بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} . تفسير ابن كثير : يقول ابن كثير في معرض تفسير هذه الآية : «وهذا تنفير من موالاة أعداء الإسلام وأهله من الكتابيين والمشركين ، الذين يتخذون أفضل ما يعمله العاملون ، وهي شرائع الإسلام المطهرة المحكمة ، المشتملة على كل خير دنيوي وأخروي ، يتخذونها هزواً : يستهزئون بها ، ولعباً : يعتقدون أنها نوع من اللعب في نظرهم الفاسد ، وفكرهم البارد… واتقوا الله أن تتخذوا هؤلاء الأعداء لكم ولدينكم أولياء ، إن كنتم مؤمنين بشرع الله الذي اتخذه هؤلاء هزواً ولعباً كما قال تعالى : {يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} ...». تفسير فتح القدير : ويورد الإمام الشوكاني في تفسيره لهذه الآية أن «قوله تعالى : {لاَ تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا} هذا النهي عن موالاة المتخذين للدين هزواً ولعباً يعمّ كل من حصل منه ذلك من المشركين وأهل الكتاب وأهل البدع المنتمين إلى الإسلام ، والبيان بقوله تعالى : {مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} ...». تفسير القرطبي : وقد أيَّد القرطبي ما ذهب إليه الإمام الشوكاني وابن كثير بأن الله «… نهاهم أن يتخذوا اليهود والمشركين أولياء ، وأعلمهم أن الفريقين اتخذوا دين المؤمنين هزواً ولعباً ، والمعنى لا تتخذوا المشركين والمنافقين أولياء ، بدليل {إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} والمشركون كلهم كفار… ». موالاة الكفار : والآيات كثيرة جداً بتحريم أخذ الكفار أولياء من دون المؤمنين ، قال تعالى: {لاَ يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} وقال : {الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}وقال : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} وغيرها من الآيات . فما بال المسلمين اليوم يتحكم في أمورهم ويرعى شؤونهم الكفار وهم راضون بذلك . عجباً والله ، كأنهم لم يسمعوا قوله تعالى ، أم سمعوا ولكن وضعوا أصابعهم في آذانهم ! المسلمون اليوم يتسلَّم رقابهم الكفّار وهم فرحون بمصابهم ، يهان دينهم ، ويعذَّب أولادهم في سجون الحكام الكفرة ، وهم ساكتون كالهررة أيضاً بل أضل وأخزى ، فلنسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : «والذي نفسي بيده ، لتأمرُنّ بالمعروف ولتنهون عن المنكر ، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ، ثم لتدعُنه فلا يستجاب لكم».
اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الاعداء وزلازل الارض من تحتهم اللهم امين الله يكفينا شر الكافرين والكفر تسلم ايدينج موضوع قمة الروعه الله يجزااج خير