائل المتاحة سواء الإعلامية أو التثقيفية أو غيرها ...... ، والتي تكفل وتضمن إيصال هذه البطولات للرأي العام ، تخليدا لذكراهم العطرة بصورة مستمرة ، وفي جميع المناسبات والمنتديات المحلية والخليجية والعربية والعالمية.
    - إطلاق أسماء الشهداء المخلدين على بعض الشوارع والطرق والمدارس والمرافق العامة والمؤسسات الحكومية.
    - تضمين المناهج الدراسية بطولات الشهداء المخلدين.
    - تضمين البرامج الإعلامية والثقافية صورا من بطولات الشهداء الأبرار.
    - إنشاء صرح الشهيد.
    - منح الأوسمة والأنواط العسكرية والمدنية لأسماء الشهداء

    ثانيا : تكريم أسر الشهداء :

    ويشمل تكريمهم تقديم الرعاية (الصحية والتربوية والسكنية والقانونية والدينية والاجتماعية والترفيهية).

    1- الرعاية الصحية :

    وهي تنقسم إلى قسمين :

    أ- رعاية بدنية.
    ب - رعاية نفسية.

    وتتم الرعاية البدنية لذوي الشهداء وأسرهم بالتعاون مع وزارة الصحة ، عن طريق توفير لجنة متخصصة لتشخيص المرض واقتراح العلاج ، وفي حالة عدم توافره يرسل المريض للعلاج بالخارج على نفقة المكتب.

    أما بالنسبة للرعاية النفسية فيوفر المكتب مجموعة من المتخصصين لمتابعة الحالة النفسية لأسر الشهداء ، والإشراف على علاجهم النفسي في حالة تعرض أي منهم لازمة نفسية قد تعيقه عن قيامه بدوره الطبيعي.

    2- الرعاية التربوية :

    يقوم جهاز مختص بمتابعة المسار الدراسي لأبناء الشهداء ، وذلك للوقوف على حالتهم الدراسية داخل المدارس ، وتوفير دروس التقوية المناسبة لهم ، والعمل على تذليل أي من العقبات أو العراقيل التي قد تعترضهم ، سعيا نحو تحسين مستواهم الدراسي والتحصيلي.

    كما تستخدم الحوافز الأدبية والمادية لحث الطلبة على الدراسة والتفوق ، ويتم كل ذلك بالتنسيق مع وزارة التربية بالاسترشاد برأي الاختصائيين الاجتماعيين في المدارس.

    وكذلك يتم إيفاد أبناء الشهداء في بعثات دراسية لاستكمال دراستهم الجامعية وفقا للقواعد التي يقرها مجلس الأمناء والقواعد التي تقرها وزارة التربية والتعليم العالي.
  4. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    3- الرعاية السكنية :

    تتم عن طريق توافر السكن الملائم ، بالاستعانة بالهيئة العامة للإسكان من أجل الإسراع في منح أسرة الشهيد منزلا حكوميا ، وإعادة بناء المنزل إذا كان قد هدم من جراء العدوان والاحتلال العراقي أو إصلاحه.

    وقد أنشأ المكتب لجنة إسكانية من المختصين لتشرف على الترميمات الضرورية لاستمرارية السكن الملائم لأسرة الشهيد وتوفير مستلزماته الضرورية.

    4- الرعاية القانونية :

    وهي تقتصر على ما يقدمه قسم الاستشارات القانونية الذي يعمل على تقديم المشورة القانونية لأسر الشهداء متى ما احتاجوا إليها ، ومتابعة حقوقهم التي يصعب عليهم الوصول إليها لوجود إشكاليات قانونية تعيق ذلك.

    كما يستعين هذا القسم بمحامين من خارج المكتب للمرافعات بالمحاكم ، وتقديم الخدمات القانونية المناسبة لهذه الأسر.

    5- الرعاية الدينية :

    وهي التي تتضمن تنظيم وإعداد المحاضرات الدينية واللقاءات الأسرية لتبادل وجهات النظر بالمسائل الفقهية وتقديم الاستشارات الدينية ، وذلك بالتحاور مع نخبة من الفقهاء والمختصين ، إضافة إلى تنظيم رحلات الحج والعمرة لابناء الشهداء وذويهم.

    6- الرعاية الاجتماعية :

    وهي تعني بتأهيل أسر الشهداء لتقبل واقعهم الحالي والعودة إلى التعايش مع مجتمعهم من خلال إيضاح مدى تقدير المجتمع لما فعله الشهيد في سبيل وطنه ، بالإضافة إلى مشاركة أسر الشهداء في جميع مناسباتهم.

    7- الرعاية الترفيهية :

    وهي التي توفر وتوجد الأنشطة الفردية والجماعية لأبناء الشهداء لاشراكهم ومشاركتهم في برامج ترفيهية وتربوية ، حرصا على دمجهم في المجتمع ومتابعة سلوكياتهم من خلال هذه الأنشطة والبرامج ، بالإضافة إلى إرسالهم في رحلات علمية جماعية ، وكذلك في المناسبات المختلفة.

    قضية الأسرى والمفقودين



    " أما بالنسبة لأبنائنا الأسرى فلن يهدأ لنا بال أو نشعر بطعم الراحة قبل رجوع كافة الأسرى إلى ذويهم ومتابعة البحث دون كللٍ أو مللٍ عن مصير المفقودين ".

    كلمة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله بمناسبة العشر الأواخر من رمضان ، الاثنين ، الموافق 8/4/1991م - 23 من رمضان عام 1411هـ .

    " ولن ننسى أسرانا ومحتجزينا ، ونضرع إلى المولى سبحانه أن يخلصهم من يد ظالمهم .. وندعو الدول والهيئـات التي ترعى وتـدافع عن حقـوق الإنسـان ، أن تعمل على رعاية حقوق الإنسان الكويتي الذي يعاني ما يعانيه في سجون الطاغية ، ولن نغفل لحظة واحدة عن السعي لتحريرهم مهما بذلنا من جهد ومهما كلَّفنا ذلك من تضحيات ".

    كلمة حضرة صاحب السمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله بمناسبة ذكرى العيد الوطني المجيد ويوم التحرير ، في 22/2/1992م .

    "ستظل قضية الأسرى والمرتهنين على رأس اهتماماتنا ، فهي قضية أجزاء من جسدنا ".

    كلمة صاحب السمــو الشيـخ جابـر الأحمـد الجابـر الصباح حفظـه الله بمناسبـة العـشر الأواخــر مــن رمـضـــان ، في 8/3/1993م .

    " إن قضية أسرانا لم تغب عن بالنا طرفة عين ، لأنها في عمق قلوبنا ، تؤرق مشاعرنا من أجل من يتعذبون بالوحشة خارج وطننا ، ومن يتعذبون بالفقد داخل وطننا ، فلنواصل جهودنا دون ملل أو يأس حتى يعودوا إلينا إن شاء الله سالمين ".

    كلمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله في افتتاح دور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الثامن لمجلس الأمة ، في 20/10/1996م .

    أجمع العالم بأسره على أن احتلال العراق لدولة الكويت منذ 2/8/1990م ومحاولة طمس هوية الكويت وهي ذات سيادة وكيان مستقل يعد انتهاكا صارخا للمبادئ والمواثيق الدولية والروابط الأخوية والإسلامية والعربية ومبدأ حسن الجوار . وهذا العدوان مارس أبشع أنواع الجرائم ضد أفراد الشعب الكويتي والمقيمين على أرض الكويت المحميين بموجب الاتفاقيات الدولية ، ولم تكتف العراق ، بمثل التهديد والتعذيب والحبس والقتل ، والسلب والنهب ، وإفساد البيئة فلا يزال العراق يحتجز (605) أسيرا ويرفض إعادتهم إلى أوطانهم.

    لقد بذلت الكويت جهودا مكثفة على المستويين الرسمي والشعبي للكشف عن هؤلاء الأسرى والمفقودين ، باعتبار ذلك قضيتها الأولى لما لها من أبعاد اجتماعية ونفسية وإنسانية .

    ويقدم هذا التقرير موجزا لهذه القضية وأبعادها والجهود التــي بذلتــها دولـة الكويت حكومة وشعبا ، وموقف العراق الرسمي تجاه هذه القضية.

    حجم القضية وأبعادها :

    يصل العدد الإجمالي للأسرى والمفقودين لدى العراق ( 605) أسيرا ، من بينهم ( 570 ) أسيرا كويتيا بنسبة 94% و (35) أسيرا من جنسيات مختلفة كانوا يقيمون في الكويت في أثناء الاحتلال العراقي ، ويمثل الأسرى المدنيون الأغلبية حيث يبلغ عددهم ( 389 ) مدنيا بنسبة 65% ، مقارنة بعدد ( 216) عسكريا بنسبة 35%.

    وكما توضح الجداول التالية أن الأغلبية العظمي من الأسرى من الذكور 99% والأغلبية تقل أعمارهن عن 51 سنة.

    جدول رقم (1) يوضح توزيع الأسرى والمفقودين بحسب النوع


    ذكور
    598
    98.8%

    إناث
    7
    1.2%

    الإجمالي
    605
    100%


    جدول رقم (2) يوضح توزيع الأسرى والمفقودين بحسب الفئات العمرية


    من 16 إلى 30 سنة
    345
    56.9%

    من 31 سنة إلى 51 سنة
    232
    38.5%

    من 51 سنة إلى 80 سنة
    28
    4.6%

    الإجمالي
    605
    100%
  5. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    وهناك أبعاد عديدة لقضية الأسرى والمفقودين منها :

    اجتماعية :

    حيث إن الأسرى الكويتيين لدي العراق وعددهم (570) أسيرا يمثلون ما نسبته 0.1% من مجموع سكان الكويت وهي أعلى نسبة أسرى في العالم . ونظرا لطبيعة المجتمع الكويتي الذي تحكمه مجموعة من العلاقات الاجتماعية المترابطة ، فإن جميع الكويتيين بصورة مباشرة أو غير مباشرة متأثرون بتلك القضية.

    نفسية :


    يؤكد العديد من الدراسات مدي عمق المشكلات الاجتماعية والنفسية التي يعاني منها أهالي الأسرى والمفقودين وفي دراسة قام بها مكتب الإنماء الاجتماعي حول مشكلات الأطفال والمراهقين من أبناء الشهداء والأسرى والمفقودين الكويتيين وحاجاتهم الإرشادية والتي شملت (294) فردا من أبناء الشهداء وأبناء الأسرى والمفقودين ، توصلت النتائج إلى وجود مشكلات عديدة ( سلوكية ، دراسية ، نفسية ، اجتماعية ونفسية جسمية ) يعاني منها أفراد العينة .

    وفي دراسة أخري قام بها مركز الرقعي التخصصي شملت عينة عشوائية مكونة من (564) عائلة يبلغ عدد أفرادها 2854 فردا ، و (139) عائلة من عائلات الشهداء وأسرى الحرب وأشخاص تعرضوا لإصابات جسدية من جراء ألغام وذخيرة يبلغ عددهم ( 946 ) فردا ، أسفرت نتائج الدراسة عن أن بين عائلات الشهداء وأسرى الحرب والأشخاص المصابين يشيع اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة بين البالغين عاليا ( ما بين 43% و 33% ) أما معدل اضطراب ضغوط ما بعد الصدمة عند أطفال الشهداء وأسرى الحرب والمصابين فكان بين 25% و 20% ، وإن هذه النسبة تعد عالية مقارنة بالتقارير والدراسات التي أجريت في بعض دول العالم الأخرى.

    إنسانية :

    إن غياب الرعاية الصحية داخل السجون العراقية وعدم السماح للمعتقلين بمراسلة ذويهم ، يعد مخالفة لاتفاقيتى جنيف الثالثة والرابعة لسنة 1949 بشان أسري الحرب ، فهما يرتبان عدة التزامات على الدولة التي لديها أسرى تبدأ من اللحظة التي يقع فيها الأسير في قبضتها حتى يتم إطلاق سراحه ، ومن أهمها حق الاتصال بالعالم الخارجي والمعاملة الإنسانية والمعالجة الطبية والإفراج عن اسرى الحرب بعد انتهاء الأعمال العدائية بين الدولتين المتحاربتين.

    جهود دولة الكويت لإنهاء مشكلة الأسرى والمفقودين :

    بذلت الكويت حكومة وشعبا جهودا عديدة تجاه حل قضية الأسرى والمفقودين التي تعد – كما ذكرنا سابقا – قضية الكويت الأولى.

    1- الجهود الرسمية :

    انطلاقا من إيمان دولة الكويت بدور القنوات الدولية في حل القضايا والمنازعات ، وحرصا منها على معرفة مصير أسراها من رعاياها والمقيمين عليها ، وتمشيا مع ما جاء في اتفاقية جنيف لعام 1929م بشان تنظيم حقوق الأسرى وواجبات الدولة الآسرة وما اشتملت عليه اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949م وبخاصة الثالثة والرابعة منها بشان اسرى الحرب ، باركت الكويت ما جاء بقرار وقف إطلاق النار الذي صدر في 2/4/1991م وما تضمنه من ضرورة تعاون العراق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أجل إطلاق الأسرى الكويتيين ورعايا البلدان الأخرى، وسارعت الكويت إلى المشاركة في لجنة الرياض في 7/3/1991م بحضور ممثلي العراق تحت رعاية اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم تعهد فيها المجتمعون ضمن أمور أخرى بالالتزام بنصوص اتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949م بشكل كامل ، وإعداد وتقديم قوائم بأسماء الأسرى والمحتجزين والمرتهنين والمفقودين تمهيدا لإطلاق سراحهم في أسرع وقت ممكن.

    وقد توقف العمل في هذه اللجنة بسبب غياب العراق عن حضور الاجتماعات ، وعادت الكويت لتحيي عمل اللجنة بتقديم طلب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بعقد اجتماعات في جنيف أطلق عليها اجتماعات "اللجنة الثلاثية " ، وتجمع في عضويتها كلا من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا ويرأسها رؤساء مكاتب الصليب الأحمر الدولي في كل من الكويت وبغداد بالتناوب . وعقد أول اجتماع للجنة المكلفة في جنيف في يوليو لعام 1993 ، وتلاه اجتماع ثان في نوفمبر عام 1993م ، وقد تغيب العراق عن الاجتماعين.

    وبسبب تصاعد الضغط على العراق حضر الاجتماع الرابع للجنة الثلاثية بجنيف في يوليو 1994م ، واستمرت الاجتماعات تتوالى دون الوصول إلى أية نتائج .

    لذلك قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في 8/12/1998م باقتراح تشكيل " لجنة فنية " تضم في عضويتها كلا من الكويت والعراق وأعضاء اللجنة الثلاثية.

    ومن أبرز أهداف هذه اللجنة الإسراع في عملية البحث وتسهيل تبادل المعلومات الخاصة بالملفات وتنفيذ وسائل المتابعة الممكنة والضرورية استنادا إلى نتائج البحث ، وخلق جو من الثقة بين الأطراف المشاركة في عمل هذه اللجنة .

    لقد قامت الكويت مع كل من المملكة العربية السعودية وبقية أعضاء اللجنتين الثلاثية والفنية ببذل كافة مساعيها وجهودها لإنجاح عمل اللجنتين وتعجيل عمليات البحث والتقصي ، حيث قدمت الكويت كل الوثائق والأدلة الدامغة على عمليات الحجز والاعتقال والارتهان والأسر التي قامت بها قوات النظام العراقي في أثناء فترة الاحتلال.

    وحتى فبراير 1999م ، بلغ مجمل الاجتماعات (33) اجتماعا للجنة الفنية و (23) اجتماعا للجنة الثلاثية. وقد حرصت الكويت ممثلة بوزير الدفاع ورئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين ، الشيخ سالم الصباح ، على حضور اجتماعات اللجنتين ، على الرغم من مماطلة العراق وعدم حضور بعض من تلك الاجتماعات أو تقديم المعلومات المطلوبة وتحديها.

