1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    كانو ثنتينهم طايرين من الفرح بهاليوم اللي جمعهم .. كل اللي بالبيت لاحظو
    شخصيتها النقيض جدا لشخصية نورة كان واضح انها مندفعة ومنطلقة للحياة
    جريئة وتفرض وجودها بالقوة ..
    نورة ماكان يهمها شي كثر انها تشوف بنت عمها وتحس احد من مجتمعها اللي
    عاشت بوسطه سنوات طويلة معاها الحين كانت فرحتها فيها تتجاوز اي فرحة
    واحساس السعادة اللي يغمرها منسيها اي تفكير ثاني ..
    رسيل اللي تعبت نفسيتها من يوم اختفاء دانا ماكانت ناقصة احد من هالديرة اللي
    ماتحبها يجي ويضيق خلقها اكثر ..
    وام طلال بعد ماسلمت عليها وضيفتها .. قامت هي وميساء وسما يبونها تاخذ
    راحتها مع بنت عمها ..
    سارة من اول ماشافتهم طلعو نطت وقعدت جنب نورة : وش هالزين كله يالنوري
    لعنبو ابليستس متغيرة بغيرتس ..
    ضحكت وحطت يدها على فمها : وش اللي متغير فيني يالنصابة ما غير شعري
    اللي قصيته ولا انا اللي على خبرتس ما تغير شي ..
    مسكت شعر نورة وبدت تناثر خصلاته بتعجب : مو بس شعرتس حتى وجهتس
    ووزنتس زايد .. " وناظرتها بتمعن " الا والله سمنتي .. بانت فيتس النعمة وربي ..
    التفتت وراها وقامت بسرعة تسكر الباب : اسكتي لا تفضحينا .. هالحين بيقولون
    ماشافو خير ..
    ضحكت وهي تاكل الحلى بشراهة : ايه والله ماشفنا خير .. " وغصت بلقمتها
    وصارت تكح "
    قربت لها نورة كاس الموية وهي تضحك : الحمدلله اللي ربي جابتس للرياض
    قبل تعرسين ولا لو ماخذتن واحدن منهم بتفضحينا اجل هذي سواة يابنت عمي
    شوي شوي على عمرتس ماهوب طاير الأكل ..
    سحبت صحن نورة تبي تاكله .. : يازينه يانورة والله بحياتي ماذقت مثله .. كل
    يوم تاكلونه ؟
    سحبت منها الصحن وهي تبعدها بيدها : مرجوجة انتي ؟ اركدي خليني اقعد معتس
    زين واخذ علومتس .. عيب تخلصين هالصحون كلها هم ماياكلون الا شوي
    قعدت تضرب على خدها وهي تزم شفايفها : متعودين يشوفونه كل يوم الين تبطرو
    على النعمة مو مثلنا حنا الضعوف اللي ندور اللقمة مانلقاها ..
    انقهرت من كلامها وقالت بزعل : سويرة من اول ماقعدتي وهذي سوالفتس وانا
    اللي ولهت عليتس وفرحانة ببنت عمي اللي بتونسني وتوسع خاطري ومن اصبحت
    وانا غاثتهم بضيفتي اللي بتجيني ..
    مسحت فمها بيدها وبلعت لقمتها : خلاص لا تزعلين والله اني مشتاقة لتس وابي
    اسولف لتس واعرف اخبارتس بس هالرجة لا بد منها بالأول .. يالله قولي وش
    عندتس ؟ ...
    وقبل تتكلم نورة تذكرت سارة : اييييه صح رجلتس كم عنده اخو ؟
    ضحكت نورة وحطت يدينها على وجهها : يااااارب صبرني .. تطمني ماعنده
    الا واحد وكبر محمد او اكبر بسنة يعني لا تفكيرن بالعرس من هالبيت ..
    غمزت بعينها تمازحها : اجل مالي الا رجلتس ..
    قطبت على طول وتكلمت بعصبية : بعيد عنتس رجلي .. عويذ الله منتس ياسويرة
    والله لا ذبحتس لو قربتي لرجلي ..
    ضحكت بأعلى صوتها ورجعت على ورى وهي تمسك بطنها من كثر الضحك
    على شكل نورة : يمه بطني .. هذي اللي ماتبي العرس اول .. اجل طحتي ومحد
    سمى عليتس والله ..
    توردت خدودها من كلام سارة .. وحاولت تخفي خجلها خلف عصبيتها المصطنعة
    وهي تقول : وش دخلتس وش اللي بيني وبين رجلي .. هذا شي فيني من الله اللي
    لي مابي احد يقرب منه ..
    كملت جلستها معاها اللي ماخلت من استفزازات سارة اللي تمتصها نورة بكل هدوء
    وعقلانية ممكنة .. بعد ماتعشت معاها ودعتها وطلعت نورة لجناحها كانت مستانسة
    بشوفتها لكن بقلبها خوف كبير عليها من حماسها لهالحياة .. استغربت من هالفرحة
    اللي تشوفها بعيون سارة .. الى هالحين تحس كل سعادة في الدنيا ماتساوي لحظاتها
    اللي عاشتها وسط اهلها .. ومن جا طاريهم نزلت دمعتها على طول .. كثر ماتحاول
    تشغل تفكيرها اوقات حنينها يتجاوز حدود احتمالها .. وهالشي مو بيدها محد بالدنيا
    بيعوضها عن اهلها ..
    ريحة عطره ولمسة يده على كتفها خلتها ترفع راسها وتشوفه لمحت ابتسامته اللي
    اختفت اول ماشاف دمعتها رفع يده ومسح دمعتها وهو يناظرها : من اللي مزعلك؟
    ابتسمت له وهي تستجمع قوتها محاولة انها تخفي حنينها اللي يفتك فيها : اشتقت
    لأهلي .. ودي اشوفهم ..
    كان مركز نظره بعيونها شاف الدموع رجعت تتجمع فيها من طرت اهلها .. : وش
    بعد ؟
    نزلت راسها تحبس دموعها لا تنزل : ودي اكون معهم يوم يجون اهل المعرس اللي
    جاي لشيخة ..
    رفع راسها وهو مازال يتأملها : متى بيروحون لهم ؟
    تقوست شفايفها ونزلت دمعتها على خدها وهي تشوف نظراته لها .. : يوم الاربعاء
    بعد باتسر يعني ..
    ابتسم لها ومسك يدينها : خلاص اجل بتستقلبينهم مع اهلك ..
    هالمرة نزلت دموعها بلا توقف سحبت يدها وحطتها على فمها وهي مو مصدقة
    للحين اللي قاله لها : احلف بالله انك بتوديني لهم ..
    شي بقلبه حسه بوقتها وهو يشوف انفعالاتها كل شي يظهر على وجهها بكل وضوح
    حزنها ولهفتها اللي من شوي وفرحتها اللي طغت على ملامحها الحين : ان شاء الله
    باخذك لهم من الصباح بعد بكرة .. بس من الحين اعلمك بترجعين معاي .. مو اذا
    صرنا هناك قلتي روح انت وانا بقعد عندهم ..
    فرحتها بهالوقت ماخلتها تعترض على كلامه هي تبي شوفتهم حتى لو كانت هالشوفة
    لساعات معدودة يكفيها بس انها تكون معاهم رمت نفسها بحضنه وهي تحس بامتنان
    كبير له انه زرع هالفرحة بقلبها .. لف يدينه حولها وحضنها بقوة وهو يحس برضى
    كبير عن نفسه انه قدر ينتشلها من حزنها للفرح بثواني ..




    /
    \
    /
    \

  2. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    جالسة عنده وتهتم فيه من اول ماطاح عليهم .. رغم انه اكثر من مرة يقول لهم
    انه طيب وارتفاع الضغط ما اثر عليه ابد .. كانت طول الوقت تردد على مسامعه
    انها المظلومة اللي قذفوها في عرضها وان اختها ديما تبلتها ببلاويها واللي ساعدها
    وقفة امها معاها .. واللي زادت السم اكثر بكلامها اللي صارت تردده معاه بعد ما
    قدرت منال تقنعها ان كل الكلام اللي انقال في حقها كذب ..
    مثل كل مرة تطلع نفسها من كل مشكلة بأسلوبها الخبيث وخبرتها في هالطريق
    وهالحين بعد ما جا صلاح وتكلمو اهله مستحيل تخلي ديما او فيصل يخربون عليها
    هالحياة اللي تمنتها من زمان ..
    صار لها فترة وهي تعد الأيام تبي ابوها يقوم بالسلامة وتتم خطبتها وملكتها مثل
    ما تتمنى .. ناظرته وهو يتحرك ويحاول انه يقوم .. وبعد اكثر من محاولة رفع
    نفسه ..
    قبل يقوم مسكت فيه : يبه الله يهداك وين بتروح وانت بهالحالة ؟ " وبخبث " الله
    لا يوفقها اللي رمت علينا بلاويها ومدري وين طست .. عسى الله ياخذ عمرها
    ويفكنا منها ومن فضايحها ..
    طنش كلامها اللي يسمعه وقام على طول كان كل شي يسمعه يزيد الألم اللي بداخله
    اكثر من قبل .. هالبنت وامها كانو سبب كل المصايب والمشاكل اللي تصير له ..
    مسك راسه بيدينه وقعد بعد مافقد توازنه : اسكتي انتي ولا كلمة .. لا تزيدين اللي
    بقلبي .. عساه يجيني خبرها اليوم قبل بكرة ..
    مسكته من يده وخلته يتمدد على سريره .. : ارتاح يبه ولا تتعب نفسك .. ان شاء
    الله كلنا بنرتاح منها ..
    يوم شافته مستسلم لها قامت له وغطته .. وطلعت بعدها للصالة تقعد مع امها وهي
    متضايقة : يمه ابوي رجع له مرضه اللي كل سنة يجيه لونه مصفر ويعرق كثير
    تكلمت بلا مبالاة : ماعليك فيه كلها فترة ويرجع مافيه الا العافية .. قومي نروح
    السوق نتقضى ملكة حنين قربت وانا ناقصني كذا حاجة .. عقبالك ان شاء الله افرح
    فيك قريب ..
    فزت فرحانة من مكانها .. وتكلمت وهي تقوم : زين بروح الحين .. وين مروى ؟
    قامت هي الثانية تلبس عباتها : اكيد بتقول نفس الكلام اللي دايم تقوله انتو فاضين
    وابوي مريض وديما ضايعة .. عسى الله لا يردها خلينا نخلص مقاضينا ابي افرح
    في حنين واقهر لطيفة الله لا يوفقها ..
    طلعت غيرت ملابسها ولبست وتكحلت .. ومثل كل مرة تعطرت ولبست عباتها
    ونزلت بتروح السوق هي وامها وخالتها ..
    كان هذا حالهم دايم كل واحد فيهم عايش حياته بلا مبالاة حتى طارق اللي اختفى
    رجع لهم بعد ما اقنع ابوه انه طقها دفاع عن الشرف واسقطت التهمة اللي عليه
    بكل سهولة ..
    كل واحد فيهم غارق في ملذاته مهما اختلفت يمكن اقلهم فجور معاذ .. اما مروى
    فكانت تابعة للكل في مشاعرها وانفعالاتها تحب مع من يحب وتكره مع اللي يكره
    حتى في الفرح والحزن تابعة لهم ..
    مرو حنين ونزلو للسوق كانت اشكالهم كلها فتنة للنظر حتى امهم اللي ماكانت
    تهتم بأمر الستر رغم كبر سنها ..
    وما خلا هاليوم من عاداتهم بكل مرة يروحون فيها للسوق .. معاكسات والتمتع
    بكلمات الاعجاب اللي تتردد على مسامعهم .. وحنين اللي ماتقصر وتاخذ رقم كل
    واحد يعجبها ..
    مشو ثنتينهم رايحين لأم طارق اللي قعدت تنتظرهم وهم رايحين يكملون مقاضيهم
    ومعاكساتهم اللي ادمنو عليها .. بعد ما سكرت اغلب المحلات ابوابها طلعو محملين
    بأكياس كثيرة وذنوب اكثر ..




