بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الصبر والرضا بقضاء الله وقدره إن الإيمان بالقدر خيره وشره ركن من أركان الإيمان ، وهو يحقق للمؤمن راحة القلب من الهموم والمخاوف ، ويبعث في النفس الصبر والطمأنينة والرضا بما قسمه الله عزوجل ، قال تعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) . عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقال : " يا غلام ، إني أعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيئ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . إن المؤمن يتلقى السراء بالشكر لله تبارك وتعالى قولاً وعملاً ، ويتلقى الضراء بالصبر واحتساب الأجر من الله والإنابة إليه ، وهذا الشعور يؤثر في طمأنينة القلب ، ويساعده بإذن الله في تحقيق الراحة النفسية والجسدية . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك إلا للمؤمن : إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ، وإن اصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم . المؤمن بشر له أحاسيس ومشاعر يتاثر بالمصائب ، ولكن الإيمان يهذب النفس بآداب الشرع المطهر، والإنسان في هذه الحياة يعيش في كبد ، والمؤمن يهذبه إيمانه ، ويطمئن قلبه بالصبر والإحتساب ، والرضاء بقضاء الله وقدره . وهكذانجد المؤمن بقضاء الله وقدره مطمئن القلب ، يحسن الظن بربه ، راضياً باختيار الله عز وجل له ، صابراً محتسباً الأجر والمثوبة من الله ، ومع ذلك فهو يبذل الأسباب المشروعة لجلب المصالح ودفع المضار ، فلا يستسلم وييأس ، بل يعمل ويكدح ويرضى بقسمة الله له ، ويقنع بما اتاه الله . عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف وفي كل خير ، احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ، وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله ، وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان " رواه مسلم . من كتاب : وقفات إيمانية مع صحة القلوب