[size="6"]كانت تراقبه عن كثب ، وهو يلاعب طفلته الصغيرة ، ويداعبها حتى تضحك، وتقهقه ببراءة وعذوبة، كان مغرما بطفلته سعيدا بها ، يحتضنها ويلاعبها ، ويحملها ويغليها، وهي تراقب بهدوء ثم اقتربت منه وسألته : إلى أي حد تحبها ..؟؟ فأجاب متحمسا وهو لا زال يلاعبها : إلى حد الجنون ، إني أحبها بجنون ، طفلتي غاليتي حبيبة قلبي ، ماستي الثمينة . فاقتربت منه أكثر ، وقالت له مازحة : غدا تكبر وتتزوج ، ...... ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها . فقال بحماس وجدية : سأقتله فنظرت للأسفل ، وقالت : كنت طفلة في سنها ذات يوم ، وكان أبي مغرما بي ، سعيد بضحكتي وبراءة عمري ، وكان حريصا على سعادتي ، واجتهد في تربيتي ، ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال حياتي ، عندما جئت لخطبتي وافق عليك ، لأنه اعتقد أنك الرجل الذي يستحق ثقته ، والذي سيصون ابنته الحبيبة، ويسعدها ، ..... أبي أيضا ، كان ذات يوم أب مثلك ، أحب ابنته التي هي أنا ، وخاف علي وطواني في تلابيب قلبه ، ليحميني من لفحات النسيم ، اجتهد في تدليلي ، وعز عليه رؤية الدمعة في عيني ، وصارع الهوان ليطعمني، ويسقيني ، ...... ثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي ، زوجني بك ، فالمرأة لا تكون سعيدة بلا زواج ، ......... واختارك وحدك ، أنت بالذات ، لأنه وجد فيك الشهم الذي سيصون درته النادرة ، وماسته الثمينة . إلتفت نحوها ، وقد بات يشعر بألم في رأسه وتابعت الحديث بهدوء وود : ترى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها، يخونها ، ويفطر قلبها ، ويتركها وحيدة كل ليلة ..... وكيف تراك ستشعر لو أنك علمت أن زوج ابنتك يستولي على راتبها ليصرفه على رفاق السوء ، وكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي ، ويهينها ، ولا يجالسها ، وكيف ستفعل لو علمت أنه لأجل شجار صغير شق كل ملابسها ، وكاد أن يمد يده عليها . إن كنت تخشى على ابنتك من كل ذلك ، فصن أمانة أبي ، فإن الجزاء من جنس العمل ....!!!! فسألها بعدوانية : إلى ماذا تلمحين ....؟؟ أجابت بهدوء وانكسار : لست ألمح ، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة ، وأب مطعون مغدور ....!! ألست ستشعر بمرارة الغدر ، حينما تجد الحارس الأمين ، بات يغتال الأمانة ، ألست ستشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الإختيار ، إني أخاف على أبي ، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه فسيموت حسرة وكمدا وإني لأخشى على ابنتي من انتقام المنتقم الجبار من أبيها الذي خان الأمانة ، فأخشى أن يريه الله العبرة في ابنته فهل تحبها يا زوجي ، هل تحب ابنتك ، ....... ؟؟؟ نظر إليها غير مصدق : أنت شئ ، وبنتي شئ .......!!! قالت بهدوء وبرود : بل كلنا سواء ، كما أنكم سواء، وغدا يجيء من يقول لابنتك ، أنت شئ وبنتي شئ تانى .......!!!! ياريت الرجالة تتقى الله ف معاملتها للنساء وكمان العكس لان المعاملة بين الزوجين غنيمة لينا نقدر ناخد منها حسنات كتييييييرة اوى من كتابات الاستاذه نعمه الهاشمي[/size]