    ومن ناحية أخرى ، قامت حكومة الكويت عام 1998م بتوزيع تقرير رسمي حول قضية الأسرى والمفقودين على أعضاء مجلس الأمن الدولي لتكون محل اعتبار قبيل إجراء المراجعة التي يجريها المجلس بشأن استجابة العراق للقرارات الدولية ،
  6. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    وقد احتوى التقرير ستة مطالب وضعتها الكويت أمام مجلس الأمن وهي :

    1- أن يعلن العراق فورا عن أسماء من لايزال حيا ومن لقي حتفه من بين الأسرى الكويتيين ورعايا الدول الأخرى.

    2- أن يسمح العراق على الفور للمنظمات الإنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة الأسرى الأحياء ، وأن تقدم الدلائل على وفاة الآخرين إضافة إلى المواقع الدقيقة التي تم دفنهم فيها.

    3- أن يبدأ العراق في التعامل الفوري والجاد مع جميع الحالات التي قدمتها الكويت ، وأن يقوم بالإسراع في عملية البحث وتدقيق المعلومات.

    4- أن يدعو العراق اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنفيذ المهام المفوضة بها في السجون العراقية وأماكن الاحتجاز الأخرى.

    5- أن تقوم الدول الأعضاء في مجلس الأمن ببذل الضغوط المطلوبة على العراق لوضع نهاية لهذه القضية الإنسانية.

    6- أن يتم طرح هذه القضية داخل مجلس الأمن في كل مرة يتم تناول أسئلة تتعلق بتطبيق قرارات مجلس الأمن والعقوبات على العراق.

    ومن أجل حماية حقوق الأسرى والمفقودين وحل قضيتهم ، في عام 1992م شكلت الكويت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين بهدف توحيد الجهود وتنظيمها لتحقيق الهدف المنشود في تأمين عودة الأسرى والمفقودين إلى وطنهم وذويهم في اقرب وقت ممكن والعمل على رعاية أسرهم وتوفير ما يحتاجون إليه من مساعدات اجتماعية ونفسية ومالية ، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية الأسرى وحقوقهم المدنية والإنسانية وفقا للقوانين الدولية بالتعاون مع الجهات الرسمية المسؤولة ، وفتح قنوات اتصال مع الجهات الرسمية واللجان الدولية التي تهتم بقضايا حقوق الإنسان في العالم. بالإضافة إلى مواصلة الضغط على العراق من خلال المحافل الرسمية واللجان الدولية للتعاون مع الجهات الرسمية المسؤولة.

    2- مجلس الأمة الكويتي وقضية الأسرى :

    شكل مجلس الأمة الكويتي في 24/10/1992م لجنة لشؤون الأسرى والمرتهنين من أبرز مهامها تقصي الجهود التي تبدل بشان الإفراج عن الأسرى والمفقودين وفتح قنوات اتصال برلمانية مع البرلمات في العالم لدعم قضية الأسرى.

    لقد كان للدبلوماسية البرلمانية دور هام في حشد التأييد لقضية الأسرى من جانب كافة برلمانات العالم ، وذلك من خلال الجولات البرلمانية ، حيث أكد رؤساء البرلمانات الذين التقوا أعضاء مجلس الأمة أن برلماناتهم سوف تتخذ الإجراءات اللازمة والمناسبة بشأن قضية الأسرى التي تعد قضية إنسانية في المقام الأول.

    3- الجهود الشعبية :

    ساهمت الجهود الشعبية في إثارة قضية الأسرى أمام الرأي العام العالمي ، وتمثلت تلك الجهود في إقامة المعارض والندوات فضلا عن لقاءات الجمعيات التطوعية بالكويت بمثيلاتها في الدول الأخرى ويمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

    1- النشاط المميز : الذي يقوم به الاتحاد الوطني لطلبة الكويت حيث قام بتنظيم اعتصام طلابي أمام السفارة البريطانية للمطالبة بحل قضية الأسرى والمرتهنين ، وقدم الاتحاد رسالة إلى السفير البريطاني لتسليمها إلى رئيس وزراء بريطانيا تضمنت إشادة بجهود الحكومة والشعب البريطاني ومواقفهما تجاه الكويت وقضاياها العادلة.

    كما قام الاتحاد بمناشدة كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة بتكثيف جهود المنظمة الدولية لإطلاق سراح الأسرى الكويتيين من خلال تقديم ستة آلاف وخمسمائة وخمسين توقيعا جمعوها من المواطنين والمقيمين ، ومن جهة ثالثة أقام وفد طلابي كويتي معرضا بالقاهرة يضم أفلاما وصورا فوتوغرافية وملصقات لإيضاح أبعاد تلك القضية ، وخلال هذا المعرض قام رئيس الوفد بشرح القضية مؤكدا أنها قضية حيوية لها تأثيرها الاجتماعي البالغ في نفوس أبناء الشعب الكويتي.

    2- جمعية أهالي الأسرى والمرتهنين : تم إنشاء تلك الجمعية وتضم أهالي الأسرى ، ويتركز نشاطها في العمل الإعلامي والاجتماعي والشعبي من خلال مخاطبة الشعوب العربية والصديقة وحثها على الضغط على العراق لإنهاء تلك المأساة ، وتحظى تلك الجمعية بدعم الحكومة الكويتية ورعايتها من خلال لقاءات المسؤولين برئيس الجمعية وأعضائها.

    وكان لتلك الجهود من آثار إيجابية التي تمثلت في دعم الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لقضية الأسرى والمرتهنين ومنها على سبيل المثال لا الحصر بيان جمعية الصداقة الإيطالية الكويتية الذي أصدرته عام 1998م وطالبت فيه الحكومة الإيطالية ببذل الجهود لإطلاق سراح الأسرى والمرتهنين لدي العراق ، فضلا عن انعقاد ندوة دولية بمدينة فلورنسا حول الأسرى الكويتيين ، والتي أكدت إن استمرار احتجاز هؤلاء بصورة غير شرعية يمثل انتهاكا صارخا لأبسط حقوق الإنسان التي نص عليها الميثاق العالمي ، وهي تبادل الرسائل مع ذويهم.
  7. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    الأسرة والمجتمــع


    لقد كان للأسرة الكويتية قديماً نوع من الاكتفاء الذاتي من الناحية الاقتصادية وذلك نظراً لمساهمة الجميع لسد الحاجيات الأساسية للأسرة . حيث كان لزاماً على الرجل العمل بالخارج لكسب الرزق وتوفير المال والمأكل والمشرب ، في حين تكمن مسئوولية المرأة في الأمور الخاصة بالمنزل وتربية الأطفال.

    إضافة إلى ذلك كان المجتمع يحكم الأسرة والأفراد ، بمعنى آخر كان كـل مــن الأسرة الموسعة الكبيرة والمسجد وكبــار الســن يعـملـون كسلطة أبوية تفض الخلافات التــي قد تنـشـأ بداخل الأسرة ، أو بين الزوج و زوجته ، أو حتى بين الأبوين والأولاد.

    الحالة الاقتصادية :

    لقد تأثر الكويتيون والمجتمع الذي يعيشون فيه فترة ما قبل عصر النفط بعنصرين أساسيين من البيئة هما البحر و الصحراء ، حيث كان لهما الأثر الكبير في تكوين العادات والتقاليد بالإضافة إلى التركيبة الاجتماعية والبنية الاقتصادية للبلاد . لقد كانت مهنتا الغوص على اللؤلؤ والتجارة هما الرائجتين في ذلك الوقت . ففي موسم الغوص كان اللؤلؤ يستخرج من الخليج ثم يسوَّق عن طريق عملية المبادلة بالاحتياجات الاستهلاكية الأساسية للأفراد . كما كان للكويت مساهمة إنتاجية صغيرة خاصة بالزراعة وصيد الأسماك ورعي الأغنام ، تفتقر إلى وجود الفائض منها من الإنتاج . لذا كان الاهتمام المتزايد بعمليات التجارة التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

    ينقسم الكويتيون إلى ثلاث مجموعات هي: " البدو" (وهم الذين يسكنون في الصحراء) ، "البحَّارين"، وفئة قليلة من المزارعين. وقد لعبت القبيلة والأسرة الموسعة الكبيرة دوراً في تأسيس المجتمع ونشأته ، وتوجيه أفراده ، ومساعدتهم اقتصادياًّ.

    الحالة الاجتماعية :

    تتكون الأسرة الكويتية التقليدية من الزواج الأحادي وأحياناً تتصف بتعدد الزوجات برئاسة جد الأسرة الكبيرة ، بالإضافة إلى الأولاد المتزوجين ، وزوجاتهم ، وأولادهم وكذلك الأعمام والعمات غير المتزوجـين.

    إن المرتبة في داخل الأسرة تعتمد على العمر والجنس ، حيث أن الجد لديه الصلاحية لإدارة جميع الأمور ، كما أنه المتحدث بالنيابة عن جميع أفراد الأسرة . وفي حالة وفاته يقود الأسرة أكبر الأولاد المتزوجين فيأخذ بزمام جميع الأمور.

    إن دور أفراد الأسرة مُعرَّف بشكلٍ واضح ، حيث أن لكل شخص مهمة عمل محددة . وفقاً للعادات والتقاليد تعلمت المرأة الكويتية بأن تكون زوجةً صالحةً وأماًّ ومربيةً فاضلةً ، حيث تنحصر مهمتها الأساسية في اهتمامها بزوجها وأولادها وأسرتها.

    كان للمجتمع الكويتي وقفة مع تطلعات المرأة الخاصة بها وكانت الأسرة تقوم بإتمام عملية الزواج للأنثى في عمر صغير ، في حين أن الرجل يتمتع بالحرية الكاملة في عمل أي شيء يريده ، فهو من يذهب للعمل ويوفر المال والقوت للأسرة . وقد يختلف الروتين بالنسبة للمرأة في الأسرة الفقيرة ، فنجدها تذهب للسوق ، وتقوم بغسل الملابس على شاطئ البحر ، وتقوم بجلب الماء من السفن التي تحمله مباشرةً . بينما المرأة المنحدرة من أسرة غنية لم تكافح ولم تتحمل مشقة مثل هذه الأمور ، حيث لديها من يقوم بكل تلك الأعمال.

    إن المجتمع الكويتي في مرحلة ما قبل عصر النفط يركز على الأسرة الكبيرة الممتدة ويحث على صلة القرابة ، في حين يقل التركيز على العلاقة بين الزوج والزوجة وأولادهما . ويمكننا القول بأن الأسرة الكبيرة الممتدة تجعل دور الفرد داخل إطار الأسرة دوراً ثانوياً.

    يعود أمر الزواج والطلاق في الأسرة الكويتية لإطار الجماعة ، ويمكن الأخذ بقرار الفرد ولكن القرار الأخير يعود إلى كبير الأسرة . إن الزواج داخل المجتمع الكويتي يأتي عن طريق العادات والتقاليد والأعراف السائدة في البادية حيث نجد حتمية زواج ابن العم لابنة العم ونجد هذا الأمر في البادية والمدن كذلك . ولقد كان هذا الأمر إجباريا إلا إذا تملص ابن العم من هذه العملية.

    وهناك أسباب كثيرة تدعو إلى مثل هذا الزواج ( زواج الأقارب ) وهي :ـ

    1 - يشعر والد الفتاة بنوع من الربط والوثاق المتبادل بين العائلتين ، حيث يعزز مكانة الأسرة أو القبيلة بمثل هذا النوع من الزواج.

    2 - نظراً لكون الزواج أُسري ، فسوف يفكر الرجل والمرأة مراراً قبل الشروع في الطلاق.

    يعتبر الزواج المدبر الخاصية الثانية للزواج الكويتي ، فغالباً ما تقوم والدة الرجل بالبحث عن فتاة مناسبة لابنها لكي يتزوجها. وبعد وقوع الاختيار تقوم بوصفها لابنها ، ومن ثم تبدأ إجراءات الزواج.

    في الحقيقة إنه من الشائع في الزواج التقليدي أن العروس لا تعلم عن موعد الزفاف إِلاَّ قبل أسبوع من موعده ، وأحياناً في صباح ذات اليوم.

    إلا أن هذه العادات قد تبدلت تماماً في الوقت الحاضر.

    التعليم في الكويت قبل النفط

    يمكن تقسيم نشأة التعليم في الكويت ما قبل عصر النفط إلى المراحل التالية :

    1- مرحلة المسجد .

    2- مرحلة المطوع والملا .

    3- مرحلة نشأة مدرستي المباركية والأحمدية .

    4- مرحلة إنشاء مجلس المعارف .

    5- مرحلة البعثات الخارجية .

    6- تعليم المرأة .
  8. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    1- مرحلة المسجد :


    أي مجتمع إسلامي لابد أن يكون بينه من يقرأ القرآن ليؤم المسلمين في الصلاة ويخطبهم في صلاة الجمعة والأعياد ويجيد قسمة المواريث وعقد الزواج. ويعلم الناس الفرائض وأمور الدين. وقد وجد المجتمع الكويتي المسلم في شخص محمد بن فيروز عالم الإحساء المشهور ضالته فطلب إليه المجيء إلى الكويت. فكان بذلك - بعد أن لبي الدعوة - أول عالــم عرفته الكويت وأول قاض وأول واعظ ومدرس ، وكان مسجد ابن بحر الذي انشيء قرب الساحل - وهذا غير المسجد الذي يحمل الاسم نفسه في وسط مدينة الكويت تقريبا بعد استقرار القوم - أول مدرسة اتخذ منها ابن فيروز مقرا لصلاته وخطبه ووعظه . وتوفي هذا العالم في عام 1722م ويرجع بناء المسجد الأول إلى عام 1670م مع بناء الكويت تقريبا ، وهذا أمر مطابق تماما لنشأة أي مدينة إسلامية حيث يبني قصر الإمارة ثم المسجد مركزا للمدينة.

    بلغ عدد المساجد في الكويت في عام 1771م حسب رواية القاضي عبد الرحمن السويدي الذي لجأ إلى الكويت هربا من الطاعون في بغداد - 14 جامعا و مــسجدين. وذكــر أنه قرأ الحديث في ستة جوامع ، فكان يقرأ في الجامع يومين أو ثلاثة فيضيق من كثرة المستمعين فينتقلون إلى جامع أكبر ، حتى استقر الدرس في جامع ابن بحر وهو جامع كبير مطل على البحر.

    برز في هذه المرحلة شيوخ وعلماء دين كان لهم تلاميذهم أشهرهم محمد بن فيروز وولده عبد الله وحفيده محمد المتوفى عام 1801م في الأحساء. كما شهدت الكويت علماء آخرين قدموا إليها من الأقطار المجاورة أبرزهم القاضي عبدالرحمن السويدي قاضي البصرة آنذاك ، وعرفت الكويت بعد ذلك عبد الجليل الطبطبائي في عام 1836م الذي توفي عام 1854م ومن بعده ابنه أحمد بن عبد الجليل الطبطبائي المتوفى عام 1878م وتتلمذ على يده ثلاثة من أوائل معلمي الكويت هم خالد العدساني ويوسف اليعقوب وعبد الوهاب الغرير، وجاء بعد هؤلاء الثلاثة جيل من المدرسين والعلماء أشهرهم سليمان خالد العدساني ، وعبد الله خلف الدحيان ، ومحمد جنيدل ، وأحمد محمد القطان ، ويوسف بن حمود ، ومحمد ابراهيم الغانم.

    2- مرحلة المطوع أو الملا :

    جاءت مرحلة التعليم المقصود وليس الطوعي على يد معلم متفرغ وفي مكان غير المسجد ، فكانت مرحلة مدارس المطوع أو الملا وهي أشبه بالكتاتيب في البلاد الأخرى ، وقد فرض تطور الحياة في الكويت واهتمام أهلها بالتجارة وسفرهم إلى أقطار بعيدة ضرورة تطور أساليب التعليم.

    وهنا لجأ المجتمع إلى تنظيمه في عام 1887م عندما عرف ما سمي بالتعليم المقصود الذي بدأ الولد بموجبه يذهب في سن مبكرة إلى مكان خاص رغبة من ذويه ليتعلم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة على يد الملا أو المطوع في جزء من منزله مقابل أجر يتفق عليه حسب إمكانيات ولي أمر الطالب. وكان هذا المكان الخاص للتعليم يطلق عليه اسم "مدرسة" الملا أو المطوع ، وكان أساس التعليم بها دينيا وبذلك اصبح التعلم سببا من أسباب الرزق لبعض المتعلمين في المجتمع. وفي هذه المرحلة عرف أولياء الأمور أنواعا من الأجر الذي يدفع للملا أو المطوع وقد دفعوها عن طيب خاطر مع ضيق الحياة وشظفها وضعف الكسب فيها وكان منها :

    الدخلة : عند تسجيل الطالب ولم تكن تزيد عما يساوي الآن 150 فلسا.

