1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. ام شريم

    ام شريم سيدة جديدة

    (الجزء الثاني)​



    عاشِقٌ ..
    في غرفة العمليات !!

    د.محمد بن عبد الرحمن العريفي



    قلت : طيب .. وماذا فعلت لها ؟
    قال : ذهبت إليها .. واعتذرت منها .. وبكيت .. وأعطيتها أرضاً في موقع آخر أحسن من الأرض الأولى .. فرضيت ودعت لي واستغفرت ..
    وخرجت من عندها .. ولجأت إلى الله بالدعاء وطلب المغفرة .. حتى بدأ الألم يتلاشى شيئاً فشيئاً .. حتى زال ولله الحمد ..
    انتهت القصة ..
    ولا أعني بإيرادي لها أن كل مرض يقع فهو عقوبة من الله لعبده .. كلا فلقد مرض النبيون والصالحون ..
    ولكن الذي أعنيه أن المرض يخرج الله به من العبد الكبر والعجب والفخر ..
    فلو دامت للعبد جميع أحواله .. مال .. جاه .. صحة .. أولاد .. لتجاوز وطغى .. ونسي المبدأ والمنتهى ..
    ولكن الله يسلط عليه الأمراض والأسقام .. فيجوع كرهاً ويمرض كرهاً ..
    ولا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً .. ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً ..
    أحياناً يريد أن يفهم الشيء فيجهله .. ويريد أن يتذكر الشيء فينساه ..
    وأحياناً يشتهي الشيء وفيه هلاكه .. ويكره الشيء وفيه حياته .. بل لا يأمن في أي لحظة من ليل أو نهار أن يسلبه الله ما أعطاه من سمعه وبصره ..
    أو من يدري !! ربما اختلس الله عقله .. أو سلب منه جميع نعمه ..
    فأي أحد من أذل العبد المتكبر لو عرف نفسه !!
    ومن هنا سلط الله على العبد الأمراض والآفات .. لينكسر ويقبل على الله ..
    وهذا هو السر في استجابة دعوة هؤلاء : المريض .. والمظلوم .. والمسافر .. والصائم .. وذلك لقربهم من الله وانكسار قلوبهم فغربة المسافر .. وتعب الصائم .. وذل المظلوم .. وآلام المريض ..
    فسبحان من يرحم ببلائه ويبتلي بنعمائه ..

