1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    نزلت من السيارة وشالت ريان تنزله معاها كان الجو فيه رطوبة شوي بس اقل
    حر من اليومين اللي راحت مشت بخجل ورا امها اللي انتظرت الرجال يروحون
    بالفرشة الثانية .. قربو منهم وسلمو عليهم وجلسو .. مازالت الى هالحين تعاني
    من خجلها الشديد بالذات في اول الجلسة بعدها تنفك العقدة شوي رغم انها اليوم
    مو شايلة هم كثير لانها تعرف وش كثر هم حبوبات .. وراح تدخل معاهم بالجو
    على طول .. كانت جالسة جنب امها اللي تسولف معاهم .. قربت منها الجوري
    اللي من عمرها وجلست جنبها : اووووف من جدكم انتو تبون قهوة هالجو مايبي
    له الا عصير و آيس كريم " لفت على ديما تسولف معاها " شلونك ؟ ليش ياختي
    قاطعة ولا تسئلين انا قلت خلاص بنشوف بعض كل شوي مثل اول الحقي علي
    قبل اعرس وانشغل عنك ..
    تكلمت افنان : الله والشغل عاد .. هذاني متزوجة وكل شوي جاية لكم لاحقة على
    حبسة البيت لا دخلو عيالي المدارس وقتها ما اقدر اطلع الا بالويك اند ..
    ام خالد وهي تصب لام متعب قهوة : وهي الصادقة ترى الوحدة لا فتحت لها بيت
    مو مثل يوم هي في بيت اهلها بعدين انت زوجك وش حليله طيب وابن حلال بس
    هي ماتدري شلون بيكون تعامله معاها .. يمكن مايكون من النوع اللي يخليها كل
    شوي تروح لاهلها او تطلع معاهم .. يعني مرة او مرتين بالاسبوع واغلب الناس
    كذا ..
    لفت ديما على امها وهمست لها : يمه عادي اكشف .. احتريت والله ..
    اشرت لها على مكان فاضي : روحي جنب مدى محد بيشوفك واكشفي على كيفك
    بس خلي نقابك بيدك يمكن تمر سيارة ولا يجي احد من قدامنا ..
    قامت واقفة وجلست جنب مدى وصارت الجوري على يسارها .. ورجعو يكملون
    سوالفهم ..
    الجوري بحماس وبصوت بالكاد ينسمع : تبين نركب لنا دبابات ؟
    هزت كتوفها : مادري .. شلون ؟
    لفت وراها وبعدها كملت : اخلي متعب يجيب لنا ..
    تكلمت بارتباك : ما اعرف له .. ماعمري ركبته اصلا ..
    مسكت يدها وهي تقنعها : تركبين معاي بالاول والله انه سعة صدر وبتستانسين
    ناظرت امها ورجعت لفت على الجوري : زين بسئل امي اول اخاف ماترضى ..
    ضحكت افنان وهي تستمع لمخططاتهم .. : والله ماتخليكم الجوهرة تركبونها بس
    اقعدو بكرامتكم قبل تجيكم تهزيئة محترمة ..
    ناظرت ام متعب بالجوري مستفسرة : وشو ؟
    طالعت الجوري بافنان بتهديد على لقافتها : بنروح نركب دبابات انا وديما ..
    قاطعتها على طول : والله ماتركبينه .. ماتشوفين الناس حولنا ؟ ماتستحين على
    وجهك انتي ؟
    حاولت تقنعها بأسلوب هادي : يممممه اصبري افهمك بنروح ورا السور وهناك
    مافي احد اصلا ومو مطولين بس نص ساعة .. تكفين ..
    هزت راسها بالنفي : لا .. انا حلفت وقضينا من هالموضوع لو انا كاشتين بالبر
    وماحولنا ناس ماقلت لك شي بس تبين تركبينه قدام الناس .. واصلا لا ابوك ولا
    اخوك بيخلونك تركبيه بس ارتاحي ..
    تمتمت بزعل : اعوذ بالله تعقيد .. " وقامت وهي متنرفزة " بروح اتمشى شوي
    قولو بعد ممنوع وعيب ؟
    ضحكت ام خالد على شكلها وهي معصبة .. وهذا هي دايم مع امها اذا طلعو برا
    بين الرجاء والرفض : لا محد قايل لكم ممنوع روحو تمشو بس عاد لا تبعدون
    محنا مطولين ..
