بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ... أما بعد .. أحبتي في الله .. نريد أن نكون في عشر ذي الحجة بفهم جديد وعميق للعبودية ، فهم للنجاة الجماعية وليس على مستوى الفرد فحسب ، فالإيمان تفاعل ، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وسأذكر لكم في هذه الوصية تأكيد لهذا المعنى من خلال فهم السلف لبر الحج . فتعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة " [ متفق عليه ] وفسره النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " بر الحج : إطعام الطعام وطيب الكلام " [ رواه الحاكم وحسنه الألباني ] وفي رواية أخرى : بر الحج " العج الثج " أي رفع الصوت بالتلبية وكثرة الذبح والهدي . و في الصحيحين وعن أنس رضي الله عنه قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر فمنا الصائم ومنا المفطر . قال : فنزلنا منزلا في يوم حار ، أكثرنا ظلا صاحب الكساء فمنا من يتقي الشمس بيده ,, فسقط الصوام وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذهب المفطرون اليوم بالأجر . لذلك كان كثير من السلف مع إجتهادهم في العبادة يشترط على أصحابه في سفر الحج أن يخدمهم . وكان إبراهيم بن أدهم يشترط على أصحابه في السفر الخدمة . وكان رجل من الصالحين يصحب إخوانه في سفر الجهاد و غيره ,, فإذا رأي رجلا يغسل ثوبه ,, يأخذه منه و يقول : هذا من شرطي . وإذا رأى رجل يريد أن يغسل رأسه يصبُ عليه و يقول : هذا من شرطي .فلما مات نظروا في يده فإذا بهم يجدوا مكتوب من أهل الجنة ,, و نظروا فيها فإذا هي كتابة بين الجلد و اللحم . [ لطائف المعارف لابن رجب ] أحبتي .. إذا أردتم أن تنالوا ثواب الحجاج الأبرار ، وأردتم أن تنالوا ثواب الحج المبرور فعليكم بالتفكير في شئون المسلمين وإحسان معاملاتكم معهم فالوصية : 1- أكثرنا خدمة للناس أعظمنا أجرا في زمان العمل الصالح الأحب إلى الله تعالى . 2- أكثرنا مجاهدة في بسط الوجه ولين الجانب في معاملة جميع الناس ولاسيما عشيرته الأقربين أكثرنا ثوابًا وأجرا . 3- أكثروا من إطعام المساكين والفقراء الطعام ، واجعلوها دعوة ، لأني أرى كثيرا من الناس يهتم بتغذية البطون دون الفهوم ، نريدها دعوة لله تعالى فاستغل هذا في دعوة هؤلاء للصلاة والذكر وقراءة القرآن والحجاب وترك المنكرات من التدخين والمخدرات والعلاقات المحرمة والغناء ونحوها . 4- عليك بوصية الناس بالأضاحي فهي كأنها الهدي الذي ينحره الحجاج وتذكر أنها سبيل الكوثر " فصلِّ لربك وانحر " 5- اجتهد في الخلاص الجماعي لا الخلاص الفردي ، ليس الزمان زمان : نفسي نفسي ، فلا تمكين بغير أوثق عرى الإيمان : الحب في الله والبغض في الله ، فدعوا تلك الأنانية " قد أهمتهم أنفسهم " فقد أحبطت الإيمان وأدخلت النفاق في القلوب . آية ترددونها وتطيب بها قلوبكم من الآن قبل المسير في أيام العشر " وتزدودا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب "