1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    رغم اجاباته على اسئلتها الكثيرة الا انه بقى في داخلها الكثير من الاسئلة
    اللي تهرب منها بذكاء .. كانت تبي تستغل اي فرصة لمعرفة كل شي كان
    بحياته وتكسبه في صفها .. لاحظت عليهم كثرة خروجهم من البيت البنات
    وامهم .. وطلال اللي شغله ماخذ اغلب وقته .. وسامي اللي ماشافته الا مرة
    وحدة بس .. افتقدت التواصل اللي كانت تعيشه بكل صوره مع اهلها وبين
    احبابها هنا كل شخص لاهي بدنياه كل انسان فيهم منشغل بحياته وزياراته
    عن الثاني .. افتقدت الحميمية اللي كانت تغلف علاقتهم قبل .. لمتهم بكل
    وقت .. حتى روحاتهم وجياتهم مع خواتها وامها وخالتها وبنات عمها ..ابد
    ماكانو يفترقون الا بوقت النوم .. وهنا ماتشوفهم الا وقت النوم .. كان وقت
    العصر ممل وطويل .. ومافي اي شي ممكن انه يسليها .. فزعت يوم سمعت
    صوت رنة التليفون .. حطت يدها على قلبها .. " بسم الله الرحمن الرحيم "
    تجاهلت الحاح المتصل وفضلت انها ماتتدخل وترد الى الآن بعدها ماحست
    ان هالبيت بيتها .. نزلت دموعها غصب عنها وهي تسترجع ذكرياتها معاهم
    مهما اخفت هالحنين اللي يقتلها الا انه يظهر بوضوح بمجرد مرور طاري
    لهم .. قامت من مكانها بالصالة اللي بالدور الثاني ونزلت للدور الأرضي
    تبي تدور اي شي يسليها وتشغل نفسها فيه كان الهدوء ممل مرهق الى ابعد
    الحدود .. سمعت اصوات صادرة من المطبخ وعلى طول راحت له شافت
    الشغالات وحدة قاعدة ومادة رجلينها والثانية جالسة قبالها تسولف لها اول
    ماشافتها الشغالة قامت مرتبكة : اهلين مدام ..
    ابتسمت لاشكالهم وهم خايفين منها .. : اقعدي اقعدي مابي شي ..
    وبدت عملية الاستكشاف .. تفتح الادراج وتفتش بين الاغراض عن اشياء
    ابد ماعرفتها ولا مرت عليها .. وفي قمة انهماكها سمعت صوت صراخ سما
    على الشغالات من الخارج .. : سوجي روحي جيبي الاغراض اللي بالسيارة
    قامت على طول وطلعت للصالة فرحانة شافت سما قاعدة بالصالة ورامية
    عباتها وشنطتها على الارض .. : اوووف تعبت .. " واول مالمحت نورة
    واقفة على باب المطبخ ابتسمت " وش تسوين عندك ؟
    جات لها وقعدت جنبها : زهقت والله .. ومن يوم قمت ادوركم مالقيت احد ..
    استغربت كلامها : الا رسيل فيه .. بس الظاهر انها نايمة ماجات الا متأخرة
    من الجامعة .. مع انهم توهم ما بدو محاضراتهم .. وماما اكيد رايحة لخالتي
    تبارك لها بخطبة العلة حنينوه ..
    مافاتها الإسم ابد .. بذكائها صادته من اول مرة والحين تسمع هالخبر المطمن
    لها : بتعرس ؟
    سما تذكرت انها تكملت عن حنين وبما ان نورة تعرف ليش تخبي عليها : ايه
    بتاخذ ولد عمها .. عساه ان شاء الله يسود عيشتها وماتشوف معاه يوم حلو ..
    طقتها على يدها تسكتها : استغفري ربتس .. ليش تدعين عليها ..
    كشرت بقرف من تذكرت طاريها : اكرهها ما اطيقها ياناس فيها كل الصفات
    الشينة اللي محد يحبها ..
    حست ان سما على نياتها وممكن تسحب منها كل الكلام اللي تبيه بسهولة
    مثل ماتبي : مافي احد بالدنيا كله شين ولا كله زين يمكن لانتس ماتحبينها
    ماتشوفين فيها شي زين .. " وبعد تفكير " سما ..
    حطت يدها على خدها تناظرها : هلا ..
    مسكت يدها وقالت برجاء : تكفين علميني كل شي عنها .. طلال مايبي يقول
    شي وكل مانشدته قال لي هذا شي وراح هذاتس انتي عرفتي بزواجي قبل بس
    لا تسألين عن شي عقبها ..
    تكلمت بصدق : نورة والله ما اذكر اصلا انا كنت صغيرة وقتها ولا افهم شي
    بس كرهتها لاني كنت اشوفه يتعب ويتضايق اذا جات عندنا بالبيت ولا احد
    تكلم عنها عنده ..
    حست بألم كبير بقلبها من هاللي سمعته .. وناظرتها تخفي احاسيسها : كان
    يحبها ؟
    سما لمحت تغير ملامحها من هالكلام اللي قالته بس هالشي لازم نورة تعرفه
    اكيد هي احترمت رغبة طلال انه مايذكر تفاصيل هالزواج لانه شي من حقه
    واللي راح انتهى من زمان .. بس بعد هي لازم تهيئها لهالواقع : انتي قلتيها
    كان .. يعني شي وانتهى وانتي الحين اللي بحياته بس ..
    " لااا مانيب بلحالي بحياته يا سما .. انشغاله عني حتى وهو معاي يقول ان
    بقلبه شي ما اعرفه " ابتسمت لها تداري دموعها اللي تخاف تنزل وتفضحها
    بهاللحظة : قال لي انه تزوجها وهي صغيرة .. وماكملت معاه الثلاث سنين
    الا وهو مطلقها .. يقول ما اتفقو .. بالله ياسما هذا سبب ؟ انا مابيه يقول لي
    كل شي صار بينهم بس ليش يخليها بقلبه ومايعلمني " وبعد تردد " تهقين انه
    بيقول بعيدن ؟
    ماكانت تبي تحبطها بهالوقت وهي ماتدري وش هو تفكيره : هو ما قال لاحد
    شي .. بس هي تقول انها قالت له انها ماتبيه وهو طلقها يابنت الناس خلاص

  2. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    راحت لنصيبها وانتي تزوجتي طلال يعني السالفة كلها ماتسوى .. ماقلتي لي
    وش عندك بالمطبخ ؟
    طردت كل الوساوس اللي تتردد في بالها الحين وابتسمت لها : مشتاقة لاهلي
    ورب البيت ولهت عليهم .. ودي اشوفهم واقعد معهم .. بس ابي اسمع صوت
    ابوي وهو يناديني .. ابي اقرب منه واحب راسه .. وامي ابي بس لاتعبت
    وضاقت فيني الدنيا تجيني تطبطب علي وتقول يابنيتي هونيها باتسر يجيتس
    الفرج ..
    نزلت دموعها اللي من اول حبستها .. مدت يدها ومسكت يد سما .. حطتها
    على صدرها وهي تهمس لها بتعب : هذا اللي احسه اتعبني اذا اشغلت نفسي
    ونسيت شلون هالقلب ينسى ..
    تجمعت الدموع بعيونها وهي تناظرها لاول مرة تشوفها تقابلها بغير الابتسامة
    حست نفسها غبية وتناظرها ببلاهة ماعرفت تتصرف او حتى كيف تواسيها
    للأسف ماتتقن هالعمل .. : نورة ..
    حطت يدها على فمها ماتبي تصيح اكثر .. واشرت لها تسكت وقامت رايحة
    لجناحها .. مسحت دموعها وتجاهلت نظرات رسيل اللي صادفتها وهي نازلة
    ومن وصلت لغرفتها اطلقت العنان لنفسها انها تبكي وتطلع كل اللي بخاطرها
    شوقها لاهلها اللي تجاوز حده .. ومشاعر الغيرة الجديدة اللي بدت تحسها
    والوحدة اللي تعيشها اغلب ساعاتها بهالبيت .. كلها تجمعت عليها وارهقتها
    تعوذت من الشيطان .. وقامت تتوضى وتصلي المغرب يمكن تروح ضيقتها
    بعد ماصلت المغرب نزلت تقعد معاهم وكأنه ما صار شي ابد وقضت معاهم
    روتين حياتها اليومي مجرد مستمعة لسوالف تحس انها من عالم ثاني ولا تمت
    لها بصلة .. مجرد آلة لتسجيل المعلومات وتخزينها عشان تستفيد منها بوقت
    الحاجة ..
    اول ما شافته داخل عليهم ابتسمت له وهي تتجاهل نظرات سما اللي تطالعها
    بهاللحظة .. ماشالت عينها عنه وهو يسلم على ابوه ويجلس جنبه .. غصب
    عنها بدت تجتاحها مشاعر الحب بدون استئذان .. قلبها غض واول ماحس
    بالحنان حبه بدون تردد رغم انه يهديه الجفاف ايام الا ان حنانه يطغى اوقات
    وحبته .. يمكن لانه يستاهل الحب او لأنها هي ما تعرف الا انها تحب ..
    التقت عيونهم اكثر من مرة وابتسم لها ..
    دقايق وجاتهم ام طلال اللي من سلمت وجلست فرطت لهم كل السالفة عن
    موعد الملكة والزواج .. كانت تتكلم بكل اريحية ماتدري عن طوفان المشاعر
    اللي يجتاح قلبين بهاللحظة هو اللي بانت على ملامحه المفاجأة والاقتضاب
    وفي لحظات كثيرة عدم الارتياح .. وهي اللي بدت تحس هالانسانة دخلت
    حياتها وصارت تفكر فيها باستمرار شافته يقوم طالع لجناحهم وهو يستأذنهم
    قامت وراه كالعادة حاولت تضبط اعصابها وتتجاهل كل اللي يدور بخاطرها
    هاللحظة .. وتسوي نفسها مو فاهمة ابد ..
    شافته جالس على طرف السرير وماسك راسه بيدينه الثنتين .. بكل هدوء
    جلست جنبه وحطت يدها على يده وجاهدت نفسها على رسم ابتسامة عذبة
    وهي تناظره : تعبان ..
    رفع راسه وناظرها .. كان يحس انه يخونها بمشاعره .. اللي كان يبقى له
    من الماضي الفشل .. كل شي ارتبط بحنين معناه الفشل .. وخطبتها اليوم
    تأكد له انه بيوم خاض تجربة وطلع منها خاسر .. هز راسه وابتسم : ايه
    اليوم كان عندي ضغط كبير في الشركة .. وابي ارتاح ..
    مدت يدها ومسحت على شعره ومازالت ابتسامتها مرسومة على وجهها
    البريء : وانت الله يهداك من تروح الصباح توك تجي كل وقتك بالشغل
    حتى انا ما اشوفك ولا اقعد معك ..
    مسك يدها وطبع قبلة رقيقة عليها .. رفع عيونه وناظرها : خليك انتي
    جنبي وانا ارتاح ..
    اتسعت ابتسامتها وهي تداوي جراحه بجراحها : ابشر هذاني قاعدة جنبك
    وش تبي بعد ..
    همس لها في اذنها : ضميني ..!
    ارتجف جسدها من كلمته .. قربته منها وضمته بقوة .. ونزلت دموعها
    على خدودها ماكان يدري انه بكل حركة وبكل كلمة يجرحها وهي ساكتة
    خبت ضعفها بداخلها تستمد قوتها من هالواقع اللي كانت تجهله .. تجاهلت
    مشاعر الاحتجاج بداخلها .. هي تحبه او بالأصح هو لها وراح تخوض
    غمار المعركة وتكسب قلبه بالأخير .. وبيدها هي تنسيه كل الماضي بدون
    ماتنبشه .. كانت محتاجة هي من يريحها ويشيل الحمل عنها .. لكن فضلت
    تعيش دورها اللي اتقنته لسنوات تدفن جروحها بداخلها وتهدي الفرح لغيرها
    وقدرت بصعوبة انها تحافظ على صمودها الى آخر لحظة ..