    /
    \
    /
    \

  3. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    الطريق بالنسبة لها شوق ولهفة فرحة ماقدرت توصفها .. لاحظ عليها انطلاقها في
    السوالف كانت طريقتها في الكلام وحركاتها توحي له انها تعيش بقمة فرحتها كل
    شوي كان يلتفت لها وهي تسولف كان يضحك بخاطره عليها ماسولفت طول الفترة
    اللي عاشوها مع بعض كثر هالسوالف اللي قالتهم بالطريق .. مد يده ومسك يدها ..
    ارتبكت على طول وناظرته .. كانت مندفعة بالسوالف ومو حاسة بنفسها ابد قالت
    وهي تحس بخجل فظيع : ازعجتك ؟
    ابتسم لها وناظر الطريق : لا بالعكس عرفت عنك اللي ماعرفته بالأيام اللي راحت
    كلها ..
    تأملت شكله وهو لابس النظارة الشمسية ومو قادرة تعرف وين يطالع بالضبط رغم
    انه اوقات كان يلتفت لها بس ماتدري ليش كانت تحس انه يسترق النظرات لها بين
    اللحظة والثانية : وش اللي عرفته ؟
    لأول مرة يتكلم معاها بهالوضوح وبدون غموضه اللي اعتادته تكلم بكل اللي بقلبه
    وكل اللي كان يشوفه فيها قبل وتأكد منه هاللحظة : عرفت انك اطيب قلب بهالدينا
    وانك حلوة وجميلة بس اللي بداخلك اجمل من اني اقدر اوصفه .. وعيونك تفضح
    مشاعرك حتى لو كتمتيها بقلبك وماتكلمتي ..
    نزلت راسها وهي تسمع كلامه ماكانت تدري اذا هو فهم عليها بهذيك الليلة او لا بس
    من كلامه حست انه ممكن يكون عرف اللي بخاطرها .. كمل بدون مايناظرها رغم
    انه حس بانفعالاتها بحركة يدينها اللي تمسك الباب كل شوي : ماتعرفين تجاملين ابد
    بمشاعرك .. واهم صفة انك قوية .. وخجولة بعد ..
    التفتت له وسألته : وش اللي تشوفه بعيوني ؟
    هدا سرعته شوي وناظرها .. ابتسم وهو مركز نظره على عيونها : تحبين ..
    رفت رموشها توتر من كلمته وناظرت على يمينها وهي تتجاهل كلامه اللي سمعته
    ماكانت تدري ابد ان مشاعرها تفضحها .. وهالحب اللي انولد بقلبها شافه بعيونها ..
    ابتسم على توترها .. وكان يبي يزيد هالتوتر اكثر : صح علي ؟
    ضغطت على شنطتها بقوة ونزلت راسها : وشو اللي صح ؟
    كتم ضحكته وهو يسمع نبرة صوتها المرتجفة : تحبين ؟
    حست بهاللحظة انه يبي يزيد احراجها .. تعرفه لا تعمد يحرجها يقول كلامه ويضغط
    على الحروف يبيها تنتبه لكل حرف يقوله ..
    حست بالحرارة بوجهها وهي تقاوم نظراته اللي يركزها بين فترة والثانية عليها لفت
    عليه وهي تحاول تكون قوية بهاللحظة : طلال انتبه للطريق ولا حقين على السوالف
    بعدين ..
    سحب يدها وباسها وهو يضحك : هالمرة بس بعديها لك مابي اخرب فرحتك باهلك
    بس مرة ثانية اذا سألتك تجاوبيني ..
    هزت راسها بإيه وهي تحس بامتنان انه انقذها من هالموقف اللي حطها فيه .. اول
    ماقربو من ديرتهم التفت لها وهي يشوف عيونها تلمع بالدموع اول ماظهرت لهم
    بيوت الديرة .. كان السكوت بهاللحظة ابلغ من اي كلام .. يبي يشوف كل شي يصير
    بنفسه كل مشاعرها البريئة اللي يستمتع في متابعتها ..
    من قربو على بيتهم شاف العيال اللي طالعين من مدارسهم وهم رايحين يركضون
    لبيت ابو راكان ..
    ضحكت وهي تمسح دموعها وكل واحد من هالعيال تعرفه وتعرف اسمه من فرحتها
    فيهم كانت تحس انها ودها تنزل لهم وتحضنهم كلهم .. شافت امها وخواتها اللي وقفو
    عند باب البيت يناظرونها حست انها ودها تطير من مكانها لهم اول ماوقف السيارة
    نزلت على طول ورمت نفسها بحضن امها تصيح .. شاف خواتها وكل وحدة فيهم
    تبي تضمها .. حرك السيارة شوي عن الباب يبيهم ياخذون راحتهم وقعد مكانه يتأمل
    الديرة بناسها ..
    كانت ضامتهم وهي تصيح ومن سمعت صوت ابوها اللي يناديها ركضت له على
    طول .. مسكت يده وحبتها وحبت راسها .. وبلحظة فاض فيها الشوق وصاحت
    بحضنه لف يدينه عليها وهو ضامها وتجمعو حولها وهم فرحانين فيها .. دقايق
    وجاهم سلمان يركض ووراه خالتهم وهيا اللي من سمعو انها جات جو لهم على طول
    وقفت بعدين وهي تمسح دموعها : يمه خلينا نروح ببيت خالتي ابي طلال يجي عند
    ابوي يسلم عليه ويقعد معه .. بنمشي بعد المغرب ..
    قامو كلهم رايحين لبيت خالتهم ورجعت هي لبست برقعها وطلعت له .. فتحت باب
    السيارة وشالت كل الاكياس اللي جابتها لاهلها ونزل هو ينزل لهم كل الاغراض
    اللي جابها لهم ..
    ناظرته نورة متفاجأة ماكانت تدري باللي مجهزة وجايبة لاهلها كانت اشياء بسيطة
    الا انها تلبي احتياجاتهم والأهم من هذا كله انه كبر بعينها دخل سلم على ابو راكان

  4. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    وقعد معاه ..
    وراحت هي لبيت خالتها بيطبخون كبسة من اللحم اللي جابه طلال لهم .. كانت
    فرحانة فيهم وهم فرحانين فيها .. بعد الغدى قعدو يستعدون لاستقبال ضيوفهم
    اللي بيجون بعد العصر اكيد .. شالت واحد من الأكياس ومدته لشيخة : قومي البسيه
    هذا اللي جبته لتس ..
    خذت الكيس فرحانة وهي تشوف الطقم اللي اختارته لها نورة وسما يوم يروحون
    السوق .. بعدها مدت لكل وحدة من خواتها طقمها الجديد لهاليوم .. قامو بعدها
    كل وحدة فيهم تتسبح وتلبس .. رتبو البيت ونظفوه وطلعت من شنطتها كسرة
    عود وراحت تبخر فيها ابوها وطلال .. مسكت المبخرة القديمة بيدها ولبست
    جلالها رايحة لبيتهم .. كان متمدد بعد الغدى وماخذ له غفوة وسمع صوتها وهي
    تكلم ابوها بهمس فتح عيونه وناظرها قام على طول وهو يناظر ساعته : اذن
    العصر ؟
    قبل ماتتكلم تكلم ابوها : ايه توه مذن .. الحق الصلاة في المسجد ياولدي ..
    حطت المبخرة على جنب وهي تقرب الموية من ابوها تبيه يتوضى .. وقام هو
    يبي يتوضى اشرت له على الحمام ( تكرمون )
    اول ماطلع مشت معاه للباب : هذا هو المسجد ..
    طقها على يدها طقة خفيفة وهو يصطنع الصرامة : ادخلي لاحد يشوفك ..
    ضحكت وهي راجعة لابوها اللي شافته يصلي .. انتظرته لحد ماخلص صلاته
    وقربت منه لبسته بشته وبدت تبخره وهي تذكر الله وقبل تطلع مع الباب صادفها
    وهو داخل : وانا يعني مالي نصيب ..
    طاح جلالها اللي لافته على شعرها ونزلت خصلات شعرها القصيرة على وجهها
    وهي مبتسمة له : تستاهل الخير كله بعد بس تكفى لا تحرجني قدام ابوي طلبتك
    كان وده يضحك على طلبها كان يبين احراجها من وجودها معاه بنفس المكان عند
    ابوها ..
    وخر عنها وشافها وهي ترفع جلالها وتتغطى فيه رايحة لبيت عمها .. ما اطالو
    الانتظار قبل ماتجيهم البشائر بوصول راكان وضيوفه معاه .. كالعادة استقبلهم
    ابو راكان في المكان اللي يجلس فيه بعد كل صلاة عصر .. ودخلو الحريم لبيت
    ام محمد تمت الخطبة الرسمية كل شي صار بسهولة بعد ما اعلنت شيخة موافقتها
    النهائية .. وتم تحديد الزواج بعد شهرين بالضبط ..
    شيخة اللي كانت متخوفة من هالموقف من شافت امه وخواته ارتاحت لهم كثير
    ناس يرتاح لهم القلب من اول نظرة .. حتى سوالفهم وكلامهم تدخل القلب هالشي
    خلاها تتطمن على مستقبلها معاه وهي تتمنى انه مثل هالناس اللي سحروها بطيبتهم
    حتى هي جلست تسولف معاهم وخذت راحتها .. كانت تشوف بعيون كل البنات
    فرحتهم فيها ..
    ام راكان هالمرة فرحتها فيها غير .. لان شيخة بنظرها تعذبت كثير وتستحق بعد
    هالتعب انها تعيش بسعادة وجلستها اليوم مع اهل الوليد زرع بداخلها تفاؤل كبير
    بعد مامشو كلهم الا راكان وبعد ماودعتهم نورة بدموعها اللي استقبلوها فيها نام
    الكل بفرحة كبيرة ..



