1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. عهد كولكشن

    عهد كولكشن سيدة جديدة

    استيقضتُ كعادتي.. فتحتُ ياقة ايماني على نداء الروح، قبل بزوغ أمنياتي الصغيرة، ونهاية أحلامي الممزقة بأنين السبعة أشهر الماضية.. أفترشتُ سجادة الصلاة.. خبأتُ احاسيسي المشبعة بالخوف تحت هالة الخشوع.. رويتُ ظمأي من عطاء فاتحة الكتاب، ورحتُ أمضي بتسلسل الاداء كما تعلمناه في المدرسة..غسلتُ دعواتي بماء الدموع .. ذيلتها بأمنية، وأمل بالاستجابة..

    لم يكن حفل زفافنا يوماً تقليدياً.. كان اشبه بأساطير الدنيا الخالدة.. اجتمع الجميع لفرحنا.. عقد وشاهدين طوقوا العائلتين ومضينا " فرح وناصر" ليستمر بنا أمل السنوات القادمة.. "منك المال ومنها العيال"..ليتردد في خاطري كثيراً بعد ذلك " المال موجود ولكن....". تحوطني تنهيدات اليأس، لتشبعني بغبار السنتهم التي ما انفكتْ تلوكني/تعصرني.. ويزداد يقيني بأن الله لم يشأ بعد. يقلقني ارتباكه أمام تفاهاتهم المشبعة بثقة سلامته و..." العيب فيها مو فيك ".. أرتعد خوفاً أمام عيني والدته، أرى بداخلهما رعب " الثانية ".. تزداد صلواتي/دعواتي.. احتضن ملح دموعي و أغفو..

    مع نهاية كل اسبوع، افترش حضن والدتي، وأتوسد همي المثقبل بعبء أخطائي اللاموجودة، التي اختلقوها عبثاً، وجلسوا يختلسون السمع لشجاراتنا.. تفتعلها كبيرة العائلة.. يستشيط غضباً.. يفرغ ما بداخله بعيداً عن فراشي، فينطفئ حلم الأنثى ، وتبقى ابتساماتهم.

    بعد كل ليلة حمراء، يأتيني بجهاز فحص الحمل، أدخل الحمام بشفتين/يدين مرتجفتين.. انتظاره المتوج بـ " يارب " عند الباب، يزيد ارتباكي..اتبع التعليمات بدقة.. اللون الوردي يظهر.. تزداد دقات لوعتي.. ثانية....ثانيتين....دقيقة..ثلاث.. وتأتيني الاجابة الـ" سالبة " لتنهي أمل اللحظة، وترسم الحسرة على وجهه..أعود الى فراشي، بعد أن أنهكتني الحقيقة.. يستلقي هو على حافة السريرمتوسداً خيبة لياليه.. يتمنى بأن أنجب له طفلاً.. أشوح بوجهي عنه.. يراودني ألف وسواس..

    أتذكر حضن أمي.. كلامها عن " أبو صالح ".. رجل دين، يشفي المرضى ويفتح السحر عن المنكوبين، أخبرها/أخبرني بأن كل شئ بيد الله.. أقتنع دون تصديق.. يرتفع صوتها مجدداً " نروح للطبيب؟ " يتفاقم قلقي لمجرد التفكير بأن كلامهم قد يكون حقيقة تكتب في تقريره.. فيقررون نهاية حياتي بقصد العقول المتحجرة.. تخرج الـ" لا " مجدداً.. بحدة " يا تروحين للطبيب يا لابو صالح.. اختاري؟ "..تدور بداخلي الاسئلة، ويأتيني وجهه مبتسماً و أنا أخبره بأن دعواتنا تم استجابتها، تتسرب السعادة الى قلبي ، ليقع أختياري على "ابو صالح"، وأمضي دون ادراك الى أي عالم ستحط بي الأقدار.

    مغطاة بالسواد أصل، تستبيحني الآثام..أنازع خطواتي المترددة، تسحبني كلمات أمي، وأجبرني على الدخول.. غرفة صغيرة ..جدرانها تحمل عار النسوة لا خجلهن.. لفيف سواد يشبع المكان كآبة.. ارتجف.. ازيد التصاقي بها..اتمسك بأعذارالطفولة.. نأخذ لنا مكاناً بالزاوية..وننتظر.

    في الجهة المقابلة باب شبه مفتوح.. يأتينا صوت احداهن متأوهاً..باكياً..صارخاً.. رائحة بخور نتنة تتسرب بدخانها فتعم على المكان.. احسست بدوار..تزداد قوة قبضتي كلما خرجتْ مساعدته لتقود احدهن الى الداخل.. وخز في بطني.. تمضي ساعة ويأتي دورنا.. تنملت قدماي/ يداي/ شفتاي.. اتذكر وقع الخبر على " ناصر" استجمع قواي المنتهية وأمضي بالبسملة..اقترب من الباب.. رائحة الخطأ تملأني.. أراه من بعيد.. ثوب أخضر.. لحية بيضاء بأطراف محناة.. وجه كئيب المنظر.. وظلام متخلل بأطياف دخان البخور.. يزداد قلقي.. تزداد رائحتي بالخطأ، أدركه وأمضي خارجة، لأعود الى صلواتي..

    مرتعدة أمنياتي تجيبهم على ذلك السؤال..ما انفك خبث ابتساماتهم بترديده "تأخرتْ؟ ".. بثقة، تأتيهم اجاباتي بتأخرها هذا الشهر..لتتعالى صلواتي على أمل ذلك.. لكنها لا تتأخر أبداً..

    مضى ثلاث اسابيع على تلك الليلة.. عندما التحمتْ ارواحنا بضوء الشموع و عطره المفضل..لم تهدأ تنهدات اللحظة الا بانغماسنا في التتويج الاخير..تجاوزناه بقبلة علىالجبين،وعدنا لالتحامنا من جديد. أتاني محملاً بروعة حمراء، و أمنية لا تتعدى نطفة في رحم من يحب.. مبتسماً اعطانيه و وقف معلقاً امله خلف الباب.. افتح العلبة.. يزداد ارتباكي..اتبع التعليمات بدقة..ابلله لثوان.. اللون الوردي يظهر.. تزداد دقات لوعتي.. ثانية....ثانيتين....دقيقة..ثلاث.. أخرج متوجة بانتصاري.. نتبادل الابتسامة... نتقاسم الضحك/الدموع ممزوجة بدهشة التصديق وعدمه.. ننظر الى الشريط .. يزداد يقيننا بالفرح...

    مسرعاَ، يمضي الى الطابق الارضي محملاً ببشرى بعيدة عن كل تلك العيوب التي اثقلوني بها ظلماً... اتبعه محلقة بسعادتي .. اصل الى الباب.. يتسلل الى قلبي صوتها " لازم تجيب لك ولد والا....". يتضاءل الفرح بجفاف كلماتها.. اعود الى غرفتي محملة بخوفي.. افترش سجادة الصلاة.. ابدأ بترتيل دعواتي من جديد.

    عهود
    15 نوفمبر 2006
    الموضوع الاصلي : تراتيل --- قصة بقلم عهود السالم | من القسم : القصص والروايات | الكاتب : عهد كولكشن
  2. جوريه ذهبيه

    جوريه ذهبيه مـــراقــبــة عــــامــــة

    روووووووووووووعه مشكوووووووره حبيبتي,,,,,,,

مشاركة هذه الصفحة