    جولة في .. مستشفى المجانين
    كنت في رحلة إلى أحد البلدان لإلقاء عدد من المحاضرات ..
    كان ذلك البلد مشهوراً بوجود مستشفى كبير للأمراض العقلية ..أو كما يسميه الناس مستشفى المجانين ..
    ألقيت محاضرتين صباحاً .. وخرجت وقد بقي على أذان الظهر ساعة ..
    كان معي عبد العزيز .. رجل من أبرز الدعاة ..
    التفت إليه ونحن في السيارة .. قلت : عبد العزيز .. هناك مكان أود أن أذهب إليه ما دام في الوقت متسع ..
    قال : أين ؟ صاحبك الشيخ عبد الله .. مسافر .. والدكتور أحمد اتصلت به ولم يجب .. أو تريد أن نمر المكتبة التراثية .. أو ..
    قلت : كلا .. بل : مستشفى الأمراض العقلية ..
    قال : المجانين !! قلت : المجانين ..
    فضحك وقال مازحاً : لماذا .. تريد أن تتأكد من عقلك ..
    قلت : لا .. ولكن نستفيد .. نعتبر .. نعرف نعمة الله علينا ..
    سكت عبد العزيز يفكر في حالهم .. شعرت أنه حزين .. كان عبد العزيز عاطفياً أكثر من اللازم ..
    أخذني بسيارته إلى هناك ..
    أقبلنا على مبنى كالمغارة..الأشجار تحيط به من كل جانب..كانت الكآبة ظاهرة عليه..
    قابلنا أحد الأطباء .. رحب بنا ثم أخذنا في جولة في المستشفى ..
    أخذ الطبيب يحدثنا عن مآسيهم .. ثم قال :
    وليس الخبر كالمعاينة ..
    دلف بنا إلى أحد الممرات .. سمعت أصواتاً هنا وهناك ..
    كانت غرف المرضى موزعة على جانبي الممر ..
    مررنا بغرفة عن يميننا .. نظرت داخلها فإذا أكثر من عشرة أسرة فارغة .. إلا واحداً منها قد انبطح عليه رجل ينتفض بيديه ورجليه ..
    التفتُّ إلى الطبيب وسألته : ما هذا !!
    قال : هذا مجنون .. ويصاب بنوبات صرع .. تصيبه كل خمس أو ست ساعات ..
    قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله .. منذ متى وهو على هذا الحال ؟
    قال :منذ أكثر من عشر سنوات ..كتمت عبرة في نفسي .. ومضيت ساكتاً ..
    بعد خطوات مشيناها .. مررنا على غرفة أخرى .. بابها مغلق .. وفي الباب فتحة يطل من خلالها رجل من الغرفة .. ويشير لنا إشارات غير مفهومة ..
    حاولت أن أسرق النظر داخل الغرفة .. فإذا جدرانها وأرضها باللون البني ..
    سألت الطبيب : ما هذا ؟!! قال : مجنون ..
    شعرت أنه يسخر من سؤالي .. فقلت : أدري أنه مجنون .. لو كان عاقلاً لما رأيناه هنا .. لكن ما قصته ؟
    فقال : هذا الرجل إذا رأى جداراً .. ثار وأقبل يضربه بيده .. وتارة يضربه برجله .. وأحياناً برأسه ..
    فيوماً تتكسر أصابعه .. ويوماً تكسر رجله .. ويوماً يشج رأسه .. ويوماً .. ولم نستطع علاجه .. فحبسناه في غرفة كما ترى .. جدرانها وأرضها مبطنة بالإسفنج .. فيضرب كما يشاء .. ثم سكت الطبيب .. ومضى أمامنا ماشياً ..
    أما أنا وصاحبي عبد العزيز .. فظللنا واقفين نتمتم : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاك به
    ثم مضينا نسير بين غرف المرضى ..
    حتى مررنا على غرفة ليس فيها أسرة .. وإنما فيها أكثر من ثلاثين رجلاً .. كل واحد منهم على حال .. هذا يؤذن .. وهذا يغني .. وهذا يتلفت .. وهذا يرقص ..
    وإذا من بينهم ثلاثة قد أُجلسوا على كراسي .. وربطت أيديهم وأرجلهم .. وهم يتلفتون حولهم .. ويحاولون التفلت فلا يستطيعون ..
    تعجبت وسألت الطبيب : ما هؤلاء ؟ ولماذا ربطتموهم دون الباقين ؟
    فقال : هؤلاء إذا رأوا شيئاً أمامهم اعتدوا عليه .. يكسرون النوافذ .. والمكيفات .. والأبواب ..
    لذلك نحن نربطهم على هذا الحال .. من الصباح إلى المساء ..
    قلت وأنا أدافع عبرتي : منذ متى وهم على هذا الحال ؟
