رائعة من روائع الشيخ الدكتور / سعود بن إبراهيم الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام ، حفظه الله . أبيات ذكرها في خطبة الاستسقاء يوم الأربعاء 19 / 1 / 1430هـ : شربت مرارةً وبكيت جمراً *** على فقدٍ لأيامٍ خوالي لأيام بها الخيـرات طـراً *** بها آباؤنا حازوا المعالي ونالوا من ذرا العلياء شأوا ً*** فصاروا في التدين خير آلِ وكانوا كلما استسقوا لجدبٍ *** سقاهم ربهم إثر ابتهالِ فأضحوا شامةً من بعد تيه *** وعموا بالصفا كل الفعالِ كبير القوم لا يؤذي صغيراً *** وجل الناس للقرآن تالِ وأفقرهم تعففه شعار*** وأغنى القوم لا يشقى بمالِ وكانوا عن حمى ديني حماةً *** وقد ضربوا لنا خير مثالِ فصرنا بعدهم قومًا وحوشاً *** تناوش بعضنا بعضًا لقالِ فأرقنا بمرقدنا ذنوبٌ *** ونخشى أن نُردَّ إلى سفالِ ونلقى قحطنا في كل عامٍ *** فما بال الملا فينا وبالِ فإن الله ذو أخذٍ وبيلٍ *** شديد ربنا عند المحالِ فآهٍ ثم آهٍ ثم آهٍ *** لأزمانٍ مضت مثل الخيالِ ألا قوموا فندعوا اليوم ربًّا *** رحيمًا محسنًا برًّا بفالِ ونبدأ في الدعا بالحمد *** إنا لنحمد بالغدو والآصالِ إلهي إن في الأمطار شحًّا *** ونذرًا لا يدانيـه مقـالي وإن الأرض تشكو اليوم جدبًا *** وتشكو غورة الماء الزلالِ فأمست في رباع القوم قفرًا *** وعظمًا بين أنياب السعالِ وماتت من بهائمنا ألوفٌ *** لأن السعر في الأعلاف غالي وأقبلت الديار على بلاءٍ *** لعامٍ من صدى الأمطار خالي إلهي ليس للأنعام عشبٌ *** لترعى في حواشيه الجـزالِ ولا نبتٌ يباس في ثراها *** ولا كلاءٌ يرام على الجبـالِ فأمست بعد طاوية بطونًا *** وباركةً بلا شـد العقـالِ وصار الطير لا ينوي نزولًا *** فلا ماء يرام إلى بـلادي أغثنا، أغثنا يا إله الكون إنا *** عبيد نبتغي حسن النوال وإن بنا من اللأواء جهداَ *** وإنك عالم عن كل حال فلا تمنع بذنب القوم قطرًا *** ولا تمنع عبادك من سجالِ ألا رباه أرسلها رياحًـا *** تقل بها من السحب الثقالِ وسقها رحمةً في أرض قفرٍ*** تباكت طول أيـامٍ عضالِ ألا غيثًا مغيثًـا يا إلـهي *** وسحًّا نافعًا يـا ذا الجـلالِ هنيئًا في ثنـاياه مريئـًا *** مغيثـا أو مريعـا في الكمالِ وأغدقه وأطبقه وجلل *** مواقع قطره بين التلال لتحيي بلدةً ميتًا تعالت *** بها أصوات من في القحط بالِ وتسقيه أناسيا كثيرا *** وأنعام غدت دون احتمال فصب الماء في الآكام صبا *** وأنبت زرعنا فوق الرمال وأحي الأرض بالخيرات دوما *** لتلزم قطرنا مثل الظلال وتبلغ فرحة الإمطار دورًا *** مزملـةً بأنَّـات العيـالِ فيشحذ كل ملهوفٍ غياثًا *** بزخاتٍ كحبـات اللآلي ألا إنا دعوناك اضطرارًا *** وأنت لدعـوة المضطر والي وإن قد رفعناها أكفًّـا *** فلا ترْدُدْ أكفًّـا للسـؤالِ