    /
    \
    /
    \

  3. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    جالسة مع خالتها والشغالات في المطبخ يجهزون الغدى .. كانت تشاركهم
    بكل شي وتتعلم كل الخطوات اول بأول .. مشاعر ارتياح بين الثنتين كانت
    ام طلال تبي تهيأها تدريجيا لمواجهة المجتمع والاختلاط فيه .. الى الآن
    ماعودتها انها تروح معاها لجمعات وحفلات المجتمع الراقي .. تبيها تتعلم
    فنون الاتيكيت والتعامل بالأول وبعدها تظهرها لهالعالم .. بس ماتنكر انها
    حبتها ودخلت قلبها .. انسانه شفافة وواضحة .. بريئة وصادقة بكل مشاعرها
    مازالت جوهرة خام ماصقلتها ايدي البشر ولا دنستها .. : عاد الله ما رزقني
    الا بهالخالة .. وابوي الله يرحمه اخوانه كلهم اكبر منه ومتوفين وشغلتنا الدينا
    ولا اشوف بنات عماني الا بالسنين ..
    وقفت جنب الشغالة عند الفرن وهي تشوفها تطبخ .. وبنفس الوقت كانت تسمع
    سوالف خالتها عليها .. : زين وش اللي خلاتس تقعدين 13 سنة عقب طلال
    ماحملتي ..
    ماتعودت تدخل المطبخ الا نادرا بالعادة يجيها الأكل الى عندها بس اليوم حبت
    تشرف بنفسها على هالغدى بما ان جايهم ضيف : من الله بس ماخليت مكان
    الا رحت له .. سافرت وتعالجت والحمدلله ربي رزقني برسيل .. اما سامي
    وسما حملت طبيعي بدون علاجات ولا مراجعات ..
    ولدت رغبة بداخلها تعيش هالشعور تبي تصير ام ويكون عندها عيال تبي
    تحس باحساس الأمومة اللي تمنته من زمان : خالتي هالرجال اللي جاي اليوم
    من هو ضيفه ؟
    ام طلال وهي تقوم : والله مدري من هو .. طلال متصل يقول انه جاي على
    الغدى ومعاه واحد ..
    حست بفرحة انه بيجي للغدى .. هذا معناه ان شوقها له ماراح يطول صارت
    تفقده مجرد مايروح من عندها وتنتظر الوقت اللي يرجع لها فيه .. طلعت مع
    خالتها وشافتها طالعة للدور الثاني .. لحقتها هي بعد وسمعت صوت سما اللي
    توها واصلة من المدرسة .. ناظرتها من اعلى الدرج وهي تصوت لها : سما
    بسرعة تعالي ابيتس ..
    رمت شنطتها بالصالة وجاتها ركض : وشو .. وش فيه ..؟
    مسكتها من يدها وسحبتها تدخل معاها لغرفة الملابس : وش البس ؟
    ناظرتها مستغربة: ليش وين بتروحين ؟
    تكلمت بخجل : لا مانيب رايحة .. بس طلال بيجي على الغدى وابي اروح
    اتسبح ..
    حست بحماس انها تساعدها منها تضيع وقت شوي الين تجي رسيل ويحطون
    الغدى وبدت تدور بين ملابسها لبس يكون حلو طلعت لها بنطلون جينز كحلي
    غامق .. وتوب باللون الاخضر باكمام قصيرة .. : شرايك ؟
    حست بتردد كبير انها تلبسه قدامهم .. وعلى طول تكملت سما : ابوي مايجي
    للغدى وسامي اصلا من يجي من المدرسة ينام وهالوجبة لاغيها من قاموسه
    وامي متعودة علي انا ورسيل .. عاد طلال زوجك وانتي تبين تلبسين له ..
    ابتسمت على طول وباستها على خدها : مشكورة .. ان شاء الله اخدمتس لا
    اعرستي ..
    تسبحت ولبست وتعطرت وطلعت لغرفة سما تبيها تشوفها كانت تمشي وهي تحس
    بخجل كبير بلبس ما اعتادت عليه ابد .. : سما والله استحي اروح قدام خالتي
    تسذا ..
    ضحكت من قلب عليها : طيب لا تنزلين الحين .. بعد مايشوفك طلال بدلي
    ملابسك وتعالي تغدي معانا .. امممم " وبخبث " يعني الحين ماعاد تستحين
    من طلال ؟
    توردت خدودها على طول : مو شغلتس .. هذا شي بيني وبينه .. " ومن
    سمعت صوته يناديها " يمه قلبي .. لحقي علي ..
    فطست ضحك على شكلها وقامت حطت يدها على قلبها : والله قلبك مسوي
    حفلة .. روحي له بس خليه يشوفك ويستانس ..
    ضحكت وهي رايحة لجناحها .. رغم احاسيسها المتناقضة له الا انها مصرة
    تكسب قلبه بكل الطرق مايهم الماضي بالنسبة لها مادام هي الحاضر والمستقبل
    راح تثبت نفسها وتشق طريقها حتى لو كان صعب .. رسمت له ابتسامة تعود
    يشوفها على محياها شافته يناظر ساعته يبي يطلع من الغرفة واول مالمحها
    بادلها الابتسامة .. سلم عليها ومسك يدها وهو يتأملها كان اللون مخليها اجمل
    من قبل .. : تعالي سلمي على اخوك وتغدي معانا ..
    فتحت عيونها متفاجأة : راكان جا ؟
    تكلم وهو يستعجلها تمشي معاه : ايه يالله من اول يبي يجلس معك قبل مايروح
    الديرة .. يقول جايب لك اخبار عن اهلك ..
    مشت بسرعة بتنزل معاه وهي فرحانة وبلحظة وقفت مكانها : لا اصبر روح

  4. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    انت وانا بجي عقبك ..
    التفت لها مستغرب : ليش ..؟
    نزلت راسها بخجل : بلبس شي ثاني .. مابي راكان يشوفني بهاللبس .. اصلا
    مايجوز ..
    هالشي كان كفيل انه يزيد اعجابه فيها .. هذي اهم نقطة كان يختلف فيها مع
    خواته واكثر شي كانت عليه مشاحناتهم .. وهي من غير مايقول لها قالتها
    بنفسها : اوكي .. بس لا تتأخرين تراه مو مطول بيتغدى ويمشي ..
    راحت لجناحها ولبست جلابية انيقة ونزلت لهم .. لقائها معاه هالمرة مثل كل
    مرة تشوفها فيه لكن هالمرة اعطت لنفسها مجال انها تصيح اكثر ..
    قعد يضحك وهو لامها بحضنه : خلاص يانورة وانتي كل ماتشوفيني بتقعدين
    تصيحين ..
    بعدت نفسها عن حضنه وهي تمسح دموعها .. كان يشوفها بكل مرة تقابله
    استغرب هالعلاقة القوية اللي تجمعهم .. ولا مرة كان بهالقرب من خواته ..
    علاقته فيهم جافة الى ابعد الحدود .. بس هي علاقتها مع اخوها غير .. الحب
    اللي بينهم ظاهر بقوة ومايخفونه .. شاف فرحتها بسوالفها وكلامها معاه حتى
    عفويتها اللي ظهرت اكثر .. تغدى معاهم واستأذنهم يبي يتركهم يتكلمون على
    راحتهم ..
    ناظرها وابتسم : عندي لتس خبرين الأول زين والثاني شين وش تبين تسمعين
    فيهم بالأول ؟
    تنفست بعمق : هات الشين بالأول ..
    استغرب من طلبها وناظرها مستفسر : اعرف الناس تدور الأخبار الزينة قبل
    الشينة ..
    هزت راسها بالنفي .. : دايم الفرح ينسينا الحزن وانا ابي الزين ينسيني هالشين
    كله ..
    اقتنع بوجهة نظرها وبعد تردد تكلم : موضي " وقبل تقاطعه كمل كلامه " اللي
    خطبها جا لابوي واعتذر ان اهله يبونه لبنت عمه ..
    حطت يدها على صدرها : ياقلبي عليتس ياموضي .. وش اللي صار بحالها
    حلفتك بالله ياخوي تعلمني ..
    راكان : ان شاء الله انها صابرة .. وانا يوم اروح لهم شفتها مثل ما اعرفها
    والله بيعوضها باللي اخير منه " وبابتسامة " بس شيخة هي اللي جاها النصيب
    هالمرة ..
    دموعها اللي كانت بتنزل من صدمتها على موضي نزلت هالمرة فرحة لشيخة
    وهالخبر الحلو : جاها معرس ؟ من اللي جاها ؟ وش قالت هي ؟
    ضحك على تسرعها : والله انتس صادزة فرحتس بشيخة خلتس تنسين زعلتس
    على موضي ..
    قاطعته تستعجله : والله اني مانسيتها وقلبي عليها .. ادري فيها تخبي بقلبها ولا
    تشتكي لاحد .. عسى الله يجمعني فيهم قريب وارتاح .. علمني واللي يسلمك
    وش قالت شيخة ؟
    قال لها كل التفاصيل .. وكلام الوليد له .. وانه اليوم رايح للديرة يفاتح اهله
    بهالموضوع .. كانت تتمنى بهاللحظة تكون معاهم وتعرف كل شي يصير لهم
    وهي بعيد عنهم .. وقبل مايطلع راكان من عندها استوقفته : خلك وراها الين
    ترضى .. خلها تكبر عقلها وتنسى اللي راح كله والله بيعوضها بأخير من سعد
    وأيامه ..
    هز راسه برضى وطيب خاطرها بكلامه .. سلم عليها وودعها رايح للديرة
    ودعته وهي تحمل له بقلبها دعوات صادقة ان الله يحفظه ويسعده ..
    ومن رجعت جناحهم دورت عليه بس ماشافته .. انقهرت بقلبها منه .. اوقات
    بكون قريب منها بشكل كبير .. واوقات يبعدها عنه وتجهل تصرفاته ..



