السؤال لماذا ينصح بالإفطار على التمر أو الرطب؟ الجواب يُستحب أن يكون الإفطار على رطب أو تمر وتراً فإن لم يجد فعلى الماء، عملاً بنصيحة رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء؛ فإن الماء طهور". وفي إفطار النبي على الرطب أو التمر تدبير لطيف جداً، حيث يتميز به التمر بأنه سهل الهضم، كما يُمتص الجلوكوز الأحادي التسكر مباشرة دون هضم من جدران الأمعاء الدقيقة، فيعود مقدار السكر في الدم إلى طبيعته خلال وقت قصير. ومن المعروف أن الصوم يخلي المعدة من الغذاء، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه وترسله إلى الأعضاء، ولما كان السكر أسرع شيء وصولاً إلى الكبد وأحبه إليها- لا سيما إذا كان رطباً – فيشتد قبولها لها، فتنتفع به وتسارع بحرقه، وإرسال الطاقة الناتجة إلى الأعضاء والمخ. والثابت طبياً أن السكر والماء أول ما يحتاج إليهما جسم الصائم بعد فترة الصوم؛ لأن نقص السكر في الجسم يسبب ضيق الصدر، واضطراب الأعصاب، ونقص الماء في الجسم يسبب قلة مقاومته وضعفه، وذلك بعكس الصائم الذي يملأ معدته مباشرة بالطعام والشراب عند الإفطار، يحتاج إلى ثلاث ساعات أو أكثر حتى تمتص أمعاؤه السكر، وعلى هذا تبقى عنده أعراض ذلك النقص، ويكون كمن واصل صومه، أو كما قال الشاعر العربي القديم: كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول د. عبد الباسط سيد أحمد