,, { ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها } ,, بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا إله إلا هو , حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه بإذنه , عدد ما أحصى علمه , وكما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه . وصلى الله على نبينا وحبيبنا محمد النبي الأميّ , وعلى آلــه وصحبه وسلَّم تسليماً بقدر عظمة الخالق الكريم . أما بعــــــــد : قال تعالى : { وَلِلَّـهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا } 180 الأعراف وقال تعالى : { قُلِ ادْعُوا اللَّـهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَـٰنَ ۖ أَيًّا مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ } 110 الإسراء وقال تعالى : { اللَّـهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ } 8 طــه وقال تعالى : { هُوَ اللَّـهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ } 24 الحشر ـــ أحبتي في الرحمن : كل ما سنحت لي الفرصة وإن أعطاني الله عمراً سوف أذكر اسماً من أسماء الله سبحانه وتعالى مع شرح معناه , وكل ذلك نقلاً من كتاب : الأسماء الحسنى لصاحبه : د / حسن عزالدين الجمل . فجزاه الله عنّا وعن المسلمين خير الجزاء . وللأمـــــــانه الموضوع منقول فبسم الله نبدأ 7 7 7 7 ( ( اللّه ) ) ذكر الإسم " الله " سبحانه وتعالى ألفين وسُتمائة وتسع وتسعين مرة في القرآن الكريم , كما ورد في المعجم المفهرس . وزيادة ذكر " الله " مرة في بسم الله الرحمن الرحيم , باعتبار البسملة آية في فاتحة الكتاب . الله هو الإسم العظيم الدال على الموجود الحق الجامع لجميع صفات الكمال الإلهية وهو أكبر الأسماء وأجمعها للمعاني . وهو الإسم الذي تفرّد به الله سبحانه وتعالى , واختصه لنفسه وقدّمه على جميع أسمائه , وأضاف أسمائه كلها إليه , وكل ما يأتي بعده من الأسماء نعتُ له , وصفة , ومتعلِّقة به , وتوصف سائر الأسماء بأنها أسماء الله تعالى . يقال : " الأسماء الحسنى من أسماء الله تعالى , ولا يقال الأسماء الحسنى من أسماء الحليم أو من أسماء الغفور أو من أسماء الصبور " وإذا قلت " الله " لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى , ولهذا جاز أن ينادى اسم الله وفيه لام التعريف , ويقطع همزته فيقال : يا الله . والإسلام لا يتم إلا بذكر هذا الإسم الكريم : " الله " ولا يُقبل اسم عوضٌ منه ؛ فلا يُقال إلا : * لا إله إلا الله * . 7 7 7
-------------------------------------------------------------------------------- ( ( الرحمن ) ) الرحمن من الأسماء الحسنى مُختصٌ بالله سبحانه , لا يجوز أن يسمّى به غيره . وهو يجري غالباً مجرى الصفة له تعالى , نحو : { بسم الله الرحمن الرحيم } , وقد يُذكر موصوفاً , كما قال الله : { الرَّحْمَـٰنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَىٰ } 5 طــه . والرحمن هو الإسم الدال على على أن الرحمة قائمة به سبحانه وتعالى , ومعناه عند أهل اللغة ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في الرحمة . والرحمن صيغة تعظيم من الرحمة كالرحيم , لكن الرحمن من زيادة المعنى وأكبر تعظيماً . واسم ارحمن قريب من اسم الله الجاري مجرى العلم , وإن كان اسم الرحمن مشتقاً من الرحمة , أي : أن الرحمن اسم وصفة لا ينافي أحدهما الآخر , وجاء استعمال القرآن بالأمرين جميعاً . 7 7 7 7 7
( ( الرحيــم ) ) الرحيم من أسماء الله تعالى , وهو اسم مُشتق من الرحمة . ومعنى الرحمة هو تخليص من رحمهم الله من الضُّــرِّ والضَّلال والإنعام عليهم بالهدى والمغفرة والإيمان , والرحيم صيغة تعظيم من الرحمة . والرحمة تقتضي الإحسان إلى المرحوم , قال تعالى : { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا } ﴿٤٣﴾ الأحزاب . والله يقسم رحمته كيف يشاء , ويدخل رحمته من يشاء , والرحمة من الله إنعام وإفضال , ونحن لا نكاد نرى آثار رحمة الله لكثرتها ؛ ذلك بأن نعم الله لاتحصى ولكننا نحس إن أمسك بعض رحمته وكأنها تنزع نزعاً . قال تعالى : { وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ } ﴿٩﴾ هــود وقد ذُكر " الرحيم " مائة وأربعة عشر مرة في القرآن الكريم . 7 7 7 7 7