    قال : هذا منذ عشر سنوات .. وهذا منذ سبع .. وهذا جديد .. لم يمض له إلا خمس سنين !!
    خرجت من غرفتهم .. وأنا أتفكر في حالهم .. وأحمد الله الذي عافاني مما ابتلاهم ..
    سألته : أين باب الخروج من المستشفى ؟
    قال : بقي غرفة واحدة .. لعل فيها عبرة جديدة .. تعال ..
    وأخذ بيدي إلى غرفة كبيرة .. فتح الباب ودخل .. وجرني معه ..
    كان ما في الغرفة شبيهاً بما رأيته في غرفة سابقة .. مجموعة من المرضى .. كل منهم على حال .. راقص .. ونائم ..
    و .. و .. عجباً ماذا أرى ؟؟
    رجل جاوز عمره الخمسين .. اشتعل رأسه شيباً .. وجلس على الأرض القرفصاء .. قد جمع جسمه بعضه على بعض .. ينظر إلينا بعينين زائغتين .. يتلفت بفزع ..
    كل هذا طبيعي ..
    لكن الشيء الغريب الذي جعلني أفزع .. بل أثور .. هو أن الرجل كان عارياً تماماً ليس عليه من اللباس ولا ما يستر العورة المغلظة ..
    تغير وجهي .. وامتقع لوني .. والتفت إلى الطبيب فوراً .. فلما رأى حمرة عيني ..
    قال لي .. هدئ من غضبك .. سأشرح لك حاله ..
    هذا الرجل كلما ألبسناه ثوباً عضه بأسنانه وقطعه .. وحاول بلعه .. وقد نلبسه في اليوم الواحد أكثر من عشرة ثياب .. وكلها على مثل هذا الحال ..
    فتركناه هكذا صيفاً وشتاءً .. والذين حوله مجانين لا يعقلون حاله ..
    خرجت من هذه الغرفة .. ولم أستطع أن أتحمل أكثر .. قلت للطبيب : دلني على الباب .. للخروج ..
    قال : بقي بعض الأقسام ..
    قلت : يكفي ما رأيناه ..
    مشى الطبيب ومشيت بجانبه .. وجعل يمر في طريقه بغرف المرضى .. ونحن ساكتان ..
    وفجأة التفت إليّ وكأنه تذكر شيئاً نسيه .. وقال :
    يا شيخ .. هنا رجل من كبار التجار .. يملك مئات الملايين .. أصابه لوثة عقلية فأتى به أولاده وألقوه هنا منذ سنتين ..
    وهنا رجل آخر كان مهندساً في شركة .. وثالث كان ..
    ومضى الطبيب يحدثني بأقوام ذلوا بعد عز .. وآخرين افتقروا بعد غنى .. و ..
    أخذت أمشي بين غرف المرضى متفكراً ..
    سبحان من قسم الأرزاق بين عباده ..
    يعطي من يشاء .. ويمنع من يشاء ..
    قد يرزق الرجل مالاً وحسباً ونسباً ومنصباً .. لكنه يأخذ منه العقل .. فتجده من أكثر الناس مالاً .. وأقواهم جسداً .. لكنه مسجون في مستشفى المجانين ..
    وقد يرزق آخر حسباً رفيعاً .. ومالاً وفيراً .. وعقلاً كبيراً .. لكنه يسلب منه الصحة .. فتجده مقعداً على سريره .. عشرين أو ثلاثين سنة .. ما أغنى عنه ماله وحسبه ..!!
    ومن الناس من يؤتيه الله صحة وقوة وعقلاً .. لكنه يمنعه المال فتراه يشتغل حمال أمتعة في سوق أو تراه معدماً فقيراً يتنقل بين الحرف المتواضعة لا يكاد يجد ما يسد به رمقه ..
    ومن الناس من يؤتيه .. ويحرمه .. وربك يخلق ما يشاء ويختار .. ما كان لهم الخيرة ..
    فكان حرياً بكل مبتلى أن يعرف هدايا الله إليه قبل أن يعد مصائبه عليه .. فإن حرمك المال فقد أعطاك الصحة .. وإن حرمك منها .. فقد أعطاك العقل .. فإن فاتك .. فقد أعطاك الإسلام .. هنيئاً لك أن تعيش عليه وتموت عليه ..
    فقل بملء فيك الآن بأعلى صوتك : الحممممممد لله ..










    ( تابع الجزء الثالث)
    منقول​

  2. waha

    waha تـــمــــلأك بــــالأســـئــــلـــة

    جزاج الله خير
  3. أم نوافي

    أم نوافي مـشـرفـة

    بارك الله فيج000000
  4. تيبو

    تيبو سيدة جديدة

  5. فراشة الصباح

    فراشة الصباح سيدة جديدة

  6. الاميره بشاير

    الاميره بشاير أمــيــرة الـمـنـتـدى

    جزاجـ الله خير يالغلآ ..


    وجعلها في موازين حسناتجـ يآآآرب

مشاركة هذه الصفحة