بسم الله الرحمن الرحيم من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله في نور على الدرب سماحة الشيخ أجبتم في السابق عن دعاء الاستفتاح وأخونا السواط يسأل عن تفسير دعاء الإستفتاح ؟ كل دعاء له تفسير ، قول : (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) معناه تنزيه الله عن كل ما لا يليق به ، سبحانك اللهم وبحمدك معناه أنزهك يا ربي عن كل شيءٍ لا يليق بك من الشرك ومن الصفات الناقصة كالنعاس والنوم والعجز ونحو ذلك ، هو - سبحانه - منزه عن كل نقص ، وعن كل عيب ، وكامل في ذاته وأسماءه وصفاته وأفعاله - سبحانه وتعالى – . (وتبارك اسمك) يعني بلغت البركة النهاية ، كل البركة عنده - سبحانه وتعالى -. (وتعالى جدك ) يعني عظمتك، الجد العظمة في حق الله ، تعالت عظمت الله ربنا (ولا إله غيرك) معناها لا معبود بحقٍ سواك يا الله، هو المعبود بالحق - سبحانه وتعالى-. وأما استفتاح : (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد) . هذا معناه طلب السلامة من الذنوب، يطلب الرب أن ينقه من الذنوب والخطايا ، وأن يباعد بينه وبينها حتى تكون توبته صادقة كاملة ، ليس معها نقص ولا ذنب ، لأنه إذا باعد بينه وبين خطاياه ونقاه منها وطهره منها صار نقياً من الذنوب كامل الإيمان والتقوى . وأما معنى : (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما كتب لي من الحق بإذنك) معناها طلب الهداية ، تتوسل به أنه رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، وجبرائيل وميكائيل وإسرافيل ثلاثة من الملائكة ، وهم مقدمو الملائكة ، وأفضل الملائكة ، جبرائيل الذي يأتي بالوحي إلى الأنبياء ، وميكائيل موكل القطر والمطر، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور يوم القيامة ، وإعادة الأرواح إلى الأجساد ، هؤلاء هم مقدمو الملائكة ، توسل بربوبية الله لهم : (اللهم رب جبريل) إلى أخره . فأنت بهذا تتوسل إلى الله بأنه رب هؤلاء الملائكة - سبحانه وتعالى - ، وتتوسل له بأنه فاطر السماوات والأرض ، يعني خالق السماوات والأرض ، وأنه عالم الغيب والشهادة ، تتوسل بهذا أنه العالم بكل شيء ، العالم بكل شيء ، وفاطر المخلوقات ، والموجد لها - سبحانه وتعالى - ، وأنه رب كل شيء ومليكه - جل وعلا -، وأنه الحاكم بين عباده في الدنيا والآخرة ، هو الحاكم بينهم في الدنيا بشرعه ، وفي الآخرة بحكمه العدل - سبحانه وتعالى -، ثم في هذا تتطلب منه أن يهديك لما وقع فيه اختلاف ، تقول : (اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك) تسأله أن يهديك للصواب والحق الذي وقع فيه الخلاف بين الناس ، وتتوسل إليه بأنه يهدي من يشاء إلى صراطٍ مستقيم ، فأنت تسأله بهذه الوسائل أن يهديك إلى الحق والصواب .