    الخميسة : وهو أجر يدفع كل خميس ولا يزيد عما يعادل 40 فلسا.

    النافلة : وهو ما يدفع للملا في المناسبات الدينية بقدر ما يتيسر من القمح والتمر.

    العيدية : وهو مبلغ من المال يدفع حسب قدرة الطالب قبل العيد أو بعده.

    الفطرة : وهي زكاة الفطر عند المسلمين يخرجها الصائم عن نفسه أو عمن يعول.

    ختمة الجزء : رسوم يدفعها الطالب كلما ختم قسما من القرآن الذي جري تقسيمه حسب اصطلاح الملا الي 13 قسما ، ولم تتبع طري قة تجزئته إلى ثلاثين جزءا.

    القطوعة : مبلغ يتفق عليه بين الملا وولي أمر الطالب يدفع عند ختم الولد للقرآن الكريم ولا يلتزم ولي الأمر بغيره من الرسوم.

    الختمة : تدفع عند إنهاء الولد تلاوته للقرآن الكريم وقد تكون في سنة أو أكثر.

    التحميدة : مبلغ يدفعه سكان الحي تطوعا كي يغطوا فيه نفقات من يختم القرآن الكريم من الطلاب الفقراء وترافقه مسيرة طلابية من الصبية يرددون التحميدة قائلين : الحمد لله الذي هدانا ، للدين والإسلام اجتبانا.

    ومن الأمور التي اهتم بها الملا أو المطوع تعليم الخط وحسن أدائه وجماله لان صاحب الخط الجميل كان مطلوبا لدي التجار كي يعمل عندهم. كما كانت معرفة حسابات الغوص وكيفية تقسيم الدخل بين النواخذة (ربابنة السفن) والبحارة أمرا ضروريا ، رافقه معرفة حسابات الجص المستخدم في طلاء البيوت وبنائها ، ومعرفة حسابات الدهن (السمن) الذي كان سلعة أساسية في تجارة الكويت البرية مع ظهيرها البدوي في الصحراء المحيطة بها وبخاصة الظهير النجدي حيث عرفت التجارة مع هذا الظهير في تاريخ الكويت " بالمسابلة " نسبة إلى سبيل أي طريق.

    من علماء الكويت الذين اهتموا بتعليم الناشئة في هذه المرحلة الملا قاسم وأخوه الملا عابدين 1883م والملا راشد الصقعبي ابن شرهان 1888م والسيد عبد الوهاب الحقان 1890م الذي تتلمذ على يديه الشيخ يوسف بن عيسي القناعي ، ومنهم الملا عبد الله بن خلف بن دحيان والملا حمادة وابنه قاسم والملا زكريا الانصاري ، الملا عثمان …. الخ والعدساني الأسرة التي اشتهرت بالقضاء في الكويت أبا عن جد.

    أما تعليم الحساب بعملياته الأربع المعروفة فلم تعرفه الكويت إلا في عام 1892م عندما زارها الملا علي بن عمار وعمل محاسبا في ديوان الأمير. وبلغ عدد هذه المدارس التي كانت مشابهة للكتاتيب نحو 35 في عام 1935م منها 25 للبنين ، 10 للبنات.

    وفي عام 1935م نفسه كان هناك مدرستان هما المباركية والأحمدية بهما حوالي 2500 طالب وطالبة إضافة إلى هذه الكتاتيب.
  9. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    3- مرحلة نشأة مدرستي المباركية والأحمدية :


    شهدت نهاية عام 1910م وبداية عام 1911م نقلة في تاريخ التعليم في الكويت ففي هذا العام كان الشيخ محمد بن جنيدل يقرأ قصة المولد النبوي للبرزنجي في ديوانية الشيخ يوسف بن عيسي القناعي. وما إن انتهي الشيخ جنيدل من قراءته حتى خطب الشيخ ياسين الطبطبائي في الحضور داعيا إياهم إلى الإقـتــداء برســول الله ( صلى الله عليه وسلم) ومعرفة سيرته وتعلمها وقال ما معناه : لا يمكن للقوم أن يتعلموا ما لم يكن لهم مدارس ومعلمون .. وطلب إليهم التعاون على فتح المدارس المفيدة ليبعدوا الأمية عن أنفسهم.

    وكان ذلك الحديث أساس الفكرة التي التقطها الشيخ يوسف بن عيسي القناعي وبدأ في جمع التبرعات من الميسورين لفتح مدرسة جديدة. وقد استجاب هؤلاء ايما استجابه فجمع أهل الكويت 78 ألف روبية. وتم البناء.

    وكانت الدفعة الاولي بالمدرسة 254 طالبا استقبلتهم يوم 22/12/1911م ، وصار للمدرسة مجلس من : حمد الخضير ، وشملان بن علي بن سيف ، وأحمد الحميضي.

    وكان الشيخ يوسف أول مدير لها جاء بعده الشيخ يوسف بن حمود ومن بعده السـيد عـمـر الأزميري ، وكانـت طليـعـة المـدرسـيــن بها : الشيخ حافظ وهبة المصري ، عبد العزيز حمد المبارك الإحسائي ، نجم الدين الهندي ، عبدالرحمن العسعوسي ، عبد القادر البغدادي ، محمود الهيتي ، الشيخ محمد نوري ، محمود شوقي الايوبي ، أحمد بن خميس الخلف ، عبدالملك الصالح المبيض.

    كان مستوى المباركية متواضعا تعني بالدروس الدينية وتنظيم الدفاتر التجارية وحساب الغوص والسفر. ثم أصبحت الحاجة ملحة إلى تقوية المدرسة وإدخال تعليم الإنجليزية ومواد أخرى إلى المناهج. ولما نوقش الأمر في ديوان السيد خلف باشا النقيب عام 1921م بحضور الشيخ عبدالعزيز الرشيد ، والشيخ يوسف بن عيسي ، اتفق على تأسيس مدرسة جديدة باكتتاب شعبي وتولي أمر الاكتتاب سلطان إبراهيم الكليب ، وفعلا وصل الاكتتاب السنوي إلى ثلاثة عشر ألف روبية.

    وتعهد الشيخ أحمد الجابر حاكم البلاد آنذاك بدفع مبلغ ألفي روبية سنويا ، وتم إنشاء مدرسة "الأحمدية" بعد ضم مدرسة العامرية الخاصة إليها وعين عبدالملك الصالح ناظرا لها.

    واهتمت الأحمدية بأساسيات القراءة والكتابة وعلوم الدين والحساب والهندسة والتاريخ والجغرافيا والتاريخ الطبيعي والرسم والصلصال والأناشيد والرياضة البدنية.

    أصبحت المباركية والأحمدية أعلى من الكتاتيب في الدرجة والمنهج والمواد وأقرب إلى التنظيم التعليمي الحديث ، ومن آفاق هاتين المدرستين المباركية والأحمدية نبتت بذور الأفكار الحرة والآراء الناضجة وانتشرت أشعة مبادئ العلوم ، وعرفت الكويت في ظل وجودهما المؤسسات الفكرية والاجتماعية والأدبية الرائدة مثل الجمعية الخيرية التي أسسها خالد الفرحان عام 1913م ، المكتبة الأهلية (العامة) 1922م ، والنادي الأدبي 1924م.

    كما شهدت الكويت في هذه الفترة بدايات المدارس الأهلية التي تعلم اللغة الإنجليزية منها مدرسة الإرسالية الأمريكية 1917م في بيت الربان بإدارة القس كالفرلي ويعاونه جرجس سلو ، ومدرسة إسماعيل كدو الخاصة. كما شهدت الكويت في هذه الفترة أيضا ما بين 1920 و 1923م توجه بعض الطلاب للدراسة على نفقتهم الخـاصة خــارج الكـــويت وعلى الأخص الهند ، منهم : محمد أحمد الغانم ، عبداللطيف محمد ثنيان الغـــانم ، عبدالعزيز الصقر ، محمد يوسف العدساني ، مبارك الساير ، أحمد مدوه.

    ينبغي القول أن مدرستي الأحمدي والمباركية عاصرهما مدارس خاصة أكثر تقدما في مناهجها من الكتاتيب الاولي وأهمها : مدرسة الفلاح للملا زكريا الانصاري الذي أنشأها 1895م واستمرت حتى 1941 ، ومدرسة السعادة التي أنشأها شملان بن علي بن سيف عام 1924م على نفقته الخاصة لتعليم الأيتام وأبناء أسرته ، واستمرت حتى عام 1929م ومدرسة الملا مرشد التي افتتحت عام 1926م وأغلقت عام 1956م ومدرسة الملا عثمان عام 1930م وكذلك مدرسة الخنيني عام 1935م.

    4- مرحلة إنشاء مجلس المعارف :

    رأي نخبة من الكويتيين عام 1936م أن المدارس الموجودة لا تؤدي الفائدة المطلوبة للبلاد لا سيما وأن أخبار اتفاقية استخراج النفط أصبحت معروفة وكان لابد من الاستعداد لعصر النفط بعد أن كان عصر اللؤلؤ قد انتهى بعد استزراع اليابان له و بدء تسويقه على النطاق العالمي في أواخر العشرينات. أضف إلى ذلك أن الأزمة الاقتصادية العالمية امتدت آثارها إلى الكويت ولم يعد كثير من الأثرياء قادرين على التبرع للتعليم بسبب شح الموارد فاجتمع نفر من رجالات الكويت في بيت الشيخ يوسف بن عيسي القناعى ، منهم :
    السيد علي السيد سليمان الرفاعي ، سليمان العدساني ، مشاري الحسن ، محمد الغانم ، نصف اليوسف ، عبدالله العسعوسي ، سلطان الكليب.

    اقترح هؤلاء زيادة نسبة الجمارك إلى 5% على أن يكون 4% للدولة ، 0,5% لدائرة البلدية التي كانت قد أنشئت عام 1934م ، 0,5% للتعليم ، ووافق حاكم البلاد على ذلك.

    تبع الخطوة هذه إصدار الشيخ أحمد الجابر قرارا بتشكيل مجلس للمعارف منتخب على غرار المجلس البلدي ، وقد تم انتخاب المجلس فعلا من بين أهل الحل والعقد وكانوا 12 شخصية برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح ، وتألف أول مجلس للمعارف من :

    يوسف بن عيسي ، أحمد المشاري ، يوسف الحميضي ، عبدالله الصقر ، مشاري الحسن ، سلطان الكليب ، نصف اليوسف ، محمد الغانم ، سليمان العدساني ، يوسف العدساني ، علي سليمان الرفاعي ، مشعان الخضير.

    استقدام المدرسين :

    أما القرار الرئيسي الذي اتخذه المجلس فقد تمثل في الكتابة إلى السيد أمين الحسيني مفتي فلسطين آنذاك وقائد ثورتها طالبا إليه إرسال أربعة مدرسين مؤهلين وعلى خلق حسن للعمل في مدارس الكويت وتمت الموافقة ووصلت أول بعثة من المدرسين العرب إلى الكويت في النصف الأول من رمضان عام 1355هـ وكانوا : أحمد شهاب الدين ، جابر حديد ، محمد المغربي ، خميس نجم ، وبوصولهم بدأ النظام التربوي الحديث في الكويت.

    وفي 1/10/1940م كان عدد مدارس التعليم الحكومي :

    أربع مدارس للبنين داخل السور وهي المباركية ، الشرقية ، الأحمدية ، القبلية ، وثلاث مدارس للبنات وهي الوسطي ، القبلة ، الشرقية. وكان عدد الطلاب الذكور 1072 والإناث 275 تلميذة.
  10. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    وست مدارس للملالي في القري وهي الجهره ، فيلكا ، دمنة (السالمية) ، الفحيحيل ، الفنطاس ، أبو حليفة. وكانت معظم المدارس في بنايات مستأجرة لا تزيد قيمة الإيجار للبناية عن 200 روبية سنويا. وقدمت الجمارك في هذا العام 50 ألف روبية وشركة حمال باشى عشرة آلاف روبية.

    وعندما كانت المعارف تعاني العجز في دفع رواتب العطلة الصيفية للمدرسين كانت تستدين من الشيخ يوسف بن عيسي أو غيره من التجار أو من خزانة البلدية.

    وكانت رواتب المدرسين آنذاك تتراوح ما بين 14 جنيها استرلينياً للمدير ، و13 جنيها استرلينا للمدرس المؤهل ، وما بين 3-5 جنيهات للمدرس غير المؤهل. أما في مدارس القرى فقد تراوح راتب الملا ما بين 15 روبية و 25 روبية في الشهر تدفعها المعارف.

    قفزت أرقام الميزانية في العام الدراسى 42/1943م إلى 415,054 روبية (31,116 د.ك) وكان الوارد 168 ألف روبية :

    من جمارك الميناء 159 ألف روبية ، ومن مصلحة النقل 9,000 روبية بعجز قدره 220600 روبية.

    أما في الفترة ما بين 1/6/1946م - 31/12/1947م فقد قفز الرقم إلى 1,428,895 روبية ، كان منها 620 ألف روبية من ميزانية الدولة ( بعد تصدير النفط في يونيو 1946) ومن رسوم الميناء 581,855 روبية.

    وكانت المصروفات 1,117,076 روبية مما يشير إلى توفر المال لأول مرة في ميزانية التعليم.

    من بين عدد السكان البالغ مائة ألف نسمة في عام 1946م بعد أن كان 60 ألفا في عام 1930م .

    لكن هذه الأرقام جميعها قفزت قفزات كبيرة بعد العام الدراسي 46/1947م عام تصدير النفط وبعد أن قررت الكويت تحويل شعلات النفط المتقدة إلى شعلات من العلم والثقافة للبنين والبنات للكبار والصغار ، للوافدين والمواطنين على حد سواء إيمانا منها أن مجد الأمم إنما يبنى بالإيمان والمال والعلم والجد والاجتهاد في تحصيله.

    5- مرحلة البعثات الخارجية :

    كان الشيخ يوسف بن علوي أول من ارتحل طلبا للعلم في مصر وبقي فيها إلى أن توفاه الله عام 1862م ، تبعه الشيخ أحمد الفارس الذي ارتحل إلى الأزهر في عام 1863م وعاد إلى وطنه وبعده الشيخ مساعد العازمي الذي درس الدين في الأزهر وأتقن التطعيم ضد الجدري وعاد ليفيد به وطنه.

    ونسمع كذلك عن ارتحال الشيخ أحمد خالد العدساني ، والشيخ يوسف بن عيسي القناعي إلى الإحساء ، وكان فرحان الخالد الذي أنشأ الجمعية الخيرية عام 1913م أول من فكر في إرسال البعثات الطلابية للخارج وجاء هذا الأمر هدفا من أهداف جمعيته ، وقد سبقت الإشارة إلى مجموعة الطلاب الذين درسوا في الهند في الفترة ما بين 1920 و 1923م.

    بدأ تاريخ البعثات التعليمية الرسمية للخارج عام 1924م عندما أرسلت حكومة الكويت سبعة طلاب وتبعتها بعثة أخرى عام 1936م من خمسة طلاب إلى بغداد وأربعة آخرين عام 1939م إلى القاهرة وأرسلت في الفترة ما بين 1940-1942م ، 11 طالبا إلى البحرين وطالبين إلى بيروت ، وفي العام الدراسي 46/1947م كان هناك 56 مبعوثا كويتيا في مصر كانوا يقيمون في بيت الكويت الذي أنشأته المعارف في عام 1945م في مصر وتولى إدارته المرحوم عبدالعزيز حسين ، ووفر للطلاب الجو العلمي المناسب مما مكنهم من تحقيق نسب عالية في النجاح.