    /
    \
    /
    \

  5. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    قام وهو معصب من كلامه اكثر من مرة يردد على مسامعه نفس الكلام بس
    للحين هو مصر على موقفه اللي مايبي يغيره : قلت لك بنات عمي مابي اخذ
    منهم .. ومابي اتزوج الا اللي انا اخترتها ..
    ورغم ان هالنقاش يتكرر اكثر من مرة الا انه مستحيل بقناعة نفسه يتنازل عن
    كلمته اللي قالها اكثر من مرة : بدو ما ازوجك منهم لو تحب السما .. شوف بنات
    عمانك ولا خوالك لك اللي تبي .. غيره هالكلام ماعندي ..
    وقف عند الباب وهو طالع من المجلس : ومن قال لك اني ابي اتزوج .. خلاص
    انا عفت الزواج وطاريه .. وسكر الباب بكل قوته وهو طالع .. شاف امه قاعدة
    بالصالة وماسكة السماعة ومن شافته طالع معصب سكرت السماعة ولحقته تبي
    تكلمه : نايف تعال يمه وين رايح وانت بهالحالة ؟
    لف عليها وتكلم بنفس العصبية : الحين هو ليش مايقدر موقفي ليش مايتنازل عن
    هالعادات اللي ضرتنا مانفعتنا .. انا والله كنت اقول انه زواج اتزوجها هي ولا
    اتزوج غيرها اللي ربي كاتب لي نصيب معاها انا راضي فيه بس انه يبيني اخذ
    من بنات عماني غصب لا والله ما اخذ ولا وحدة فيهم انا ارضيته بالأولى ما اقدر
    ارضيه بهذي النفس وماتهوى .. وانا من الله ما اواطنهم ..
    قربت منه تحاول تهديه : زين وانا امك اقعد شوي وخلني افهمك كل شي ابوك
    وتعرفه عنيد وراسه يابس واللي براسه يسويه .. ولا تخاف بنات عمك اذا ماتبي
    تاخذ وحدة فيهم محد جابرك عليهم حتى لو تكلم وهو معصب بالاخير ماهوب
    غاصبك ياولدي .. ومن اللي ينغصب بهالزمن .. البنت ماعاد احد يغصبها شلون
    الرجال .. هو يقول لك هالكلام يبي يضغط عليك بس ..
    جلس وهو يشوف بعيونها خوفها عليه .. : اجل كلميه حاولي تغيرين رايه يمه
    تراه تعبني وهو مايسمع لي ..
    ترددت قبل تتكلم .. : البنت اللي انت تبيها رافضها .. ومايبي حتى اي كلام في
    الموضوع .. انت لين راسك شوي وخلني ادور لك وحدة تناسبك ..
    قام يبي يطلع من البيت : يمه واللي يسلمك قفلو على سالفة الزواج كلها مابي
    اتزوج الحين ولا ابي احد يجيب طاري الزواج عندي مثل ماجيتكم بنفسي وقلت
    ابي اتزوج .. الحين اقول لك خليني براحتي الين يجي ببالي ..
    وطلع من عندها بكل هدوء .. قعدت مكانها وهي تدعي بأعلي صوتها تبيه يسمع
    دعوتها : يالله يارب انك تهديه وتصلحه ..
    وتمتمت بداخلها " الأبو وولده كل واحد فيهم راسه ايبس من الثاني الله بس يعينني
    عليهم "
    اما هو كان يعيش بصراعات مختلفة من صار اللي صار وطريق القرية اصبح
    بالنسبة له سكين يمشي على اسنانها يوميا الى ان يحين موعد ذبحه ماكان متمسك
    فيها لدرجة كبيرة لكن بعد مافقدها حس انه يبيها اكثر من قبل مايدري ليه يراوده
    احساس انه حتى لو رجع لها بيوم ماراح ترضى فيه لانه خذلها ..
    نفسه بس تكون عنده فرصة يفهمها كل اللي بقلبه ويشرح لها كل ظروفه يمكن
    تعذره .. يمكن تلقى من بين اعذاره الكثيرة شي واحد يشفع له تحفظ له بقلبها
    صورة حلوة ..
    كل المشاعر اللي بقلبه ولو حاول يخفيها متعبة حب غريب هاللي يعيشه .. حب
    انسانة مجهولة بالنسبة له .. ويوم قرب منها وكان قاب قوسين او ادنى تحكمت
    عادات بالية في مصيرهم وفرقتهم ..
    اشتاق لها .. اشتاق يشوفها اشتاق يشوف حركاتها .. ومشيتها المستعجلة نظرات
    عيونها اللي تدوره واذا شافته تدور بأي مكان بس ماتشوفه .. احساس غريب
    حتى هو يجهله ولا عرف يفسره .. ليش الحين يوم عرف انه مستحيل يوصل
    لها تمسك فيها اكثر .. غريب طبع الانسان يدور دايم على اللي مو بيده .. واللي
    قدامه مايشوفه حتى لو كان اجمل ..
    تعوذ من الشيطان وهو يصارع افكاره صار له فترة طالب انتداب في قرية
    ثانية وينتظر واسطة خاله في الطلب ماعاد يبي يقعد في القرية اكثر يكفي انه
    فاقد مكانها اللي كانت توقف فيه .. وسلمان اللي كل ماشافه زاد احساس تأنيب
    الضمير بداخله اكبر ..
    رجع للبيت بعد ما حس انه نفس عن غضبه كله هو بطبعه انسان عصبي وما
    يمسك اعصابه بس مايبي يرفع صوته على ابوه او يغلط عليه .. ولو انه اوقات
    مايقدر يتحكم في انفعالاته اللي تصير غصب عليه الا انه يطلع من البيت اول
    ما يحتد النقاش بينه وبين ابوه ..
    دخل للبيت وسلم عليهم حب راس ابوه وامه وراح لغرفته بدون مايتكلم رغم
    كل احساس بداخله مايقدر يزعل عليه وهو ابوه .. اقل شي يقدر يسويه انه
    يكتم غيظه ومايفكر بشي ..




    /
    \
    /
    \


  6. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    رغم احساس الخسارة اللي تعيشه الا انها قوية بداخلها قدرت انها تتخطى
    مرحلة الرفض بصعوبة لكنها اقوى من انها تبكي على الأطلال .. اليوم
    قررت قرار بنظرها كان بقمة الصعوبة لكن كانت محتاجة انها تقاوم اي
    احساس ضعف يغتالها ..
    خذت نفس عميق وهي تدعي ربي يقويها .. لبست عباتها وبرقعها وهي
    تردد بداخلها " شيخة عاشت بدون سعد وبانت الفرحة بعيونها .. انا بعد
    اقدر اعيش وافرح مثلي مثل غيري .. واللي باعني مابي افكر فيه ابد
    بيجيني نصيبي اللي ينسيني حزني كله " سكرت عباتها عليها وهي واقفة
    عند الباب تنتظرهم .. ماحست الا بيد سلمان تضغط على يدها : موضي
    يالله تأخرنا ..
    مسكته من يده وبايدها الثانية كتبه اللي لافهم بالسجادة ومشت هي وياه
    ومنيرة ... كانت تتمنى انها تشوفه تبي تتأكد انها تجاوزت حزنها او انها
    مازالت سجينة مشاعرها البريئة له .. خطواتها كانت مرتبكة موجعة الى
    اقصى الحدود بدت تحس بكل قوتها تتكسر مع كل خطوة تقربها من المدرسة
    " ماهوب الحين مابيها تنزل الحين .. " حست انها قطعت يد سلمان من كثر
    ماتضغط عليها واول ماشافته يسحبها من يدها عرفت انها اكيد عورته ..
    لأول مرة من بعد ما كتب لها القصيدة تروح للمدرسة فرق بين آخر مرة شافته
    فيها وهالمرة ..
    لمحته اول ماقربو من المدرسة وهو واقف مع مجموعة من الطلاب كانت
    توهم نفسها انه مو هو .. اي شخص ثاني الا انه يكون هو سمعت صوت
    سلمان وهو يفتح جروحها اكثر : موضي شوفي هذا استاذ نايف اللي كان يبي
    يعرس عليتس .. ثمن هون ..
    طفل بريء مايعرف من المفردات الا اللي ينطقها .. ومايحسب حساب كلمة
    يقولها ممكن تكون هالكلمة اقوى مصدر للألم .. تجاهلت نظراتهم لها وهي
    تمشي بكل ثبات وكأن الأمر ابد مايعنيها وهاللي يتكلمون عنه انسان ثاني مو
    هو نفسه اللي خذلها من فترة بسيطة بس ..
    هالقوة اللي غلفت نفسها فيها بدت تتهشم تدريجيا وفاض فيها الحنين بشوفته
    ماكانت تظن ابد انها اذا شافته بتحن له .. هي اقنعت نفسها انها صارت تكرهه
    تكره كل شي يذكرها فيه .. لامت نفسها على خطوتها المتسرعة .. استعجلت
    انها تداوي جروحها .. ماكانت تدري انها بهاللحظة بشوفته ذرت الملح فوق
    جروحها .. وقبل تتوقف عن هالخطوة الغبية وترجع من نفس طريقها لمحت
    نظرته لها .. نزلت نفسها لسلمان ومدت له كتبه : خلاص ما اقدر اقرب اكثر
    هذا هم العيال متجمعين .. روح انت تعرف دربك ..
    سحبت يد منيرة ومشت بدون ماتطالع وراها مشت بدون ماتلتفت لكل الجروح
    الموجعة اللي خلفتها وراها ..
    حطت يدها على فمها وهي تقاوم شهقتها لا تطلع ناظرت في منيرة وضحكت
    تخفي جروحها : الظاهر اني كبرت على هالمشاوير رجليني تعورني الله يعين
    بس مدري شلون برجع للبيت ..
    ضحكت وهي تسولف معاها ومجرد ماودعتها سقطت كل الاقنعة اللي غلفتها
    من دقائق .. نزلت دموعها بغزارة وحطت يدها على فمها خوف احد يسمع
    صوت شهقاتها اللي عجزت تكبتها .. دخلت بين البيوت وجلست على الارض
    غطت وجهها بين يدينها ..وتركت المجال لنفسها انها تفرغ كل اللي بقلبها من
    حزن تجدد بشوفته ..
    قبلها بوقت يوم كان واقف مع العيال يبيهم يدخلون لفصولهم سمع واحد منهم
    وهو يقول : سلمان جا ..
    رفع عينه يشوفه ولمحها .. ماكان متأكد بأول لمحة بس عرفها .. هي اللي ابد
    مايقدر ينسى كل تفاصيلها اللي عشقها .. نسى كل اللي حوله وناظرها ماقدر
    انه ينزل عينه عنها وهو يشوفها جاية اليوم " نستني .. ؟ ولا جاية تشوفني ؟
    يارب ابي بس اعرف وس اللي بخاطرها عني .. "
    كان وده يصيح .. الدموع اللي مانزلت بحياته تمنى بهاللحظة انها تنزل يمكن
    تقدر تغسل ذنبه انه كسرها وهي اللي كانت تعيش حياتها بانطلاق .. حتى يوم
    اقفت رايحة عنه تبعها بنظرته .. مايدري ليش جات اليوم وزادت هموم القلب
    اكثر .. يا الله وش كثر هالشوق متعب الى اقسى الحدود ..



    /
    \
    /
    \



    انتهى الفصل الأول^_^
  7. ام خالدالغلا

    ام خالدالغلا سيدة جديدة

    ما قصرتى ام سوير ويعطيج الف عافية وعوضتينا عن الايام اللى قبل وناطرين التكملة واللة يوفقج اميييييييييييييين
  8. q8-3soola

    q8-3soola >> لا إلــه إلا أنـت سبحانك <<

    يعطيج الف عاااافيه حبيبتي ام سوير ..

    وماقصرتي والله بأنتظااااااااااااار التكمله ..

    :)
  9. اهاات الليل

    اهاات الليل مــراقــبــة عــامــة

    الله يعطيييييييج الف عافيه ياقلبي
  10. q8-3soola

    q8-3soola >> لا إلــه إلا أنـت سبحانك <<

    وانا قلت اذا رديت بلقى التكمله :(

    بأنتظاااااااارج ام سوووووير فديت قلبج انااااااااااا ..
  11. q8-3soola

    q8-3soola >> لا إلــه إلا أنـت سبحانك <<

  12. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    الجزء التاسع
    [ الفصل الثاني ]‎‎‎‎



    /
    \
    /
    \



    { .. على ممرآت الرحيل ..
    وقفت يوماً ما بعيداً عن عالمي ..
    انزويت في اركان الزمان لاستجمع بقاياي ..
    لملمت شتاتي المتناثر ذات جرحٍ مضى ..
    وانتزعتك من قلبي بلا رحمة ..
    او هكذا ظننت ..!

    تسائلت مراراً وتكراراً الِهذا الاشتياق حد ..؟
    أويمسي القلب الحزين موعوداً بانسكابات فرح ..
    ام سيبقى كحروفٍ من حلم خططناها ذات أمل
    على شواطيء الأمنيات فباغتتها امواج الأحزان
    موجاً تلو الآخر فمحت من ذاكرة الزمـآن اسمينا ..!

