عش سعيدا منشرح الصدر00

إننا في هذه الحياة نفرح ونحزن ونضحك ونبكي ونروح
ونأتي ولكن راحة القلب وسروره وزوال همومه
وغمومه هو المطلب لكل احد وبه تحصل الحياة الطيبة
ويتم السرور والابتهاج....
والملاحظ على حال الناس اليوم :
ضيقهم وتبرمهم وانحراج صدورهم لأدنى شئ يصيبهم !!
وليس السبب كثره مايتعرضون له من المضايقات
والمنغصات .. ولكن يكمن في عجزهم من اتخاذ الموقف السليم
حيال مايعرض لهم ويعكر صفو عيشهم ..

والقضيه التي سنكتب عنها اليوم هو كيف يعيش الواحد منا منشرح الصدر ..
مطمئن النفس حتى لو اصابته الاحزان وانتابته الهموم والغموم ..
فاعظم نعمة في هذه الدنيا ينعمها الله على عبد من عباده ان يشرح له صدره
؛ولذلك لما عد الله نعمه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
قال ألم نشرح لك صدرك ) ..ولما اراد موسى ان يذهب الى فرعون
قال ربِّ اشرح لي صدري ويسر لي أمري ) حتى يحول مشقة التكليف
الى متعة ..وعناء الدعوة إلى لذة وانس ....

فمن أسباب شرح الصدور ::
1_التوحيد : وهو اعظم اسباب شرح الصدر
وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه قال تعالى :
(أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نورٍ من ربه ) وقال :
(فمَن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل
صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصَّعد في السماء )
فالشرك والضلال من اعظم اسباب ضيق الصدر والإيمان الذي يقذفه
الله في قلب العبد فإنه يشرح الصدر ويوسعه ويفرح القلب فإذا فقد هذا النور
من القلب ضاق وحرج وصار في اضيق سجن واصعبه .. والإيمان بالله اكثر
مايعين العبد على التخلص من الهموم والغموم وتفويض الأمر اليه
(وأفوض أمري إلى الله )
ومما يلاحظ كثرة امراض الاكتئاب وحوادث الانتحار التي اصبحت ظاهرة في الغرب
والسبب الرئيسي والسر الأعظم لتلك الظاهرة إنما هو الالحاد والإعراض
عن الله عز وجل رب العالمين ..

وهذه مريم امراة اوروبيه يمارسون جميع انواع اللعب والمرح ليجلبوا لانفسهم
الراحة المنشودة تقول : كنا نذهب الى المراقص والملاهي فإذا عدنا الى بيوتنا
وكان هموم الدنيا جاثمة فوق صدورنا ..!!
تلك هي لذائذ الحياة البعيده عن الله اما حين آمنت بالله وامتثلت اوامره
فتلك هي اللذه التي لاتنقطع ..

وهذا شيخ الاسلام _ابن تيمية _ رحمه الله رجلٌ عرف الله وآمن به ووجد من
حلاوة الإيمان ماجعله يقول يوم سجن وضيق عليه "أنا جنتي وبستاني في صدري،
مايفعل أعدائي بي أنا سجني خلوة وقتلي شهادة وإخراجي من بلدي سياحة "
ولم يقف عند هذا بل راح يدعوا الى الله وهو في السجن لم تمتلكه الهموم والأحزان
والتفكير فيما لا حيلة فيه بل هدى الله على يديه خلقاً كثيراً فتحول السجن الى موطن
عبادة وتهجد فيا سبحان الله ....

قد تحصل المشكلة لشخصين ولكن هذا مطمئن الى قضاء الله وقدره
ويعلم ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه ويعلم ان الفرج
مع الكرب وان مع العسر يسراً وينتظر فرج الله . ولا يسخط ولا يجزع ولا يقول
الا ما يرضي الله بل قد يستبشر الى مايصيبه لعل هذا علامة حب الله له ..
فيجعل له من الأنس والانشراح والفرح الشيء الكثير ..
والآخر تجده صدره يضيق لأدنى عارض وأتفه سبب ولو علم ان ما اصابه
لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه لاطمئن ورأى دائما الخيره فيما اختاره الله ..