    وكان مقره الأول في الزمالك في بيت فؤاد سلطان باشا وحضر افتتاحه أحمد أمين في أكتوبر 1945م الكاتب الإسلامي المعروف وصاحب مجلة الثقافة الأسبوعية نائبا عن وزير معارف مصر ، واشتهر هذا البيت بأن أصبح مركزا ثقافيا شاملا تقام فيه المحاضرات والندوات والمسابقات الرياضية ويقوم أعضاؤه بزيارة المواقع الأثرية والسياحية. واشتهر بيت الكويت بإصداره لمجلة البعثة في عام 1946م التي كان يحررها الطلبة أنفسهم والتي إحتوت على المقالات الأدبية والقصائد الشعرية وأخبار الطلبة وتحصيلهم وأخبار وطنهم الكويت ، واستمرت في الصدور حتى عام 1953م.

    كما اشتهر بيت الكويت في عام 1958م عندما انتقل إلى مقره بالدقي ( السفارة اليوم ) وقام بافتتاحه المرحوم الرئيس جمال عبدالناصر بحضورالشيخ عبدالله الجابر ولفيف من الشخصيات المصرية والكويتية.

    6- تعليم المرأة :



    لم تنل المرأة الكويتية نصيبها كاملا من التعليم كما ناله الرجل في عصر النـهـضــة في أوائل القرن السابع عشر الميلادي ، وكان للتقاليد الاجتماعية التي فرضت الزواج المبكر على البنت ، وعدم الخروج من البيت أثره في تأخر تعليمها رغم أن الدين الإسلامي يعطي المراة حقها في التفقه والتعلم بما ينفعها ويناسب وضعها الاجتماعي والأسري.

    بدأ تعليم المرأة بتحفيظها القرآن الكريم إما على يد ولي الأمر في البيت أو على يد المطوعات والملايات (المدرسات الأوليات ) اللواتي تعلمن قراءة القرآن ومبادئ الكتابة في بيوتهن ، وحتى عام 1938م عرفت الكويت خمسا وأربعين مطوعة تفرقن في أحياء الكويت وعلمن ما لا يقل عن ألفي فتاة قراءة القرآن.

    وكانت الفتاة تجلس القرفصاء على الحصير مع زميلاتها حول المطوعة وأمام كل منهن كرسي صغير بدلا من الطاولة ، وكانت الدراسة في العريش صيفا وفي إحدى غرف بيت المطوعة المخصصة للتدريس شتاء. ولم يكن هناك شروط لقبول الطالبة. وفي بعض الأحيان درس الأطفال الذكور مع أقربائهن من الإناث عند المطوعات. وكانت الدراسة عند المطوعة بأجر لكنه كان أجرا متواضعا يدفع على أقساط بمسميات متعددة منها الدخلة عند التسجيل والخميسية كل خميس والنافلة في الأعياد الدينية والختمة عندما تختم الفتاة قراءة القرآن ، ولم تكن جميعا تزيد على ما قيمته خمسة دنانير ( ما يقارب 15 دولارا أمريكيا ) في السنة في أحسن الأحوال ، أما الفقيرة فكانت تعفى من كثير من الرسوم ، وإذا ما انتهت إحداهن من ختمة القرآن لجأت إلى "الزفة" في الحي تدور مع زميلاتها مرددات "التحميدة" ويتلقين ما يتبرع به أهل الحي ليعطى إلى المطوعة ، وإذا ما رفض ولي الأمر الزفة تعهد للمطوعة بجزء من مهر ابنته عند زواجها. وهو أمر يدل دلالة واضحة على الاهتمام بتعليم المرأة.

    إرتقى شأن الدراسة للفتاة عما كان عند المطوعة بعد عام 1926م عندما افتتحت عائشة الأزميري مدرسة متميزة للبنات وخرجت بعض الفتيات اللواتي قمن بدورهن بفتح مدارس جديدة على نمط مدرسة عائشة الأزميري وقد توزعت فيها الطالبات إلى مجموعات ثلاث : مستجدة ومتوسطة وفاهمة يجلسن جميعا في غرفة واحدة. وبدأ تعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب إضافة إلى القرآن الكريم ، كما عرفت الفتاة في هذه المرحلة فن التطريز وحياكة الصوف والقطن.

    واستمر هذا النوع من المدارس حتى عام 1950م وسار جنبا إلى جنب مع مدارس التعليم النظامي الحكومي للبنات الذي بدأ عام 1937/1938م.

    بداية التعليم النظامي للفتاة :

    إرتبط تطور تعليم الفتاة بتطور حاجات المجتمع بعد تفتحه على المجتمعات الأخرى ومعرفته بدور المرأة في بناء المجتمع إذا كانت صالحة واعية لتربية جيل واع مؤمن تربية تكمل بها مهمة المدرسة. وظهر دعاة الإصلاح يوسف القناعي ومساعد بن السيد عبدالله الرفاعي وعبد العزيز الرشيد ينادون بضرورة تعليم المرأة في المجتمع مع ما لاقوه من معارضة بعض عناصره. وكان الرجل بذلك هو الذي طالب بتعليم المرأة بسبب جهلها أولا وعدم قدرتها على المطالبة بحقوقها آنذاك ثانيا.

    شهدت الكويت في عام 1936م إنشاء مجلس المعارف ليشرف على التعليم كله وليصبح التعليم حكوميا مجانيا لكل راغب فيه.
  11. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    وكان المجلس مؤلفا من اثنتي عشرة شخصية كويتية برئاسة الشيخ عبد الله الجابر الذي بدأ ورفاقه التنبه إلى ضرورة تعليم الفتاة وعقدوا الاجتماعات لبحث هذا الأمر وما يتوقعونه من ردود الفعل عليه في المجتمع ، وقرروا فتح أول مدرسة نظامية للبنات في العام الدراسي 37/1938م هي المدرسة الوسطى وهي قريبة من مدرسة المباركية للبنين.

    وتعاقد المجلس مع أول مدرستين مؤهلتين للعمل في هذه المدرسة هما وصيفة عودة وشقيقتها رفقة عودة من فلسطين ، وعملت معهما مريم الصالح أول مدرسة كويتية في مدارس الحكومة ، وما أن أعلن المجلس عن فتح هذه المدرسة حتى ارتفع عدد المسجلات بها في نهاية العام من مائة طالبة إلى 140 فتاة وهي نسبة تعادل 18% من مجموع الطلاب آنذاك. وفي العام نفسه افتتحت مدرسة الملاية بدرية العتيقي الخاصة ( والمعروفة باسم بنت مطرة ) واستمرت حتى عام 1950م وأدت دورا في تعليم الفتاة أهلها للتقدير والاحترام من المجتمع في حياتها وبعد مماتها.

    كانت حماسة أولياء الأمور لتعليم البنات وراء فتح مجلــس المعـارف لثلاث مدارس في الأعوام 38/1939م ، 39/1940م،40/1941 م.

    وتم دمج هذه المدارس في ثلاث مدارس في العام الدراسي 42/1943م هي الوسطى والقبلة والشرقية. وما أن حل العام الدراسي 45/1946م حتى كان هناك أربع مدارس للبنات بعد افتتاح مدرسة الزهراء في العام نفسه وتعيين مريم الصالح مديرة لها .

    حياة الصحراء في الكويـت



    تعد مجتمعات البادية من أشد المجتمعات تأثرا بالظروف البيئية والجغرافية والطبيعية التي تحتويها ، وخاصة أن تلك الظروف قد طبعت تلك المجتمعات بسمات مورفولوجية خاصة كانت تستهدف بالدرجة الأولى تحقيق مواءمة صعبة بين ابن البادية - إنسان تلك المجتمعات – وبين ما يحياه من ظروف صعبة وقاهرة . وتجدر هنا الإشارة إلى نقطتين أساسيتين وهما :

    1 - مختلف الظروف البيئية التي تركت بصماتها على حيـاة البادية ، ونعني هنا بالظروف البيئية .. الأرض .. والنبات والمناخ .. والحيوان وعلاقة كل ذلك بإنسـان البادية وذلك من خلال تصور أن الصحراء تمثل الطابع الإيكولوجي العام وحياة البـر لمعظـم مجتمعات البادية وخاصة في ظل مفهوم واسع للصحراء.

    2 - أنماط الوحدات الاجتماعية بتراثها وعاداتها وتقاليدها التي نشأت في غالبيتها كرد فعل للظروف الطبيعية القاهـرة التـي يحيـاها إنسان المجتمعات البدوية والتي يسعى من خلالها إلى تحقيق تواؤم يمكنه من الحيـاة في كنفها على الرغم مما يحيط بتلك الحياة من صعوبات معيشية.

    وعلى العموم فإن من الأمور المألوفة أن نؤكد على أن المجتمع ، أى مجتمع ، لا يعيش في فراغ .. دائما يحيا في مكان ما .. بقعة من الأرض تشكلها سمات جغرافية وطبيعية ومناخية معينة ، وأن تلك السمات مجتمعة لها تأثير مباشر على مختلف السمات العامة لذلك المجتمع.

    وسوف نتناول تقسيم موضوع حياة البر من ضمن المحاور التالية :

    1- البيئة الصحراوية

    2- الحياة الاجتماعية للبادية

    3- الملامح العامة لاقتصاديات البادية

    4 - تراث البادية

    أولا : البيئة الصحراوية :

    تحتل الكويت منطقة من السهول الرملية المنبسطة وتبلغ مساحة البلاد الكلية نحو 18000 كيلو متر مربع وتقع عند أقصى الطرف الشمالي الغربي من الخليج العربي شمال الإحساء وجنوب العراق بين خطي عرض 28,30 و 30,06 شمال خط الإستواء وخطي طول 46,30 و 49,00 شرق جرينتش ، ويحدها من الجنوب والجنوب الغربي المملكة العربية السعودية بحدود طولها 155 ميلا ومن الشرق يحدها الخليج العربي بساحل طوله 190 ميلا ومن الشمال يحدها العراق بحدود طولها 100 ميل.

    التكوين الطبيعي :

    أ - السطـح :

    تعتبر أرض الكويت امتدادا طبيعيا لشبه الجزيرة العربية ، ويتكون معظم السطح من صخور رسوبية حديثة التكوين تعود للزمن الجيولوجي الرابع وطبوغرافية السطح ومظاهره الجيمورفولوجية متأثرة بالتكوينات التي تقع أسفل تكوينات العصر الرابع ، كما تتأثر أيضا بعوامل التعرية المختلفة وهي: الرياح والترسبات الساحلية والزوابع الرملية والأمطار والمد والجزر والموجات الساحلية.

    ولقد ذكر ( لوريمر ) في كتابه دليل الخليج أن أرض الكويت رتيبة إجمالا وخالية من الملامح البارزة ومجدبة ، والوديان الوحيدة المتميزة هي الباطن والشق ، في حين أن المرتفعات الوحيدة التي تستحق الذكر هي جال الزور على الناحية الشمالية من جون الكويت ، أما التلال المنعزلة التي لها بعض الأهمية كعلامات في الطريق فهي السرة في القرعة شمالا وبرقان ووارة في العدان .. كما أن السطح ينحدر بصورة تدريجية من الغرب إلى الشرق على صورة تموجات خفيفة متباعدة.

    ب - الأودية والسيول :

    يوجد ارتباط وثيق ما بين الوادي والسيل ، فالوادي كان قديما ممرا مائيا ولكنه جف ، أما السيل فيتكون نتيجة لهطول الأمطار وتجمعها وزحفها نحو الأودية لتملأها بالمياه ويرتفع نتيجة لذلك منسوب المياه والآبار ومخازن المياه الطبيعية في البادية.

    هذا وتحرص قبائل البادية على امتلاك هذه الأودية حيث تعتبر مصدرا خصبا للرزق وموردا رحبا للحياة خصوصا وانه من بين الأعشاب التي تنمو تلقائيا حول الوادي نباتات وأعشاب طبيعية – تباع بعد جمعها ، يضاف إلى ذلك أن أبناء البادية يقومون بتحويل الأعشاب الجافة إلى فحم نباتي يستفاد به . كل هذا بجانب كثير من الحرف والصناعات التحويلية التي يمكن أن تقوم على مختلف النباتات التي تزرع في الأودية أو تنمو تلقائيا وما يمكن أن تدره هذه الصناعات من رزق على أهل البادية من جهة وعلى الدولة من جهة أخرى.

    ج – المنــاخ :

    لم يكن مناخ الكويت في الماضي البعيد كما هو عليه في الوقت الحاضر إذ تدل الدلائل على أن الأمطار كانت تسقط بغزارة على شبه جزيرة العرب بما فيها الكويت وكانت السيول المائية تجري من داخل شبه جزيرة العرب لتلقي مياهها وما تحمله من مواد محمولة أو مدفوعة أو عالقة في الخليج العربي. ولقد كانت الانخفاضات الجوية التي تخترق وسط أوربا آنذاك تمر بالبحر المتوسط وصحراء أفريقيا الكبرى وتستمر عبر شبه الجزيرة العربية فتسبب سقوط الأمطار بانتظام في فصلي الصيف والشتاء وكانت هذه الأمطار خيرا وبركة على الكويت ، ولم نزل نشهد آثارها في الكويت فمعظم المياه الجوفية العميقة هي من الأمطار التي سقطت خلال البليستوسين ( أحد العصور الجيولوجية ) وتسربت حيث هي في الوقت الحاضر ، وتعتبر آبار مياه الروضتين مثالاً للمياه الجوفية العذبة الطبيعية. ولو نظرنا إلى توزيع الصحاري حول العالم يتضح أن صحراء الكويت واحدة من صحارى كثيرة تمتد في حزام بطول مدار السرطان ، وبذلك تكون الرياح السائدة في الكويت تهب من الأراضي الشمالية ولا تهب فوق البحر لأن جبال زاجروس تسبب انحرافا للرياح الشمالية الغربية لكي تهب من جهة الشمال الشرقي ، ولذلك فالرياح جافة تماما ولا تجلب أية أمطار. ومناخ الكويت الحالي في فصل الصيف حار جدا وجاف حيث تصل درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية أو حتى 50 درجة مئوية ، أما الشتاء فهو بارد حيث تتراوح درجة البرودة ما بين 9-12 درجة مئوية في شهري ديسمبر ويناير ، وقد تصل أحيانا إلى درجة التجمد وعادة ما تسقط الأمطار أثناء شهور أكتوبر ونوفمبر ويناير وفبراير وتكون كميات الأمطار منخفضة بصفة عامة.

    د - نباتات الكويت البريـــة :

    إن من يزور صحراء الكويت في وقت الربيع حيث يكون المناخ معتدلا ، يلاحظ وجود نباتات برية جميلة متنوعة ، منها الحولية أو الموسمية وهي التي تتكاثر بعد تساقط الأمطار وتكمل دورة حياتها في فترة زمنية قصيرة. ومنها النباتات المعمرة أو الدائمة وهي ذات جذور عميقة تمتاز بصفات فسيولوجية تعينها على الاستفادة من المياه القليلة في التربة ومن الرطوبة في الجو . وتنمو النباتات المعمرة وتزهر في فصل الربيع وتكمل دورة حياتها الخضرية بتخزين المواد الكاربوهيدراتية في جذورها أثناء فصل الصيف وتظل في فترة سكون عند اشتداد حرارة الجو وجفاف التربة وسخونتها.

    وتتألف أغلب النباتات في الكويت من عشائر النباتات المعمرة كالرمث والصمة والعرفج والثندي والتمام والهرم كما تتنوع هذه النباتات المعمرة تبعا للتغيرات الجيومورفولوجية.
  12. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    هــ - حيوانات الكويت البرية :

    تأثرت عملية توزيع الحيوانات في الكويت بالجيولوجية والمناخ والجغرافيا والهجرة وأنشطة الإنسان نفسه ، حيث لعب كل عنصر دورا في تكوين الحياة البرية في الكويت من ثدييات وزواحف وحشرات وطيور.

    وستنناول في إيجاز أهم وأشهر هذه الحيوانات فيما يلي :

    1 – الحيوانات الصحراوية :

    إن أغلب الحيوانات الصحراوية ليلية ، كما أن الكثير منها يعتمد على التخفي والتمويه، وأكثر الحيوانات وضوحا وأكبرها حجما وأكثرها توفراً في الكويت بأعداد كبيرة هي الإبل والخراف والماعز.