( ( المــلك ) ) تبارك الذي خلق له ملك السموات والأرض , وما بينهما وما فيهنّ , ولم يتخذ ولداً . فاطر وبديع السماوات والأرض , وخلق كل شيئ فقدره تقديراً . والإبداع هو الخلق أول مرة وإخراج الشيئ مما لا نعلم إلى الوجود , من أجل ذلك لا يعقل أن يملك ’ بمعنى الملك ’ إلا الله الملك الحق المبين , وهو سبحانه وتعالى المتصرف في كل شيئ بالإبداع والخلق , والموت والحياة والنشور . والملك الحق هم الغني مطلقاً عن كل ما سواه , وعن كل ما يحتاج إليه سواه . أما من يحتاج إلى الغير فلا يصح أن يسمّى ملكاً إلا أن يُؤتى مُلكاً محدداً موقوتاً أو أن يكون ذلك مجازاً . والملكوت هو الملك العظيم الواسع المطلق , كالرحموت للرحمة الواسعة , والرهبوت للرهبة الشديدة , وهو فعلوت من الملك , فهذا الوزن في اللغة يفيد المنتهى . واليد مجاز عن القدرة والإحاطة والملك : فالذي يملك السمع والأبصار والأفئدة والموت والحياة والنشور والشفاعة والرحمة والرزق هو الله . ونحن لا نملك مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض . من أجل ذلك , فلا مُلك إلا لله ولا مَلِكَ إلا الله , مالك المُلك لا شريك له .
-------------------------------------------------------------------------------- ( ( القُدُّوس ) ) القُــدُّوسُ بالضم والتَّشديد من أسماء الله تعالى الحُسنى , وهو اسم جميل مُشتق من القُدْس أَي الطّهر . والقدُّوس , سبحانه , هو الطّاهر المُنَزَّه . والتقديس والتطهير هو تنزيه الله عــز وجل ,وقوله تعالى : { وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ } 30 البقرة قال الزُّجاج : أي نُطًهِّر أنفسنا وكذلك نفعل بمن أطاعك , نُقَـدِّسه , أي نُطَـهِّرهُ . ذلك بأن القُــدْسَ هو الطُهر والنزاهة . وقد ذُكِرَ القـدُّوس مرتين في كتاب الله الكريم ... مرة في سورة الحشر ’ والثانية في الآية الأولى من سورة الجمعة : { يُسَبِّحُ ِلله مَا في السَّمَوَاتِ ومَا فيِ الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ العَزيزِ الحَكيمِ } عن قتادة عن مطرف عن عائشة رضي الله عنهم قالت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه : " سُبوح قُـدُّوس رَبُّ الملائكةِ والروح " . 7 7 7 7
( ( المُـؤمن ) ) قال تعالى : { شَهِدَاللَّـهُ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ﴿١٨﴾ آل عمران سبحان الذي شهد لنفسه بالوحدانية قبل شهادة خلقه . والإيمان هو التصديق . والله هو المؤمن المصدق لنفسه . ومن أصدق من الله قيلاً . ومن أصدق من الله حديثاً . وسبحان المؤمن الذي يعزى إليه الأمن والأمان فلا أمنُ ولا أمان إلا من عنده . وسبحان المؤمن واهب الأمن . والأمن ضد الخوف . وسبحان الذي أطعمنا من جوعر وآمنا من خوف . وهنا مكان حسن لنتدبر الآيات الثلاث من سورة الأنعام : قال تعالى : { وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ ۚ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّـهِ وَقَدْ هَدَانِ ۚ ولا أخاف مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَن يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا ۗ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا ۗ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ } ﴿٨٠﴾ وقال : { وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } ﴿٨١﴾ وقال : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } ﴿٨٢﴾ 7 7 7
( ( المُــهَـيــمن ) ) سبحان الميهمن بعلمه , وكمال قدرته على كل شيء . والمهيمن هو الرقيب على كل شيء , والحافظ لكل شيء , والخاضع لسلطانه كل شيء . وهو القائم على خلقه بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم , والمهيمن هو الشاهد المُطلع على أفعال مخلوقاته . قال تعالى : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ .... } 48 المائدة . ( مهيمناً عليه ) أي : رقيباً على ما سبقه من الكتب , يُــقِــرُّ الحقّ ويُــظْهِــر خطأ الباطل . قال أهل اللغة : الهيمنة : القيام على الشيء والرعاية له , والمهيمن : الشاهد وهو من آمن غيره من الخوف , وقيل المهيمن : هو الشهيد لنفسه بالوحدانية . وسبحان المهيمن الذي لا يغيب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر . وقد ذُكر الاسم المحيط " المهيمن " مرة واااااحدة في الكتاب المبين . 7 7 7 7 7