    /
    \
    /
    \

  5. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    قاعدة بالغرفة وتسمع كل شي ينقال بينهم .. نبضات قلبها تسارعت بشكل
    جنوني وبدت تقلب نظرها بين اخواتها بتوتر .. كان تسمع النقاش اللي بين
    امها وابوها .. والمقارنة بين الاثنين .. كرهت ارتباطها باسمه من البداية
    والحين كل شي لازم يرجع له .. قربت من موضي وتكلمت بحزم : والله
    لاحرق قلبه مثل ما حرق قلبي ..
    استانست من قلب على كلامها : يالله لك الحمد اخيرا بتطردين النحس وسيرته
    اللي تغث .. تكفين طلبتس قومي قولي لابوي انتس موافقة .. ابيتس تعرسين
    قريب وتجينا النوري .. والله اني ولهت عليها ..
    زمت شفايفها وناظرتها بنرفزة : يعني ماتبين تفرحين لي .. ؟
    ردت بدفاع عن نفسها : وشلون ما افرح لتس وانتي بتعيشين حياتس صح عقب
    هالسنين اللي ضيعتيها تحترين هالمقرود ..
    تناهى لمسامعهم صوت امهم وهي تقول بترجي : يا ابو راكان الرجال مكلمك
    يبيها .. شلون نعطيهم ؟
    قامت على طول وراحت لهم كانت تحس بخجل من موقفها بس كرهت انه
    حتى بهاللحظة بيدخلونه بحياتها : يمه .. الله يهداتس ترى اذا هو ولد اخوتس انا
    بنتتس .. وش تبين فيه هالحين عقب مارماني هالسنين ؟ .. " والتفتت لابوها
    وهي تحاول تضبط انفاسها " يبه اللي تبيه انا راضية فيه .. تسانك رضيت
    على خوي راكان فالشور شورك .. وماعندي حتسي اقوله عقبك ..
    تهلل وجهه فرح وناظر راكان : اجل على بركة الله وانا ابوتس .. الله يسهل
    امورتس كلها وان شاء الله ربي يكتبه من نصيبتس ...
    قربت منه وحبت راسه وهي تحس بانتصار عظيم لنفسها .. ماكانت تتمنى
    شي بهاللحظة اكثر من انها تزف له بنفسها خبر خطبتها رغم انها تدري ان
    الخبر في الديرة مايستغرق اكثر من ساعة عشان الكل يعرفه رجعت للغرفة
    وفتحت شنطتها الحديدية المقفلة بأرقام سرية .. طلعت منها كل الرسايل اللي
    كان يكتبها لها .. كانو خواتها يناظرونها مستغربين اللي قاعدة تسويه راحت
    لها موضي وجلست جنبها : وش بتسوين ؟
    قامت ولبست عباتها وقالت لها تلحقها خذت علبة الكبريت وطلعت من البيت
    كانو يناظرونها مستغربين بس توقعو انها رايحة لبيت عمها خصوصا انهم
    مايطلعون بعد المغرب الا لبيت عمهم القريب .. ركضت وراها موضي وهي
    ماتدري وين بتروح .. : شيخة اصبري .. وين بتروحين ؟
    جلست عند جدار بيت خالها المنقض نصه .. : بحرقهن مثل ماطلبت مني نورة
    قبل تعرس وتروح .. خلاص ماعاد ابيه حتى لو انه يبيني .. وانا دارية وربي
    انه ماجاني حب وطرب .. سودت عيشته الحية الرقطا وجا يبي العوض عندي
    حفرت في الأرض حفرة بسيطة وحطت الرسايل كلها فيها وعلى طول احرقتها
    بدون تردد او تراجع .. : والله لاحرق قلبه مثل ما حرقتهن والله لاخليه يتحسف
    علي ..
    بدت ترتجف شفايفها وهي تردد كلامها .. كانت تحس انها مو بوعيها بهاللحظة
    كانت تصارع مشاعرها تبي تستجمع بقاياها وتعيش فيها .. قربت منها ولمتها
    في حضنها وهي تحاول انها تسكن اوجاعها .. كانت تحس بشهقاتها تطلع من
    صدرها وتنهيه ..
    ونزلت دمعتها معاها .. ماتدري هل هي بتواسيها او تواسي نفسها .. تمنت هي
    بعد تنهيه .. تحرق صورته اللي بقلبها مع حروفه اللي سكنتها .. كانت تبكي لها
    ومعاها .. احساس واحد تقاسمها فيه نفس المعاناة قدرت شيخة تتجاوزه بصعوبة
    بس هي مازالت تحت وطأة هالحب اللي اتعبها اكثر من ما ريحها ..
    لمحت عيونها العيون اللي تناظرهم من اول .. شافت بعيون حصة ومنيرة من
    ورا الشباك دموع تواسيهم .. هل ياترى يحسون اللي بقلبها هي بعد .. : شيخة
    خلينا ندخل البيت لا يجي احد ويشوفنا بهالمتسان .. قومي ولا تفكرين فيه ولا
    يجي ببالتس .. الحمدلله ربي عوضتس باللي احسن منه ان شاء الله .. ومادامه
    جاتس من طرف راكان ارقدي وآمني ان شاء الله ماعليتس خلاف ..
    رفعت برقعها وبدت تسمح وجهها بطرف كمها .. وهي تناظر موضي : يالله
    يارب انه يعوضتس مثل ما عوضني .. ويرزقتس باللي يستاهلتس ..
    ابتسمت لها من قلب .. حتى بعز جرحها حست فيها بدون ماتتكلم .. يمكن لانها
    عاشت تجربة الخذلان قبلها وفهمتها .. والحين تبيها ترضى بنصيبها اللي ربي
    كتبه لها ..
    راحو لبيت عمهم لان شيخة ماكانت تبي اهلها يعرفون باللي صار لها .. الفرحة
    اللي شافتها بعيون ابوها وراكان ماكانت تبي تخربها عليهم الحين .. ومع فرحة
    خالتها وبنات عمها رمت احزانها ورى ظهرها وفتحت يدينها بأمل للسعادة اللي
    تنتظرها بمشيئة الله ..



    /
    \
    /

  6. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    صار لها حول الساعة تودعهم .. رغم الحماس والفرحة اللي تعيشها
    بهاللحظة الا انها كانت تحس بغصة كبيرة بقلبها على فراقهم .. تجمعو
    كل البنات وودعوها .. ضمت موضي وهي تمسح دموعها : لاتصيحين
    كل اجازة وانا عندكم .. خليني شوي ارتاح من غثاتس واشوف الدنيا اللي
    ابي اشوفها من زمان ..
    كانت تشوف امها اللي قاعدة بزاوية الغرفة بكل حزن بادي على وجهها حتى
    لو انكرت وقالت لها انها راضية بروحتها .. راحت لها وحبت راسها ويدها
    ومسكت شيلتها تشمها : ادعي لي يمه ..
    صدت بعينها عنها ماتبي تصيح قدامها : الله يستر عليتس ويوفدزتس ويسهل
    لتس دربتس ..
    قاطعتها بضحكة : قولي الله انه يرزقتس بواحد مزيون وفلوسه ماليتن مخابيه
    قبصتها في يدها وهي تعض على شفتها : انتبهي لاخوتس لا يضيع دراسته
    تراتس انتي الكبيرة .. لو صار له شي والله ما اسامحتس عليه ..
    سحبت يدها ورجعت حبتها : محمد بعيوني .. ولدتس وانتي اللي مربيته وان
    شاء الله انه مو مخيب رجاتس ..
    سمعت صوت محمد من خارج البيت يناديها : سويرة اخلصي علي الرجال
    ماهوب محتريتس الين تقضي سوالفتس ..
    قامت من عند امها وسلمت على هيا وبنات عمها .. وهي عند الباب التفتت
    على امها : لا تنسيني من دعاتس يمه بكل فرض تصلينه ..
    رفعت يدينها للسما ودعت بقلب صادق : الله يحفظتس ويكفيتس شر هالروحة
    اللي ما ابيها ..
    ركبت في الجمس القديم اللي يسوقه العم مساعد متوجهين للرياض .. كان
    معاهم حرمتين مع عيالهم عندهم مراجعات بمستشفيات الرياض بدت هالمشوار
    رغم صعوبته عليها بكل حماس .. وكل شوي تلتفت وراها وتأشر لاهلها بيدها
    تودعهم .. كانت تمسح دموعها وهي حاطة يدها على قلبها ..
    بدت تحس بالخوف اول ماحمل لهم الطريق صور ما اعتادتها كان تناظر بكل
    شي بتعجب ..
    بالمقعد الامامي كان العم مساعد ومعاه رجالين قدام .. وبالسيت اللي وراه
    هالحرمتين مع عيالهم الصغار .. وبالسيت الخلفي هي ومحمد .. كانت تناظر كل
    شي بذهول وكل شوي تأشر لمحمد على شي .. هو ماكان اقل منها مفاجأة وهم
    يدخلون الرياض ويشوفون مبانيها : ياويل قلبتس يالسوري من هاللي تشوفينه
    الدراهم راحت لهم وحنا صفينا بلا دراهم ..
    وقفو عند اشارة وبققت عيونها تناظر اللي بداخل هالسيارة .. : حتى عيالهم
    ماهم مثل اللي نشوفهم ..
    طقها على يدها : ياقليلة الحيا وش تبين بالرجال تناظرينهم .. ناظري قدامتس
    لا افقع لتس عويناتس ..
    كانت تتلفت بكل الاتجاهات وتناظر كل سيارة تمر من جنبهم .. واي سيارة
    غريبة وفيها اشخاص يلفتون نظرها ماتنزل عينها عنها .. حتى لو تعدوها
    تلتفت وراها وتناظرهم .. : اثاريتس يالنوري ماخذتي الزين بلحالتس يارب
    يكون لي نصيب بهالمزايين ..
    تكلم بعصبية وهو يسكتها : والله ان ماسكتي الحين لا امسطتس بالعقال على
    ظهرتس .. ترى انا الحين المسئول عنتس وكلمتي هي اللي تمشي ..
    هزت راسها له تجاريه : ايه ايه ابشر .. خلني اشوف بيوتهم .. ياربي وش
    هاللي انا محرومة منه .. حسافة هالعمر اللي ضيعته بهذيتس الديرة القشرا
    ناظرها باستغراب : امداتس تذمينها وانتي توتس تطلعين منها ؟
    قبل ماترد عليه سمعت صوت العم مساعد وهو يأشر لهم ينزلون .. نزلت
    مع محمد بالمكان اللي اتفقو يجيهم فيه سواق ميساء وياخذهم شالت اغراضها
    وهي مازالت تتلفت حواليها .. اشر لهم السواق من بعيد يجونه وراحو على
    طول ركبو معاه ..
    حزنها اللي من ساعات على فراق اهلها نسته بهاللحظات اللي تعيشها بدت
    تتأمل داخل السيارة والمحلات واللوحات والمباني .. ومن وصلو لقصرهم
    الكبير نزلت بحماس .. اشر لهم يروحون لجهة الشغالة اللي واقفة تنتظرهم
    كانت تمشي بحماس وهو كان وراها مايدري وين يروح له او وش آخرة
    هالحياة اللي جو لها ..
    دخلتهم للملحق الخارجي اللي خصصوه لهم بدل الملحق العلوي بعد ماعرفت
    ميساء ان اخوها بيجي معاها .. هالملحق خاص لهم بغرفتين وصالة ومدخل
    مستقل فيه ..
    شافت الغرفة اللي خصصوها لها وطارت من الفرح كانت تصارخ كل شوي
    بحماس .. ولولا نظرات محمد اللي كل شوي تسكتها كان الحين هي مفشلتهم
    كان الوقت توه الظهر وميساء مابعد جات من الشركة ولا حتى فيصل ..
    محمد من التعب نام .. اما هي من حماسها كانت تمشي بالملحق وتستكشف
    كل شي وماخلت مكان الا وبدت تحلل تفاصيله ..