    ومن الزواحف :

    الضب والورل ، وأفعى بواء الرمل ، ثعبان الأنف الورقي ، ثعبـان الفئـران ، الثعبان الرملي ذو الفحاح وكوبرا الصحراء السوداء وثعبان البحر الأصفر ، ومن أشهر العظايا والسحالي : السحلية ذات الأصابع الهدابية ، السحلية ذات الأنف القصير والبرص المنزلى ذو البطن الأصفر ، البرص الصخرى الفولاذى و سحلية بوسك الرمليــة.

    ومن المفصليات والحشرات :

    - العقارب وأخطرها العقرب الأسود

    - العنكبوت الذئب ، العنكبوت النطاط ، والعنكبوت الأرملة السوداء

    - الخنفساء السوداء ، خنفساء الدومينو (حمار قبان) ، خنفساء الروث ( الجعل )

    - نمل القمامة ، النمل الأبيض

    - الصراصير ، فرس النبى ( السرعوف ) ، والجراد

    - فراشة الملكة الافريقية ، فراشة السيدة المبرقشة

    - اليعسوب السرمان والذباب الفارسى ، عثة الصحراء المخططة

    ومن القوارض :

    الصرد ، العضلان ، اليربوع ( الجربوع ).

    ومن الطيور المهاجرة :

    - طائر الوروار ، طائر الخضيرى ، أبو الخضير ( آكل النحل ).

    - القنبرة المقرنة، القنبرة المتوجة، مطرب القنابر ، قنبرة الصحراء (طائر مقيم).

    - الرفوس ، الزعرور ( الزعرة ) ، الهدهد ، العندليب أو هزاز الليل ، طائر النديوه ( الشويل ) ، الجرجانى ( بط مهاجر ).


    ومن الطيور آكلة البذور :

    - الحمام والحمام البرى الصخرى ، والعصافير ، طائر الدودو ، الحذق ، الطيهوج.

    - الببغاء المطوق الصغير.

    ومن الطيور البحرية وطيور الشاطىء :

    - النورس ، القرلى أو الرفراف ، طائر البلشون الأرجوانى ، طائر الغاق أو اللوهة ، الكروان ، الرهيز ، أبو الخصيف ، مالك الحزين ، الأرخيوى ، النجام ، الغرنوق ، النكات ، الزقزاق السرطانى ، الدريحة (الخرشنة)، الواق.

    من الطيور الجارحة :

    - النسر الأسود ، النسر الامبراطورى أو النسر المحجل أو العقاب المسبر ، نسر السهول ( عقاب البادية ).

    - صقر الجراد ، الشرياصة ، الحميميج ، الهار ( الشاهين ) ، الصقر الحوام ، صقر العسل .

    - البومة النسارية ، البومة أم قرن.

    ومن الثدييات الطائرة :

    الخفاش ورقى الأنف ، الوطواط الليلي ، الخفاش عاري البطن.

    حيوانات برمائية :

    السلاحف الخضراء ، الضفدع ( العلجوم الأخضر ).

    ومن الحيوانات المعرضة للانقراض :

    - الثعلب الأحمر ، القطة البرية ، الوشق ، الذئب الصحراوى ، الفهد الصياد.

    - غزلان دور كاس ، العفاري ، الرحيمي ، النعامة ، طائر الغداف ، طائر الغرير.

    ثانيا : الحياة الاجتماعيـة للبادية :

    ترتبط حياة أهل البادية الاجتماعية بحياتهم الاقتصادية ، وظروف البيئة الطبيعية التي يعايشونها، وتنحصر ثروة البدو المنتشرين في الوديان والمراعي وبخاصة في تلك الوديان التي تكثر فيها نزول الأمطار.
  13. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    ويمكن تمييز طبقتين اجتماعيتين عند أهل البادية ومرتبطتين بحياة البداوة الاقتصادية ، هما طبقة الجمالة وطبقة رعاة المواشي ، وقد يصعب على من يعايش حياة البادية أن يميز بينهما من الوهلة الأولى.

    ويتعامل ابن البادية مع الطبيعة بصبر وقوة ، فيتحمل حرارة الشمس المحرقة في فصل الصيف نهارا ، كما يلعب القمر دورا أساسيا في إلهاماته الفكرية والفنية ، فالقمر في الليالي المظلمة هو أنيسه ورفيقه. وتوحي رمال الصحراء لساكنيها بالتجمع ، ولكن تجمعهم يكون إلى فرقة مثل الرمال نفسها تتجمع فلا تنكر فرديتها وتتلاحق فلا تذوب.

    أ - القبيلة أساس وركيزة مجتمع البادية :

    ومجتمع البادية يحافظ على تقاليده وعاداته أشد المحافظة ، كما يتمسك بمعتقداته الاجتماعية والدينية.

    ويعيش أبناء القبيلة في تجمعات أسرية متقاربة من بعضها للتعاون في العمل والدفاع المشترك عن أبناء القبيلة.

    والتشكيلات الاجتماعية عند أهل البادية قوية ومتينة ، فخيمة شيخ القبيلة تتميز بكبر حجمها تتوسط خيام أفراد أسرته ، وإلى اليمين منها خيمة أخيه وإلى اليسار خيمة أخيه الثاني أو ابن عمه إذا لم يكن له أكثر من أخ واحد ، ثم تصطف خيام باقي أفراد القبيلة.

    والقبيلة في البداية ، مظهر من مظاهر الائتلاف الاجتماعي وهي عبارة عن عدة فروع يجمعها الانتساب إلى جد واحد ، ويتفرع النسب الواحد إلى عدة فروع يتكون كل منها من آلاف الأفراد ، وتسمى الفروع بالبطون والأفخاذ والعشائر.

    والبطن هو العنصر الأساسي في نظام التأسيس الاجتماعي عند البادية ، ويتفرع إلى عدد من الفخوذ. والفخوذ فرع من فروع البطن ويتراوح عددها عادة بين سبع وعشر عشائر ، والعشيرة هى العنصر الثالث في نظام التأسيس الاجتماعي البدوي . ومن هذه العناصر جميعا يتكون المجتمع البدوي.

    ب – أصول ودور القبائل التي استوطنت الكويت :

    كانت القرين قائمة في مكان الكويت الحالية منذ منتصف القرن السابع عشر الميلادي، ولم تكن حينذاك سوى قرية صغيرة وإليها وفدت جماعات العتوب وهم مجموعات من الأسر العربية المختلفة النسب وربما ترجع التسمية إلى الأصل الثلاثي "عتب" أى أكثر من الترحال من مكان لآخر.

    وتجمع جميع المراجع على أنهم جماعات كبيرة من القبائل ترجع أصول معظمها إلى قبيلة عنزه وغيرها من نجد ، أما عنزه فهي قبيلة عربية كبيرة تنزل اليوم شمال شبه الجزيرة العربية ونجد وأطراف العراق والشام ، وينسب آل صباح وآل خليفة وغيرهم من الأسر العتبية أنفسهم إلى بطون عنزه فآل صباح ينتمون إلى جميلة ، وهي فخذ من عنزه وكانوا في الأصل ينزلون الهدار من الأفلاج في نجد الجنوبي الشرقي ، ومن هناك هاجروا إلى قطر والتي كانت تخضع لنفوذ بني خالد ثم إلى الكويت.

    والروايات المحلية تفترض ثلاثة أماكن نزلها العتوب بعد أن غادروا قطر ، أما المكان الأول فهو خور الصبية ، والثاني يفترض أنهم أتوا للكويت عبر الخليج بعد أن رحلوا عن الشاطئ الشرقي ، وكان الطارد لهم القبائل العربية الأخرى النازلة ذلك الشاطئ بينما يميل آخرون للاعتقاد بأنهم أبحروا من قطر للكويت ، ومن الثابت أن العتوب لم ينزلوا الكويت دفعة واحدة فبعضها كان أسبق في الحضور من الآخر .

    ومع اكتشاف النفط وبداية التغيير الكبير في الكويت بدأت الكثير من القبائل التي تعيش في بادية الكويت و البوادي القريبة منها في النزوح إلى الكويت و الاستفادة من فرص العمل المجزية في مدينتي الكويت و الأحمدي و تمت عملية اندماج كبيرة في المجتمع الحضري خلال الأربعينيات.

    ج - أهل البادية وحدة اجتماعية فعالة في الكويت الحديثة :

    ومع مرور الوقت أصبح أبناء البادية ، وبفضل التعليم الحديث يملأون السلم الوظيفي للدولة في معظم الميادين ، وقد إنخرط معظمهم أيضا في النهضة العلمية التي شهدتها الكويت ، دون أن يعني هذا تغييرا كبيرا وجذريا في العادات القديمة المحافظة من حيث الزواج والسلطة الأبوية والتماسك القبلي الداخلي ، وعادات وتقاليد التضامن القبلي.

    هكذا شكل الحراك الاجتماعي الذي قامت به الدولة أساسا مهما لنقل القبيلة في الكويت، والتي كانت في معظم الأحيان تقطن خارج السور ، من وحدة هامشية غير مرتبطة بواقع الكويت بقدر ارتباطها بالصحراء الممتدة ، إلى وحدة اجتماعية فعالة ترتبط في نسيجها ببقية المجتمع الكويتي.

    ثالثا : الملامح العامة لاقتصاديات البادية :


    كان ابن البادية في الكويت قديما يحيا تحت ظروف قاسية يستخلص خلالها رزقه بالجهد والعرق ، وهو لذلك قد يمتهن عدة حرف متنوعة تكفل له بالكاد معيشته. دون أن يكون هناك نظام لتقسيم العمل بين أفراد المجتمع القبلي ، كما كان في ممارسته لعديد من هذه الحرف يرتكز أساسا على الإفادة من الإنتاج الطبيعي دون تدخل كبير في طرق الإنتاج ، فهو يحافظ على حياة حيوان الرعي ، وهو من هذا يعيش على لبنه وشعره ، حيث يصنع منه رداءه وخيمته (بيت الشعر) ويضطر أحيانا إلى أكل لحمه أو بيعه كمصدر من مصادر الحصول على النقود أو للتبادل والمسابلة وهي نوع من أنواع التجارة التي كانت تعتمد على المقايضة ، وارتبطت ارتباطا كبيرا بحياة البادية الاقتصادية.

    وعموما فإن الحرف السائدة في البادية هي حرف تقليدية متوازنة ولا تتغير إلا في الأحوال الاضطرارية كنضوب الآبار أو جفاف المطر وقلة المرعى ، أو عندما يلجأ أهل البادية إلى الإستقرار عند مورد جديد للرزق ، وقد يتمثل هذا المورد في الحضر ( المدن ) أو حول منابع البترول.

    ولذلك نرى أن الحيوان والبئر والوادي والسيل علاوة على المطر هي العوامل الرئيسية في تشكيل الملامح العامة لاقتصاديات البادية من قديم الزمن ومن أهم هذه العوامل:

    افتراضي
  14. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    1- الحيوان في حياة الباديـة :

    إن دور الحيوان سواء كان إبلا أو أغناما أو ماعزا واضح في اقتصاد البادية، وإمكانية الإفادة منه واضحة أيضا وغير محتاجه إلى تدليل ، فهو الذي يحدد دورة تجوال القبيلة فضلا عن أنه عنوان مكانتها بين سائر القبائل ، وهو الميزان الذي توزن به قيمة ابن البادية الحقيقي ومن أهم الحيوانات التي ارتبطت بحياة البادية وتعد مصدرا هاما من مصادر الطاقة والحياة الإبل والخيل.

    أ - الإبل في حياة البادية وتراثها :

    لقد كانت الإبل تحمل مقومات الحياة واستمرار لمعيشه ومحور الارتكاز لمجتمع البادية في الحل والترحال ، فحليب الإبل هو الغذاء الأساسي لأهل البادية بل إن هذا الحليب يغنيهم إلى حد كبير عن الماء الذي يحتاجون إليه لإرواء عطشهم ، فلولا حليب الإبل لإحتاج ابن البادية إلى أضعاف ما يشربه من الماء في بيئته الشحيحة بالمياه.

    فالب*** هو الثروة وهو أساس الحياة الاقتصادية لعالم البادية وهو واسطة النقل الأولى والأساسية لعالم الإتصالات البرية في زمان مضى وانقضى .. فهو أساس محامل الحج ، المحمل الخليجي والتركي والشامي والمصري والعراقي والفارسي ، ومن يأتي بالبحر حتما لن يصل إلى الديار المقدسة إلا على ظهر الب***.. محامل التجارة تتكون من آلاف الجمال.

    ب - الخيل عند أهل البادية :

    لقد عظم العرب الخيل قديما ، وازداد تعظيمهم لها ، من ذكرها في القرآن الكريم ومن قول الرسول صلى الله عليه وسلم " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".

    ولقد اهتم أهل البادية بالخيل إهتماما بالغا ، وكان اهتمامهم بأنساب الخيل كاهتمامهم بأنسابهم ، وكان العرب القدماء ينسبون الخيل إلى آبائهم تشبيها لهم بالبشر ، ثم نسبوها بعد ذلك لأمهاتهم.

    ومن دلائل شدة احترامهم للخيل ، أنه لايجوز عندهم بيع الفرس الأصيل بيعا مطلقا ، أي لايبقى لصاحب الفرس أية علاقة بها ، وقد يغار أبناء البادية على خيلهم ، فيصونوها من الفحل الهجين ومن أقوالهم المأثورة : " ثلاثة أشياء لاتعار : الفرس والمرأة والسلاح " وللفرس الأصيل مكانتها في البادية فكل قبيلة اشتهرت بعض بيوتاتها بأنواع أصيلة من الخيل مثل الكحيلة بأنواعها والحمدانيـة والهدبـاء ، وكروش والصقلاويـة وربـداء خشيـبي ... إلخ.

    ومن أشهر سلالات الخيل التي عرفت في الكويت : الكحيلة ، العبية ، الوتيبة ، الحمدانية.

    2- المطر والبئر في حياة البادية وتراثها :

    الماء حياة البادية ، كما هو أساس حياة كل كائن حي ، ولقد كانت الآبار والعيون هي الأخرى ذات أثر حيوي وفعال في اقتصاديات البادية ، فهي مصدر تزويد القوافل المسافرة بالمياه ، فضلا عما تلعبه هذه الآبار والعيون من دور هام في تحديد مسارات الهجرة والترحال والتجمع ، وكما توزن قيمة ابن البادية وتتحدد مكانته الاجتماعية على قدر ما يمتلكه من حيوانات، فإن مركز القبيلة كلها يتحدد تبعا للعديد من الآبار والعيون التي تكون في حوزتها والتي تشيع في أرضها الزرع والنماء. وقديما كانت تعتبر قـبائل البادية الآبار والعيون إحدى مصادر الدخل الهامة ، حيث يمكنها الحصول على أجر نقدي لقاء ما تقدمه للقوافل المسافرة من ماء وحماية أثناء عبورها بأراضيها.

    3- الرعي : حرفة واقتصاد :

    يعتبر الرعي من أركان اقتصاد الكويت في الماضي إلى جانب الصيد والزراعة ، ولم يزل الرعي يحتل مكانة لا بأس بها في الاقتصاد الوطني ، ومن المعلوم أن الصحراء تشغل الجزء الأكبر من مساحة الكويت ولقد ساعدت الظروف المكانية للكويت وموقعها في الشمال الشرقي من شبه الجزيرة العربية على وجودها في طريق القبائل المتجهة من الجزيرة العربية إلى المنطقة الخصبة في الشمال ، وقد استمرت هذه العملية مدة من الزمن ، أي أن هناك وجوداً لحياة بدوية متنقلة في صحراء الكويت حيث تشكل مع صحارى العراق الغربية والسعودية موطنا لتنقل أهل البادية وراء الماء والكلأ.

    واستمر هذا العصر الذهبي للرعاة ، يتجولون أينما شاءوا حتى بداية التقسيمات السياسية للدول وتحديد الحدود التي أدت إلى تقييد عمليات الهجرة لأهل البادية، حيث تتحكم في عملية التنقل هذه في الوقت الحاضر معاهدات واتفاقيات بين الدول وداخل شبه الجزيرة العربية ويقول الأستاذ حافظ وهبه : أن عشائر الكويت كانوا قبل عام 1921م يبلغون نحو 15000 نسمة ، ولكن إلتحق أكثرهم بنجد بعد بناء الهجر ويضيف قائلا أن عشائر الكويت تنتمي إلى قبائل عنزه والعوازم والرشايدة وبني هاجر والعجمان وبني خالد ومطير ، ويمكن أن نميز في الصحراء فئات من السكان تختلف بإختلاف طبيعة الحياة التي تحياها والعمل الذي تزاوله ومن أهمها:

    - الرعاة الذين يعيشون على رعي الإبل والخيول والأغنام والماعز وغيرها من حيوانات الرعـي ، وهؤلاء أهل بادية ( كاملو البداوة ) لأنهم دائمـو التـنقل والحـركة وراء الماء والكلأ كقبيلة مطـير ، حيث كان أفراد القبـيلة يرعـون وينتقلون شتاء وربيعا داخل الكويت وصيفا يستقرون بالقرب من الجهراء لوفرة الماء.