    ربّـآهـ اتراي انا التي امسيت غريبةً في داري..
    فما عدت أجدني .. هنـآ أو هنـآك ..
    اكاد أجزم بأننّي احتضر .. حيث الحنين يتوسّدني ..
    ومابين اضلعي يخفق بشدة ذاك المضرّج بالألم ..
    وملامحي أُثخنت بالدمع حد انسكاب الوجع ..
    رحمـآك يـآ الله ..!


    مابين خطوات الشموخ وخطوات الانكسار كانت لحظة .. تحطمت كل قواها
    اللي استجمعتها من لحظة اعلان الخبر المؤلم .. تمنت لو انها تمتلك الجرأة
    وتروح تسأله .. تبي بس تفسير واحد لكل المشاعر الموجعة اللي تجتاحها ..
    انسانة رقيقة ما اعتادت ابد انها تقسى على احد ويوم اتيح لها المجال لقسوتها
    كانت هي الضحية .. قست على نفسها بحب ماتعرف وش آخره .. وباشتياق
    فاق حدود احتمالها .. صحت من قوقعة حزنها على صوت الشباك اللي انفتح
    قامت تنفض التراب اللي علق في اطراف عباتها .. وتنفض معاه طوفان الحنين
    اللي اجتاحها .. سمعت صوت يناديها من خلف الشباك .. تظاهرت بانشغالها
    بعباتها وردت بدون ماتلتفت : هلا خالتي ..
    جاها صوتها الحنون متسائل : وش فيتس طايحة بالأرض يابنيتي ؟
    استجمعت كل قوة ممكنة واطلقت ضحكة تخفي اوجاعها ..: جاية مسرعة ابي
    الحق الفطور مع امي وخواتي .. تكرفست وطحت ..
    كانت على بعد خطوات منها .. التفتت لها وهي تناظر بالشمس وتغطي عيونها ..
    تكلمت العجوز اللي جاوزت الستين عام : عسى ماتعورتي وانا خالتتس ؟
    ضحكت وهي تأشر بيدها مودعة : مافيني الا العافية .. يالله ياخالتي بروح لم بيتنا ..
    وقبل تمشي استوقفتها بتساؤلها : وراه حستس متغير ؟ عسى بس محدن مزعلتس ؟
    لفت عليها وردت باسلوبها المرح : لا والله بس هالزكام لعب فيني ..
    ماكانت تبي تطيل النقاش معاها تحس نفسها متعبة وهاللقاء استنزف كل مشاعرها ..
    مشت ودعاء العجوز يتردد على مسامعها .. ومثل كل مرة كانت تمشي بين البيوت
    وتسلم على كل وحدة تصادفها .. ماتدري ليه وقتها حست كل مشاعرها مفضوحة
    وكأن كل العيون اللي تناظرها تشوف الحزن اللي بقلبها .. وصلت للبيت وهي تسمع
    صوت ضحكات البنات ببيت خالتها دخلت بيتهم ومرت من عند ابوها بدون لا تناظره
    بالغرفة وقفت عند المراية وضحكت على شكلها شلون صاير عيونها متفخة وخشمها
    صاير احمر .. رمت عباتها وراحت تغسل .. كانت تغسل وجهها وهي تغسل همومها
    توضت و صلت ركعتين الضحى .. مسكت بعدها مصحفها تبي تقرأ قرآن .. رغم
    تعليمهم المحدود الا ان القرآن ومصطلحاته رافقتهم سنين عمرهم بعد ما تعهدو قراءته
    كل يوم .. وقبل ماتبدأ بالقراءة رفعت يدينها للسماء وهي تردد " اللهم إني عبدك ابن
    عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو
    لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في
    علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري ,, وجلاء حزني وذهاب
    همي "
    بدت بعدها تقرأ ماتيسر من القرآن .. كل حرف تقرأه يدخل بصدرها قدر كبير من
    الانشراح وأول ماوصلت آية " وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا
    شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "
    بدت تقراها وترددها بصوت عالي .. زفرت آهة متعبة بداخلها " خيرة ياموضي ..
    عسى الله ينزع حبه من قلبي وارتاح "
    قامت وهي تحس برضى كبير عن نفسها الحزن مو جديد عليهم رافقهم سنين عمرهم
    وكأنه انولد معاهم .. ورغم كل أحزان سكنتهم كان الإيمان بالله اقوى سلاح تسلحو
    فيه من الصغر ..
    طلعت من الغرفة وشافت ابوها يغط في نوم عميق .. ابتسمت وهي تشوف جسده الملقى
    على الأرض .. فقد رجله وبعدها بزمن فقد رجله الثانية وقبلها فقد اهله .. وأهدت له
    الدنيا أوجاع اكبر من ان يحتملها بشر .. ومع هذا كله ابتسامته ما تفارقه ابد .. وكلمة
    " الحمدلله رب العالمين " يرددها لسانه في كل وقت .. ايمان تمكن بقلبه حتى اكسبه
    الرضى بالقضاء والقدر ..
    غمضت عيونها وهي تردد الآية .. وطلعت من البيت رايحة لبيت خالتها تاركة خلفها
    كل الم سكن قلبها ..



    /
    \
    /

  13. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    كان يشوفها من بعيد ملامح مبهمة مو قادر يركز فيها .. كل اللي يعرفه انها هي بكل
    تفاصيلها اللي يعشقها .. مشى لها بخطوات متعثرة برجلين حافية .. كل ما اقترب
    منها بدت له اجمل من قبل .. كل ماكبرت صار احلى .. طفلة حتى في شبابها ..
    مايدري ليش كل ماقرب منها خطوة ابتعدت خطوات .. سرع خطاه يبي يوصل لها
    بأي طريقة .. بس بعدت هي اكثر حتى ماصار يشوف الا بنت واقفة بعيد عنه تحمل
    الدم اللي يسيل من رجلينه وركض لها وفجأة قبل بس يوصل لها بخطوات صادفته
    حفرة طويلة غيبته عنها .. طاح وهو يسمع نداءاتها الباكية " راكان .. راكان "
    فز من نومه وهو يتعوذ من الشيطان نفث عن يساره .. وقام مايبي يرجع ينام وتكتمل
    فصول هالحلم المزعج ..
    شاف مشاري يتفرج على مباراة معادة وابتسم .. هوسه بالكورة عجيب .. غسل وجهه
    ورجع جلس معاه يبي يطرد أي تفكير في الحلم ..
    قصر على صوت التلفزيون وناظره : وش اللي مقومك الحين وانت مالك الا ساعتين
    من نمت ؟
    تمدد واسند ظهره على المركى وابتسم له : شبعت نوم وقمت اسولف مع اي احد .. الا
    وش مسهرك انت ؟
    حس فيه شي مبين على نظراته ولو حاول يخفي هالشي : رجع لك نفس الحلم ؟
    انتبه من سرحانه على وقع هالسؤال .. حط يدينه ورا راسه وهو يناظره بتعب : والله
    انه من فترة ماجاني وقلت الحمدلله زانت اموري .. الله يستر بس محد يعلم الغيب الا
    هو .. ماتتخيل وش كثر هالحلم يخوفني .. ياليتني ادري وش اللي بيصير لي وارتاح ..
    كمل شكواه له وهو يحس بألم فظيع بصدره .. كان مبين هالضياع على ملامحه ..
    قعد يستمع لكلمات مشاري بدون تركيز ابد .. فعلا اسهل شي بالدنيا الكلام ولا
    اللي بقلبه محد يعرفه الا خالقه .. متعب الى ابعد حد هالشعور اللي يحسه هو
    صار متأكد ان تكرار هالحلم اكثر من مرة ينبئه عن شي راح يصير بس وش
    هو مايدري .. كل التفاصيل مهما كانت موجعة راح يواجهها بكل قوة ..
    عمره ماكان بالهم لوحده .. كل انسان له نصيبه من الألم لكن العبرة في اللي
    يقدر يتجاوز هالألم ويبدا من جديد مهما تعثرت فيه الخطوات ..
    الضيق اللي بصدره متجاوز كل حد لكنه يتجاهله وهو يعيش حياته بكل لحظة
    فيها .. ابتسم وهو يطالع مشاري : طلع البلاي ستيشن خلنا نلعب بدل هالمباراة
    اللي من سنة جدي مدري وشوله تشوفها ..
    وقف رايح للمطبخ وهو يأشر على الكيس اللي بجنب التلفزيون : هذا هو عندك
    شغله وانا بروح اضبط لنا الشاهي واجيك ..
    اشر له بيده على فمه يسكته : قصر حسك العيال بسابع نومة خلاص روح انت
    انا بشغله ..
    سحب الكيس وبدا يطلع البلاي ستيشن وكل ملحقاته .. وهو يضبط التوصيلات
    واول ماجا مشاري اختار كل واحد فيهم فريقه واختار لعيبته وبدو التحدي بينهم
    وكل واحد فيهم جنبه بيالة شاهي .. وكل ماعلت اصواتهم سمعو صراخ منصور
    عليهم من الداخل يسكتهم لان نومه خفيف ويصحى من ادنى صوت ..
    كان باله مشغول ولو حاول يخفي كل المشاعر اللي سكنت قلبه من شاف هالحلم
    لكن مابيده شي الا انه يدعي ربه يسهل له اموره ..
    سجل مشاري هدف وقعد يضحك على راكان بصوت عالي فز على طول وسكر
    باب الغرفة ورجع عنده وهو يضحك : مجنون انت ماتعرف منصور لا قام معصب
    والله ليكسر هذا على روسنا ..
    كملو لعب وسط صرخات وتعليقات مكبوتة قدر المستطاع .. احساسه اللي بقلبه
    مؤرق الى حد مؤلم لكن يحاول يخفيه .. يحاول يتعايش مع الواقع بكل آلامه هو
    كذا تعود من الصغر .. الألم مو جديد عليه تحمل من الآلام اقسى من حدود تحمل
    اي انسان بعمره وما اشتكى .. مازال يتبع طموحه حتى آخر لحظة .. مهما تعثرت
    دروبه مازال الامل موجود والايمان بالله اكبر دافع لتحقيق هالطموح ..
    على صوت آذان الفجر انهو آخر قيم وقامو يصحون الشباب يروحون الصلاة في
    المسجد القريب .. رجع بعد الصلاة وهو مو قادر يفتح عيونه من النوم محاضرته
    اليوم قبل الظهر وعنده وقت كافي انه يشبع نوم .. تمدد في فراشه وهو يردد اذكار
    الصباح .. نفث على يدينه ومسح على جسده حط راسه على مخدته وغمض عيونه
    وهو ينتزع كل صورة مؤرقة تمر قدامه .. وبعد صراع طويل مع الافكار المتعبة
    قدر ينام ..