    /
    \
    /

  7. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    رغم المصاعب اللي واجهتها في الفترة الأخيرة واللي حتى اثرت على
    معدلها بالترم الأول .. الا انها مقررة تعوض كل شي فاتها وتعيش حياتها
    مثل ماقدرها لها رب العالمين .. ولو الله كاتب لها نصيب مع يزيد راح
    يجمعها فيه ولو بعد كم سنة ..
    شالت شنطتها وهي رايحة للكافتيريا .. عند صديقاتها شافت رسيل ووفاء
    قاعدين ينتظرونها : مساء الورد ..
    سحبت الكرسي وجلست معاهم : متى طالعين ؟ " وبعد ماناظرت ساعتها
    كملت " الله يعينني بنتظر العم رمضان نص ساعة ويجيني ..
    رسيل وهي تشرب عصيرها : والله قلت لك تعالي وروحي معاي مثل اول
    مارضيتي .. هذا واحنا محاضراتنا نفسها ..
    تكلمت بلا مبالاة : ايه بس الطريق ماعاد هو نفسه .. وانتي وين الحين وانا
    وين .. الله يسهلها بس بتطلعين انتي الحين ؟
    قامت وفاء بهاللحظة تودعهم : انا اللي رايحة الحين .. بعدين دنو معاك حق
    اكيد الطريق هالمرة غير واهلك ماقصرو معاك ابد ..
    ابتسمت لهم واشرت بيدها تودعهم .. ناظرت دانا في رسيل : وانتو ماقصرتو
    معانا من زمان .. خلينا الحين نتعود على حياتنا مثل ماتبي امي ..
    ردت على جوالها وبعدها التفتت لها : السواق برا .. خليه ينتظر شوي بقعد
    معك .. مابيك تقعدين هالوقت كله لحالك ..
    دانا وهي تحس بارتياح : ايه والله اني ودي من يسليني هالوقت .. الله يعين
    بس ..
    قضو هالنص ساعة بالسوالف عن الجامعة ومحاضراتهم وامورهم الخاصة
    اللي اضطرو في ظل ظروف دانا الأخيرة انهم يبتعدون شوي عن بعض
    والحمدلله الحين بدت ترجع الأمور الى ماكانت عليه قبل .. وبدت رسيل
    تحس بالراحة بعيون دانا بعد مافقدتها .. ورغم صدمتها الأخيرة الا انها
    حست ان دانا صارت اقوى من قبل .. ومن كثر المصاعب اللي واجهتها
    بحياتها صارت سد منيع ضد اي صدمات اليمة ..
    دانا اللي رضخت للأمر الواقع ورضت باللي صار لها لانها مقتنعة انه خيرة
    من رب العالمين .. بس كل اللي يؤرقها انها تضطر تتزوج واحد من معارف
    ابوها او اصدقائه ..
    قامت وهي ترد على اتصال العم رمضان السواق المصري اللي ينقلها مع
    مجموعة طالبات كل وحدة على حسب محاضراتها .. واليوم لانها راجعة
    العصر راح تكون لحالها .. لبست عباتها وسبقتها رسيل اللي طلعت لسواقهم
    اللي ينتظرها من اول ..
    خذت ملازمها وشنطتها وتغطت وطلعت لسيارة النقل الصغيرة اللي يوصلهم
    فيها .. ركبت ورا مكانها المعتاد ومشو طريقهم راجعين للبيت .. كانت تضيع
    الوقت بقراءة المحاضرات اللي خذتهم اليوم .. رفعت عينها يوم وقف وناظرت
    حولها مستغربة شافت نفسها بوسط حارة خالية من اي سيارات .. وقبل تقول
    شي حست باليد اللي فتحت الباب ومسكتها تسحبها .. كان كل شي يدور حولها
    غريب عليها وللحين ما استوعبت وش اللي قاعد يصير .. ركبها سيارة ثانية
    وسكر الباب عليها .. وركب هو ومشى على طول .. بدت تصارخ وتحاول
    تفتح الباب اللي كان مقفل من الخارج بدا يعلى صراخها وهي تضرب بالمراتب
    والابواب : وين بتوديني ... ؟ " بدت تخبط على الشباك " الحقووووووني ..
    وبلحظة بس الجمتها الصدمة وهي تسمع صرخته اللي اخرستها ..



    /
    \
    /
    \

    انتهى الجزء الثامن ^_^
    مودتي

  8. اهاات الليل

    اهاات الليل مــراقــبــة عــامــة

    تسلم ايدينج ياعس
    فدييييييتج
  9. q8-3soola

    q8-3soola >> لا إلــه إلا أنـت سبحانك <<

    بعد عمري والله ام سوووير ماااقصرتي فدييييييييييييييييتج

    تعبناااج ويااناااا ...

    خذي رااحتج ياقلبي انتي واحناا بأنتظااار التكمله ..

    :)
  10. q8-3soola

    q8-3soola >> لا إلــه إلا أنـت سبحانك <<

  11. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    حبيبات قلبي والله
    فديت مروركم العسل ياعسل ^_^
  12. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    الجزء التاسع
    [ الفصل الأول ]‎‎‎‎




    /
    \
    /
    \



    ياهم / تكفى لاتفكر تجيني ...
    " قلبي " مع الأيام يكفيه ماجاه

    دامك تشوف الدمع باطراف عيني
    وتشوف كيف الوقت قلبي تبلاه

    ابعد وخل الجرح بينك وبيني
    على الأقل تحس لاقلت لك آآآهـ ..!



    تسارعت انفاسها بشكل جنوني .. حطت يدها على صدرها وهي تقاوم احساس
    الرعب اللي تعيشه بهاللحظة وهي تشوف هالوجه المخيف .. غمضت عيونها بقوة
    " كااابوس .. لا مو صحيح هاللي يصير معاي " فتحتها ببطء وصعقت وهي تشوف
    نفس الوجه اللي اثار في قلبها الرعب قبل اشهر قليلة .. هزت راسها وكأنها تبي
    تستوعب اللي يصير معاها .. " ابوي مستحيل يبيعني " ضحكت على غبائها ماتدري
    ليه بعد كل اللي صار لها ويصير لها بسببه للحين ماقدرت تكرهه .. سكرت اذونها
    بيدينها وضغطت عليهم بقوة وهي تسمعه يقذفها بأشنع الالفاظ كلامه سوقي وبذيء
    هي اطهر من انها تسمعه ..
    اول ما لاحظ سكوتها المفاجيء التفت لها .. تقززت من منظره واقشعر جسدها ..
    ابتسامته الخبيثة واسنانة الصفراء وشعره الاشعث كل شي فيه كان مقزز ومؤذي
    للعين .. بدت تنتحب وهي تشوف نظراته لها للحين ماقدرت تفكر ولا تدري وش
    اللي يصير لها .. هل ابوها هو اللي ارسله ولا هو اللي جاي بنفسه وخاطفها شعور
    مفزع اللي تعيشه الحين هي مابين نارين احلاهما مر ..
    بصوت متهالك ومتعب : ابـ ـوي ويـ ـ ـنـ .. وارتجفت شفايفها قبل ماتكمل جملتها
    اصدر ضحكة مزعجة قبل مايتكلم بأسلوب تهكمي : خايفة يا روح ابوك .. ؟
    ضمت يدينها على بعضها وهي تكبت رجفتها اللي تفتك بجسدها كمل بنفس الاسلوب
    التهكمي .. : لا تخافين ابوك موصيني ما المسك ولا اسوي لك شي .. " عض شفته
    وهو يتأملها " الله يسامحه بس ..
    ترائى لها من بعيد قصرهم الباذخ .. غطت وجهها بيدينها وهي تصيح .. رغم كل
    محاولاتها لفتح الباب او حتى الاستنجاد بأي احد الا انها كلها بائت بالفشل .. الباب
    كان مقفل من الخارج .. وتظليل السيارة والطرقات المختصرة اللي سلكها انهت كل
    امل لها انها تستنجد في احد اول ماحست ان السيارة توقفت بعدت يدينها عن وجهها
    وشافته .. هالوجه اللي تحبه وتكرهه بنفس الوقت ولد بداخلها شعور خوف اكبر ..
    انفتح الباب وامتدت نفس اليد اللي قبل ومسكتها حست ان رجلينها مو قادرة تشيلها
    ابد " اللهم اكفنيهم بما شئت .. اللهم اكفنيهم بما شئت " رددت بداخلها وهي تصارع
    خوفها اللي يتزايد بمجرد سماع اصواتهم كل شي تمر فيه كان اشبه بكابوس مزعج
    يؤرق نومها تمنت بلحظة تغمض عينها وتفتحها وتلاقي نفسها بغرفتها اللي تجمعها
    مع خواتها .. وقبل تصرخ حست بيد ابوها على فمها .. كتمتها ريحة الدخان اللي
    بيدينه .. مشت معاه بدون اي اعتراض وكأن اختطاف ابوها لها اهون من غيره ..
    دخلت للبيت اللي اشتاقت له كثير .. لكن دخولها له كان بخطوات ذليلة .. رماها
    على الصوفا اللي بالصالة بقوة وقبل مايتكلم نزلت دموعها وهي تتوسله : يبه لا
    تسوي فيني شي واللي يخليك .. رمت نفسها عند رجلينه ومسكتهم وهي تصيح
    كان قلبه اقسى من انه يرحمها بهاللحظة ..
    شد شعرها بقوة يبيها توقف .. كانت تتنافض مكانها وكل احساس بداخلها يصرخ
    رجاء لله انه ينقذها من هالموقف اللي هي فيه .. الحين هي وابوها لحالهم والشرر
    يتطاير من عيونه .. تحس ان غضب السنين اللي راحت كلها بيصبه عليها الحين
    شد شعرها بيدها اليمين وبيده الثانية ماسك زقارته : الحين توك عرفتي اني ابوك؟
    وينك يوم طلعتو من البيت ماقلتي بقعد عند ابوي ؟
    مدت يدها ومسكت يده اللي تشد شعرها .. تحاول بكل جهدها تخفف من شده اللي
    تحسه يقتلع شعرها .. : والله ما قلت لاحد اني بطلع من البيت انا كنت راضية بكل
    اللي يصير لي " ارتجف صوتها قبل تكمل كلامها " تكفى لا تسوي فيني شي ..
    سحبها بقوة وهو يرقى فيها الدرج للدور الثاني .. كان مبين عليه الغضب بملامحه

