بسم الله الرحمن الرحيم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي قَتَادَةَ وَجَابِرٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الدَّهْرُ". حديث أبى هريرة : أخرجه مسلم (4/1763 ، رقم 2246) . وأخرجه أيضًا : أحمد (2/395 ، رقم 9126) ، وابن عساكر (7/267) . حديث أبى قتادة : أخرجه أحمد (5/299 ، رقم 22605) ، وعبد بن حميد (ص 97 ، رقم 197) . وأخرجه أيضًا : الحارث كما فى بغية الباحث (2/830 ، رقم 871) . حديث جابر : أخرجه ابن عساكر (7/268) . وأخرجه أيضًا : الطبرانى فى الشاميين (1/166 ، رقم 277). سُئِلَ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم سب الدهر فأجاب قائلا في "فتاوى العقيدة " ( 1 / 197 ) : سب الدهر ينقسم إلى ثلاثة أقسام. القسم الأول : أن يقصد الخبر المحض دون اللوم : فهذا جائز مثل أن يقول "تعبنا من شدة حر هذا اليوم أو برده" وما أشبه ذلك لأن الأعمال بالنيات واللفظ صالح لمجرد الخبر . القسم الثاني : أن يسب الدهر على أنه هو الفاعل كأن يقصد بسبه الدهر أن الدهر هو الذي يقلِّب الأمور إلى الخير أو الشر : فهذا شرك أكبر لأنه اعتقد أن مع الله خالقا حيث نسب الحوادث إلى غير الله . القسم الثالث : أن يسب الدهر ويعتقد أن الفاعل هو الله ولكن يسبه لأجل هذه الأمور المكروهة : فهذا محرم لأنه مناف للصبر الواجب وليس بكفر ، لأنه ما سب الله مباشرة ، ولو سب الله مباشرة لكان كافراً . انتهى كلامه رحمه الله ، ومن ذلك قولهم في هذه الأيام : يلعن الساعة التي فعلت فيها كذا ، أو اليوم التي عرفت فيها فلان ، وكل ذلك لا يجوز كما ورد في هذا الحديث وغيره .