من آثار الذنوب والمعاصي على القلب والبدن للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة ، المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله ومنها : · حرمان العلم ، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب ، والمعصية تطفئ ذلك النور . · حرمان الرزق : وفي المسند "إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ". · وحشة يجدها العاصي في قلبه وبينه وبين الله لا توازنها ولا تقارنها لذة أصلاً ، ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِي بتلك الوحشة . · الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس ، ولاسيما أهل الخير منهم ، فإنه يجد وحشه بينه وبينهم ، وكلما قويت تلك الوحشة بعد منهم ومن مجالستهم ، وحرم بركة الإنتفاع بهم ، وقرب من ح** الشيطان بقدر ما بعد من ح** الرحمن . · تعسير أموره عليه ، فلا يتوجه لأمرٍ إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسر اً عليه . · ظلمه يجدها في قلبه حقيقة ً ، يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة ، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته ، حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لايشعر . · تُوهن القلب والبدن ، أما وهنها للقلب فأمر ظاهر ، بل لا تزال توهنه حتى تزيل حياته بالكلية ، وأما وهنها للبدن فإن المؤمن قوته في قلبه ، وكلما قوي قلبه قوي بدنه ، وأما الفاجر فإنه – وإن كان قوي البدن – فهو أضعف شيئٍ عند الحاجة ، فتخونه قوته أحوج ما يكون إلى نفسه . · حرمان الطاعة ، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يُصدّ عن طاعةٍ تكون بدله ، وتقطع طريق طاعةٍ أخرى ، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة ، ثم رابعة ، وهلم جرى ، فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عيها . · تقصر العمر وتمحق بركته . · المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضاً ، حتى يعزّ على العبد مفارقتها والخروج منها . · تضعف القلب عن إرادته ، فتقوى إرادة المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً ، إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية . · ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادةً ’فلا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ،ولا كلامهم فيه. · أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه ، وسقوطه من عينه . · أن العبد لايزال يرتكب الذنب حتى يهون عليه ويصغر في قلبه ، وذلك علامة الهلاك . · أن المعصية تورث الذل ولابد ، فإن العز كل العز في طاعة الله قال تعالى ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً ) . · أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها ، فكان من الغافلين قال تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) . · أن الذنوب تدخل العبد تحت لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه لعن على معاصٍ وغيرها أكبر منها ، فهي أولى بدخول فاعلها تحت اللعنة ، فلعن الواشمة والمستوشمة والواصلة والمستوصلة ، والنامصة والمتنمصة والواشرة والمستوشرة ،ولعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهده . · حرمانه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوة الملائكة ، فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات . من كتاب (مختصر الداء والدواء لإبن القيم الجوزية )