    /
    \
    /
    \

  14. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    صحت وهي تحس بصداع فظيع يتعبها .. غسلت وجهها وراحت للمطبخ تجهز
    الفطور لهم .. شالت الصحن اللي حطت فيه الفطور طقت الباب وحطته لهم عند
    الباب وراحت تكمل شغلها .. ماتدري هاللي تعيشه الحين وش ممكن تسميه سجن
    من نوع آخر يختلف عن سجنها الأثيري السابق ..
    هنا تعيش بعيد عن عالم كانت تعيشه قبل .. كل مشاعر الخوف اللي كانت تحسها
    بمجرد سماع اصواتهم انتهى وتبلد عندها الشعور .. هالمرة الهروب شبه مستحيل
    مع قيود هالسيدة العجوز .. كرهت في داخلها كل تصرفاتها الغبية الى هاليوم وهي
    انسانة بلا هوية .. الى الآن مازالت ماتمتلك حق اختيار مصيرها ولو ارادت .. بكل
    تصرفاتها تابعة لكل من حولها ماعندها شخصية مستقلة تعرف وين الصح وتروح له
    اعتادت على هذا المصير من الضياع .. جاها صوتها المزعج بكثر تطلباتها واوامرها
    اللي ماتنتهي : لاقضيتي من المطبخ اغسلي ثياب الشايب واكويهن ..
    هزت راسها برضى وهي تحس نفسها خادمة لهم .. بحقيقة الامر ما تعودت ابد انها
    تشتغل بالبيت وماتعرف ابسط ابجدياته .. ويمكن الحسنة الوحيدة اللي كسبتها بهالبيت
    انها تعلمت وشلون تنظف وتطبخ حتى لو انها اشياء بسيطة بس بدت تتعلم وهذا الاهم
    كانت العجوز قاسية لكن قسوتها هالمرة غير عن القسوة اللي تعودتها .. الحين تحس
    ان هالقسوة اللي فيها نابعة من حرص تتبعها بكل تحركاتها وتمنعها من اشياء كثيرة
    خلتها تستسلم لها بكل انصياع .. حتى محاولاتها التملص منها والاتصال بعمتها او
    ميساء كانت مستحيلة .. على الساعة 10 تقريبا شافتها لابسة عباتها وتبي تطلع مشت
    وراها : خالتي بروح معك تكفين انتي قلتي بتعلميني شلون ابيع مثلك وللحين ماعلمتيني
    والله اني زهقت وانا من دخلت هالبيت ماطلعت منه ..
    لبست برقعها وتكلمت بصرامة : خلتس بالبيت احسن .. وش لتس بقعدة الشوارع عيون
    الناس بتاكلتس .. اقعدي فيذا استر لتس ..
    قربت منها ومسكت في عباتها : لا تكفين والله اني زهقت من قعدة البيت .. ابي اكلم
    اهلي واعرف اخبارهم ..
    فكت يدها وطنشتها وطلعت .. سمعت صوت قفلة الباب وقعدت على الارض تصيح ..
    رغم كل اللي صار لها قبل اتعبها الشوق لاهلها ابوها رغم ظلمه وقسوته بس اشتاقت
    له .. ماتبي شي الا انها تشوفه .. ماتبي ترجع عنده لان الرجوع معناه موعد جديد مع
    الآلام اللي ماتنتهي .. كانت تجهل هالاحاسيس المتناقضة ليش تحن للألم ليش تشتاق
    لكل عذاب عاشته يمكن لانها ماعرفت غيره لقت نفسها فجأة بعيدة عن كل شي عرفته
    اول .. كان صوت نحيبها مسموع وهي اللي ماجفت دموعها ابد ..
    سمعت صوت الباب ينفتح وقامت فرحانة .. اكيد حنت عليها ورجعت تاخذها مسحت
    دموعها وابتسمت لها اول مافتحت الباب .. في ثواني بس تلاشت هالابتسامة وهي
    تشوف شخص آخر مكانها .. لثواني او اكثر وقفو اثنينهم يناظرون بعض .. لا هو
    توقع وجودها ولا هي توقعت غيرها بيجي البيت .. بلحظة حست بصعوبة موقفها
    ركضت للغرفة الصغيرة اللي تنام فيها وقفلتها على نفسها .. حطت يدها على قلبها
    وكأنها تسكن هالنبضات اللي تسارعت بشكل جنوني " هي قالت لي مافي احد بالبيت
    غيرهم .. من هذا ؟ من يكون ؟ "
    حست بالصداع رجع لها اقوى من قبل وهي تسمع صوت خطواته تقترب .. خوف
    كبير حست فيه بهاللحظة .. تخاف يكون عنده مفتاح لهالغرفة بعد .. مسكت يد الباب
    بقوة وهي تضغط على المفتاح بقوة .. حطت اذنها على الباب ماعاد صارت تسمع
    شي ابد .. كانت ترتجف خوف هي ورجالين غريبين عليها ببيت واحد .. يا الله اي
    مصير ينتظرها ..
    بعدها بوقت سمعت صوته .. ركزت سمعها اكثر كان واضح انه يكلم الشايب بصوت
    عالي لان سمعه ضعيف جدا .. ولازم الواحد يصارخ شوي لا كلمه .. فركت يدينها
    في بعض من الخوف .. كانت تدعي الله طول الوقت يرجع العجوز يمكن تنقذها من
    خوفها اللي يزداد كل ماسمعت صوته .. مر وقت طويل قبل ماتسمع صراخ العجوز
    عليه .. : وش اللي جايبك البيت وانا قايلة لاحد يجيني الا معلمني قبل ورا ماقعدت
    ببيتك وقابلت مرتك وولدك ..
    كان صوته هادي وهو يرد عليها بلا مبالاة :خليها تنطق عند اهلها كم يوم الين تعرف
    السنع .. والله اني ماعرفت الراحة من خذيتها ..
    فهمت من النقاش اللي بينهم انه ولدها ومتزوج .. واكيد يعاني من مشاكل مع زوجته
    اخذتها الافكار كثير وهي تحلل كل شي يصير بهالبيت .. شوي وسمعت صوت طق
    على باب الغرفة .. ارتجف جسدها خوف وتكلمت بصوت بالكاد طلع : مين ..؟
    جاها صوتها الشديد من خلف الباب وهي تتكلم بصرامة : افتحي الباب بسرعة ..
    تكره هالامر بشدة دايما هالجملة وراها عقاب قاسي هالشي تعودت عليه من الطفولة
    فتحت الباب ووقفت مكانها تناظرها .. دخلت وقفلت الباب وراها ومسكتها من يدها
    تجلسها : اسمعي وانا خالتتس .. ولدي جاي بيقعد عندنا اسبوع وبعدها بيروح مع
    مرته للشمال .. هالغرفة ماتعتبينها ابد اذا بغيتي شي انا اجيبه لتس صحيح انه ولدي
    واعرفه بس الشيطان حريص وانا اخاف عليتس لا قعدتي بالبيت معه ..
    هزت راسها لها وهي تسمع كل كلمة تقولها .. راح يصغر هالسجن ويصير غرفة
    بس .. عادي مو جديد هالألم عليها مادام انها خايفة عليها هذا معناه انه فيها الخير
    وهالشي يخليها تأتمن نفسها عندها ..
    قامت من عندها وخذت المفتاح وطلعت قفلت عليها الباب من الخارج .. كان ودها
    تصيح من اللي صار الحين .. هي تخاف على نفسها ومستحيل تطلع وهو موجود
    بالبيت .. ليش قفلت عليها الباب الحين .. هالشي بجد يحسسها بأنها في سجن مع
    وقف التنفيذ بتهمة الى هاليوم هي تجهلها ..



    /
    \
    /
    \
  15. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \




    من اول وهي تترجاه وبكل مرة كانت تسمع نفس الجواب " الرفض " كرهت فيه
    هالعناد اللي ركب راسه بهالوقت وهو ماكان ابد عنيد .. كان دايم يطاوعها ويلبي
    لها رغباتها مهما كانت صعوبتها .. جلست على الارض ومسكت يده : حبيبي ..
    تكفى لا تردني وانت تعرف انا ليش ابي اروح لها ..
    حس اصرارها غريب هالمرة .. وهي اللي ماعمرها فتحت معاه هالموضوع قبل
    مشكلة هروب ديما : يابنت الناس وين تروحين لها .. وش تبين تقولين لها اصلا
    حتى البنت اختفت وماندري وين ارضها من سماها ..
    قامت وجلست جنبه وناظرته برجاء : انا حلفت لها اني القى لها امها واعرف كل
    شي عنها .. فيصل واللي يسلمك خلني اريحها وهي اللي ماعرفت الراحة بحياتها
    ادري بتكرر علي كلامك وبتقول اخوك .. البنت تدري بكل شي وسمعت كل الكلام
    اللي انقال وكل هذا ما يهمها هذي امها .. حتى لو تحملت ذنوب هالعالم تبقى امها
    حرام عليك لا تصير انت قاسي بعد ..
    سكت وهو يفكر بكلامها .. وبعد صمت تكلم : بس وش تستفيدين لا فتحتي عليها
    جروحها وبالآخر قلتي لها مدري وين اختفت ..
    قاطعته بلهفة وهي تحس انه بدا يقتنع بفكرتها : ابي اعرف ليش تركتها هالمدة كلها
    وما سألت عنها ابي افهم منها وش هي اسبابها .. يمكن اقدر الاقي اعذار اقنع فيها
    ديما ..
    مسح على وجهه بيده وناظرها مستفسر : وبعدين ؟
    تكلمت بحماس : بقول لديما عن مكان امها .. بعلمها كل شي وهي تقرر تعيش اي
    حياة تختارها بعدها .. اذا تبي ترجع تعيش عند ابوها او تروح تكمل حياتها عند
    امها ..
    ناظرها مستغرب كلامها اللي تقوله : شلون تعلمينها والبنت ماندري وينها فيه ..؟
    بثقة غريبة تكلمت : بتتصل فيني .. صحيح مادري متى بس هي قالت لي انها بتتصل
    وانا راح انتظر هالاتصال ..
    قرب منها وحبها بين عيونها : نفسي اعرف وش مخلوق منه هالقلب اللي ماينسى
    احد .. ماتعبتي وانتي تشيلين هموم الناس وتنسين بزحمة هالهموم نفسك ..
    لمعت عينها وناظرته شوي قبل تتكلم : من يوم كنت صغيرة وانا اروح مع امي
    الله يرحمها لكل مكان تروح له .. وانت تعرفها ماتعرف احد محتاج وماتساعده
    ولا مهموم وما تخفف عنه .. " ونزلت دموعها على هالذكرى .. مسحتها بيدها
    وابتسمت له " هاه وش قلت ؟
    هز راسه برضى : اوكي لك اللي تبين يمكن اذا وصلتها لأمها اقدر اسامح نفسي
    على اهمالي لها من الاول .. بس ابي منك وعد بالأول هالشي بيني وبينك محد
    يعرف عنه ابد ..
    قربت منه وباسته على خده : والله محد يعرف عنه وعد بيني وبينك " وقامت
    تبي تطلع من مكتبه " لا تطول بهالشغل وتنسى نفسك البنات مشتاقين لك ويبون
    يجلسون مع ابوهم ..
    ناظر بساعته وتكلم : احسبي لي نص ساعة ولو ماجيت تعالي اسحبيني بالقوة
    ضحكت وهي طالعة .. وقبل تسكر الباب : ماقلت لي متي بتوديني لها ؟
    فيصل وهو يقعد على مكتبه : خليني اسأل عنها وعن عنوانها وكل شي وان
    شاء الله بوديك لها ..
    ابتسمت له وهي تسكر الباب وطلعت .. شافت الصالة كلها العاب متناثرة كل
    العاب البنات حاطينها بالصالة ويلعبون .. ضحكت وهي تشوف شكل رنا وهي
    لابسة صندلها الكعب العالي ( تكرمون ) وتمشي فيه بصعوبة وبالطرف الآخر
    كانت روان لافة الطرحة عليها وتسولف مع نفسها .. قربت منها وهي تضحك
    ومدت لها يدها تسلم عليها .. : اجل مسوية حرمة ؟
    ضحكت وهي تفصخ الطرحة مستحية : كل شوي اقول لرنا تلعب معاي ماتبي
    وانا اطفش ما احب العب لحالي ..
    لمتها على صدرها بقوة : انا العب معاك اللي تبين .. بس دوري شي غير لعبة
    الحريم .. من وانا صغيرة العبها ..
    ضحكت بصوت عالي وبانت غمازتها الوحيدة بخدها الايمن : ماما كنتي تلعبينها
    زمان ؟
    ضحكت معاها وهي تشوف رنا جايتهم تمشي بصعوبة بعد ماشافت امها : ايه
    كنت العبها مع خالتك لمياء .. " سكتت وكأنها تتذكر كل ماضيها " بعدين كبرت
    قبل عمري وانا اروح مع امي لكل مكان .. " فزت على طول وهي تشوف رنا
    تتعثر بخطواتها وتطيح " بسم الله عليك ياقلبي ..قلت لك كذا مرة لا تلبسينه وهو
    اكبر منك بتطيحين وماتعرفين له ..
    جلست مع بناتها تلعبهم .. بهالوقت اللي تنتظر فيه فيصل يطلع يجلس معاهم ..
    وماعدت اكثر من ثلث ساعة الا وهو جاي لهم مبتسم ومن شافت بناتها يصارخون
    وقامو يركضون عرفت ان فيصل طلع من مكتبه التفتت وراها وشافتهم بحضنه
    ضحكت على شكله وهو طايح على الارض و خام بنات يبوسهم ..
    حست بارتياح كبير من موافقته على هالخطوة رغم خوفها بالبداية انه يرفض
    بعد اوامر اخوه اللي نفذوها سنين طويلة وجا الوقت اللي تشوف انه مناسب انها
    تجمع كل التفاصيل الممكنة .. شكرت الله اللي وهبها هالزوج المتفهم وهالاطفال
    اللي تعتبرهم اغلى ماتملك ..



