خطوط عصرية في قالب من «الباتين»

ترك مالكا هذا المنزل العنان لأفكار المهندس شربل مطر الفنية، فاستطاع هذا الأخير في أشهر ثلاثة أن يحقّق فيه ديكوراً عصرياً، مليئاً بالحياة، يحمل خطوطاً جماليةً ويتوزّع فيه الأثاث «الخجول» بصورة توحي بالراحة!.

إنه منزل أنيق، يلجه الزائر عبر ردهة لافتة تمتاز بطلاء «الباتين» الذي يخطّ في كل زاوية رسوماً مختلفة بريشة مطر. هنا، يطالعنا باب رئيس، مشغول كما الجدار من حوله، بطلاء ذهبي معتّق، تملؤه المربعات، ويبدو كلوحة! وإلى يسار هذا الباب، تنفتح فجوتان ضمن خزانة خشبية معتّقة، تحتضن أكسسوارات بحريّة ملوّنة. وتبرز إضاءة غير مباشرة، مصدرها السقف، تنعكس على سقف ثان منخفض يجسّد رسومات باللون الأرجواني، بريشة مطر طبعاً!
ومع الجدران التي تتواصل مطلية
بـ «الباتين» لتبدو كأنها مكسوّة بالحرير، تتوزّع طاولات صغيرة متباعدة من الحديد المطروق (الفيرفورجيه) والزجاج ترفع وروداً حمراء وبيضاء، تتغنّى بموقعها الهادئ وكأن أحداً لا يعكّر صفاء مكانها!
ومن خلال قنطرة مربعة، تعلوها لوحة تتوسّط جدرانية صغيرة الحجم، وتجاورها فجوتان تمّ طلاؤهما بالأحمر، تحمل كلّ منهما قطعة نحاسية فرنسية مع مرآة دائرية، مع إضاءة تعود بنا إلى زمن البورجوازية، يدخل الزائر قسم الإستقبال، حيث المساحة قليلة الأثاث بناءً على رغبة المالكين.
هنا، ترتاح كنبة بلون رصاصي، ترتفع خلفها آنيتان، ويجاورها كرسي كبير بنيّ اللون مكسوّ بالقماش.وتتوسّط هذه المساحة طاولة مشغولة من الخشب الداكن.
وتبرز قطعتان: إحداهما، عبارة عن «كونسول» عصري يرفع أكسسسوارات من أوان ومجسّمات لطيور، فيما الثانية طاولة مرتفعة، تكتسي اللون الأزرق. وعلّقت على الجدار لوحتان عصريتان، تحمل كلّ منهما إطاراً مذهباً وآخر معتقاً، وهما بريشة مطر. وتفترش سجادة عجميّة صغيرة، لكن نفيسة الأرضيّة.

خطوط من الخشب

قبل بلوغ الصالون الثاني، ثمة أعمال رائعة تتلألأ في السقف، وتتمثّل في خطوط عريضة من الخشب، تتخلّلها رسومات، وإنارة تعكس هذه الأخيرة! وفي أسفل هذه المساحة، يتوزّع كرسيّان صغيران من جلد «البوني» الرائج اليوم، تعلوهما لوحتان، واحدة منحوتة، فيما الثانية تجريدية. ويواجهها كرسي مكسو بكليّته من القماش البنّي اللون وطاولة زرقاء مرتفعة، مزخرفة وفق الطريقة الشرقية، ترفع مصباحاً بقاعدة مذهّبة تتوجّه إضاءته نحو لوحة، كانت فيما مضى عبارة عن «بارافان» أثري، أعيد تعتيق ألوانه المذهّبة.
وفي الصالون الثالث، تطالعنا «صوفا» رماديّة اللون، تعلوها لوحتان، وتجاورها طاولة «روستيك» قديمة يعلو سطحها سطح آخر من الجلد الطبيعي، وإلى جانبها كرسيّان منخفضان من جلد «البوني».

غرفة الطعام

تتلخّص مكوّنات غرفة الطعام في طاولة تتّسع لأربعة كراس قديمة من الخشب والجلد، يبرز سطحها المشغول بـ «الماركوتري» الفرنسي. وإلى الجدار، يبدو «برافان» أزرق، أحضره المالك في إحدى أسفاره، يرتفع أمامه قفص كبير ياباني الطراز، يخلو من الطيور، تمّت إضاءته بالشموع، وكأنه يرمز إلى الحريّة!
وإلى جانب قسم الإستقبال، ثمّة حمّام خاص بالضيوف أثري الطابع. ويتجلّى ذلك واضحاً من خلال المرآة والجدران المرسومة بروح الستينيات والسقف المعتّق بالذهبي والإضاءة الفرنسية، إضافة إلى المغسلة الرخامية.

موضة الألوان

قبل بلوغ غرف النوم، يستوقف الزائر رواق طويل يحمل عند نهايته، باباً بنيّاً تملؤه المربعات، التي تحمل كل واحدة منها وردة. وتبرز موضة الألوان في غرف النوم، فجاءت الرئيسية منها باللون الليلكي الفاتح مع الأبيض!
أما الشرفة الخارجية فتحوّل قسم منها، بعد تزجيجه إلى ركن داخلي، يحتضن صالوناً فرنسيّ الطابع، تجاوره زاوية من الخشب تتوزّع حولها الكراسي المطليّة بدهان مقشّر يبرز من خلاله رسم لفراشة، تعلن أن الموقع هنا في ربيع دائم!



ManQoOoOoOoOoOoOoL
Tech Tech