________________________________________ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى ، والصلاة والسلام على النبي المصطفى والرسول المجتبى ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، أما بعد : * أختاه ! يا صاحبة الهمة العالية ، والعزيمة المتوقدة .. يا من تعيشين لغاية ، وتحيين لهدف .. يا من استشعرت لماذا وجدت في هذه الحياة .. إليك هذه الرسالة ممن يحب لك الخير وأسبابه ، ويخشى عليك من الشر وأربابه .. نفعك الله بها ، وشرح صدرك لقبولها .. أختاه ! لا تكوني مثلها ! فإنها امرأة تعيش سبهللاً في تيه وفراغ ، وغفلة وضياع . فهي مشغولة بغير مُهمَّة ، متحركة في غير نفع ، مهمومة بالتوافه ، مشغولة بالمحقرات .. همتها باردة وعزيمتها خائرة ، ترضى من العظائم بأقلها ، ومن المكارم بأدناها . غدت الدنيا أكبر همِّها ، ومبلغ علمها ، ومنتهى أحلامها ، وغاية رغبتها ، ونسيت أنها عرضٌ زائل ، ومتاعٌ راحل ، وأمنية منقطعة . قال تعالى : ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلاً ) ترتكب المحرمات .. ولا تحزن ! تُحرم من الحسنات .. ولا تأسف ! يقسو قلبها ، وتجف عينها ، ولا تشعر ! وإنما جعلت النار الحامية لإذابة القلوب القاسية ! ولكن .. من يتذكَّر ؟! من يتأمل .. من يتدبَّر ؟! قال تعالى : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين ) لم تحزن يومًا على ما أمامها من هول المطلع في يوم المفزع ، ولا على ما بين يديها من كرباتٍ جسيمة ومصاعب عظيمة لا يعلم مداها ولا منتهاها إلا خالقها ومولاها . لم ترهب يومَ وقوفها بين يدي ربها ، يوم الرجوع إليه ، والعرض عليه ، والوقوف بين يديه . تبكي على فوات شيء من الدنيا ، ولا تبكي على ذهاب الدين ! قال تعالى : ( بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى ) * مهتمة - غاية الاهتمام بجسدها : ماذا تغذيه ؟ وماذا تلبسه ؟ وأين تسكنه ؟ وكيف تنعمه ؟ وما السبيل إلى تجميله وتحسينه ؟ ليس لها همٌّ غيره ! ولا شغل سواه ! يا خادم الجسم كم تسعى لراحته أتعبت نفسك فيما فيه خسران