    شبه الرعـاة وشبـه المستقرين وهؤلاء يعرفون قدرا من الإستقرار قرب عين ماء أو واحة أو على مقربة من إحدى المدن والقرى وخلال فترة الإستقرار نجدهم يمارسون أعمالا أخرى كالزراعة و صيد الأسماك وإن ظل الرعي أحد سماتهم الأصلية كقبيلة العوازم وتعتبر بداوة هذا النوع من القبائل ( بداوة ناقصة ).

    فالبداوة نمط عيش خاص يقوم على أساس تربية المواشي والرعي والترحال تمشيا مع البيئة الصحراوية. فقد نشأ هذا النمط في البداية وتكون تاريخيا نتيجة تفاعل دائم ومستمر مع هذه البيئة واستجابة لقسوتها ومتطلباتها ، ولقد كانت المواشي قاعدة اقتصادية لمجتمع البادية ، ولعل مهنة الرعي هي المهنة الوحيدة الميسرة أمام فئات المجتمع رجالا ونساء وولدانا حيث كان الجميع يسرح وراء الإبل والأغنام.

    رابعا : تراث الباديـة :

    إن البحث في تراث البيئة متعدد الجوانب ، نظرا لما يتميز به هذا التراث من حيوية تاريخية وثقافية ، وارتباط بواقع الحياة التي يعيشها الإنسان في البادية. وكذلك لما يقدمه من أنماط بعض العادات والتقاليد التي ظل أبناء بادية الكويت يحافظون عليها ويحفظونها على مر السنين.

    1 – الأسرة ودورها في تراث الباديـة :

    تعتبر الأسرة البدوية الوعاء الذي تلتقي فيه كل روابط أهل البادية الاجتماعية وتراثهم ومأثوراتهم ، فمن خلالها ترتبط وشائج القربى بين جميع أفرادها وجماعاتها ولو تفرقت بهم السبل ، حيث يعتبرون جميعا ذرية لجد واحد .. وابن البادية يخلص لعشيرته عن طريق الإقناع وليس عن طريق الجد ، فضلا عن أنه يكن تقديرا واحتراما خاصا لشيخ عشيرته ، وهو عادة لايشذ عن هذا الاحترام.

    ويعيش أهل البادية عادة في جماعات كبيرة .. ويتضامنون جميعا في كل ما يجابه الأسرة من مغانم ومغارم ، لكل هذا يحترم أبناء البادية تقاليد الأسرة وعاداتها.

    هذا ومن أهم ملامح أسرة البادية تعدد الزوجات رغبة في زيادة عدد الرجال القادرين على الدفاع عن القبيلة ورفعة شأنها من جهة ، وحماية لرجالها وشبابها من الزلل ، وإن كان ابن البادية بطبيعته يأنف من السطو على أعراض الغير.
  15. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    2 – الزواج ( العرس ) عند أهل البادية :

    الزواج عند عرب البادية الحاليين له عادات وترتيبات خاصة تعد امتدادا للمتبع القديم. فالبدوي عموما يهتم في اختيار الزوجة ، وأهل الفتاة يتفحصون " نسيبهم جيدا ". فالمرغوب للطرفين البيت العريق صاحب الصيت المعروف بالعلم الغانم والأفعال الحميدة كالكرم وصلة الرحم والشجاعة. وابنة العم لابن عمها ، وهذا حق ثابت لاينازعه فيه منازع ، علما بأن الإسلام العظيم لم يمنع هذا الحق أو يعترض عليه ولكنه يحث على الزواج من ذات الدين " إظفر بذات الدين تربت يداك ".

    – بيت الشعـر :

    من أهم ما يميز حياة البادية – بيت الشعر – وقد جعل أهل البادية لبيت الشعر كرامة وحقوقا واحترامـا ومن أهمـهـا حمــاية مــن يدخل البيت حتى ولو كان عدوا ، وذلك للتدليل على النبل ومكــارم الأخلاق ، فالبيت هو حمى أبناء البادية ، الذي يحميهم ويدافع عنهم ، وهو بيت بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى.

    ولبيت الشعر حواجز تقسمه إلى جزئين أو أكثر ، والحاجز يسمى قاطع ، وبيت الشعر مستطيل الشكل مفتوح من أحد أطواله " الواجهة " ومغلق من الطول المقابل " الظهر " والظهر لايفتح إلا للضرورة وذلك حين يتغير إتجاه الريح أو لطلب الظل أثناء إشتداد الحرارة.

    والبيت المفضل هو المنسوج من "شعر الماعز" وإن تعذر شعر الماعز فمن "صوف الغنم" أو "وبر الإبل". والسبب أن صوف الغنم أو وبر الإبل يتشرب ماء المطر فيكثر نقطه ويزداد وزنه فيصعب بنيانه إذا انهدم.

    المرأة في البادية وبناتها وصويحباتها هن اللواتي يقمن بسدو "حياكة" البيت. ويتكون البيت من "شقايق" والواحدة "شقة" وينطقونها "شكايج" والواحدة "شكة" أو "فلجان" والواحدة"فليج".

    هذا ولبيت الشعر حرمة تتعزز بقوة صاحب البيت وبكثرة رجاله وصونه من المعتدين عليه وعلى حرمته.

    هذا ويتحقق الضبط الاجتماعي في مجتمعات البادية من خلال العديد من الصور والممارسات التي ابتكرتها تلك المجتمعات لتحقيق الردع لمرتكب الجريمة والتوازن للمجتمع، وذلك من خلال النظام القضائي والمحاكم البدوية.

    4- القضاء والمحاكم في مجتمع البادية :

    نشأ قضاء البادية في نطاق نظام فقهي فطري ينهض أساسا على الأعراف وما جرت عليه العادات و السوابق. وفقه البادية غير مكتوب لكنه محفوظ فى صدور قضاته والعارفين به ، الذين يحفظون أيضا أشهر قضايا البادية بدءا من الجرائم التى ارتكبت خلالها وطبيعة الأحكام التى صدرت فيها والأسباب التى أدت إليها.

    وتتشكل المحاكم البدوية وفقا لقوانين وأعراف البادية التى تحدد أنواع القضاة وكيفية اختيارهم ووسائل التظلم من أحكامهم ، علاوة على تحديد من لهم حق حضور جلسات المحكمة، فضلا عن مختلف الإجراءات الخاصة بعملية المحاكمة ذاتها. هذا ويتم اختيار القضاة باتفاق الطرفين المتنازعين.

    ومن العادات المرعية لدى أبناء البادية أن الدعوى القضائية لاتقام إلا بعد أن يقوم "الموفدون أو البداة" نيابة عن صاحب الحق بمطالبة من عليه الحق بإعطـاء كل ذي حـق حقه فإن استجاب المعتدي قضي الأمر وإلا فيعين القاضي الذى سيفصل فى الدعوى.

    والقضاة عند أهل البادية على أصناف فمنهم العارفة الذى يفصل فى قضايا الحلال كالابل والأغنام والممتلكات ، ومنهم من يفصل فى قضايا العار وقطع الوجه " ومعنى قطع الوجه في البادية:خفر الذمة"، ومنهم من يفصل فى قضايا الدم " القتل " ومنهم من يفصل بقضايا" المقلدات" الخيل والنساء ، ومنهم من يفصل بحقوق الرعاة " تارعيان".

    5- الضيف والضيافة والقرى :

    يعرف القرى بأنه إكرام الضيف والإحسان إليه والضيافة جزء أصيل من حياة البادية، ومظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية عندهم ، فقد عرفوا بها ونسبت إليهم. ومن المعروف أن الضيافة سمة من سمات الكرم العربي وهي مفروضة على كل فرد منه، وبما ملكت يداه قل أو كثر.

    وابن البادية شديد الحرص والمحافظة على شروط الضيافة ولا يقصر في أصولها مهما كانت مكانة الضيف.

    ويقابل الضيف بالترحاب والإحترام الواجب وتذبح له الذبائح ويكرم بتقديم القهوة. ومن أقوالهم المأثورة : " إن الضيف عند نزوله أمير وعند إقامته أسير وعند رحيله وزير " ويستقبل استقبال الأمراء ويعتبر نفسه أسير المضيف لا يرفض ما يقدم له من خدمة وعند رحيله لا يودع بمثل ما استقبل به للدلالة على رغبتـهم بـأن تطول إقامتـه بينهم ، ويظل الضيف في حمى المضيف وقبيلته طوال إقامته لديه ، مالم يرتكب شيئا يخل بالشرف قبل نقـض ( الملحة ). ويقصد بكلمة الملحة الطعام ، أن يحل ضيفا عند رجل آخر ، ففي هذه الحالة انتهى حق الوجه الأول وابتدأ حق الوجه الثاني " المع** الثاني " وهكذا.

    6- حق الجيـرة :

    وهى من الجوار أي الحماية لأن الجار يحتاج الى حماية من يجاوره . فإذا اختلف اثنان على مال أو أي شىء آخر قال الذى يعتقد أن حقه مهضوم " هذا على جيرة فلان " أو هذا بوجه فلان فيصبح الغرض المتنازع عليه فى حمى هذا الشخص ، وإذا ما تعدى أحد على ما أجير فإن صاحب الجيرة الذى أجير إليه الغرض يملك حق محاكمة المعتدى على جيرته.

    7- حـق الرفيـق :

    إذا رافقت الأجنبي ، وقبلت رفقته .. وسافر معك فهو بوجهك طالما هو داخل ديرة قبيلتك ، ويسمى هذا الرفيق بـ " الرفيق المباري ".

    وإذا جماعة " قافلة " وسافر معهم الأجنبي ، فهو بوجه كل واحد منهم .. وإذا تعرض لسوء في ديرة هذه القبيلة فالعار يشملهم جميعا ، ويسمى رفيق الجماعة عند أهل الباديـة " رفيق أو خوي نقعة " أو " دلي نقعة " – أى يدلي يده معهم في الأكل – أو " رفيق خبره " – والخبره والنقعة الجماعة الذين يسافرون ويأكلون سوية.

    ولقد استفاد المستشرقون والرحالون الأجانب من حق الرفقة والضيافة عند العرب غاية الاستفادة .. وكذلك رجال الغرب الذين ساحوا في البوادي العربية قبيل الحرب العالمية الأولى من أجل جمع المعلومات عن المنطقة وتزويد حكوماتهم بها.

    8 – الحرب - [ مردود النقـاء ] :

    لا يمكن أن يحدث الغزو أو الحرب بين قبيلتين متصالحتين أو متعاهدتين إطلاقا ، ولا يمكن أن يكون الهجوم على القبيلة المعادية بياتا ( ليلا ) فهذه قيم ثابتة عندهم.

    فإذا افترضنا أن إحدى القبيلتين تريد نقض الصلح أو إعلان الحرب لسبب من الأسباب ، فإنها ترسل إلى القبيلة الأخرى من يخبرها بأن عليها " مردود النقاء " أي أن الصفاء والصلح بيننا قد انتهى. فتحترس كل قبيلة من الأخرى وتفتح عليها العيون وتتصيد أخبارها.
  16. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    والتمهيد للحرب يبدأ بأن يأمر شيخ القبيلة بإيقاد نار كبيرة يزداد اشتعالها وضرامها، فتلتهم حزما من الحطب هائلة ، لتبقى دائمة الاشتعال يتطاير شررها إلى عنان السماء.

    ويكون مكانها قبالة مضيف شيخ القبيلة ، الممتلئ برجالات القبيلة من شيوخ الأفخاد ورجال الحل والربط وأهل الرأى والمشورة.

    9 – الفراسة والقيافة وقص الأثر عند عرب الصحراء :

    يقول أحد المستشرقين الذي رافق أبناء البادية في رحلاتهم ومرابعهم : أني جد مندهش من شدة معرفتهم للأثر .. فهم يعرفون آثار أقدام جماعتهم ومعارفهم .. ونياقهم ونسائهم.. والمرأة الحامل والمرأة البكر .. والناقة المريضة والصاحية .. وآثار حيوانات البادية .. وتاريخ مرورها على الأرض .. ثم يقول : إن أسلوب معرفة البصمات المتبع في الغرب لا يبدو شيئا أمام هذه المقدرة العجيبة.

    وابن البادية يعرف ابن البادية الآخر من لغته " لهجته " فيعرف من أي قبيلة ومن أي عشيرة ويعرفه من قيافته وهندامه . وقد استفاد من هذه الخاصية بعض الإنجليز الذين خدموا في البلاد العربية بعد الحرب العالمية الأولى مثل كلوب باشا ( أبو ح*** ) John Glubb Bagot وديكسون وعبدالله فيلبي ( سنت جون فلبي ) والفريدريك بيك وغيرهم كثير.

    وهناك فراسة خاصة يتميز بها العوارف " قضاة البادية " المتوارثين للمهنة من آبائهم وأجدادهم يستخدمونها في كشف المغلق والغامض في المشكلات التي يطرحها الخصوم أمامهم.

    10 – التداوي والإستشفاء :

    لقد اهتم علماء الإنثروبولوجيا المعرفية اهتماما كبيرا بموضوع العلاج وأساليبه وطرقه في مجتمعات البادية ، فضرورات الحياة في البادية وظروف العيش فيها، جعلت أبناء البادية يعتمدون على أنفسهم في علاج ما يصيبهم من أمراض على اختلاف أنواعها أو تلك الأمراض التي تصيب حيواناتهم.

    ويستعمل ( المطبب ) في العلاج طرقا تقليدية إكتسبها بالخبرة وتعلمها من خلال التجربة الطويلة التي مر بها ومنها : الكي ( التداوي بالنار ) والتداوي بالأعشاب والنباتات والجبيرة والحجامة.

    ومن طرق الوقاية عند أهل البادية :

    - ( الحجر ) كلمة معروفة عند الأطباء ، وهي شائعة ومتداولة عند أهل البادية أن الشخص الذي يصاب بمرض وبائي معدٍ كالجدري مثلا يحجر في مكان ناءٍ عن قطين العرب ، أى مضارب الخيام ، ولا يسمح لأى أحد أن يقترب منه إلا من كان قد أصيب بنفس المرض ونجا منه ، فله الحق في الإقتراب منه ونقل الغذاء منه. ويطلقون على المريض في هذه الحالة كلمة ( محجور ).

    - ( الحمية ) : وهي إحدى طرق الوقاية حيث يحمون المريض عن أكل بعض الأكلات التـي يعتقـدون أنها تسبب زيادة تدهور صحة المريض ويطلقون على المريض الإصطلاح ( محجوب ) أي أنه ممنوع عليه أكل بعض المأكولات.

    وعموما يعتمد تشخيص المرض عند أهل البادية على معايير تساعد على إدراك نواحي الشبه والإختلاف بين الحالة المعروفة وبين الحالات المشابهة التي يعرفها المعالج ، الذي يقوم بتصنيف هذه الأمراض مستخدما بعض الوسائل والتقنيات التي تم ذكرها. ومن ذلك كله تتضح العلاقة القوية بين البيئة وحياة إنسان البادية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في هذا المجتمع.

    هذا ولقد تكررت مقولة مفادها أن دراسة البيئة الصحراوية لا تعد مكتملة بأي حال من الأحوال، فهناك العديد الذي يمكن اكتشافه. ومن المحتمل أن أبناء البادية في الماضي كانت لديهم معرفة أكثر عن عادات الحياة البرية في الكويت عما يتوفر لدى العلماء المحترفين اليوم.

