بسم الله الرحمن الرحيم << مقدار إيمانك عند المصيبة >> يا من بقيت بعدي .. إياك أن تضجر بمصائبك ، وتعترض على قدرك بكلمة اعتراض تخرج من فيك ، فالإستعانة بالله تواسيك وتسليك .. جوابك اليوم على المصائب مقياس مقدار الإيمان ، فاثبت فكم بقي عندك من نعم الرحمن .. هذه نعمة واحدة سلبت منك فأصبحت لفقدها حسران ، فاحمد الله وتصبر واشكره على ماأبقى لك ياابن الإيمان ، وأن مصيبتك لم تكن ردة عن الإسلام . << أنوح عند المصيبة >> يامن بقيت بعدي ، إياك أن تقول : مات الحبيب أو الحبيبة سأنوح حتى يسمع القريب والقريبة ، ويبلغ البعيد والبعيدة !! أيها المبتلي بمصيبتي ! دعك من هذا وأجهد نفسك لي بالدعاء ، ولاتكن مثل فلان ذرف الدموع وصاح وهاج بالبكاء وناح ، ثم أنساه تعاقب المساء والصباح ، وعاد يضحك كأنه ماجزع من قبل للبلاء ! فلا هو كتب من الصابرين ولا ميته ببكائه من المسرورين . << الآن فادع >> يامن بقيت بعدي : لايشغلنك البكاء جزعا على فقدي ، عند غسلي ، أو حملي ، أو عند لحدي .. أنا الآن في القبر وحدي ، الآن يقعداني الملكان يحاسباني على رصيد عمري .. لحظة يتزلزل لها أقوى الرجال ، بل الجبال ، ولذا شرع الدعاء بالمغفرة ، وطلب التثبيت في الحال ، فاجتهد لي في الحال اجتهاد من ينقذ الغريق .. فدعاؤك يؤنسني وينجيني بإذن الله من الضيق ، وعذاب الحريق ، كثيرون بعد أيام من الدعاء خففوا ثم توقفوا ، كأنهم ماصحبوه وأحبوه ، وعليه الدمع ذرفوا ! << رب العالمين يوصلها >> يامن بقيت بعدي : أنا قد رحلت وأدي حقي وانفعني .. أرأيت كيف فرغك الله لتدعوا لي وترفعني ؟ فأوصل لي ماتقدر عليه من دعوات أو صدقات ، فإنك إنما تستأمنها رب الأرض والسماوات ، وأنا في آخرتي أسأل : من أين لي هذه المغفرة والدرجات ؟ فأعرف بأنها منك .. ياصاحب الوفاء والحسنات . << اجعلني كأنني حي >> يامن بقيت بعدي : أوصل لي اليوم من أنواع الأجور مااستطعت .. تجعلني كالحي الذي يعمل ، بل كأنك عني الذنوب أسقطت ، عندك صدقة بالماء ، ومسجد أجره لي مثل أجر كل من تعبد فيه لرب الأرض والسماء ، وطبع مصحف وكتب العلم النافع ، وكفالة طالب ، وعالم شافع فالعلم إرث الأنبياء ، وعلى أهل العلم تصلي الحيتان في الماء .