    /
    \
    /
    \

  16. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    خلص كل شغله اللي بيده وقام على طول رايح لمكتب صديقه اللي قريب من
    مكتبه .. شافه منهمك في شغله مابين الاوراق اللي قدامه والملفات اللي متناثرة
    بكل مكان على المكتب .. سلم عليه ودخل يجلس معاه شوي .. رد عليه السلام
    بدون مايرفع راسه عن الاوراق ..
    كان مبين عليه انه غرقان بالحسابات والفواتير قام على طول يبي يطلع : اجل
    شكلك مشغول ومنت فاضي لي .. اروح البيت احسن ..
    رفع راسه على طول يناظر ساعته .. وبعدها ناظره : تروح البيت الحين ؟
    ابتسم على شكله وهز راسه بإيه : ليش فيها شي .. ؟
    بعد الاوراق اللي قدامه وسحب شماغه : لا والله بتروح البيت وانا اللي بقعد
    ملطوع هنا واكرف لحالي .. بعدين من متى الحبيب يطلع قبل صلاة المغرب ؟
    انا اذكر انك حتى غدى ماتروح للبيت ..
    شافه يضحك وهو مسوي نفسه معصب .. وكتم ضحكته : ياخي خلصت شغلي
    اليوم بدري .. وابي اروح اريح شوي ..
    قام ومسك يده وجلسه على مكتبه : اجل خلص عني اشغالي وانا اللي بروح للبيت
    بطلع اتمشى انا واهلي شوي ونغير جو .. لي 3 ايام اداوم من بعد صلاة العصر
    الى بعد صلاة العشى .. خلني اونسهم اليوم ونغير جو ..
    ضحك بأعلى صوته على كلامه .. وكل ما جا يقوم جلسه رياض بالقوة : طيب
    اصبر ابي افهمك ..
    قعد على المكتب الكبير وهو مازال ماسك يد طلال : فهمني ياحلو طحت بغرامها
    وماعاد تقدر تبعد عنها ؟ اعترف قول اللي بالقلب ..
    ابتسم وما رد عليه كان عارف انه بيعلق عليه بهالموضوع وهو مايبي يتكلم فيه
    ابد كمل رياض كلامه : لا تسكت ماتعودتها منك .. اذا ماتبي تتكلم مابي اجبرك
    على شي .. اعرفك لا نويت تتكلم بتقول لي اللي بالقلب كله ..
    قام وهو يضحك على يد رياض اللي للحين ماسكة فيه : تعالي نقعد هناك وبقول
    لك كل شي .. وبعدها مسموح انك تروح .. عشان تعرف اني احسن مدير ممكن
    تصادفه بحياتك ..
    مشى معاه لطرف المكتب الكبير وقعدو على الكراسي الجلدية الكبيرة : والله لو انك
    اسوء مدير بالعالم كله احبك .. هذا شي من الله مو بيدي ..
    اشر له قدام وجهه بيده : هيييه انت تراني طلال مانيب ام ليان تغازلني بهالكلام ..
    كانت هذي دايم تعليقاته عليه وتعود انه يضحك عليها بدون مايرد .. انتظره يتكلم
    لانه يدري انه مايحتاج مقدمات ولا حتي استفسارات اذا كان يبي يتكلم .. بعد صمت
    طال شوي تكلم طلال : وشو ؟ وش فيك تناظرني ..
    ابتسم له : انتظرك تتكلم ..
    ماكان عارف اصلا وش يبي يقول له او وش اللي ممكن يتكلم فيه .. : تصدق اني
    مادري وش اللي احس فيه .. ارتاح اذا رحت البيت لاني احس نفسي مستقر وفي
    وحدة دايم تنتظرني في البيت .. بس مادري ليه احس شعوري تبلد يعني ماقدرت
    احبها للحين .. " انتبه لنظرات التعجب وكمل بابتسامة " رغم انه كل شي فيها ينحب
    بس العيب فيني انا ..
    رياض باستفهام : للحين تحب زوجتك الاولى ؟
    قاطعه على طول : لا .. والله العظيم ماعاد احبها ويمكن من زمان انتهت مشاعري
    لها .. وكل حزني على نفسي لاني فشلت وماحسبتها صح ولأني لاول مرة بحياتي
    احس باحساس الرفض .. بس هالرفض اللي حصل لي بالأول مو مخليني اجازف
    الحين ..
    رياض : وهي ؟ تحبك ؟
    ابتسم وهو يتذكر نظرات عيونها يوم قال لها هالشي .. : للحين ماقالت شي .. بس
    احس انها تحبني ..
    ناظره مستغرب : ياخي انت تناقض نفسك بنفسك .. خايف انك تنجرف ورا مشاعرك
    وتنرفض وبنفس الوقت عارف انها تحبك .. يعني شلون ترفضك وهي تحبك لا تكون
    انسان انهزامي لهالدرجة تعودت انك مغامر ودايم تمشي خطواتك بكل ثقة وتكسبها بعدين
    شلون تبيها تتكلم وتعبر عن مشاعرها وهي ماشافت منك شي .. الحرمة عمرها ماكانت
    المبادرة .. لازم تلقى منك الفعل عشان تبادلك .. وانت منت جاهل او صغير عشان انا
    اعلمك شلون تتعامل مع الناس ..
    طق على الطاولة الخشبية بايده وهو يسمع كلام رياض اللي وتره : تصدق دايم احسك
    تقول اللي بقلبي وانا عجزت اقوله هذا هو اللي بخاطري كله بس ماقدرت افسره ولأول
    مرة بحياتي ما اعرف اتصرف ولا ادري وش هي الخطوة الجاية انا متأكد اني ارتحت
    لها .. واحب اشوفها طول الوقت .. بس حب بمعنى الحب مابعد حبيتها ..
    قام وهو يضحك على كلامه : ياشيخ اقص يدي لو ماكنت تحبها خل عنك الكلام الفاضي
    بس .. خلها تبعد عنك وتروح لديرتها والله لتجيني تصيح من الشوق ..
    اطلق ضحكة بصوت عالي وهو يسمع كلامه هالانسان عليه اسلوب عجيب في الاقناع
    طريقته وكلماته اللي ينتقيها يخليه يتقبل كل شي يقوله له .. قام معاه وهو يشوفه يلبس
    شماغه : وين رايح ؟ للحين ماخلصت كلامي ..
    رياض وهو واقف قدام المراية يعدل شماغه : قول اللي تبي .. مع اني متأكد انك قايل
    كل شي بخاطرك بس خذها نصيحة مني عيش حياتك واستانس ولا تتعب نفسك وتتعبها
    بالهموم .. العمر نعيشه مرة حرام انه يضيع كله بمتاعب احنا اللي اخترناها ..
    ما كان يدري اي طريقة يستحقها عشان يكافئه فيها .. يكفيه انه يبسط له الامورة مهما
    كانت معقدة .. يريحه مهما اثقلته الهموم واتعبته .. عنده قدرة عجيبة في قلب الموازين
    لصالحه .. فعلا ما عاد عنده شي يقوله .. رياض طلع كل اللي بخاطره واختصره وهو
    صار منصت لحروف قلبه ..
    سلمو على بعض وهم طالعين كل واحد فيهم رايح لبيته .. كل احاسيسه اللي يجهلها قدر
    انه يلقى لها تفسير اليوم .. يمكن يكون فعلا ما حبها بس مايقدر يستغني عن وجودها
    في حياته .. كل شي فيها له طعم بحياته سوالفها البريئة حياتها وبساطتها خجلها وحبها
    له اللي يشوفه بعيونها كل هالتفاصيل اللي يدور عليها فيها وترضيه الى ابعد الحدود ..


