مساء الورد في بعض الأحيان نجد انفسنا محبوسين في سجن الظروف ظلما.. نتمنى ان يغفر لنا ونخرج من هذا المكان الضيق على عجل... ولكن بطل قصتنا اليوم تأخر .. تأخر كثيرا... سأدعه يحكي قصته بنفسه: احمد طالب في جامعة (......) اعتدت كل ليلة ان اسهر واصحابي الى ساعة متأخره وذات يوم والساعة تشير الى الثانية فجرا فتحت نافذه غرفتي لاستنشق ذلك الهواء العليل وارى النجوم تتلألأ في سماء صيف رايع .. لمحته.. ذلل العجوز الهرم، دائما اراه يجلس هناك متأملا النجوم وهي تشكل لوحة ابدع المولى في خلقها،شعرت برغبه في الجلوس والتسامر معه خرجت من منزلي واقتربت منه كان هائما في عالم آخر قلت له: صباح الخير ياعم التفت لي وقسمات وجهه تفيض حزنا والما ممزوجة بإبتسامه ذابله :صباح النور يا حمد ابتسمت له : هل لي ان اجلس معك قليلا ياعم؟؟ وانا احمد ولست حمد .. رد علي بأبتسامه مزيفة وقال: تفضل بالجلوس ، وأضاف: عذرا بني فهذا الأسم غال جدا على قلبي ولي ذكرى رائعة مع صاحب هذا الأسم.. صمت ولم ارد عليه احتراما لحزنه العميق وتشجيعا له ليخبرني المزيد عن حمد هذا قال العجوز: لقد عشت طفولتي في اسره فقيره جدا بالكاد نجد طعاما نأكله هذا مادفعني لترك دراستي والبحث عن عمل لأعيل اسرتي الصغيره، كنت دائما اتذمر من عمل امي فهي كانت تحيك الملابس مقابل ثمن بخس ، بدأت احداث قصتي عندما تعرفت على شله فاسده السمعة كانوا يكسبون رزقهم بالسرقة والتسول ، عملت معهم واول عمل لي هو سرقة دجاج جارتنا العجوز، مرت الأيام والسنين وقد اصبحت شابا يافعا ومازلت اعمل في هذه العصابة تحت قياده المعلم مرزوق، كنت اكسب الكثير من النقود ولكن بالحرام والإجرام، كانت امي تنصحني بترك هذا العمل ولكني كنت اضرب بكلامها بعرض الحائط، بعد فتره فارقت امي الحياه وقد حزنت جدا لذلك ولكن رغم ذلك لم اترك عملي.. ذات مره كنا في سهره محرمة امام منزل المعلم مرزوق، الدخان يملأ كل مكان والخمر لايفارق الأيادي وضجيج القهقهات يخترق سكون الليل فإذا برجل عجوز اعمى متسول مد يده وقال:من مال الله يامحسنين من مال الله.. تعالت الضحكات على هذا العجوز المسكين كنت أسخر منه بألفاظ كريهه و اصحابي يقهقهون مددت رجلي امامه فتعثر بها ووقع وانا اقول انظروا الى هذا الأعمى الغبي وانا اسخر منه وهو يبكي لمحت عقرب فأمسكت بها وقلت له خذ فرح المسكين ومد يديه ليمسك بالعقرب التي وضعتها في يده ومالبثت ان لدغته واخذ يتلوى من الألم .. مرت الأيام وتوفي المعلم وكانت ميتته شنيعة جدا كان للمعلم زوجة وابنه كنت اذهب دائما للأطمئنان عليهما لعدم وجود معيل لهما فقررت خطبة ابنه المعلم كانت فتاه جميلة ذات اخلاق ودين تم الزواج ومرت الايام واصبحت زعيم العصابة لم تكن زوجتي راضية عما افعل وكنت اصرخ في وجهها ان بدأت بالنصح واحيانا الشتم الا انها صبرت وتحملت بعد مده رزقت بأبني الأول كنت سعيدا جدا به ولم تمر فتره بسيطة إلا ورزقنا بأخته التي ملأت حياتنا فرحا وسعاده عشنا حياتنا ببساطة وفي احدى السنوات علمت من زوجتي بأنها حامل كبرت فرحتي.. كيف لا واسرتي تكبر... لكن الصدمة الكبرى صعقتني عندما علمت ان