  13. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    وصوته وكلماته : مليون مرة قلت لها لا تطلعين من هالبيت .. وقتها ماراح يدفع
    الثمن الا عيالك بس طول عمرها انانية وماتفكر الا بنفسها ..
    " سحب نفس طويل من زقارته ونفثه وهو يكمل كلامه " والله لاحرق قلبها مثل
    ماقهرتني وتحدتني ..
    سحبت يده وقعدت تحبها وهي تترجاه ينقذها من هالانتقام الجائر .. دايم تكون
    هي ضحية مشاكلهم وصراعاتهم .. دايم تكون هي القربان اللي يقدم في معمعة
    حروبهم اللي ماتنتهي ..
    وصلها لجناحها ورماها على الأرض وانهال عليها بالضرب .. ما امهلها حتى
    انها تستجمع قوتها عشان تقدر تتكلم كان ينتقم من امها فيها .. هي ما اختارت
    الهروب ابد .. هم اللي اختاروه ونفذوه وهي الحين اللي تدفع ثمن تخطيطهم ..
    يا الله وش كثر ظالم هالأبو وش كثر طغى عليهم وتجبر وكان لها هي نصيب
    الأسد في جبروته وطغيانه ..
    مر وقت طويل مابين ضربه لها .. وتوسلاتها المبتورة بصفعات متتالية على
    وجهها وصوت تهديده ووعيده لأمها اللي حطتهم بهالمكان .. ومابين كل كلمة
    والثانية يدنس اذنها بكلماته القذرة اللي اعتادت تسمعها منه .. سحب نفسه وهو
    يمسح يده اللي كانت تبوسها وهي تترجاه .. قفل عليها باب الغرفة وطلع ..
    كانت تئن من الوجع بمكانها آلام جسدها منهكة وآلام قلبها اكثر وجع .. مدت
    يدها المرتعشة ومسكت شفايفها اللي تلقت الكثير من الضربات واول ماشافت
    آثار الدم على يدها حاولت تقوم عشان تشوف نفسها .. ماقدرت تقوم بوقتها
    كانت كل خلية بجسدها تصرخ ألم .. زحفت لحد ماوصلت التسريحة سندت
    نفسها على الكرسي ورفعت نفسها شوي وشافت نفسها كان فمها منتفخ والدم
    يسيل على رقبتها وصدرها ومدنس قميصها الابيض حطت يدها على صدرها
    وجلست مكانها وهي تحاول تسكر القميص اللي تقطعت ازراره ..
    غطت وجهها بيدينها وبدت تصيح بصوت عالي افكارها مشوشة وكل الصور
    المفزعة مرت قدام عيونها .. زواج او قتل او اغتصاب بنظرها ممكن تكون
    ضحية وحدة من هالجرائم وهي بهالمكان حاولت توصل لسريرها على الأقل
    ترتاح شوي من هالأوجاع اللي اتعبتها .. كانت وحيدة بهالمكان حتى شنطتها
    اللي فيها كتبها وجوالها اخذها منها عزلها عن العالم الخارجي واوصد الأبواب
    عليها بهالسجن الانفرادي ..




    /
    \
    /
    \

  14. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    كان مرتبك ومبين الخوف عليه ومو عارف شلون يجمع كلامه .. انتظر شوي
    قبل يسمحون له يدخل على مكتب الضابط تكلم الشرطي اللي قابله في الشارع
    اول ما أشر له الضابط انه يتكلم .. : هذا الأخو جاي يبلغ عن حالة اختطاف
    صارت من نص ساعة تقريبا ..
    ناظر الضابط بالسواق المصري والجرح اللي براسه والدم يسيل منه : وليش
    ماوديتوه المستشفى أول ؟
    تكلم رمضان قبل مايقول الشرطي اي شي : لا يابيه انا كويس دلوئتي .. بس
    البنت اللي اتخطفت لازم تلاقوها ..
    بعد ماتطمن لحالته بدا تحقيق معاه .. : شلون يعني ماشفت السيارة ولا حتى
    وجه الرجال ؟
    هز راسه بإيه وتكلم بخوف : والله العظيم ماشفتش وشه .. كل حاجة حصلت
    بسرعة مش فاكر غير لما فتح باب العربية وخبطني باللي في إيده على راسي ..
    وأول مافتحت عينيه مالقيتش حد ..
    فكر بكلام اكثر يقوله وكمل : بعدين قمت ادور على البنت مالقيتهاش ..
    ركبت العربية ومشيت وأول ماشفت الدورية رحت مبلغهم على طول ..
    ناظر بالشرطي اللي جنبه ويكتب معاه كل شي ينقال رجع التفت له يسأله : وش
    اسمها ؟
    جاوب على طول : دانا ..
    انتظره يكمل الاسم ويوم شافه مطول ساكت : دانا وشو ؟ وش اسم ابوها ولقبها ؟
    تكلم بارتباك : مش عارف .. ماعرفش غير ان اسمها دانا ..
    مسك الورقة ومدها له : اكتب رقم اهلها نكلمهم ..
    ناظر في الورقة وبعدها ناظر في الضابط : النمرة في موبايلي .. والموبايل اخدوه ..
    تأفف من هاللي يصير قدامه ماقدر يستنتج من هالبلاغ كله الا انه في بنت اسمها دانا
    انخطفت .. غير هالشي مايعرف لا اسمها الكامل ولا ارقام اهلها ولا حتى اي شي
    ممكن يوصل للخاطف اخذ كل المعلومات عن السواق وأذن له بعدها يروح للمستشفى
    يشوف الجرح اللي براسه ..
    اعاد قراءة كل ماورد في التحقيق من البداية .. بعدها اجرى اتصالاته على اكثر من
    شخص يبلغهم فيه انه ينتظر اي بلاغ او شكوى تتقدم عن اختفاء بنت اسمها دانا من
    الجامعة ..
    ابتسم وهو طالع من مكتبه و واقف مع احد زملائه : والله هالزمن يخوف كل يوم
    والثاني نسمع عن بنت مخطوفة ..
    ناظره قبل يروح مكتبه وتكلم : انا من شوي جايني بلاغ عن اختطاف طفلين .. عادي
    اول كانت تجينا هالبلاغات بالأسابيع والحين شبه يومي ..
    يمكن ماكان هالشي جديد عليهم شي اعتادو سماعه اغلب الأيام .. والنفوس الضعيفة
    اللي ماتخاف ربها بطشت و تجبرت .. ناسين ان الناس اجمعين راح يحاسبون على
    كل صغيرة و كبيرة .. واذا قدرو يفلتون من قبضة العدالة في الدنيا .. راح يكون
    حسابهم عسير عند المطلع على صحائف اعمالهم سبحانه وتعالى .. بعد ماناظر اللي
    حوله رجع لمكتبه ينتظر اي اتصال يجي له يرتبط بحادثة اختفاء دانا ..