    /
    \
    /
    \



  17. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    جلست في الصالة تتابع لها برنامج ديني وهي بقمة انسجامها .. جات لها سما وهي
    لابسة برمودا قصيرة الى حد الركبة مع توب بدون سيور .. وجلست جنبها ناظرتها
    شوي قبل تختار افضل طريقة مناسبة تكلمها فيها .. : سما لو قلت لتس شي بقلبي
    بتزعلين علي ؟
    ناظرتها باستغراب .. وهزت راسها بلا : قولي .. والله ما ازعل ..
    قامت وجلست جنبها وناظرت بعيونها .. هي تدري انها انسانة حساسة وهالشي يبين
    بتصرفاتها .. واكيد راح تتأثر بكلامها المهم انها تنتقي الكلمات المناسبة حتى تقدر
    تخليها تتقبل كل كلامها : ياقلبي انتي هاللبس اللي تلبسينه مايجوز يشوفونتس اخوانتس
    فيه .. حتى لو كان محرم لتس بالآخر هو رجال .. والرجال مايحب يشوف الا مرته
    تلبس له هاللبس .. " لا حظت انها ساكتة وقاعدة تسمع لها بانصات وهالشي خلاها
    تكمل نصيحتها " وترى الحياء شعبة من الايمان ..
    نزلت راسها بخجل وهي تفرك يدينها ببعض .. وتكلمت بتردد : نورة انتي شلون
    تعرفين هالاشياء كلها وانتي ...
    شافت وجهها شلون قلب احمر وعرفت انها استحت تقول الكلمة تخاف انها تزعلها
    او تاخذ بخاطرها منها : ماكملت دراستي ؟
    هزت راسها بإيه وكملت نورة : الدنيا تعلم اكثر من المدارس .. وانا اهلي علموني
    كل شي عن ديني والحمدلله اعرف الحلال من الحرام الله يبعدنا عنه يارب .. قومي
    هالحين وغيري اللي عليتس والبسي لتس شي ساتر والله انتس بتكبرين بعيونهم وهذا
    اللبس البسيه بغرفتس ومحد يشوفتس احسن لتس من الذنوب ..
    لأول مرة احد بحياتها ينصحها بهالطريقة رغم بساطتها الا انها اقنعتها بكل سهولة
    وماتركت لها مجال انها تعترض او ترفض ابد .. تعودت طلال يهاوشها بدون حتى
    مايقول لها الاسباب وامها وابوها مخلينها على راحتها ولا عمرهم وجهوها .. قامت
    على طول رايحة لجناحها وكلام نورة يدور ببالها ...
    اما هي كانت مستانسة انها تقبلت كلامها كانت متوقعة انها بتعاند او بتماطلها شوي
    ويمكن تتغير مع الأيام بس الحلو فيها انها نقية وصافية تقبلت كل شي بصدر رحب
    وطبقته بدون اي اعتراض ..
    مشت بعدها وهي تحس بخوف بقلبها من هالخطوة اللي بتسويها رغم ان سما نصحتها
    ورغم انها عارفة ومتأكدة اصلا انها ماتحبها بس حرام تقعد هالوقت كله محد يكلمها
    ويعرف اللي بخاطرها .. تعودت اذا تضايق احد عندهم في البيت الكل التف حوله
    يطيب له خاطره .. هي وشيخة او حتى امهم اي وحدة تضيق فيها الدنيا لا صاحت
    في يوم وبكت شافت كل اللي حولها يبكون معاها .. بس هنا غير مشاعرهم اقل تآلف
    يمكن شافت الخوف عليها بعيون امها .. وشافت محاولات سما انها تكلمها لكن كانت
    تستسلم بعد كل مرة تبعدها عنها .. انتظرت لحد ما جاتها سما ومسكت يدها .. كانت
    تبيها تقويها بهالخطوة المهمة : تعالي نروح لرسيل ..
    فتحت عيونها متفاجأة تناظرها : وانتي للحين مصرة ؟ قلت لك يمكن ماتتقبل كلامك
    واكيد بتتضايقين ..
    مشتها معاها وهي مرتبكة لكن اصرارها انها تسوي اللي بخاطرها اهم : لا والله ما
    ازعل ولا يتكدر خاطري من حتسيها .. هذي مثل خواتي والخوات احيان يقطون
    حتسي مايحاسبون عليه . ادري ان قلبها طيب .. بس انتي تعالي معاي ..
    طقو الباب ودخلو على رسيل .. اللي صار لها كم يوم من اختفت دانا على هالحال
    متضايقة وماتبي تشوف احد الين تتطمن عليها وترتاح .. اول ماشافت نورة تفاجأت
    انها جاية لها .. يمكن هي ما تتقبلها بس ماعندها الجرأة ابد انها تصرح بهالشي لها
    في وجهها ماتحب تجرح احد بكلامها ابد سكتت ونزلت راسها وهي ماسكة دبدوبها
    الوردي .. وجلسو جنبها ثنتينهم .. كانت نورة عن يمينها وجلست سما على يسارها
    حست بارتياح كبير انها ماشافت اي ردة فعل عكسية من رسيل .. توقعت انها تبي
    تطردها مثل ماتطرد سما اذا زهقت منها .. بس هالصمت معناه على الاقل انها راح
    تحترم وجودها .. مسألة اختطاف صديقتها .. وهروب ديما اللي سمعت عنه منهم
    قبل كم يوم صعقها .. هالاشياء ماعمرها سمعت عنها بالديرة ابد .. البنت ماتخطي
    الخطوة الا وكل اهلها يعرفون وين رايحة .. حتى روحاتهم وجياتهم لبعض ماكان
    فيها اي خوف ابد انه احد ممكن يتعرض لها .. كل واحد في الديرة كان يخاف على
    كل البنات وكأنهم خواته .. رتبت كلامها وتكلمت بهدوء : اذكري ربتس يارسيل ..
    والله ماينفعتس كثر الصياح ..
    كانت دموعها تنزل بغزارة وهي مثبتة نظرها للأرض .. قربت منها سما ولفت
    يدينها حول خصرها ولمتها لها .. ابتسمت لها نورة وهي تشوف بعيونها خوفها
    على اختها .. كملت بنفس الهدوء .. : صدقيني كل مؤمن مبتلى .. و ما احب الله
    عبد الا ابتلاه .. هالحتسي ابوي دايم يقوله لنا .. بس انتي احتسبي واصبري وادعي
    لها ربي يردها سالمة لامها ويطمن قليبها عليها .. والله ان صياحتس اليوم مايغير
    شي بيضيق صدرتس وتكرهين دنيتس طيب وش عقبه .. هالصياح مايرد احد وربي
    حطت يدها على فمها وهي تبكي : انا والله ادعي لها كل شوي .. بس خايفة انها
    ماتت .. ولا اللي خطفها قتلها هم دايم كذا .. دايم نقرا في الاخبار هذا اللي يصير
    تكلمت سما وهي تضمها : لا تقولين هالكلام انتي المفروض اللي توقفين مع اهلها
    الحين .. خلينا نروح لهم يمكن نقدر نخفف عنهم شوي ..
    لفت على سما وناظرتها وهي تمسح دموعها : مادري والله خايفة اروح لهم انا
    مرة بس كلمتهم قالبين البيت عزا من كثر الصياح .. شلون تبيني اروح لهم والله
    اخاف ..
    مدت يدها بتردد ومسكت يدها .. ضغطت عليها بقوة : اذا ماتبين تروحين ماهوب
    لازم تجبرين نفستس بس حاتسيهم اتصلي عليهم بهالوقت يحتاجون اللي يصبرهم
    وانتي لا تحبسين نفستس بهالغرفة اطلعي واقعدي مع اهلتس وداومي على صلاتس
    والله يروح الضيق كله ..
  18. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    استمر وقت طويل وهم يتكلمون معاها .. حست نورة بارتياح انها قدرت اليوم
    تحقق شيئين في بالها بدون اي خسارة تذكر .. حتى سما وكلامها مع رسيل خلا
    اعجابها بهالبنت يزيد اكثر رغم صغر سنها بس حست فيها خير كثير .. والشي
    الاكيد حست انها ممكن تتأثر بشخصيتها لانها من طريقتها في نصح رسيل مبين
    عليها تبي تكون مثلها ..
    كان ودها تضم رسيل على صدرها لكن اعتبرت امساكها ليدها فاتحة خير يمكن
    حتى ماتوقعتها .. رغم انها للحين ماحملت لها بقلبها اي مشاعر لكن بطبعها ما
    تحب تشوف احد حزين او مكسور خاطره ..
    تركتهم مع بعض وانسحبت بكل هدوء رايحة تصلي المغرب اول مادخلت عرفت
    انه جا من اول ماشافت انوار الغرفة مشت بخطوات سريعة للغرفة وهي مستانسة
    برجعته بدري للبيت .. شافته متوضي وطالع للمسجد .. ماشافت اي تعابير تذكر
    على وجهه : السلام عليكم ...
    رد عليها السلام وهو مستعجل يلحق الصلاة .. قبل مايوصل الباب لف عليها
    وتكلم : بعد الصلاة لا تنزلين تحت ابيك شوي ..
    هزت راسها بأيه وهي تبتسم له : ابشر ..
    صلت وتسننت وقعدت مكانها تردد اذكار بعد الصلاة كانت حافظتهم من صغرها
    اشياء ماتعلمتها بمدارس لكن علموها اهلها كل شي ينفعها في دينها .. ورغم انها
    تجهل في امور الدنيا والتطور الكثير الا انهم علموهم كل شي يخص دينهم شافته
    جاي وبيده كيس متوسط عرفت انه جايب لها شي بس ماعرفت وش هو بالضبط
    فصخت جلالها وجات جلست جنبه .. : تبي اجيب لك القهوة الحين ؟
    تكلم وهو يطلع كرتون صغير من الكيس : لا شوي بننزل نتقهوى مع اهلي ..
    فتح الكرتون وطلع الجوال .. ومده لها : هذا لك .. مطلع لك الشريحة من يومين
    وتوني اليوم فضيت ورحت اشتري لك جوال ..
    سكتت وماعرفت وش تقول اصلا هي ماتدري وش اهميته بالضبط بالنسبة لها
    اخذته منه وهي تناظره بتعجب .. وكإرضاء لها كمل كلامه : اذا مو عاجبك
    نروح الحين وتختارين الجهاز اللي يعجبك ..
    قاطعته وهي مبتسمة : لا عاجبني .. " وبحيا " كل شي منك زين ..
    قرب منها وهي ماسكته بيدها تناظره .. وتكلم وهو يناظرها : شريته لك من قبل
    الظهر .. وشاحنه ومركب الشريحة بعد .. " سحبه منها وفتح على قائمة الاسماء
    يبيها تشوفها " سجلت لك ارقام امي وخواتي .. وهذا رقمي اذا اشتقتي لصوتي
    كلميني ..
    ضحكت على كلامه وهي تشوف رقمه الوحيد اللي بدون اسم : زين ليش ماكتبت
    اسمك مثلهم ؟
    قام ومد يده لها تقوم معاه : ابيك انتي تسميني على كيفك .. يالله نزلنا ..
    وقفت وهي للحين تناظر الجوال اللي بيدها وطلعو من جناحهم صادفو سما وهي
    طالعة من غرفة رسيل اللي ابتسمت لنورة بدون ماتقترب منها .. للحين تخاف
    طلال يهاوشها او يقول لها شي قدام نورة .. ومن شافت الجوال اللي في يدها ما
    قدرت تقاوم الفضول اللي فيها وجاتها تركض .. : مبرووووك صار عندك جوال
    هاتي اخزن رقمك عندي ..
    مسكها من يدها وسحبها معاه : تعالي بالصالة تحت وتفاهمو على كيفكم ..
    ناظرته سما مستغربة شلون حتى هالمشوار البسيط ومايبيها تبعد عنه .. كانت تحس
    انه جامد معاها والكل ملاحظ هالشي بس طول مايكون في البيت مايحبها تبتعد عنه
    وهالشي يبين على تصرفاته من اول مايشوفها تقوم عيونه تتبعها الين ترجع وتجلس
    معاهم بنفس المكان .. نزلت معاهم وهي تسولف مع نورة وجلسو بالصالة يتقهوون
    وهي ماسكة جوال نورة وتعلمها على كل شي تجهله .. ورغم انه كان يطالع برنامج
    على احدى القنوات الا انه عينه كل شوي تروح لها يناظرها ..