    اشرت للبنات يقومون معاها والتفتت ديما على امها وقبل تستأذنها او تقول شي

  2. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    تكلمت هي : روحي استانسي ياقلبي ..
    حطت افنان ولدها عند شغالة اهلها وقامت هي ومدى معاهم .. دقايق وسمعو
    صوت رنة جوال سحبت الجوري جوالها : ياربي من هالعائلة المعقدة والله لو
    قال لي ارجعي ما رجعت ..
    خذت افنان منها الجوال وردت عليه : هلا والله ..
    متعب مستفسر : وين رايحين ؟
    ردت عليه بكل هدوء : بنروح نمشي شوي وراجعين .. ديما زهقت من القعدة
    وقلنا نقوم نسليها ..
    كانت تتكلم وديما تقبص بيدين جوري من الفشيلة لفت عليها وطقتها بقوة وهي
    تبعد يدينها : خييييييير .. ترا هي اللي فشلتك مو انا بعدين ياختي مافي الا انتي
    عشان يسكتون .. اخاف يقول حولنا ناس ولا تروحون ..
    مدت لها افنان الجوال : والله انه مايقول شي بس انتي اوقات تبين تاخذين كل
    شي بالعناد والرجال ما يحب اللي تعانده ..
    طنشتها وسحبت يد ديما يمشون جلست ديما تناظر مدى اللي وقفت بينهم تعدل
    نقابها والتفتت على جوري وهمست : نفس عيون متعب ..
    ناظرتها جوري مستغربة : شنو ؟
    حست بخجل فظيع من كلامها .. ورجعت تعيد كلامها بتردد كبير : مدى نفس
    لون عيون متعب ..
    ابتسمت وهي تناظر مدى : ايه بس الحين يوم كبر احسها صارت اغمق من قبل
    يمكن بالشمس يصير واضح انها افتح من لون عيوننا .. بس اذا الاضاءة عادية
    تبان على بني شوي ..
    سكتت وهي تشوف افنان راجعة ورجعت معاها مدى .. ويوم جات تبي تلحقهم
    استوقفتها جوري : وين مابعد استانسنا خلينا نروح هناك ..
    مشت معاها بكل استسلام وبعد تفكير تكلمت : بقول لك شي بس ابي وعد منك
    هالكلام يكون بيني وبينك ..
    لفت عليها بحماس : شي محد يعرفه ؟
    ديما بنفي : لا امي تعرف بعد .. بس ماتدري اني بقول لك انا اصلا ابي اقول
    لك لاني ابي اعرف ليش ..
    ناظرتها تبيها تكمل كلامها وتكلمت ديما عن كل اللي بقلبها هي الى اليوم تبي
    تعرف اي شي عن الانسان اللي كانت تحس انه مصدر الأمان والحماية لها ..
    ليش بأهم لحظة بحياتها خذلها .. كانت تبي منه جواب يمكن اذا عرفت اسبابه
    تعذره : اهم شي قولي له اللي انا قلته بس مابيه يعرف اني دارية انك بتقولين
    له .. " وبتردد " يعني انتي كأنك مستغربة منه وبتعرفين الجواب لنفسك واذا
    عرفتي علميني ..
    ماكانت الجوري محتاجة لذكاء كبير .. حتى تكتشف ان ديما رجعت لهم نفس
    الطفلة اللي ترتكتهم من سنوات .. نفس التفكير تتكلم عن متعب وكأنه مازال
    صديق طفولتها الى هاليوم وبداخلها رحمتها لان شخصيتها تحتاج وقت طويل
    لاستعادة ثقتها بنفسها .. وعدتها ترد لها على كل الموضوع باتصال .. بنفس
    الليلة .. ورجعو بعد ماحسو ان الظلام بدا يحل واكيد الحين او شوي ماشين ..
    وقفت مكانها وهي تشوفهم يلمون اغراضهم وبين لحظة والثانية كانت تسترق
    نظرات له .. مازال فيه ذاك الشي اللي يحسسها بحلاوة عمر مضى ..


    /
    \
    /
    \


  3. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    توهم راجعين لشقتهم من ساعة .. بعد ماقضو اسبوعين مابين مكة وجدة ..
    كانت تبي ترتاح بعد ارهاق الطريق اللي كان متعب لها بشكل كبير جدا
    تمددت على السرير شوي الين وقت صلاة العشا .. دخل عليها وشافها
    متمددة ابتسم وتكلم : ابي اروح مشوار ساعة وراجع ..