    /
    \
    /
    \


  15. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \




    صار لها حول الساعة وهي كل شوي تتصل عليها وتناظر ساعتها والى الآن مالقت
    جواب يريحها .. " يارب طمن قلبي عليه " التفتت تشوف رغد اللي توها صاحية
    من نومها .. حاولت تبتسم لها بس ماقدرت الخوف مالي قلبها .. قربت منها رغد
    وحطت راسها على حجرها وانسدحت : يمه وين دانا ؟
    مسحت على راسها وهي تتكلم بخوف : والله مدري وانا امتس من اول اتصل عليه
    وجواله مسكر ..
    رفعت يدها اللي كانت حاطتها على عيونها تقاوم النور اللي ازعجها : يمكن راحت
    عند رسيل ..
    زفرت بخوف وهي تكرر اتصالها : عمره ماراحت مكان وهي ما علمتن .. قومي
    كلمي رسيل شوفي اختس وينه ..
    قامت على طول لغرفتهم تبي تتصل على رسيل .. شافت نجود تتقلب على فراشها
    قربت منها تصحيها : جووودي قومي ..
    ناظرت جوالها اللي ظهرت على شاشته رسالة " لم يتم الرد " وهي تسمع تمتمات
    نجود غير المفهومة قربت منها اكثر وجلست جنبها وصارت تهزها : جودي قومي ..
    دانا للحين ماجات وامي خايفة عليها ..
    فزت على طول وهي تفرك عيونها : هاه ؟ من اللي ماجات ؟
    رغد تناظر جوالها اللي للمرة الثالثة تطلع لها نفس الرسالة : دانا المفروض تكون
    جات من اول .. بس مدري وينها تأخرت ..
    قامت على طول وطلعت للصالة ورغد تلحقها : صلي العصر أول قبل يأذن المغرب ..
    طنشتها وهي تشوف امها رايحة وجاية بالصالة وملامح الخوف بادية على وجهها ..
    قربت منها ومسكت يدها : يمه وش صاير ؟
    جلست وهي تهز رجلينها بخوف : قلبي ماكلن عليه اكيد صاير له شي .. " نزلت
    دموعها والتفتت على رغد " وش قالت لتس ؟
    اول ماشافت دموع امها حست بخوف كبير .. اكيد السالفة خطيرة : ماردت علي ..
    قامت نجود ركض للغرفة .. خذت جوالها واتصلت على رسيل " اوووف هذا وقتك
    اكيد حاطته سايلنت " وبعد اكثر من محاولة اتصلت على سما اللي ردت عليها من
    ثاني رنة : هلاااا والله بالقاطعة ..
    ماكان عندها وقت تسولف ابد وتعاتب : وين رسيل ؟
    استغربت نبرتها اللي مبين فيها الخوف .. : نايمة .. ليش ؟
    تكلمت بقل صبر : روحي صحيها ابيها ضروري ..
    " قبل تتسائل او تعلق سمعت نبرة الرجاء اللي خلتها تنصاع لها " تكفييين سموي الحين ..
    ركضت للدور الثاني رايحة لغرفة رسيل تكلمت وهي تلهث : طيب انا بخليها تدق عليك ..
    سكرت وجلست مكانها تفكر وين راحت اختها .. تذكرت انها للحين ماصلت وقامت
    على طول .. وقفت عند باب الغرفة : رغد ..
    اول ماجات لها رغد مدت لها الجوال : اكيد الحين رسيل بتتصل .. ردي عليها انا
    بصلي العصر ..
    مسكت الجوال وهي تنتظر اتصالها .. وبعد طول انتظار اتصلت : الو ..
    جاها صوتها اللي كله نوم : هلا نجود وش بغيتي ؟
    كانت مرتبكة وزاد خوفها وارتباكها استعجال نجود في صلاتها : مانيب نجود انا رغد ..
    وين دانا ؟
    ماهمها الجزء الأول من الكلام بقدر ما اثار تساؤلها استغرابها : شلون ؟
    نطت نجود اللي توها سلمت وخذت الجوال : دانا وينها من راحت الصباح للحين ماجت ..
    حست بخوف من كلامهم .. سحبت ساعتها اللي حاطتها على الكومدينة .. وناظرت الوقت
    تفاجأت وين راحت هالوقت كله : طلعت معاي من ساعة ونص او اكثر ..
    هالكلام كان كفيل انه يزرع الخوف بقلوب الكل حتى نادر اللي قام من نومه على صوت
    صراخهم .. رجعو للصالة عند امهم اللي كانت تتصل على يزيد بعد ما كلمت عادل وقالت
    له على كل اللي صار ..
    لحظات ترقب وانتظار مفزعة .. كانو ينتظرون اي شي يطمنهم عليها بأي طريقة ..
    وكل اتصال يزيد هالخوف اللي بقلوبهم اكثر خصوصا ان الجواب في كل الحالات نفسه ..
    محد يعرف وين راحت .. حتى السواق المصري جواله مغلق ..




    /
    \
    /

  16. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    بعد ماودع آخر مريض جلس في مكتبه بإحدى غرف مستشفى الصحة النفسية ..
    مسك ملف المريض وهو يقرا تفاصيل حالته النفسية والمرضية .. تذكر اتصال
    عمته قبل اكثر من ساعة واللي اضطر وقتها انه يتجاهل اتصالها .. و يحطه على
    السايلنت حتى يكون متفرغ تماما للمريض سحب جواله وصعق من عدد الاتصالات
    الهائل .. " ٦٢ مكالمة لم يرد عليها " غمض عيونه قبل يشوف تفاصيل المكالمات ..
    وأول ماشاف ٤٧ مكالمة من عمته و ١٥ من عادل دب الخوف بقلبه وتردد كثير
    قبل يتصل عليهم .. ما أطال التفكير قبل يجيه اتصال عادل اللي خلاه يرد على
    طول : هلا عادل ..
    باغته بصوت صراخه : ويييينك من اول ماترد ؟
    لمس الخوف من نبرة صوته وردد بداخله " يارب استر .. ان شاء الله خير .. ان
    شاء الله خير" : كان عندي مـ ..
    قاطعه بنفس الصراخ قبل يكمل كلامه : روح للبيت الحين وخلك مع امي .. انا اذا
    مالقيت حجز بمسك خط واجيكم ..
    ما استوعب شي من اللي قاله عادل بس الأكيد ان السالفة كايدة ولا وش اللي يخلي
    عادل يجي للرياض .. كان خايف من السؤال لكن مابيده شي الا انه يسأل عشان
    يرتاح .. : ليش وش اللي صاير ؟
    عادل بصوت اهدا من قبل : دانا .. " سمعه بعدها يكلم احد عنده " زين شوف لي
    اذا في رحلة من جدة للرياض احجز لي على جدة ..
    اول ماسمع اسمها حس بخوف كبير عليها مايدري وش اللي صار لها كل اللي
    سمعه كلمات متقاطعة وعجز يعرف حلها " ماتت ؟ " نفض الأفكار من راسه
    وتكلم بخوف : وش صاير على دانا ؟
    سمع كلام كثير بعدها ما استوعب شي منه الا ان دانا اختفت وللحين محد يدري
    وينها فيه ..
    سكر منه وقام بسرعة رايح لبيت عمته .. الطريق له كان مرهق فكريا اتعب نفسه
    باحتمالات بلا نهاية صوت صياح عمته وبناتها حولها ازعجه بإذنه .. شعور مفزع
    الى حد كبير .. وصل لهم وزادت مخاوفه وهو يشوف كل دقيقة تمر تزيد من وقت
    اختفائها حاول يتماسك بكل الطرق الممكنة يبي يبين قدامهم انه الشخص اللي يعتمد
    عليه في اصعب الظروف .. مسك يد عمته يهدي رجفتها ورجفة يدينه الأكبر حتى
    لو حاول انه يخفيها : عمتي الله يخليتس اقعدي وانا بروح الحين اقدم بلاغ وان شاء
    الله بنحصله وترجع للبيت ..
    مسحت دمعتها بيدها و ناظرته برجاء : اذا دريت انه توفت تكفى لا تعلمن ..
    قطب حواجبه مستنكر كلامها : وش هالحتسي الله يهداتس ان شاء الله مابه الا العافية ..
    قاطعته وهي تصيح : اجل وراه جواله مقفل وجوال السواق بعد ؟ اكيد صايرن عليهم
    حادث ..
    قام وحب راسها : لا تشيلين هم ولا تصيحين هالحين بروح اسأل عن كل شي ..
    وطلع قبل يسمع كلام اكثر يوجع قلبه .. قبل كم شهر ما كانت له هالبنت اكثر من بنت
    عمته .. بس الحين تغير كل شي هي خطيبته حتى لو وقف النصيب مؤقتا بينهم وهي
    الانسانة اللي صار يحاول يخليها محور اهتمامه من فترة .. " اذا دريت انه توفت ..
    تكفى لا تعلمن " نفض راسه وهو يتجاهل التفكير في كلام عمته اللي زرع الخوف بقلبه
    بعد ٣ ساعات تقريبا واتصالات بين مراكز الشرطة عرف انه رمضان السواق المصري
    قدم بلاغ عن اختطافها من السيارة ..
    ورغم ان الخبر مفزع الا انه تطمن انها مازالت على قيد الحياة ..
    رجع بعدها لبيت عمته وشافها على وضع اسوأ من قبل من اول ماجلس معاها وهو
    يفهمها تفاصيل كل شي قاله لها بالجوال .. شاف بنات عمته وعيونهم متنفخة من كثر
    الصياح .. كان يحس جلسته معاهم تزيد عذابه اكثر سلم عليهم واستأذن راجع لشقته
    ماكان يبي يفكر في احتمالات سيئة كل اللي بقلبه دعوة صادقة لربي انه يحفظها ..