( ( العــزيــز ) ) سبحان العزيز الذي لا يوجد مثله , ويامن ليس له ضِـــدّ ولا شبيه , ويامن تشتد إليه الحاجة , ويامن يصعب الوصول إليه . والعزيز سبحانه هو القوي الذي لا يجوز عليه مكر الماكرين : وقد ذُكر العزيز ثمانية وثمانين مرة في كتاب الله الكريم . وهو العزيز الرحيم , وهو العزيز العليم , وهو عزيزٌ ذو انتقام , وهو القوي العزيز , وهو العزيز الغفار , وهو العزيز الغفور , وهو العزيز الحميد , وهو العزيز الوهاب , وهو عزيز مقتدر . قال تعالى : { .... أَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ } ﴿٤٢﴾ غافر 7 7 7 7 7 7
( ( المُــصوِّر ) ) سبحان الذي أنشأ الإنسان على صورٍ مختلفة متميزاً بعضها على بعض في الأشكال والأحجام والألوااان , ليتعارفوا . وسبحان من صورنا في الأرحام أطواراً وتشكيلاً بعد تشكيل في ظلمات البطن والرحم والمشيمة . وفي عالم الشهادة يتم تركيب الصورة كما شاء الله على هيئة الأصل في أحسن تقويم يوم الخلق الأول . لنتدبر الآيات البينات من سورة النجم : { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } ﴿٤٤﴾ { وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ } ﴿٤٥﴾ { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } ﴿٤٦﴾ { وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ } ﴿٤٧﴾
( ( الغَــفَّار ) ) الغفر والغفران في اللغة معناهما الستر . وسبحان الغفار الذي أظهر الجميل وستر القبيح . والذنوب من جملة القبائح التي سترها الله تعالى , وذلك لأن الله تعالى هو ساتر الذنب . جاء في كتاب الأسماء والصفات عن هذا الإسم الكريم : الغفار هو المبالغ في الستر فلا يشهر الذنب لا في الدنيا ولا في الآخرة . وقيل لصحابيّ كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة ؟ قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله عزّ وجل يُدني من المؤمن فيضع عليه كَنَفَهُ ويستره من الناس فيقول أَتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ حتى إذا قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هَلك . قال فإني سترتها عليك في الدنيا , وأنا أغفرها لك اليوم . قال : فَيُعطي كتاب حسناته " . هذا للمؤمن أما الكفار والمنافقون فلهم شأن آخر . وقد ذُكر الغفار في تنزيل العزيز الحكيم خمس مرات . وذكر العزيز الغفار ثلاث مرات في القرآن الكريم . ونذكر قوله تعالى : { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا } ﴿١٠﴾ نوح ونوصي بذكر هذا الإسم كثيراً ففيه معاني الإنابة والرجوع إلى الله 7 7 7
( ( القَــهَّار ) ) القهر في اللغة هو الإستيلاء على الشيء ظاهراً وباطناً . ولا موجود إلا هو مُسَخّر تحت قهره وقدرته عاجز في قبضته تعالى . وإذا تدبرنا الأسماء الحسنى لله الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام المؤمن المهيمين العزيز الجبار المتكبر الخالق الباريء المصور الغفار , نجد أن مَرَدّ جميع الأفعال إلى إله ( واحد ) وإلى تدبير ( واحد ) وليس للإنسان إلا التسليم إلى الله . وذلك العزيز الغفار الذي يكوِّر الليل على النهار ويكوِّر النهار على الليل , هو الواحد القهار الذي له أسلمنا ما يريد كفانا ما نريد , وإن لم نسلم له ما يريد أتعبنا فيما نريد , ثم لا يكون إلا ما يريد سبحانه . وقد ذكر الواحد القهار ست مرات في القرآن الكريم . وهذه بعضها : قال تعالى : { يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ﴿٣٩﴾ يوسف . { قُلِ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ﴿١٦﴾ الرعد . { يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّـهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} ﴿٤٨﴾ إبراهيم . 7 7