    عدلت جلستها و ناظرته : وين ؟
    تكلم وهو يلبس شماغة : ابي اوصل لشقة العيال اسلم عليهم وجاي .. ان
    شاء الله مو متأخر ..
    قامت واقفة وتكلمت بلهفة : تكفى سلم لي على راكان .. وخله يكلمني ابي
    اسمع صوته ..
    اشر لها على عيونه وهو مبتسم : ابشري من عيوني .. يالله ارتاحي انتي
    وانا بجيب معاي عشا ..
    هزت راسها برضى وهي تشوفه واقف عند التسريحة ويتعطر طلع بعدها
    رايح لشقة اخوياه وأول ما وصل فتح الباب بالمفتاح اللي معاه ودخل يبي
    يفاجئهم .‏.
    استغرب الهدوء الكبير في الشقة ومن دخل الصالة و شافه جالس ماسك
    ملزمته و يذاكر ابتسم وسلم .. رفع مشاري راسه و استانس أول ماشافه
    داخل عليه : يا هلا والله .. اشوى اللي تذكرتنا وانا اللي قلت هذا من اعرس
    نسانا ..
    ضحك له وهو يسلم عليه : حرام عليك وربي توني واصل وعلى طول
    جيت لكم .. " تلفت حوله " وين العيال ؟ غريبة هالحزة ومحد بالشقة ..؟
    سكت مشاري لفترة طويلة مايدري وش يقول له حس لسانه انربط وصار
    عاجز عن الكلام .. ناظره مستغرت : وش فيك ؟ لهالدرجة سؤالي صعب ؟
    ظل واقف مكانه بلا اي تعابير تذكر صارع كل الكلام بداخله مايدري شلون
    يبدا معاه الكلام .. حس الوليد بقلق من صمته الغريب وتكلم ..: عسى بس
    ما تهاوشتو وطلعو من الشقة ..؟
    بلع مشاري غصته " ياليتها هوشة وفراق دنيا ولا هالمصايب " تكلم بعدها
    بصعوبة : منصور يطلبك الحل ..
    جلس على طول وهو يردد : لا حول ولا قوة الا بالله .. متى صار هالكلام ..
    تردد اكثر من مرة مايدري شلون يبدا كلامه .. كان خبر وفاة منصور اهون
    الأخبار المفجعة اللي راح تتوالى عليه ..
    جلس معاه مشاري وهو مقرر يعلمه بالتفاصيل لان مصيره يعرفها : اسمع
    وانا اخوك السالفة طويلة ومعقدة بس وربي تعبت وابي من يوقف معي وانت
    دايم ماتقصر معنا وتحل امورنا بعد الله .. و .... ذكر له كل تفاصيل الحادثة
    المؤلمة من لحظة خروجهم الى لحظة الفاجعة ..
    جلس الوليد مكانه مبهوت مو قادر يصدق كم الصدمات اللي سمعها .. شي
    اكبر من حدود احتماله ٣ صدمات كل وحدة فيهم اصعب من الثانية .. وفاة
    صديقه .. وفوق هذا ولد عمه واخو زوجته اللي مقطوطين في السجن ..
    والاثنين متهمين بقتله ..
    حط يده على راسه يحاول يهدي الصداع اللي فتك فيه ونزلت دمعته غصب
    عنه وهو يشوف دموع مشاري اللي يمكن حبسها لفترة طويلة قبل تطلع اليوم
    وتفضح اللي بالقلب كله ..
    طلع من الشقة .. وركب سيارته مايدري وين يروح .. مايقدر يرجع لشقته
    وتشوفه بهالشكل اكيد بتعرف انه في شي صاير .. مشى بكل شارع .. ضايق
    صدره كان يحس الحزن اللي في قلبه فاق حدود الصبر .. احزنته الشقة من
    بعدهم واللي احزنه اكثر شكل مشاري اللي انهار بوجود اللي اكبر منه وفاض
    فيه الحزن شاف ساعة السيارة اللي تشير لـ ١٢ و ربع ورجع للشقة .. ارتاح
    كثير من شافها نايمة و تمدد بالصاله غمض عيونه يمكن يقدر يرتاح هالمرة
    وحاول بصعوبة انه ينام وهو مقرر من بكرة يروح لهم يمكن يقدر يشوفهم..
    او على الأقل يعرف موعد الزيارة ومع هالتفكير نام من بعد ارهاقه الجسدي
    من الطريق اليوم .. وارهاقه النفسي من الفاجعة اللي همت قلبه ..