هذا الطفل أعمى لايرى شيئا... غضبت جدا وكرهته (حمد) كان ولدي الذي لم ير الوان الحياه واشكالها .. كنت لا أحب ان اراه امامي ابدا كنت دائما العب مع اطفالي وأذا لمحت ظله اخرج لكي لا اراه فقد كان حقدي عليه كبير اذكر انه اتى الي وهو يتحسس بيديه فنهرته بقوه فبتسم في وجهي وذهب الى امه وهو يحتك بالجدار.. بعد مرور عده سنوات.. ذات يوم في ظهر يوم الجمعة كنت انوي الخروج كعادتي لألهو فجأه سمعت صوت بكاء صادر من غرفه حمد ترددت في البداية ولكن مشاعر الأبوه تملكتني دخلت الغرفة .. كل شي غريب علي لاني لم ادخلها يوما رأيته يبكي انصدمت من تلك الملامح الآسره كأنه نسخه مصغره مني سألته وقلبي ينبض :مابالك تبكي قال لي والبكاء يملأ صوته قال لي ولازالت كلماته ترن في اذني: اخي منصور دائما يصحبني لصلاه الجمعة واليوم ذهب وتركني في هذه اللحظة اهتز كياني ودمعت عيني وانا انظر الى هذا الملاك الطاهر وانا اجسد كل النجاسة والفجور كم نحن متضادين ياحمد امسكت به وحظنته فوجئت عندما حظنني بأقصى قوة لديه كأنه يعوض مافقده من حنان حرمته منه كل هذه السنوات قلت له: هيا بني انا سوف آخذك للصلاه.. في الحقيقة كانت تلك اول مره ادخل فيها للمسجد طلب مني ان آخذه للصف الأول قامت الصلاه وبعد ان انتهينا احسست بالأمان والراحة النفسية وعلمت ان حمد كان دائما في مقدمة صفوف الصلاه وكان حافظا لاجزاء القرآن في الحقيقة لم يكن حمد هو الأعمى بل انا لانني لم اكن ارى الطريق الصواب ولم ارى هذه الدره الثمينة التي وهبني الله بها حمد... تغيرت حياتي كثيرا تركت العصابة وبحثت عن عمل شريف آخر اصبت اقضي كل وقتي العب والهو مع حمد زوجتي كانت سعيده جدا جدا بالتغير اللذي اصابني وانا كنت اطير من السعاده عندما يناديني حمد او يكلمني.. بعد مده قررت الذهاب للحج فودعت الجميع وكان وداع حمد اكثر حراره كان يتمنى ان يذهب معي ولكنني وعدته في المره القادمة.. ذهبت الى بيت الله واديت فريضة الحج وبعد عده ايام عدت وانا كلي شوق لحمد عندما وصلت الى البيت استقبلتني زوجتي والحزن باد على وجهها لم اعر ذلك اهتماما كانت عيني تبحث عن ملامح حمد الجميلة ولكنني صدمت من ابني الأكبر يبكي ويقول كلمات ترن في اذني كل يوم كلمات حرمتني الكثير ((بابا حمد راح مع الله)) عزيزاتي مات حمد مات هذا الطفل الرائع انتقلت روحه الى ربها رحمه الله هذه قصة حقيقية حدثت عندنا منذ زمن اتمنى ان اجد ردودكن العطره مودتي
تسلم ايدج حبيبتي على هالقصه الروووووووووووووووعه بس حرااااام عليج بجيتيني كيووووووووته على حمد الله يرحمه ....:frown: ابدعتــــــــــــــــــي ............:wink_smile:
فعلا قصة مؤثرة وتبكي ...صدق شي يعور القلب عسى الله يرحمه برحمته..طير من طيور الجنة .. وعسى الله يثبت ابوه على الدين ويغفرلها تسلمين كيوت عالقصة وربي مبدعة خصوصا ان القصص واقعية ..واسلوبش في الطرح مشوق والقصة هذي برايي انها احلى من القصة الاولى لان الهدف منها وضحتيه اكثر من القصة الاولى
العفو غلاتي يسرني كثير انج قريتي القصة وانا اعرف انج ما تدانين القصص الطويله :smile: مرورج شرفني يا بعدهم نورتي