مسرحية ( الحوادث )

الحوادث
يدخل الأب وهو يحمل معوله يبدو عليه التعب والإرهاق
الأب : أه ياله من يوم متعب
( يدخل محمد )
محمد : السلام عليكم يا أبي
الاب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
محمد : يبدو عليك التعب يا والدي
الاب : لم أعد مثل السابق يا ولدي , لقد تقدم بي السن , وأصبح العمل أجيرا في مزارع الناس يتعبني
محمد : فل يكن الله في عونك يا والدي
الأب : أيه يا ولدي كم أتمنى أن أرتاح من هذا التعب
محمد : كم أتمنى لو كنت كبيرا حتى اريحك يا والدي
الاب : اثبت جدارتك يا ولدي في دراستك عندها ستريحني
محمد : سترتاح يا والدي بفضل أحمد اشتغل في إحدى الوزارات
الاب : نعم إن أحمد هو حلم حياتي الامل الذي ظللت أعيش عليه طوال عمري . كل كلمة إهانة أسمعها من أصحاب العمل تذبحني . تقتلني كلماتهم وتبرمهم . لكني أصبر من أجلكم أتحمل الاهانة والتعب حتى يأتي اليوم الذي أعلن فيه للعلم بأني قد ربيت أولادا يريحونني عن شيبتي
أحمد من الخارج : وقد جاء ذلك اليوم يا والدي
الجميع : أحمد
أحمد : السلام عليكم
الجميع : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحمد يقبل رأس والده : كيف حالك يا والدي
الاب : بخير يا أحمد . كيف حالك أنت
أحمد : وأنا بخير لكني مفلس يا أبي هلا أقرضتني 5 ريالات
الاب : لا عليك يا ولدي خذ
أحمد يضحك : دع نقودك يا والدي . لقد جاء اليوم الذي نقول لك فيه نحن خذ يا أبي
الاب : ما كل هذا
أحمد : إنه راتبي
الاب يبكي : أه يا ولدي
أحمد : لا تبكي يا أبي لقد آن أوان الراحة . فل نقل وداع للشقاء . وداعا للعمل أجيرا في مزارع الناس . سوف ارد دينك يا أبي سأجعلك ترتاح من كل همومك
الاب : أرى حلمي يتحقق أمام عيني . أخيرا الدنيا تبتسم لي . أخيرا كل هموم الدنيا كل ألام السنين تتلاشى شكرا لك يا أحمد
أحمد : بل شكرل لك أنت يا أبي لقد علمتنا وربيتنا حتى كبرنا وقد أن الاوان حتى نرد الجميل
محمد : أحم أحم نحن هنا
وأنت أيضا يا أخي سوف أحقق لك كل ما تتمناه
أحمد : أريد الذهاب إلى مسقط
الاب : ليس لدينا سيارة
أحمد : لا تقلق يا ابي سوف اشتري سيارة جديدة إنشاء الله
محمد : هل هذا صحيح يا أخي
أحمد : بالتأكيد ولما لا
الأب : ياه سيكون لنا سيارة خاصة ولن نلجاء لترجي الناس أو الاجار
أحمد : كل هذا قد انتهى وأن أوان الراحة
الاب : شكرا لك أقتربو يا أولادي اشعر برغبة لضمكم
المشهد الثاني
الاب ومحمد يجلسان في البيت يدخل شخص ثالث
سعيد : حادث حادث .. أحمد مات في حادث
يخرج الاب يركض هو ومحمد موسيقى حزينة ثم يدخل الاب وهو يبكي
الأب : أحمد .. ولدي احمد .. أه اين أنت يا حلم حياتي .. أين أنت يا فلذة كبدي .. أأأأأأأه يا أحمد .. أحمد أجبني أرجوك .. أجيبيني أيتها الجدران الصامته .. أجبني أيها الكون أين أحمد
محمد : أحمد مات يا أبي
الاب : مات .. أحمد مات .. ببساطة أحمد مات .. أحلامنا ماتت .. أمالنا ماتت.. هكذا مات .. لماذا ايها الموت .. أريد أن أفرح ولو ليوم واحد أريد أن أضمة ولو لدقيقة واحدة .. تعال يا أحمد تعال
محمد : أنت تقطع قلبي يا أبي
الاب : بل أنا الذي يتقطع قلبي .. لا لم يعد بداخلي قلب .. لقد مات قلبي بموت أحمد .. لقد ربيته .. رأيته يكبر أمام عيني .. يشب أمام عيني .. ويصير رجلا أمام عيني .. وها هو يموت
محمد : لقد كان حادثا يا ابي وأحمد كان يقود السيارة في سرعة
الاب : أه من الحوادث .. لقد دمرني حادث .. أنهى حياتي حادث .. الم يأن الأوان الذي نقول فيه كفى
محمد : إنها السرعة يا أبي
الاب : يكفي أيتها السرعة يكفي .. يكفي قتلا لأولادنا .. يكفي وأدا لأحلامنا يكفيك أيتها السرعة يكفيك .. يكفيك موت أحمد
محمد : هون عليك يا ابي
الاب : ( يحمل فاسه )
محمد : ماذا تفعل يا ابي
الأب : سأرجع للعمل أجيرا في مزارع الناس
محمد : أه يا ابي
الأب : ستكون أنت حلمي . ستكون أملي .. لكن أرجوك لا تسرع .. لا أريد أن أموت كما أموت الان
محمد : أعدك يا ابي
الاب : أرجوك يا ولدي . عدني أن لا تسرع .. أن تقول لا للسرعة أن نقول كلنا .. لا للسرعة ... لا للسرعة