    قامت على الساعة ٣ و تفاجأت انه مو نايم جنبها .. فزت على طول وراحت
    للصالة شافته متمدد ومبين عليه التعب .. استغربت شلون نامت هالوقت كله
    والغريب انه هو بعد ماصحاها .. راحت للمطبخ وفتشت عن العشى اللي جابه
    لها بس مالقت شي .. رجعت طلعت للصالة .. وقعدت تناظر بشكله وهو نايم
    كان مبين عليه مو مرتاح في وضعيته قربت منه تبي تصحيه يدخل ينام في
    الغرفة .. بس لا حظت عليه استغراقه في النوم وتراجعت عن اللي كانت تبي
    تسويه .. حتى هي بعد مرهقة ومحتاجة لساعات نوم اطول رجعت لسريرها
    واخذها التفكير لهم .. كانت تتمنى تشوف نورة وراكان من بكرة ماعاد عندها
    صبر اكثر .. بعدها عن اهلها متعب جدا ولو حاولت انها تتعايش مع حياتها
    الجديدة اول شي فكرت فيه انها تبي تطلب منه يكلم راكان يجيها بما انه هو
    صديقه ومتعود عليه واكيد ماراح يتعذر بأنهم توهم عرسان ومن بعد معمعة
    هالتفكير استغرقت بالنوم ..


    /
    \
    /
    \
  4. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    قام من بكرة وهو يمسك رقبته اللي اوجعته من نومه الغير مريح .. تلفت حوله
    وشاف نفسه بالصالة وبوقتها تذكر كل شي صار غمض عيونه بتعب وتمنى انه
    ماقام على هالواقع ابد " استغفر الله العظيم " مسح على وجهه وقام يصلي الفجر
    اللي فاته انه يصليه بوقته بدل بسرعة وقبل يطلع شافها توها طالعة من الحمام
    ( تكرمون )
    قرب منها وتكلم بتوتر : عندي موضوع مهم ولازم اروح احله الحين يمكن اطول
    وما اجي الا العصر .. وان شاء الله كل مالقيت فرصة راح اتصل عليك ..
    ماقدرت تعترض خصوصا انها للحين تستحي منه .. رغم خوفها الشديد انها تقعد
    بالشقة وقت طويل لحالها .. ودعها وطلع رايح للخرج كان يبي يشوف ابوه وعمه
    يبي يعرف وش اللي صار على عبدالله ولد عمه بالاول وبعدها يرجع للرياض قبل
    الظهر ..
    ومن وصل لبيت اهله استقبله ابوه بفرح .. وبلحظات عرف انه درى بالخبر من
    ملامح وجهه المتغيرة جدا .. سلم على ابوه وعلى امه وقعد يسولف معاهم .. تكلم
    ابوه معاه عن كل شي صار عليهم بالفترة اللي تلت زواجه وكيف كانت هالحادثة
    صدمة كبيرة بالنسبة لهم خصوصا مع احساس عمه بالذنب لانه هو اللي اعطى
    ولده السلاح ورغم روحاتهم ومراجعاتهم المتكررة للرياض لاثبات الأمر الا ان
    الموضوع الى الآن لازال في علم الغيب ولاحد يدري وش مخبية لهم الأيام .. اللي
    عرفه انه تهمة عبداللة ممكن ماتتعدى الـ 6 اشهر ويمكن حتى اقل في السجن بينما
    تهمة راكان قد تصل للقصاص اذا ماثبت ان القتل كان خطا ..
    بعد ماتطمن على وضع ولد عمه وصى ابوه يسلم له على عمه ورجع هو للرياض
    ومن وصل راح للسجن على طول من حسن حظه كان عنده اليوم تحقيق بوجود
    المحامي وهالشي خلاه يقدر يشوفه .. قعد باحدى الغرف ينتظره يجيه وبعد انتهاء
    التحقيق دخلوه عليه .. على طول قام واقف ومن شافه حضنه .. راكان اللي رضى
    باللي ربي كاتبه له كان متأكد ان الصياح او التذمر ماراح يغير شي بالقدر وماله
    الا الدعاء يمكن الله يكتب له فرج هو مايتوقعه .. رغم احساس الحزن اللي يكسيه
    لكنه اهون من اول مرة دخل فيها لهالمكان .. ويمكن حزنه الأكبر على صديقه
    اللي فقده بلحظة .. ابتعد عن حضنه وتكلم بعتاب .. : الله يهديه مشاري والله اني
    قايل له لا يعلمك ..