    ولم يكن الموقع البحري وحده هو السبب في هذا التوجه البحري ، وإنما ساعد عليه جملة عوامل طبيعية أخرى مرتبطة بخصائص الساحل ، ومن أهمها عمق المياه النسبي في الساحل الكويتي. وقد منح هذا العمق النسبي لسواحل الكويت أهمية خاصة ، حيث يسمح للسفن بالإرساء الآمن Safe anchorage إضافة إلى ما تتمتع به هذه السواحل من كثرة الرؤوس التي يفصل بين كل اثنين منها خليج أوجون هادئ مما يخلق المواقع المثلى لقيام الموانئ الطبيعية الجيدة.

    كما أن ظاهرة المد والجزر المميزة لهذا الساحل ، والتي تبلغ في المتوسط 3.8م - كما هو الحال في ميناء الشويخ - للمد العالي ، تعتبر ظاهرة مهمة في تسهيل حركة دخول السفن وخروجها من الميناء.

    وقد دعم هذا التوجه البحري فضلا عما سبق ذكره ، الظروف القاسية للبيئة الكويتية اليابسة ، مما جعل من بيئة الكويت بيئة بحرية بالدرجة الأولى حيث استدبر أهلها اليابس وولوا وجوههم شطر البحر متلمسين الرزق والخير ، ساعدهم على ذلك خبرتهم البحرية على مر السنين.

    ثانياً : البيئة التاريخية والتوجه البحري :


    منذ استقرارهم بهذه المنطقة برع أبناء الكويت في مهنة النقل التجاري ، وكانوا على دراية واسعة بالموانئ القريبة والبعيدة وبأيسر الطرق للوصول إليها وأيضا بأماكن رسو السفن ، كما نبغوا في صناعة السفن وتبوأوا مكانة عالية بين أبناء منطقة الخليج العربي بفضل الخبرة والمهارة التي اكتسبوها في هذا المجال.

    فقد كان حكم " آل صباح " بمثابة اللبنة الأولى في دعم مسيرة الحركة البحرية التجارية الكويتية ، إذ أدى قيام هذا الحكم إلى إشاعة الاستقرار السياسي والأمني في البلاد ، وهما من المقومات المهمة في دعم مسيرة التقدم الاقتصادي ، وبخاصة أن المناطق المجاورة ولا سيما جنوب العراق ، مركز التجارة العالمية وقتذاك ، كان يسودها الاضطراب من حين لآخر. ومن هنا كانت تبرز أهمية الكويت كبديل أفضل لموانئ جنوب العراق لتتحمل عبء حركة التجارة العالمية.

    فضلا عن هذا ما أبداه حكام آل الصباح ومنذ عهد صباح الأول (1776م) من جهد واضح في تنشيط الحركة التجارية وتشجيعها وتأمينها ودعمها ببناء السفن الكبيرة التي تستطيع أن تصل إلى المناطق البعيدة. فقد وصلـت رحلات السفن الكويتية إلى ساحل المليبار بالهند وسواحل شرق أفريقيا وبصفة خاصة زنجبار ودار السلام ومقديشو ، بل ووصلت إلى أبعد من ذلك.

    كما سعى حكام آل الصباح إلى عقد الاتفاقيات الدولية لتنشيط الحركة التجارية في ميناء الكويت ، ومنها الاتفاقية التي عقدها الشيخ مبارك مع شركة الهند البريطانية والتي أعطت للشركة الحق في أن ترسو بعض سفنها في ميناء الكويت بعد أن كانت ترسو كلها في ميناءي البصرة والمحمرة مركزي الثقل التجاري في ذلك الوقت. كما كان يشجع الشيخ مبارك أهل الكويت على ارتياد كل من إيران والهند وموانئ الخليج الأخرى بقصد التجارة. إضافة إلى ذلك قام بتشكيل وكالة في الهند ( بومباي ) لتقديم المساعدات للتجار الكويتيين الذين يترددون على تلك الجهات من ناحية ، ولدعم التبادل التجاري بين الهند والكويت من ناحية أخرى ، وبخاصة أن الهند كان لها حينذاك نصيب الأسد في حجم التجارة الدولية التي تتخذ من الخليج العربي معبرا لها نحو الغرب.
  17. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    ومن ثم عندما استقر العتوب ومن معهم فوق أرض الكويت ركبوا البحر تجارا وغواصين وصيادين. ومن بقى منهم دون ركوب البحر ، كان يقطن متشاطئا البحر ، يمارس القلافة (صناعة السفن) والأشرعة والشباك ، وتسويق ما يحمله إليهم البحر من بضائع مختلفة الأنواع والأغراض. وهذا يعني أن التوجه البحري الكويتي لم يبدأ من فراغ، وإنما كان له جذور وأصول عميقة عند أبناء الكويت.

    ثالثاً : النشاط البحري لسكان الكويت قبل إستخراج النفط :


    وبعد أن تعايش الكويتيون القدامى مع البحر وبرعوا في صناعة السفن على مختلف أنواعها وأشكالها ، ووفروا من أسماكه الغذاء ، خطوا الخطوة الثانية نحو قاعه حيث استخرجوا من أحشائه اللؤلؤ ثم جاءت الخطوة الثالثة ، وهي ارتياد سطحه على المياه الساحلية أول الأمر ، ثم الإتصال بالعالم المداري الآسيوي والأفريقي بعد ذلك ، مشتغلين بالنقل والوساطة التجارية .

    رابعاً : آثار النشاط البحري في حياة سكان الكويت :

    لقد كان لمهنة الغوص وللأنشطة البحرية الأخرى انعكاسًُ على المجتمع الكويتي ، تتمثل تلك الانعكاسات في روح الجماعة التي كانت سائدة بين أفراد المجتمع لأن المهن التي كانوا يزاولونها تقوم على التعاون والعمل الجماعي. وقد ظهرت أيضا على الأدب والفن ، هذا بالإضافة إلى الانعكاسات الاقتصادية والتي تتمثل في الإزدهار الاقتصادي الذي كان يسود السوق قبل موسم الغوص وبعده حيث تنشط حركة البيع والشراء ، عندما يبدأ البحارة بعد إستلامهم السلف – بشراء لوازم أسرهم.

    وسنتعرض فيما يلي لدراسة أهم الآثار التي تركتها الملاحة البحرية قديما في الاقتصاد والمجتمع الكويتيين : -

    1-الآثـار الإقتصـاديـة :

    لقد ارتبطت المعاملات التجارية والرواج الاقتصادي في سوق الكويت القديمة بمهنتى الغوص ونقل التجارة . فقبيل أن تقوم سفينة الغوص بتوديع الموانئ الكويتية كان يعطى البحارة ( السلف ) ، وهي المديونية التي يستطيعون بها أن يوفروا احتياجات ذويهم من طعام وكساء ، إلى حين أن ينتهي موسم الغوص ويعودون للوطن كما كان النوخذة يقوم بشراء احتياجات الرحلة من زاد وأدوات لازمة من السوق المحلية بالكويت قبل أن يبدأ الرحلة ، وكان البدو الراغبين في الإشتغال على ظهر سفن الغوص ، يأتون إلى المدينة بعد أن تكون مراعيهم الفقيرة قد جفت ، سعيا وراء تحقيق الكسب من مورد آخر. ويكفي أن نعرف هنا أن الأفراد كثيرا ما كانوا يؤجلون مشروعاتهم من بناء البيوت أو الزواج إلى موعد تقاضي أتعابهم بعد رحلة السفر أو الغوص.

    وكانت الأسواق تنتعش بما تحمله إليها السفن التجارية من البضائع ، ويعم البلاد بإنتهاء موسم الغوص نوع من الرخاء بعد بيع اللؤلؤ في أسواق بومباي بالهند. وقد كانت تتطلب أعمال النقل البحري الكثير من الأدوات والاحتياجات لصناعة السفن وصيانتها. ولم تكن الآثار الاقتصادية للنقل البحري عائدة على التجار والأفراد فقط ، بل كانت عائداتها تشكل أيضا جزءا من دخل الدولة ، متمثلا في الضرائب والرسوم المقررة آنذاك.

    2-الآثـار الاجتماعيـة :

    لعل من أهم الآثار الاجتماعية للملاحة البحرية قديما في الكويت ، تلك التي ارتبطت بالعاملين على ظهر السفينة ، فالسفينة كانت تمثل وحدة الإنتاج الأساسية وجميع البحارة تحت إمرة النوخذة ، وكانت طاعته واجبة وتعليماته نافذة ، بيده الثواب والعقاب وفقا لعرف متعارف عليه ، وكان العمل على ظهر السفينة يسير وفق تنظيم حرفي محدد للإنتاج ، تحكمه ثلاث مراتب حرفية أساسية ، هي النوخذة ثم الغواصون ثم السيوب وهؤلاء أساس عملية الإنتاج فعلا.

    وجدير بالذكر أن العلاقات الاجتماعية على ظهر السفينة والتي كان أساسها الإحترام والطاعة والمواظبة على العمل والإخلاص فيه ، قد انعكست آثارها على الأسرة والمجتمع الكويتيين ، ونلمس ذلك جليا في الأمور الآتية: -

    أ - أن الأسرة الكويتية بعلاقاتها الأولية وتقاليدها المرعية في الزواج والطلاق ونحوهما كانت تمثل الوحدة الأساسية في التنظيـم الاجتماعـي. وهي وإن كانت قد استمدت مكانتها من صلاتها القبلية التي انحدرت منها ، فإنهـا استمـدت أيضـا تقاليدها من علاقاتها بالنشاط الحرفي على ظهر سفينة الغوص أو سفينة نقل التجارة. حيــث كان الأب أو كبير الأسرة يحتل مكانة النوخذة على ظهر السفينة. فكانت له الكلمة العليا في تصريف أمور الأسرة المالية والاجتماعية.

    ب- أن التعاون والتعاضد بين مجتمع السفينة في البحر ، ظهر له نظير بين أفراد الأسرة والمجتمع في البر. فإذا حلت كارثة بأحد ، أسرع الجميع إلى تخفيف حدتها بشتـى الطرق. فإذا غرقت سفينة مثلا أسرع الآخرون يمدون يد العون والمساعدة على شكل تبرعات لا يشعر بها المتضرر.

    كذلك كان التعاون يظهر في قيام عدد من الأفراد الذين حالت ظروفهم دون الإنخراط في حرفـة الغوص ، أو الملاحة ، برعاية شئون الحي بأكمله ، وتوفير متطلباتهم ، حتى لا تعاني الأسر كثيرا من غياب عائليها.

    ج- أن نوعيـة التعليـم آنذاك ارتبطت كغيرها من خصائص المجتمع الكويتي باحتياجات النشاط الاقتصادي المصاحب لحرفتي الغوص و النقل البحري ، فكان الأطفـال يتلقون مبادئ القراءة والكتابة والحساب في ( الكتاتيب ) ، التي يديرها نفر مـن رجــال الدين.

    د- تأثر الأطفال بإمتهان ذويهم للحرف البحرية ، فبرعـوا فـي صناعة لعبهم على شكــل قوارب يسمونها ( العدال ) أو ( التناك ) ، كما عشقوا صيد الأسماك وصناعة أدوات الصيد ، ويقضون أغلب أوقات فراغهم في فصل الصيف على شاطئ البحر للسباحة واللعب.

    هـ- أن تقسيم الأنصبة المالية في السفينة ، الذي كانت تحكمه الثقة والصدق في المعاملة قد انعكست صفاته على المعاملات المالية بين الناس في أسواق المدينة.

    و- أن كثيراً مـن الأمثـال والحكايـات الشعبـية الكويتيـة ، وهي ترجمة لحياة المجتمع وممارساته وأنشطته ، ارتبطت بحياة البحر غوصا وتجارة وأسفارا.
  18. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    3- الآثـار الثقافيــة :

    تأثر الكويتيون وبحارة الخليج عامة بإحتكاكهم بشعوب شبه القارة الهندية ، شأنهم في ذلك شأن التجار العرب الأوائل الذين اتصلوا بالهند وشرق آسيا ، كما أخذ الكويتيون أيضا عن طريق التجارة والنقل البحري الكثير من الثقافة الهندية والأوربية في الهند ، حيث كان شبه القارة الهندية – بخاصة بعد أن وصل إليها الأوروبيون – بوتقة انصهر فيها الكثير من الثقافات الأوروبية . فعرف أهلها السينما والمسرح في نهاية الثلاثينات. كما تعرف الكويتيون على ألوان الفنون الهندية من رقص وغناء. وأجاد العديد منهم اللغات الهندية ، بل دخلت بعض الألفاظ الهندية الأصل على اللهجة الكويتية. كما دخلت على اللهجة الكويتية أيضا ألفاظ إنجليزية وفارسية وأصبحت هذه الألفاظ جميعا من مكونات اللهجة الكويتية.

    4- الآثـار الفنيـة : أغاني البحـر :


    ويتضح هذا التأثير في ظهور فن بحري خاص ، يختلف عن فنون البداوة والصحراء. فهناك غناء يصاحب بدء الرحلة البحرية ورفع الأشرعة. وهناك أغانٍ تقال عند العودة من الرحلة البعيدة ، ومن أهمها العرضة البحرية. هذا بالإضافة إلى أن النقل البحري مكن الكويتيين عن طريق الإتصال بالشعوب الأخرى من اقتباس بعض فنون الغناء.

    فقد ظهر المطرب الكويتي أول الأمر على شكل نهام السفينة ، الذي كان يرافق البحارة ليخفــــــف عنهـم عنــاء العمـل. وغنى لهم أغاني العتاب والغزل ، وعرفت هذه الأغاني بإسم (الزهيريات)، وغناء البحر متعدد الأسماء والإيقاعات فلكل مقام غناء يفرضه الواقع الذي يجد البحارة أنفسهم فيه. فعندما تكون السفينة راسية ، والبحارة يعملون في تنظيفها وطلي غاطسها بالشونة ، يغني هنا النهام أغاني السنامكي حتى تنتهي عملية التشوين. وعندما تتهادى السفينة فوق الماء عند إنزالها يغني البحارة مع النهام (الهليبدة). وعند رفع المخطاف، يغنون (البريخــــــــة) ، وعندمــــــــا تستعد السفينة لرحلتها يغني النهام مع البحارة (الزهيرية) لوداع الأهل ، ثم في أثناء سيرها يغنون (الهوب مال). وعند رفع الشراع يغنون الدواري والهولو وهكذا.

    وقد انفعل الفنان الكويتي متأثرا بالبحر على الرغم مما يحمله الموج من أخطار وأهوال فأطربهم صوت الموج. حتى أنه يمكن القول أن أغنيات استمدت معانيها من ذكريات الماضي.

    وهكذا يتضح لنا تأثر البحار الكويتي بالبحر وممارساته الخطرة نظما ولحنا وإيقاعا. غير أن البحارة الكويتيين قد تأثروا أيضا بالفنون الأخرى للشعوب التي احتكوا بها ، فأضحت الأغنية الكويتية تضم خليطا من الفنون الهندية والأفريقية والخليجية والعدنية ، ويمكن تلخيص ذلك في إيجاز شديد على النحو التالي:

    1- تأثـر الفن الغنائي الكويتي بأغاني الخليج وشبه الجزيرة العربية ، وظهر ذلك في ألحان ( الحدادي ) المعروفة في الكويت.

    2- تأثر الفن الغنائي في الكويت بالفن الغنائي الهندي ، وظهر هذا التأثير في لحن المويلي الذي يؤدي بلحن ( السنكني ) الهندي الأصل.

    3- نجد أن هناك بعض الألحان الكويتية التي تغني وتستخدم فيها آلة الطنبورة الأفريقيـة الأصل وهى نوع من الطبول وجدت عند إحدى القبائل الكينية.

    5 - الآثـار الصحيــة :

    وكان لها آثارها الإيجابية والسلبية أيضا ، وتتمثل آثارها الإيجابية في قيام السفن الكويتية بنقل وتوفير العديد من الأعشاب الطبية من الهند وغيرها لاستخدامها في التطبيب.

    أما آثارها السلبية فتتمثل في الأمراض الوبائية التي تنقلها السفن والبحارة من مناطق توطنها إلى الكويـت ، والمعروف أن مناطق توطن هذه الأمراض هي الهند وباكستان وبنجلاديش (كانتا ضمن الهند وقتئذ) ونيبال وأفريقيا الشرقية وهي مجال عمل السفن التجارية الكويتية.