يقول احد الذين نجوا من حادث الطائره السعوديه التي تحطمت
ومات فيها ثلاثمائة نفس يرحمها الله : كنت اريد السفر على تلك الرحلة
ولما وصلت المطار واوقفت سيارتي في الموقف ونسيت مفتاح السيارة
داخلها فقضيت بعض الوقت للبحث عن طريقة لاخراجه وانا خائف ان تفوتني
الطائرة ثم اخرجت المفتاح وتوجهت الى صالة الركاب واذا بالطائرة قد اقلعت
فأصابني شيء من الضيق ثم صدمت بحادث احتراق الطائره قلت
"الحمد لله الذي وهبني عمرا جديدا "

ومن الاسباب التي تعين على شرح الصدور الصلاة..
وهي اهم العبادات على الاطلاق بعد التوحيد ويتجلى دورها المهم
في النفس كونها العبادة الأكثر ممارسة فالمسلم يصلي خمس صلوات
في اليوم والليلة فترى اثر الصلاة بوضوح على وجه المحافظ عليه
ساكن النفس مطمئن القلب منشرح الصدر لقد كانت الصلاة قرة عين
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال عليه الصلاه والسلام
حُبِّب إلىّ من دنياكم ثلاث : الطيب , والنساء , وجُعلت قرة عيني في الصلاة )
فهي لم تحبب إلىّ فقط كما في الطيب والنساء بل هي تتعدى هذا الحب
بمراحل الى ان تصل وتكون قرة لعينه وورد عنه أنه كان إذا تداعت عليه مشاكل
الدعوة والهموم كان يفزع الى الصلاة .. فأثر الصلاة ملحوظ في راحة البال
وذهاب الهم والغم والقلق ويزداد ذلك الأثر كلما زداد خشوع المصلي
واستحضار وقوفه بين يدي خالقه ومولاه وانه قريب منه يجيب سؤاله ،
ويقل هذا الأثر وربما ينعدم بالكليه حينما تكون الصلاة حركات تؤدى لا روح
فيها ولاخشوع ولا طمأنينة ..

ومن الأسباب ::
دوام ذكره سبحانه وتعالى ..

ومن اعظم الذكر القرآن الكريم فالقرآن مبارك
في تلاوته والعمل به وتحكيمه والاستنباط منه . قال احد الصالحين :
أحسست بغم لا يعلمه إلا الله وبهم مقيم وبقيت أتلو فزال عني والله فجأة
هذا الغم وأبدلني الله سرورا وحبورا ، فمن اسباب السعادة قرآءة كتاب الله
بتدبر وتمعن فانصاتك الى تلاوة ممتعة مؤثرة في كتاب الله لقرآن مجود
حسن الصوت تصلك الى رضوان الله عز وجل تضفي على نفسك السكينه
وعلى قلبك يقينا وبردا وسلاما ..

ان ضجه الحياة ومشاكل الاولاد والبيوت وكثرة المخالطة كفيلة بازعاجك
وتكدير خاطرك وليس لك سكينة ولا طمانينة إلا بكتاب الله كما ان لذكر الله
سبحانه وتعالى اثرا عجيبا في تهدئه النفوس وازالة الهموم والغموم وطرد الوساوس
والوحشة ودواء للقلب من الغفلة وهو سر محبة الله تعالى

ولا ننسى ان كثرة الدعاء والإلحاح على الله كفيلة بإزالة شكواك وحزنك
واعلم ان الله أرحم بك من أمك وأبيك ويلزم على الداعي أن يحسن الظن بالله
وأن يتيقن الإجابة عاجلا او آجلا
قال تعالى (وإذا سألك عبادي عني فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعي إذا دعان )

ومن الأسباب التي يغفل عنها كثير من الناس الإحسان إلى الخلق
ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه وأنواع الإحسان فإن الكريم المحسن
أشرح الناس صدرا وأطيبهم نفسا وأنعمهم قلبا ، والبخيل الذي ليس فيه إحسان
أضيق الناس صدرا وأنكدهم عيشا وأعظمهم هما وغما .. وقد ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيح
(مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جنتان من حديد .
إذا هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه . حتى تعفى أثره .
وإذا هم البخيل بصدقة تقلصت عليه . وانضمت يداه إلى تراقيه .
وانقبضت كل حلقة إلى صاحبتها )
فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق وانفساح قلبه
ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه .
فهذه دعوه الى من انتابته الأحزان وساورته الهموم أن لا يغفل عن الله
فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ...
قال أحد السلف : اجعل الهم هما واحدا هم لقاء الله عز وجل
وهم اللقاء بين يديه فليس هناك هموم إلا وهي أقل من هذا الهم ..
وأخيرا لا تحزن فإن الدنيا أحقر من أن تحزن من أجلها ..
اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وأعنا على أنفسنا والشيطان
وآيسه منا كما آيسته من رحمتك يا رحمان واشرح صدورنا
ويسر أمورنا واجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة .[/FONT][/SIZE][/CENTER]

جزاج الله خير ..

جزاج الله خير

جزاج الله خير يا قلبي

جزاج الله خير