    /
    \
    /
    \


  17. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    هالأيام الأوضاع جديدة في القرية تغييرات كثيرة صارت بفترة قصيرة بحياتهم
    زواج نورة وسفرها .. وبعده سفر سارة للرياض وهالأيام خطبة شيخة اللي اكيد
    خلال هاليومين بيجون اهل الوليد ويتقدمون لهم رسمي .. وبيت ابو مقرن القديم
    اللي تم الاتفاق على ترميمه واستخدام غرفته الكبيرة كدار لتحفيظ القرآن للبنات
    والحريم اللي بالقرية .. وسوره اللي راح يبنون له سقف ويصير مكان يجتمعون
    فيه من الصباح للظهر للخياطة .. اشياء بسيطة رغم اهميتها الا انها كفيلة بتغيير
    حياتهم الى الافضل مثل مايطمحون ..
    توها داخلة على خواتها بعد ماراحت تنشر غسيلهم : اعوذ بالله من هالزهق اللي
    فيني والله اني عجزت القى شي يسليني من راحت سارة وانا ادور احد احارشه
    ضحكت شيخة على كلامها وهي تشوفها تجلس بكل قوتها : ترفقي على عمرتس
    ان شاء الله بيجيتس اللي يسليتس .. الله يجزاهن خير هالمدرسات اللي بيطلعونا
    من هالفراغ اللي نعيشه ..
    التفتت لها بابتسامة واسعة : تتسذبين على عمرتس ولا علينا ؟ انتي كلها كم شهر
    وبتروحين .. " لا حظت ان هيا مو جالسة معاهم " شيوووخ كم مرة قايلة لتس
    هيونة لا تخلونها بلحالها .. وانتي شايفة وشلون صايرة عقب روحة سارة توها
    مالها الا يومين والبنت ماوقفت صياح ..
    قبل تتكلم شيخة تكلمت حصة : انا رحت لها وقالت شوي بجيكم ما غير حابسة
    نفسها بهالبيت وماتبي تطلع ..
    موضي وهي تضبط شعرها : ماهوب بكيفها منيرة روحي لها خليها تجي غصبن
    عليها .. ولا ترى بروح لها و اتلها مع شوشتها ..
    قامت منيرة وهي تتحلطم .. لبست جلالها وراحت لبيت عمها .. دقايق وجاتهم
    معاها هيا اللي كانت اغلب وقتها ساكتة وماتتكلم رغم محاولات موضي لتلطيف
    الجو ..
    تكلمت هيا وهي تحاول انها تحبس دموعها : اول كنا نبي ناكل ونبي الدراهم نبي
    نستانس ونعيش مثل غيرنا .. وهالحين يوم تيسرت امورنا كل شي تغير .. كلن
    بيروح ومن بيقعد بهالديرة ..
    قربت منها شيخة وهي مبتسمة : اذكري الله وش هالكلام ياهيا ؟ تعترضين على
    حكمة ربتس ؟ الحمدلله هذانا عايشين ومستانسين وسارة محد طقها على يدها هي
    اللي راحت برضاها .. وان شاء الله تتيسر امورها .. باتسر الله يهونها وننشغل
    بهالخياطة ونحفظ القرآن ومانحس بهالضيقة وانتي تذكرين شلون يوم تروح نورة
    كلن صاح عليها بالديرة ماهوب بس حنا .. والحمدلله راكان يقول انها مستانسة
    وهذا اهم شي .. عقبها كلن ربي يسهله ..
    ناظرتها بعيون مليانة دموع : هذا حتسيك لانتس لاحقتهن كلها كم شهر وبتروحين
    للرياض .. وبقعد انا وموضي وحصة ..
    طقتها موضي على كتفها بقوة : اشوف اني مانيب مالية عينتس ..
    بعدت شيخة يد موضي عن هيا : ومن قال لتس اني ابي افارق هالديرة .. بس هذا
    النصيب ولا لو بيدي ماتركت اهلي وديرتي ..كلنا بنروح مثل اغلب بنات الديرة
    لا اعرسن يروحن للرياض .. الا اللي حظهن زين وقعدن بالديرة .. وانتي بعد كلها
    سنة وشوي ان شاء الله وتعرسين على راكان وتنسين الضيقة وسبايبها ..
    شتت نظراتها بكل مكان وهي تخفي ابتسامتها من سمعت اسمه .. مسكتها موضي
    مع كتوفها وهي تضحك : ايه الحين شقيتي البسمة من جا طاري الحبيب .. هين
    والله لاعلم راكان عليتس .. خليه يفرح هالمسكين اللي يدور الخبر الزين عندتس
    ماعمره لقاه ..
    قبصتها في فخذها وهي تهددها : ياويلتس لو قلتي له شي .. اصلا انا ارتحت من
    حتسي شيخة الحمدلله ..
    اطلقت ضحكة بصوت عالي وهي تشوف ارتباكها : اييييه عن التسذب بس عز الله
    انتس ماصدقتي .. ادري فيتس تحبينه وتموتين على تراب رجلينه مير خلي عنتس
    التغلي بتذبحين اخوي وهو توه ماشاف دنيا ..
    سحبتها شيخة تبعدها عن هيا وهي تضحك : الله يقطع سوالفتس ياموضي بس لا
    تموت علينا البنت الحين من الحيا شوفي وجهها وشلون قلب طماط ..
    استانست موضي انها سمعت ضحكة هيا .. وناظرت شيخة باستفهام : الا صدز
    وش اسم اللي خطبتس ..
    اختفت ضحكة شيخة وهي تصطنع عدم المبالاة : مدري عنه ..
    قربت منها وحطت يدها على خدها .. حست بالحرارة تتصاعد منه : اجل انتي
    بعد من جبنا الطاري تغير الحال .. " وبعد تفكير " تهقين عرستس متى ؟
    قامت وهي تبعد يدها عنها : قلت لتس مدري وش السالفة .. لا تقعدين تغثيني
    كل شوي تنشدين عنهم وعن العرس ..
    سحبت طرف جلالها قبل تطلع : زيييييين تعالي مانيب ناشدتس عن شي تعالي
    اقعدي بس .. " وبابتسامة خبث " الحين ماتبين الطاري وباتسر تدورين علومه
    واذكرتس ان الله احيانا ..
    سحبت الجلال وطلعت من الغرفة : ماهوب شغلتس اقول اللي ابي خليني بروح
    اقعد مع امي وخالتي ابرتس لي من سوالفتس الماصلة ..
    ضحكو كلهم وهم يشوفون موضي قايمة وراها تلحقها وشيخة رايحة ركض تبي
    تطلع من البيت ..





    /
    \
    /
    \
  18. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    من اول ماوصلت هذي اول مرة تدخل لداخل القصر .. فتحت عيونها على اتساعها
    متفاجأة وهي تتأمل فخامة هالقصر وسقفه العالي .. والثريا الكريستالية الكبيرة اللي
    تتوسط سقفه .. كل شي حولها كان غريب ومختلف عن اللي تشوفه دايم .. هي كانت
    تشوف الملحق شي اكبر من خيالها بس هالقصر شي ثاني .. شي ابد ماخطر حتى
    في بالها .. " هذا كله لها هي ورجلها والبنتين اللي عندها ؟ وحنا بيتنا كبر الغرفة
    اللي قعدوني فيها .. هذول اللي لهم الخير كله ومعيشينا على الفقر .. " صحت من
    دوامة تفكيرها على صوت ميساء اللي ترحب فيها ..
    لاحظت عليها من اول مادخلت انبهارها .. نظرات التعجب اللي ماقدرت تخفيها
    عيونها المتفاجأة وفمها اللي فاتحته بذهول تأملت هيئتها البسيطة او بالأصح الغريبة
    عليها شوي .. كانت لابسة تنورة طويلة واسعة بلون عنابي .. مع قميص باكمام
    طويلة باللون الأخضر استغربت اي ذوق هذا اللي يمزج هاللونين مع بعض بالنسبة
    لها هذا الستايل جدا غريب ومن انسانة بنظرها ماتعرف حتى اللبس شلون .. رغم
    انها بقمة كشختها الا ان ذوقها كان جدا سيء .. عكس نورة اللي لمست فيها ذوق
    عالي في تنسيق الألوان ومزج اللي تلائم بعضها .. : تفضلي ياسارة ليش واقفة ؟
    قعدت بالصوفا اللي جنبها وهي تتلفت حولها وتناظر بطقم الكنب والطاولات حتى
    الاكسسوارات اللي موزعة بكل مكان ..
    ما استنكرت حركاتها انسانة عاشت طول عمرها تشوف نفس الصور شي طبيعي
    انها تتأمل كل الصور الجديدة اللي بحياتها ماشافتها .. ماكانت تبي تحرجها بنظراتها
    رغم انها حست من تصرفاتها انها ماعندها اي مشكلة لو كانت انطباعاتها واضحة
    والكل يشوفها التفتت لها سارة على طول وهي مبتسمة : الحين كل البيوت بالرياض
    تسذا ؟
    ماقدرت تكتم ضحكتها اللي طلعت عفوية .. : انتي اقعدي بالأول واشربي عصيرك
    وانا بقول لك كل شي تبين تعرفينه ..
    خذت كاس العصير اللي صار للشغالة وقت وهي واقفة عندها تنتظرها تاخذه شربته
    كله مرة وحدة ورجعت الكاس .. : ما شاء الله بيتس حلو ..
    ابتسمت وهي تشوف نظرات الشغالة المتفاجأة لها : عيونك الحلوة حبيبتي .. هاه وش
    تبيني اقول لك ؟
    تكلمت بحماس : كل البيوت بالرياض نفس بيتس يعني ؟
    كملت بنفس الابتسامة الهادية : لا اكيد كل انسان وحسب اللي الله عطاه .. فيه ناس
    مقتدرة وتقدر تسكن بيت مثل هالبيت وفي ناس كثير يعيشون بشقق وعلى الايجار ..
    بعد تفكير طويل .. : ونورة ؟ تسكن بمثل هالبيت ؟
    فهمت كل اللي بتفكيرها وعرفت ان لهفتها ورغبتها من الاول كانت انها تبي شي
    مثل بنت عمها .. تبي تعيش نفس اللي عاشته : لا البيت اللي فيه نورة اكبر واحلى
    كانت تتكلم وهي متوقعة ردة فعلها ومن شافت نظرات التعجب عرفت ان بداخلها
    نوع من الغيرة من نصيب بنت عمها ..
    " يا الله يارب يكون عند رجلها اخو .. ولا عند رجل نورة .. والله ما اخليه يروح
    لغيري اجل اشوف هالنعيم كله وارجع للديرة .. معصي والله ما اروح لها .. "
    ابتسمت لها وهي تاخذ فنجان القهوة : ومتى اروح للشغل ؟
    بادلتها الابتسامة وهي تأشر لشغالتها تروح .. : ان شاء الله من بكرة .. بس قلت
    ابي اجلس معاك اول ونسولف واخذ علومك ..
    وعلى طول حست بحماس كبير وهي تسولف معاها ما كانت ميساء محتاجة لذكاء
    كبير حتى تعرف اللي بقلب سارة كله .. لانها انسانة شفافة ماتقدر تخفي مشاعرها
    ابد .. كل شي كان واضح بانفعلاتها واجاباتها بداخلها رغبة ملحة انها تعيش نفس
    اللي هم يعيشونه .. راح تحاول بكل الطرق الممكنة .. ولو انها تحس اخلاقها ممكن
    تمنعها من الوقوع في الغلط .. او ممكن بلحظة تهور تتمرد على كل شي اذا كان هذا
    هو السبيل الوحيد لنيل مبتغاها .. هالجلسة زرعت بداخلها حرص اكبر انها تنتبه لها
    وتحذر منها لان حماسها اللي تشوفه ابد ماله حدود ..
    قبل مايجي فيصل قامت سارة راجعة للملحق واول مادخلت شافت محمد قاعد عند
    التلفزيون ويقلب بالقنوات بلا توقف .. جلست جنبه وتكلمت بنفس الحماس : فاتك
    نص عمرك ماشفت النعيم اللي يعيشون فيها ياويل قلبتس يالسوري عز الله ماعشنا
    قبل ولا عرفنا طعم للسعادة ..
    علا محمد الصوت وهو يتجاهل كلامها .. قامت وسكرته : هيييه انت احاتسيك انا
    مانيب طوفة تسفهني ..
    التفت لها وهو متنرفز منها : وش تبيني اسوي والله لو احفر الأرض تحتي ماجبت
    مثلهم الله اللي قسم الارزاق .. خليني اخلص دراستي بالأول وعقب نفكر بالشغل ..
    " واول ماتذكر يومه الدراسي " اي صدز يالسوري والله اني بغيت اصيح اليوم
    بالمدرسة .. الظاهر ان عيال الرياض كلهم بمدرستنا .. تصدقين ان عيال فصلنا
    كثر عيال المدرسة بالديرة ..
    ناظرته متفاجأة : احلف ؟
    تربع على الارض وقعد يسولف لها عن يومه الدراسي الاول .. كانت تسمع له
    وهي مستمتعة بحياتها الجديدة وكل تفكيرها ببكرة اللي راح تداوم فيه .. وبتروح
    لنورة وتشوف القصر اللي تعيش فيه وشلون عايشة ..