    /
    \
    /
    \

  19. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    انفتح باب الغرفة المقفلة عليها وشافته جاي لها وهو مبتسم من اول ماقرب منها وهي
    تشم ريحته القذرة .. كتمت نفسها ماتبي تستنشق هالروائح الكريهة .. كان مايزال في
    وعيه رغم انه يترنح خطوات الا انه قادر يركز في كل شي حوله مسح على شعرها
    وهي ترتجف من حركته .. ضحك وهو يشوف خوفها اللي بعيونها : لا بنتي حبيبتي
    ما تخاف من ابوها .. قومي اقعدي معانا شوي واستانسي .. ولا تبكين ترى مو حلو
    عليك ابد ..
    غمضت عيونها وهي تسمع صوت ضحكته العالية .. هالشقة اللي سجنها فيها قبل كم
    يوم مقيتة الى ابعد الحدود .. كانت تضحك بقرارة نفسها على تصرفات ابوها يخاف
    عليها من اصحابه وبنفس الوقت يخليها تجلس معاهم وهو يفقد وعيه ولا يدري وش
    اللي يصير من وراه .. رغم انه مهدد الكل محد يلمسها ..
    قضمت اظافرها بخوف وهي تشوف صديقه يقرب منهم التفت له واشر له يطلع من
    عنده .. رجع ناظرها وابتسم لها .. : يالله ياحلوة قومي لا تزعليني منك .. ترى للحين
    بقلبي نار على امك ..
    نزلت دموعها وهي تسمع كلامه كل يوم يجبرها تقعد معاه هو وصديقه .. وكل يوم
    يسمعها الكلام اللي زرع الخوف بقلبها .. " هذا بيصير زوجك لا تستحين منه "
    كان ودها تصارخ اعتراض على هذا القرار المجحف بحقها .. اكيد راح يجبر امها
    ترجع البيت وبعدها راح يزوجها لهالشايب العربيد .. شي جدا اقسى من انها تتحمله
    كل الظروف اللي حولها صعبة مهما حاولت تهون على نفسها بس هاللي تعيشه قمة
    العذاب حست باظافره تنغرز بيدها وعرفت ان هالقبضة بداية العقاب قامت مرغمة
    معاه .. ومشت تجر خطواتها كسيرة ..
    كان صوت شهقاتها غير مسموع طغى عليه صوت الاغاني اللي يصم الاذان بكل
    دناءة مارسو كل انواع قذاراتهم امامها وهي تدنس نظرها بهالمشاهد المؤذية ..
    " يارب خلصني من هالجحيم .. "
    كانت تدري انه مايفقد مثل ابوها اللي كان يفقد بشكل كامل كان يشرب قليل ويبقى
    في وعيه وهالشي اللي يخوفها منه .. علو صوت الاغاني اكثر .. وقام مد يده لها
    يبيها تقوم ترقص .. دفت يده عنها وهي تصارخ .. : ابعد عني ..
    وقفها بالقوة وهو ماسك يدينها .. حاولت تسحب يدينها منه بالقوة لكن كان ضاغط
    بقوة عليها ناظرت ابوها وصرخت عليه برجاء : يبه .. خله يوخر عني تكفى ...
    ضحك وهو يأشر له بيده : لا تستعجل على رزقك .. كلها كم اسبوع وتتزوجها ..
    كان يتكلم بلسان ثقيل والكلمات تطلع منه بصعوبه .. قدرت انها تتخلص من قبضته
    ودفته عنها بقوة وركضت تجلس جنب ابوها : يبه قول له لا يلمسني .. " هزته
    اقوى تبيه يستوعب كلامها " يبه .. يبه لا تخليه يقرب مني .. " حست بيده على
    كتفها وصرخت بأعلي صوتها " لاااااااا ياحقير .. لا تلمسني ..
    قرب فمه من اذنها وتكلم بدناءة : لا تزعلين ياحلوة .. مابي منك شي الحين مردك
    بتجين لي بنفسك ..
    لزقت في ابوها اكثر بدون ماتلتفت له : زيييييين بس انت وخر عني الحين ..
    سمعت ابوها يسبه بالفاظه القذرة يبعده عنها وتبادلو الاثنين سيل الشتائم اللي اصمو
    اذنها بسماعها كل يوم ..
    حست براحة كبيرة وهي تشوفهم نايمين قامت تتسبح بعد قذارتهم وروائحهم اللي
    الى الآن تشمها ..
    بمكان ثاني وبقصرهم من بدري دخل عادل ويزيد يفتشون عن اي شي يثبت لهم
    انه اخذها .. لكن للأسف ماكان فيه اي دليل يقدرون يوصلون فيه للي يبون .. كل
    يوم عادل يراقبه بس ماشاف اي شي ممكن يثير شكه .. نفسه ابوه اللي يعرفه من
    زمان او بالاصح صار احرص من اول على صورته .. يجي للبيت وهو صاحي
    ويطلع منه بعد صاحي .. اكيد انه يلتقي اصدقائه بمكان ثاني .. لانه متأكد ان ابوه
    مو بسهولة يترك هالاشياء اللي ادمنها من شبابه ..
    طلعو من القصر وكل واحد فيهم مقهور ,, التفت عادل على يزيد : والله انه هو
    اللي ماخذها ابوي واعرفه حتى يوم اجي له واتكلم معاه يتكلم بحنية مابحياتي شفتها
    فيه .. بس عمري ما توقعته بهالذكاء كله ..
    قاطعه يزيد وهو يضحك : ذكاء ؟ لا والله هذا خبث ودهاء اللي براسه .. يبي يحسن
    صورته ويكسب الدعوى .. وانا متأكد انه بيكسبها وبياخذهم للبيت غصب ..
    مشو راجعين للبيت وتكلم عادل : تعبت والله ومادري وش اقول لأمي وربي ماقدر
    اشوفها تتعذب وانا مابيدي شي اسويه ..
    كان يشتكي ليزيد اللي ماعمره قاله لاحد شي بالقلب ويبي ينفس عنه يمكن يرتاح
    هذا فعلا اللي كان يحسه بوقتها .. كل الظروف والمشاكل بحياتهم واللي سببها ابوه
    تجاوزت حدود احتمالهم .. مايذكر انهم عاشو بسعادة ابد دايم مشاكل تربو عليها
    من صغرهم .. اشياء اتعبتهم واثرت على شخصياتهم .. كلهم كان يبان عليهم الحزن
    مهما اصطنعو الفرح رجع للبيت بخيبة كبيرة وهو يدخل على امه وخواته اللي ينتظرون
    اي شي يطمنهم عليها .. رغم هذا كان عنده ايمان كبير انه راح يشوفها ويتطمن عليها
    حتى لو يجهل متى بيكون هاليوم ...



    /
    \
    /
    \


  20. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    في بيتهم الكبير تجمعو اقاربهم في يوم ملكتها .. كانت معصبة ومتضايقة طول
    اليوم وماخلت احد ماصارخت عليه .. حتى مكياجها وشعرها راحت لمشغل تبي
    تسويهم فيه ماتبي تقعد في البيت بهاليوم اللي بنظرها كئيب .. من عرفت انه مو
    حاضر لا هو ولا زوجته ولا خواته ملكتها وهي مقهورة .. حست انه مايبي اي
    شي يرتبط فيها .. انهاها من حياته وخلاص ماعاد لها وجود ابد ..
    محد سلم هاليوم من طولة لسانها .. ضايقتهم بتشرطاتها وأوامرها طول الوقت
    وهي تصارخ على كل اللي حولها حتى امها الكبيرة ما احترمتها وحفظت لسانها
    عنها ..
    جاتها فوزية في الغرفة معصبة : خير وش فيك بعد ؟ كلها 10 دقايق ويزفونك
    بتقعدين عاقدة الكشرة ومادة هالبوز شبرين ؟
    ناظرتها بطرف عينها وتكلمت بغرور : وانتي وش دخلك .. اسوي اللي ابي من
    حبي لهم عاد .. وع ما اكره منه الا خواته شايفات انفسهم ..
    ضحكت وهي تهز راسها بتعجب : كلكم فيكم الخير والبركة .. وانتي بعد منتي
    بناقصة عنهم .. اهم شي ابتسمي ابي لطيفة تشوف انك فرحانة ابيها تتحسف
    على القروية اللي خذوها وتتمنى لو انه رجعك ولا خذاها ..
    قامت وهي تناظر بنفسها في المراية ابتسمت بغرور وهي تشوف شكلها برضى
    ووقفت جنبها منال تضبط لها الفستان .. ومروى قاعدة معاهم على السرير ..
    رجعت لفت على ام طارق وتكلمت برجاء : انتي لو الله يهداك وتسوين اللي
    قلت لك عليه بتريحيني ..
    اشرت لها بعيونها تسكت .. ماتبي بناتها ينتبهون لكلام حنين .. : يالله انا بنزل
    تحت انتظركم لا تتأخرون ..
    وقفت جنبها منال تناظرها : حنو وش اللي تبين امي تسويه لك ؟
    تحركت من قدام المراية وهي تأشر لمروى تقوم : قومي يالله زفوني ابي انهي
    هالليلة وانام ..
    وقفو ثلاثتهم عند الباب والفتت منال لمروى : انزلي انتي اسبقينا ..
    كشت على وجيههم ونزلت .. ضحكت منال وكملت بفرحة : الحمدلله يارب
    قدرت امي تجيب راس ابوي ويتحقق حلمي .. ان شاء الله يارب ملكتي قبل
    زواجك .. انا بقول لامي تحددها معاهم بعد اسبوع او اسبوعين .. والله ما اقدر
    اصبر اكثر ياحبي له .. حارمته من شوفتي الين يوم الملكة .. بينجن علي والله
    حطت يدها على اذونها تسكرها : بس .. بس .. ياكرهي لهالصلاح وطاريه
    تراك امرضتيني .. جعلك تحترقين انتي وياه لا تصدعين راسي بسوالفكم يحبك
    وميت عليك وش اسوي لكم انا ..
    تأففت بقهر من كلامها .. وقبل تقول شي اتصلت عليها امها يبدون الزفة نزلت
    وهي شاقة الابتسامة وتلتفت كل شوي لمنال وتضحك .. اللي مشت معاها وهي
    مستغربة هالتغير المفاجيء في تصرفاتها .. جلست على الكرسي المخصص لها
    بكل غرور بعد وقت طويل شوي قالو لها تدخل المجلس لان عزام مايبي يدخل
    عند الحريم ..
    دخلو معاها امها واختها وخواته وامه .. كانو فرحانين فيهم وبهالمناسبة اللي
    اليوم .. ابتسم اول ماشافها .. قربت منه ومد يده يسلم عليها .. مدت يدها بدون
    ماتناظره .. وهمس لها : الف مبروك علينا ..
    طنشته او بالاصح مثلت الحيا عليه لانها تحس نفسها مو طايقته .. بعد مالبسها
    الدبلة والشبكة .. طلعو كلهم وقعدت هي معاه .. كان يظن بالبداية انها مستحية
    كل ماقال لها كلمة .. ردت عليها باجابات جدا مختصرة ..
    بس مجرد ماجلس معاها وقت اطول استشف من كل تصرفاتها غرورها الكبير
    كان مبين عليها انها متضايقة وهالشي هو اللي خلاه يستغرب موافقتها مادام
    هذا شعورها الحين ..
    كانت تبتسم له اوقات .. لكن اغلب الوقت كان يطغى غرورها على مشاعرها
    قرب منها وباسها على خدها : ان شاء الله تمر هالأيام بسرعة ويجمعنا بيت
    واحد ..
    نزلت راسها تمثل الخجل عليه ماصدقت نفسها وهي تسمع اخته تقول له انه
    لازم يطلع الحين .. تنفست بعمق وهي تشوفه يطلع من عندها .. جاتها منال
    تركض هي وصديقتها وجلسو جنبها تكلمت منال : يالله علميني كل شي صار
    وش قال .. و وش قلتي له .. كل شي قولي لي الحين عليه ..
    زمت شفايفها بقرف : وش اقول ماصار شي اصلا .. عادي .. انا بروح انام
    مالي خلق احد رجاء لاحد يزعجني .. واذا احد سأل عني قولي مواصلة من
    امس وراحت تنام ..
    طلعت غرفتها وقفلت على نفسها الباب ورمت نفسها على سريرها تصيح من
    قلب .. فرق كبيييييييير عن يوم ملكتها على طلال واليوم .. كانت فرحانة في
    طلال رغم انها ماكانت تحبه بس كانت فرحانة بحبه لها .. لهفته وكلامه معاها
    كل شي كان غير كل شي كان مختلف .. كانت تظن انها راح تكمل معاه عمرها
    كله .. بس تكبرت على حياتها واختارت انها تبعد عنه .. والحين بتموت قهر
    عليه .. ماتدري ليش صارت تفتقده بكثرة رغم محاولاتها للنسيان .. حياته مع
    زوجته تزيد من مقدار عذابها اكثر .. عاش من بعدها مستانس .. بس هي الحين
    تعيش بحسرتها عليه .. حست نفسها مابكت بيوم كثر هاليوم .. بكت لحد ماحست
    ان ضلوع صدرها ضاقت فيها .. وكان هذا آخر شي تتذكره قبل ما تغط في نوم
    عميق على نفس هيئتها اللي دخلت فيها للغرفة




    /
    \
    /
    \

مشاركة هذه الصفحة