    6- الآثـار القانونيــة :

    كانت سلطة النواخذة والمجالس التي تضم كبارهم تعد السلطة المدنية الثانية التي كانت تعمل بالقضاء في المجتمع الكويتي التقليدي ، ويقول الأهالي أن النواخذة كان يمثل الشيخ في المحمل ( السفينة ) يقضي في كل الأمور التي تحدث على ظهر السفينة ، كما ينظر في مشكلات البحارة عند نزولهم إلى البر ، وطاعتهم أمر واجب على جميع البحارة التابعين له.

    ولم تكن هناك قوانين مكتوبة تحدد أنواع القضايا التي تفصل فيها النواخذة والجرائم التي يحكمون فيها بالعقوبة ، ولكن طبقا للتقاليد المعروفة والمتفق عليها من جميع النواخذة. وكان هناك لجان تضم كبار النواخذة للحكم في قضايا الغوص والسفر برئاسة الشيخ أحمد الجابر أمير الكويت العاشر ، وتختص هذه اللجان بالفصل في الدعاوي والمشكلات التي تقوم بين البحرية والنواخذة وأصحاب المال ، وكانت عبارة عن لجان للصلح والمشورة.

    ونظرا لأن مهنة الغوص كانت هي المهنة التي كان يشتغل بها معظم السكان في الكويت في مرحلة ما قبل التغير . وكانت المهن الأخرى في الواقع مكملة وتابعة لها ، لذلك فقد كان أول تشريع منظم في الكويت جاء ليقنن علاقات العمل في تلك المهنة . وقد صدر قانون الغواصين في 29/5/1940م ، أي قبل استغلال النفط اقتصاديا في الكويت ، ولم يأت هذا القانون بقواعد وأحكام جديدة ، وإنما قنن العرف الذي كان سائدا ، ذلك العرف الذي ارتضاه الناس والذي استمد قوته الملزمة من إحترام الناس له ، وبالنسبة لتنظيم مهنة النقل التجاري البحري ( السفر ) فقد صدر في 4/6/1940م قانون للسفر استمدت مواده الـ (61) من الأعراف والعادات التي كانت سائدة في تلك الفترة والتي تحكم هذه المهنة . ومواد القانون تتناول العلاقة بين النوخذة والبحارة وأصحاب السفن.

    ومنذ ذلك التاريخ بدأت الكويت تخطو خطوات واسعة وإنضمت إلى العديد من الإتفاقيات الدولية البحرية كما أنها أخذت تصدر القوانين والقواعد المنظمة لعملية النقل التجاري والموانئ من ذلك مثلا قانون إبريل 1959م ، وغير ذلك من القوانين المحلية والإتفاقات الدولية .

    وهكذا يتضح لنا أهمية الملاحة والممارسات البحرية في حياة الكويتيين وما خلفته هذه الأنشطة من آثار اقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية وصحية : آثار اقتصادية عادت عليهم بالخير العميم ، وآثار اجتماعية شكلت أنماط السلوك الاجتماعي في مجتمعهم ، وظلت هذه الأنماط باقية حتى اليوم. فلم تستطع ثورة الحياة البترولية ، وما تولد عنها من مظاهر حضارية حديثة أن تغيرها أو تنال من أسسها الصلبة ثم آثار ثقافية ظهرت أوضح صورها في اللهجة الكويتية ، وما تحتويه من ألفاظ هندية وإنجليزية وفارسية وأفريقية ( لغة الساحل الشرقي الأفريقية وهي السواحلية ). وآثار فنية تجلت وما زالت تتجلى حتى اليوم في مظاهر الغناء والرقص والفنون
  19. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    تاريخ النفط



    في عام 1921م ، تولى المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم ، وكان سموه يتصف بالشجاعة والبسالة ويتمتع بفنون القيادة والإدارة وحسن التصرف فينتهج دائما الأسلوب الأمثل للتخلص من المحن بالإضافة إلى ما أوتي من النظرة الثاقبة ذات الحس المستقبلي.

    لقد توافر لسموه الحس العميق بما سوف تسفر عنه الأيام ، حيث كانت مهنة الغوص وتجارة اللؤلؤ المهنة الرائجة في ذلك الوقت ، ولكن ومنذ اكتشاف اللؤلؤ الصناعي اتجهت أنظار الناس إلى الصناعة والبعد عن مشقة السفر والتعب.

    في تلك الأثناء كانت هناك عمليات رصد لبقع سوداء قريبة من المادة البترومينية تلك التي تمت ملاحظتها في مناطق مختلفة من صحراء دولة الكويت.

    وقد كان الحاكم على دراية بالنشاطات وعمليات التنقيب علــى النفــط بالدول الـمـجـاورة (البحرين والمملكة العربية السعودية) بالإضافة إلى النجاح الذي حققته شركة النفط الإنجليزية الإيرانية في المناطق الجنوبية من إيران.

    ومع اكتشاف النفط في البحرين عام 1932م ، ازدادت توقعات الكويتيين بأن ما يوجد داخل الأرض من نفط سوف ينقلهم إلى حياة أنعم وأفضل وسوف ينعش تجارتهم ، هذا إلى جانب أن هناك تقريراً فنياً عن اكتشاف النفط ، الأمر الذي سوف يكون له الأثر بتحويل الدولة الصحراوية الصغيرة التي تذروها الرياح إلى دولة متحضرة مسؤولة عن رفاهية مواطنيها وذلك خلال فترة ربع قرن.

    كما تضمن التقرير نبذة عن المباني الجديدة والمدارس والمستشفيات والمكاتب والمباني التجارية والبيوت بالدولة.

    وفي 23/12/1934م ، قام المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح بتوقيع اتفاقية نفطية مع شركة نفط الكويت المحدودة والتي أسستها شركة النفط الإنجليزية الإيرانية المعروفة الآن باسم شركة البترول البريطانية وشركة غالف للزيت والمعروفة الآن باسم شفرون. في أثر تلك الاتفاقية ارتفعت قيمة ثروة الكويت المادية ومكانتها العالمية.

    ومع استمرار عمليات التنقيب في البحرين ، كان هناك الانتباه إلى برقان مع التوصيات التي تم ذكرها بالتقرير الفني ، وقد ابتدأت عمليات المسح الجيولوجي وابتداء التنقيب عام 1937م ، وأوائل عام 1938م وفي 22/2/1938 م تم اكتشاف النفط الذي تدفق بكميات كبيرة وتحت ضغط شديد لدرجة صعب معها التحكم برؤوس الأنابيب ، وذلك نظرا لأن المعدات التي تم استخدامها لم تكن كافية ، وحتى إعداد هذه الورقة لا يزال إنتاج هذا الحقل مستمرا.

    وفي تاريخ 30/6/1946 م قام المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح بتدشين أول شحنة نفط خام كويتية للناقلة الإنجليزية فوسيلير.


    وفي تاريخ 6/12/1977م ، إبتدأت حقبة تاريخية جديدة وذلك من خلال تأمين صناعة النفط الكويتية ، حيث كان ذلك من خلال المفاوضات العربية التي تم إجراؤها في بداية عام 1970م للتحكم والسيطرة على مصادر النفط الطبيعية ، ومن خلال الاتفاقيات الثنائية بين الشركتين ارتفعت حصة شركة نفط الكويت إلى أن تملكت جميع الأسهم ، وفي تاريخ 5/3/1975م تم توقيع اتفاقية بين دولة الكويت وشركة البترول البريطانية وشركة غالف للزيت على أثرها تملكت دولة الكويت مصدرها الطبيعي من النفط.

    وأخيرا يمكننا القول بأن تطور الصناعة الكويتية واحتلالها المكانة العالمية الحالية لم يكن وليد الصدفة ، بل على العكس كان للدور الذي لعبه حكام البلاد ، وبعد النظر الذي يتمتعون به الأثر الأكبر في تلك المكانة ، بالإضافة إلى وفرة وغزارة النفط الذي وهبه الله عز وجل لهذا الشعب.

    أحداث تاريخية :

    1933-1939

    - ديسمبر 1933م : تأسست شركة نفط الكويت المحدودة ، أسستها شركة النفط الإنجليزية الإيرانية المعروفة الآن باسم "شركة البترول البريطانية" وشركة غالف للزيت المعروفة الآن بشركة "شيفرون".

    - 23/12/1934م تم توقيع اتفاقية بين المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح وشركة نفط الكويت المحدودة.

    - 1935-1936م أجريت أعمال مسح جيوفيزيائي ، وحفرت أول بئر تجريبية في منطقة بحرة.

    - فبراير 1938م اكتشف النفط في حقل برقان.

    1940 - 1949

    - 30/6/1946 صدرت أول شحنة من نفط الكويت

    1980- 1989

    - 1980م صدر مرسوم أميري بتأسيس مؤسسة البترول الكويتية .

    - 1983م بدأ جهاز الحفر "الباز" بعمليات الحفر البحري .

    - 1985م تم تشغيل مركز التجميع رقم 26 .

    1990 - 1996

    - 2/8/1990م توقفت العمليات نتيجة للعدوان و الاحتلال العراقي .

    - فبراير 1991م قامت القوات المحتلة بتدمير وتفجير 792 بئر نفطية .

    - 26/2/1991م قـامـت قــوات دول التـحـــالف بتحــرير دولـة الكويت ، وبدأ العمل بتمشيط مناطق عمليات شركة نفط الكويت من الألغام والمتفجرات وغيرها .

    - مارس 1991م بدأت عمليات إطفاء حرائق الآبار النفطية

    - 27/7/1991م تم تصدير أول شحنة من النفط الخام بعد التحرير .

    - 14/9/1991م استؤنفت عمليات الحفر في حقل المقوع .

    - 6/11/1991م تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بإطفاء آخر بئر نفطية مشتعلة ( برقان 118) .


    - 24/9/1992م تم تصدير أول شحنة من نفط البحيرات .

    - 25/2/1993م الطاقة الإنتاجية لدولة الكويت فاقت 2 مليون برميل يوميا .

    - 13/4/1993م تم توزيع شهادات الخدمة الطويلة على العاملين بالشركة في أول حفل تكريمي بعد التحرير .

    - 16/4/1993م زار الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الشركة وتفقد المكتب الرئيسي المدمر والبحيرات النفطية ومركز التجميع 14 .
  20. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    - 3/5/1993م تم إعادة تشغيل المرسى الرحوي .

    - أكتوبر 1994م تمت معالجة 97% من نفط البحيرات .

    - 26/9/1995م تم توقيع اتفاقية المسح الزلزالي ثنائي الأبعاد .

    - 18/10/1995م اكتشاف بئر كراع المرو (1) غرب دولة الكويت .

    - 23/10/1995م تم توقيع اتفاقية المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد .

    - 30/12/1995م توقيع عقد بين شركة نفط الكويت ومؤسسة البترول الوطنية الصينية لإنشاء مركزي تجميع النفط رقم 27 ، 28 .

    - يناير 1996م تم الإنتهاء من إنشاء منصتين رحويتين لشحن البواخر .

    - 30/6/1996م تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه جري الاحتفال باليوبيل الذهبي لمرور 50 عاما على تصدير أول شحنة من نفط الكويت .

    الحرس الوطني


    1- المفهوم العام للأمن الداخلي :

    لا ريب في أن تحقيق الاستقرار للمجتمع وبث الطمأنينة في نفوس أبنائه والحفاظ على النظام العام وسيادة القانون وتأمين الجبهة الداخلية للوطن ضد أي أخطار اجتماعية أو صحية أو تخريبية ، من أهم العوامل التي تؤدي إلى توافر الأمن الداخلي واستتبابه ، هذا الذي يعتبر بحق الركيزة الأساسية للأمن الوطني بكل أبعاده ، والضمان الرئيسي لتحقيق التقدم والازدهار وبلوغ الأهداف والغايات القومية.



    2- تهديدات الأمن الداخلي :

    إن تهديد الأمن الداخلي له أبعاد متعددة منها ما هو اجتماعي من خلال زعزعة قيم المجتمع وتقاليده ومنها ما هو صحي بإفساد صحة أبناء المجتمع بمختلف الوسائل مثل المخدرات، ومنها ما هو نفسي باستخدام إجراءات الحرب النفسية لبث الشائعات التي تفسد الإنسان وتثبط الروح المعنوية وتنشر التخاذل والضعف بجانب التعصب ، وتسبب التشتت والصراعات الداخلية ، ولا شك في أنه يدخل أيضا في نطاق تهديد الأمن الداخلي الطابور الخامس الذي يحرص أعداء الكويت في الخارج على خلقه داخلها بواسطة المتسللين الذين يرسلونهم لضرب الجبهة الداخلية وتخريبها وتشتيت جهود الدولة بأعمال الإرهاب وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وتنفيذ عمليات اغتيال الشخصيات القيادية في البلاد وعرقلة المجهود الحربي وبث الفزع في المواطن الكويتي في فترات التوتر ، وللحفاظ على الأمن الداخلي للدولة كان من الضروري التوسع والتنوع في المؤسسات التي تحقق هذا الهدف طبقا لتنوع التهديدات ، ولذا فقد تم إنشاء الحرس الوطني لاستكمال منظومة الدفاع عن أمن البلاد.

    3- تعريف الحرس الوطني :

    هو هيئة مستقلة عن القوات المسلحة وهيئات الأمن العام تتبع مجلس الدفاع الأعلى مباشرة.

    4- نشأة الحرس الوطني :

    تم إنشاء الحرس الوطني في 6/6/1967م ، وذلك بناء على المرسوم بقانون رقم (2) لسنة 1967م.

    ولقد كان الفكر الأساسي وراء إنشاء الحرس الوطني هو استكمال منظومة الدفاع عن أمن الدولة وتوسيع قاعدة المحافظة على الأمن الداخلي وإفساح المجال للقوات المسلحة للتفرغ للتهديدات الخارجية ولتحقيق العمق في تأمين الدولة والتحسب للعدائيات المحتملة وتهديد المدنيين والمنشآت الحيوية داخل الوطن.

    ومن ثم فقد كان من الضروري إنشاء الحرس الوطني بحيث يضم قوات ذات كفاءة وإمكانيات وتنظيم وتسليح خاص يحقق لها القدرة على الاشتراك مع هيئات الأمن العام في تحقيق الأمن الداخلي للبلاد ، فضلا عن معاونتها للقوات المسلحة في الدفاع عن الوطن كلما طلب إليها ذلك.

    5- مهام الحرس الوطني وواجباته :

    حدد المرسوم الأميري الخاص بإنشاء الحرس الوطني ، المهام التالية لقوات الحرس الوطني :

    (1) معاونة القوات المسلحة وهيئات الأمن العام كلما طلب إليه هذا العون.

    (2) الإسهام في أغراض الدفاع الوطني متعاونا مع الهيئات التي تشكل لهذا الغرض.

    (3) القيام بأية مهمة أخرى تعهد إليه بناء على قرار من مجلس الدفاع الأعلى.

    6- مراحل التطور التاريخي للحرس الوطني :

    لما كان الحرس الوطني قد بدأ إنشاؤه في 6/6/1967م بمقتضى المرسوم بقانون رقم 2/67 فقد عهد هذا المرسوم بمهمة تدريب الطلائع الأولى لقوات الحرس الوطني إلى ضباط من القوات المسلحة الكويتية ، على أن يتم التدريب وفقا للشروط والأوضاع التي يقررها مجلس الدفاع الأعلى بناء على توصيات رئيس الحرس الوطني.

    وعقب فتح باب التطوع تسابق المواطنون إلى التطوع سواء كانوا شبابا أو مسنين ، وإزاء هذا الإقبال المتزايد ، تقرر تحديد حد أقصي لسن التطوع بما لا يزيد على 25 سنة.

    وفضلا عن ذلك فقد تم تطوير القوي البشرية بالحرس الوطني وزيادة أعدادها ، مع الحرص على أن يكون المتطوعون من مستويات علمية مرتفعة حتى تكون لهم القدرة على استيعاب أحدث الأسلحة واستخدام المعدات العسكرية التي زود بها الحرس الوطني حتى يمكنه تحقيق المهام الوطنية المسندة إليه ، وحتى يواكب التطور الحديث في العلوم والتكنولوجيا العسكرية.

مشاركة هذه الصفحة