    /
    \
    /
    \

  19. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    كان متنرفز وواصل حده من برودهم الى الآن والتحقيقات مجهولة ومحد يعرف
    وين اختفت فيه او مع مين طلعت تكلم مع المدير بعصبية : قلت لك كل التحقيقات
    مع اهلها تقول انها مستحيل تطلع لحالها .. البنت ماتعرف احد ولا تعرف حتى
    الشوارع يعني فيه احد مطلعها اكيد ..
    كان مستغرب عصبيته في هالموضوع بالذات : يعني مين اللي راح يطلعها من
    المستشفى وكل كاميرات المراقبة على مخارج المستشفى ماكان فيها اي حركة تثير
    الشبهة ..
    قاطعه على طول : الممرضات اللي اشرفو على حالتها بهذيك الليلة نجوى وآمال
    و كاتي .. ولو اني استعبد الممرضة الفلبينية لانها ماراح تعرف تتفاهم معاها هذا
    اول احتمال .. والاحتمال الثاني اهل المريضة اللي معاها بنفس الغرفة .. يمكن
    تكلمت لاحد فيهم وساعدها على الهروب ..
    هز راسه بالنفي : هذا كله مو بيدنا احنا الحين خاضعين للتحقيق مثل الكل ..
    ضرب على المكتب بعصبية : مو بيدك؟ مو انت مدير هالمستشفى ولا اذا صارات
    مصيبة كل واحد يخلي مسئوليته ويرميها على الثاني ..
    وقف وهو معصب : لو سمحت احترم نفسك ولا ترفع صوتك علي .. انا مديرك
    ولازم تحترمني ..
    قبض يده بقوة وهو يحاول يمسك اعصابه : اجل وش اسوي كل مارحت سألت
    احد قال مادري وشوف غيري .. حتى الممرضات كل وحدة ترميها على الثانية
    تحرك من مكانه ووقف قباله : وانت ليش مهتم لهالدرجة اهل المريضة ومبلغين
    عن اختفائها .. والتحقيق للحين مستمر ..
    اكتفى بالصمت وهو يفكر بكل الاحتمالات اللي ممكن توصلهم لها وكمل المدير
    تساؤله : البنت يعني تعرفها ؟ ولا تعرفت عليها بالمستشفى ؟
    حس بوقاحة سؤاله وابتسم بكل هدوء : ايه البنت تهمني بس مو مثل ما تظن انت
    " وباستهزاء " كلاً يرى الناس بعين طبعه ..
    قام طالع من مكتبه وهو يحاول يضبط اعصابه مثل هالامور يسمعها كثير من
    خلال شغله وابد مايهتم بهالامور همه كله انه يلاقيها ويوصلها لامها .. من اليوم
    اللي سمع فيه معاناتها .. وهو بداخله اصرار انه يوصلهم لبعض .. حتى لو كانت
    هالمهمة شبه مستحيلة ..
    كان مستغرب الوضع اللي يعيشه هو وصاحبه .. كان يسمع عن حالات الاختفاء
    بس كان يحس في الأمر مبالغة وفبركة جرايد لكن ديما ودانا اثبتت له ان الواقع
    فيه صور ربما اكثر قسوة حتى لو كنا نجهلها ..
    راح لمكتبه واخذ كل الاغراض اللي يحتاج لها وطلع راجع للشقة توقع انه ماراح
    يلقاه واكيد انه طالع لبيت عمته او اي مكان ممكن يلاقيها فيه .. بس تفاجأ يوم
    شافه قاعد بالشقة ومبين عليه الضيقة وكأن هموم الدنيا كلها على راسه : السلام
    عليكم ..
    انتبه من سرحانة ورد عليه السلام .. وقام يبي يطلع من الشقة بس متعب مسكه
    من يده قبل يطلع : وين رايح ؟
    وقف مكانه يناظره : والله مادري وين اروح .. لا رحت عند عمتي وبناته يضيق
    صدري من صياحهن .. ولا رحت اسأل وش اللي صاير يقولون التحقيقات جارية
    حاول متعب انه يخليه يقعد معاه بالشقة ومايطلع الحين : زين اقعد الحين ..
    كان واقف مكانه وهو يناظر متعب .. : والله مدري من الغلطان .. انا قايل لعمتي انا
    اوديهن واجيبهن بس هي مارضت الله يصلحه تقول نكلف عليك وش كلافته هاللي
    آخرته البنت انخطفت ..
    جلس أشر له يجلس معاه : واخوها وش مسوي ؟
    زم شفايفه بتعب : اخو واخته انخطفت وش تبيه يسوي بعد ؟ ضايقة الدنيا فيه والله
    اني عجزت اهون الامور عليه .. البلا لهالحين ماندري من اللي له مصلحة يخطفه ..
    اسند راسه للخلف بتعب .. طال الصمت بينهم وغرقو الاثنين ببحر افكارهم .. قطع
    هالصمت تساؤل متعب : من اللي له مصلحة ؟
    فتح عينه وطالعه ينتظره يكمل كلامه .. وكمل متعب بدون تردد : اكيد ابوها مايبيها
    تتزوجك .. ويبيهم يرجعون للبيت ..
    قام على طول من سمع هالكلام : وانا وييييييين ماجت هالفكرة ببالي ؟ اكيد هو والله
    محد غيره بياخذه ..
    وطلع على طول قبل مايكمل متعب نقاشه معاه .. ابتسم في خاطره وهو متوقع انه
    اكيد بيروح بيت عمته " الله يطمن قلبهم عليها ويطمن قلب خالتي على ديما يارب "
    مسح بيده على وجهه وقام يتوضى ويصلي العشا في المسجد ..





    /
    \

  20. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    صوت صراخة كان عالي وهو يهدد ويتوعد انه بياخذ بحق بنته من اللي خطفها
    مثل عليهم تفاجأه من الأمر وحمل كل المسئولية على امها اللي طلعت من البيت
    تاركة بناتها عرضة لمخاطر الحياة ابتسم بخاطرة وهو يشوف فرقة البحت تطلع
    من القصر خالية الوفاض .. : مالقينا احد بالبيت ..
    التفت الضابط لأبو عادل وهو يمد يده يسلم عليه : آسفين على الازعاج جينا اليوم
    تلبية للبلاغ اللي جانا ..
    ناظره بغرور وتكلم : هالمرة بس سمحت لكم تدخلون بيتي لاني ابي اثبت لكم ان
    امها هي السبب في ضياعها باهمالها .. وعشان تثبتون للمحكمة انها مو كفؤ تربي
    بناتي وولدي الصغير عندها .. " وكمل بخبث " انا الحين اللي برفع دعوى ترجع
    لي عيالي للبيت مادام الأم ماقدرت تحميهم ..
    الكل كان ملتزم الصمت .. يزيد كان متأكد انه هو اللي خطفها بس وين وداها كان
    واضح عليه التمثيل والكذب حتى عادل اللي عمره ماحس باهتمام ابوه لا بسمعتهم
    ولا حتى فيهم ما اقنعه هالغضب المفاجيء اللي يكسي ملامحه ..
    وقبل مايتحرك راجع للبيت استوقفه ابوه وهو يهدده : روح قول لامك والله لادفعها
    الثمن غالي .. مليون مرة قلت لها لا تترك البيت وتروح بس هي ماتسمع الكلام ..
    خواتك ونادر راح يجون عندي بأمر المحكمة انا اللي بحميهم من انهم يضيعون
    بهالشوارع ..
    ضحك يزيد بأعلى صوته وهو يصفق له : ماشاء الله تبارك الله ممثل بارع تصدق
    انا كنت خايف عليه بس الحين تأكدت انه عندك .. ولعبت لعبتك صح .. اجل مسوي
    خايف عليه ؟ وقلبك متقطع ؟
    قرب منه وسحبه من ثوبه : مو علي هالحركات يا شاطر مسوين هالمشاكل كلها
    تبون تلبسوني التهمة وتتزوجها .. بس تخسي ما تاخذها ..
    دفه يبعده عنها وهو ينفض ثيابه بتقزز : مايخسي الا انت ودانا باخذه غصبن عليك
    انا ابيه وهي تبيني ..
    سحبه عادل ودخله في السيارة قبل تكبر المشكلة .. وتجاهل كلام ابوه اللي يسمعه
    مهما كان اللي بقلبه مايقدر يقول لابوه شي .. راح ينتظر الأيام تبين لهم الخافي
    كله ..
    رجعو اثنينهم لبيت ام عادل بخفي حنين ونظرات الأمل اللي بعيونهم اختفت بمجرد
    ماشافو لمحة خيبة الأمل اللي ظاهرة عليهم .. كان عادل يحس بقهر كبير كيف
    انه هو اختار يتحمل مسئوليتهم وفشل من اول تجربة .. رغم انه كان متأكد من
    كل شي انقال انه ابوه اللي اخذها واكيد مخبيها بمكان بعيد عشان يبعد الشبهة عنه
    اللي ماعرفوه ان ابو عادل من اول ما جا له اتصال انهم مقدمين شكوى عليه على
    طول ارسلها مع صديقه الى شقته وقدر بكل سهولة انه يمثل عليهم تمثيليته العظيمة
    عشان يوصل لاهدافه اللي هو يطمح لها بالأخير ..
    ام عادل اللي من راحت بنتها ودمعتها ماوقفت .. بحياتها لحظات السعادة معدودة
    عاشت مع هالظالم سنوات طويلة اجبرتها تتحمل كل ويلاته عشان عيالها ويوم
    قررت تتحرر من سجنه وقيوده وتعيش حياتها مستقلة عنه .. حاصرتها مصاعب
    اكبر من قبل . وطلعت لها مشاكل اعظم من اللي كانت تواجهها الحين هي مهددة
    انها تفقدهم كلهم لو كسب ابوهم الدعوى اللي بيرفعها .. هذا معناه مالها اي حق
    انها تطالب فيهم او تعيش معاهم الا اذا رضت ترجع تعيش معاه رغم كل العيوب
    اللي فيه واللي ادمت قلبها ..
    قامت تصلي لربها القيام اللي اعتادت من فترة تصليه .. رغبة منها في التقرب
    لخالقها تبي تحس بالطمأنينة والراحة اللي فقدتها في دنيتها ..




    /
    \
    /
    \

مشاركة هذه الصفحة