هناك مهارات وأساليب يجب أن يلم بها من يتصدى لمناصحة الآخرين وإرشادهم، وذلك بغية الوصول للهدف المنشود، وهذه المهارات هي الفقه الدعوي. لهذا أعرض بعضها كي نفطن إليها عند النصيحة (1) النصيحة بالسر: لأن الإنسان يكره التشهير وتعتبر هنا النصيحة فضيحة، لهذا يحاول الدفاع عن نفسه، ولقد حث الشرع على النصيحة بالسر. يقول الفضيل: "المؤمن يستر والفاجر يهتك" لأن الهدف من النصيحة أن يقلع الشخص عن الخطأ، وليس الغرض إشاعة عيوبه أمام الآخرين. (2) التلميح للخطأ من غير تصريح: فافعل إذا استطعت أن يكون التلميح بالنصيحة أفضل من التصريح، أي محاولة النصح بطريقة غير مباشرة، كما يفضل البعد عن النقد المباشر وأسلوب الأمر، فهذا أدعى للقبول. . فافعل مثال النبي -عليه الصلاة والسلام- كان إذا رأى خطأ لأحد أصحابه يقوم، ويقول:ما بال قوم يفعلون كذا وكذا.. يعني الذي فعل يفهمه يترك ما كان يفعل(من غير تصريح ) عليه افضل الصلاة والسلام (3) أن تضع نفسك في مكان المنصوح، أحيانا تأتي إلى إنسان، وتنصحه كأنه كفر بفعله أو كأنه ارتد عن الدين يعني أو نحو ذلك ، إذا أردت أن تنصح لا تجلد الذي أمامك جلدا إلى درجة أنه يشعر أنه ارتد عن الدين بهذا ضع نفسك في موضع الملوم ربما يكون المسكين مضطر إلى هذا الفعل خذ مثالا على ذلك أقبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه يوما قادمين من معركة من المعارك أطالوا المشي حتى تعبوا تعبا شديدا.. فقال "صلى الله عليه وآله وسلم" لأصحابه "قال: هل وددتم أن تعرسوا؟" يعني هل تودون أن ننزل نرتاح.. قالوا: "نعم يا رسول الله"..فقال: "من يرقب لنا الفجر؟ حتى لا يفوتهم قال بلال: أنا ،جلس واتكأ على بعيره، وتوجه إلى جهة طلوع الفجر، وأخذ ينظر ينتظر.. ينتظر حتى يطلع الفجر، ويؤذن يوقظ الناس للصلاة فأثناء انتظاره غلبته عينه.. حتى نام.. طلع الفجر، وانتشر الضوء، وطلعت الشمس، والناس نائمون.. فما أيقظهم إلا حر الشمس، واستيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- فقام عمر يقول: الله أكبر فزعان كيف تفوتنا الصلاة؟ فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بلال قال: "يا بلال أين كلامك؟ أنت ما قلت سأوقظكم.. وين؟ أين كلامك يا بلال؟ فقال بلال:" يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفوسكم".. أنا اجتهدت أن أبقى مستيقظ.. لكن النوم سلطان فقال -صلى الله عليه وسلم- "ارتحلوا هذا موضع حضرنا فيه الشيطان" فارتحلوا ومشوا قليلا، وصلوا ولم يلم بلال في ذلك... (4) الكلمة الطيبة والابتسامة: للكلمة الطيبة والابتسامة سر لقبول النصيحة، فكلمة لينة رقيقة وابتسامة ساحرة هى خير شفيع (6) التكرار من غير ملل : بحيث تكون النصيحة مره وثانيه وثالثه دون إحداث الملل وانتقاء الطريقة المثلى للتكرار في النصح والتنوّع في طريقة النصح وفقني الله وإياكم لمايحبه ويرضاه
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اللهم صلي على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم جزيتي خيرا غاليتي اطياف على الموضوع الرائع في ميوان حسناتج