السفاح كلمة مرعبة ... تصف نوع من البشر لا يعرف الرحمة ... و قد لا يعترف بوجود الحساب او القدر .. نوع من الشخصيات قد يكون ذا منهج فى القتل و قد لا يكون ... قد يقتل لتغذية عقدة بالنقص عنده .. او ليشعر انه فوق البشر فوق القانون فوق الطبيعة ذاتها !! كثير منا ينظر لهذة الشخصية بنوع من الاشمئزاز ... و لم لا و هو يعشق نظرات الخوف فى عيون ضحاياه ! و منظر الدماء يمتعه ! .. ورائحتها تلهبه كليث غاضب جائع يسعى نحو سفك المزيد و المزيد منها !! حاول الكثير من الاطباء النفسين و المحللين الاجتماعيين دراسه و تحليل التركيبه النفسية للسفاح من خلال ميولهم و ظروفهم لاشهر السفاحين و من هؤلاء كان مراد ! مراد : طفل صغير تنطق عيونه بالبراءة ... هرب ليلا من بيت ابيه القاسي لينعم فى احضان امه التى غادرت البيت و هو لا يفهم لماذا ... لتضعه فى شقة مقابله و تغلق البيت عليه فيتسلل اليها من جديد ليراها بين احضان رجل آخر ! صدمة قاسية و تنتابه نوبة من الدموع و الغضب اتتركنى من اجل هذا ؟! يهرع خارجا و تطارده الكلاب ... و خفافيش الظلام و هو طفل لم يتجاوز عمره السابعه ! عائدا لابوه الذي ينهال عليه ضربا ليعاقبه على شوقه نحو امه !! مراد : مراهق متفوق دراسيا ... لكنه كان يهوى ان يسرق اشياء الاخرين .. ليس لحاجته اليها بل ليكسرها و يرميها ! فقط ليحرق قلوبهم على اشيائهم .. فلماذا ينعمون هم بكل شئ و هو لم يجد ابدا الحنان !! يسرق جارته ام صديقه و يرمى مجوهراتها الثمينه فى مياه النهر .. فقد شعر بالندم لانه سرق ... ! مراد : قضى سنوات عدة فى سجن الاحداث و تعرض لقسوة الجميع ... و لكنه كان يتغلب عليهم بذكائه ! ليذهب بعدها للعراق و ليحرق قلب ابيه ينضم للجيش و يحارب فى جبهة العراق ضد ايران و يذوق طعم القتل و لذته و يذهب من بعدها لبيروت و يمارس هوايته التى وجد فيها السلوى .. القتل لاجل المال ... فهو و رغم ان والده من اغنى الاغنياء الا انه فى قمة البخل ! و يقتل حتى اصدقائه و فريق عمله بناء على الاوامر !! مراد : شق طريقه فى تجارة السلاح و القتل ... و تنفيذ العديد من العمليات .. رغم انه حاول كثيرا الا يقتل لكن كل شئ كان يقف ضده .. و يشجعه اكثر على القتل ... و كل ما حوله يزداد سؤا اكثر و اكثر فيعود للقتل من جديد الحنان الذى يحتاجه كل شخص منا لم يجده الا مع عمته التى سافرت مع زوجها لارض العراق ابان حروبها الداميه ... لذا سافر اليها فى مراهقته و قرر الذهاب للعيش معها و ان ينعم فى احضانها ! و التى ظل طوال حياته يراسلها و يشتاق اليها ليحكى اليها كل شئ ! و وجده ايضا مع ريم تلك السيدة التى عرف معها طعما مختلفا للحنان و شعر معها برجولته الحقيقيه .. و الذى بقي لها مخلصا ! و كما ان لكل قصة نهاية .. كانت نهاية مراد ايضا ... الاعدام شنقا بعد مذبحة ارتكبها فى شهر رمضان حيث قتل اسرة كامله .. و عدد من جيرانهم .. و تم القاء القبض عليه فى فراشه !! و عندما سالوه : ما هى امنيتك قبل ان ينفذ فيك شرع الله . : مر بباله الكثير و الكثير و لكنه طلب شئ واحد ... طلب وكيل النيابه الرقيق الذى حقق معه عندما كان فى الـ13 من عمره عندما سرق جارته ... و عندما قابله اخرج من جيبه بسكويته صغيره و اعطاها اليه فنظر اليه الرجل متعجبا و ذكره بنفسه ... و حزن كثيرا لاجله ... فقد تاكد ان هذة البسكويته الصغيره التى قدمها له فى الماضى .. عندما احس ان مراد جائعا.. كانت ذات قيمة كبيرة لديه و احتفظ بها لاكثر من 30 عاما و فهم انه جوعه كان مختلفا .. فقد كان جائعا للحنان !! و الان اتسائل . . . هل يمكن ان نعذر السفاحين عندما يسفكوا بارواح البشر ؟! ... ترى هل اذا كانت لنا نفس ظروفهم كنا لنكون مثلهم .. ؟! المصدر: منتديات عالم المرأة