    جلس الوليد وهو يناظر براكان اللي ضعف كثير بهالاسبوعين .. رغم انه بالاساس
    ضعيف من قبل بس زاد نحافة بهالفترة .. : لو ما دريت من مشاري .. اكيد اهلي
    بيعلموني .. " وبأسى " راكان والله اني مدري وش اقول لك اول مرة بحياتي احس
    انه ماعندي كلام اقوله لك .. وربي اني دايم احاول اكون معاك بهمك بس هالمرة
    وش اقول .. الحكي كله ضاع مني .. انت شلونك ؟ وشلون عبدالله ؟
    نزل راسه وغمض عيونه : انا عايش الحمدلله .. لا تقول شي رايتك بيضا وعمرك
    ماقصرت .. وربي احس دمي نشف ولو تجرح يدي الحين ما نزف شي انتظر يوم
    الاثنين متى يجي .. ابي اعرف مصيري واللي الله كاتبه لي .. مدري ماودي افكر
    خلاص مابقى شي مافكرت فيه وضيقتي اللي بصدري الله العالم فيها بس علمني
    بالاول .. شيخة درت .. " هز الوليد راسه بالنفي " اجل ابي اطلبك طلبة وابيك ما
    تردني ..
    الوليد برضى : ابشر ..
    رفع راسه وناظره .. كانت عيونه محمرة ومبين انه على وشك ذرف الدموع لكن
    يحاول بكل استطاعته يكون اقوى بمثل هالظروف : شيخة لا تقول لها شي مابي
    يضيق صدرها ويتكدر خاطرها .. اصبر لين يصدر الحكم ووقتها قول لها باللي
    ربي كتبه علي .. بس الحين تكفى لا تدري عن شي ..
    قام وهو يشوف الباب اللي انفتح ولف عليه : ابشر ماطلبت .. سلم على عبدالله ..
    ما سمحو لي اشوفه بعد .. الحمدلله اللي عندك تحقيق الحين .. ولا كان ماقدرت
    اشوفك ..
    سلم عليه وطلع راجع لبيته .. يمكن بعد ماسمع هالاخبار كلها ارتاح بعد مازال
    وقع الصدمة عليه .. وصار الحين بحالة ترقب مثل الكثير ليوم الاثنين اللي راح
    يكون يوم فاصل في حياتهم ..
    مر على احد المطاعم وطلب لهم غدى وتوجه لبيته .. حاول انه يرمي كل شي
    وراه ويوفي بوعده لراكان هالمرة بس وينسى معاها كل شي يصير بالخارج ..
    وبقلبه دعوات لربه يعجل بفرجهم ويهون الأمر عليهم ومن وصل للشقة ابتسم
    وهو يمد لها اكياس الغدى .. سلم عليها وباس خدها وهي يشوفها العروس اللي
    تعيش بقمة فرحتها ماتدري وش الدنيا مخبية لهم جلس يسولف معاها وهو يقاوم
    كلمة القصاص اللي صارت تتردد في باله كل ماشاف ضحكتها ..


    /
    \
    /
    \

  5. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    جالس بحالة ترقب كبيرة لنتائج الفحوصات اللي اجريت على ابوه من اسبوع
    واللي كانو ينتظرون كل التحاليل اللي توضح لهم وش هو مرضه لاحظ علامات
    الارتباك بوجه الدكتور .. وتمنى من قلب انه مايسمع الخبر اللي ممكن يصدمه
    ثواني وجا لهم دكتور ثاني معاه مجموعة من الأشعة والتحاليل وجلس معاهم
    كان الأكبر من بينهم ناظره بتركيز وهو يتكلم : كل نتائج التحاليل طلعت ايجابية
    مثل ما توقعنا من الكشف المبدئي ومن الأعراض الظاهرة عليه ..
    غمض عيونه يستوعب الصدمة ونبضات قلبه تسارعت بجنون لدرجة انه صار
    يسمعها بإذنه وحس نفسه مو قادر يسمع شي ثاني واول مافتح عيونه حس بدوار
    وان كل اللي حوله صار يتحرك .. حط يده على المكتب وتكلم : يعني يا دكتور
    مافي امل ؟
    قاطعه يبي يفهمه : من قال مافي امل ؟ انا اقول لك انه ثبت اصابته بالمرض
    لكن ممكن يتجاوب مع العلاج ويتشافى بإذن الله ..
    كان يحس انه يكذب عليه وان هالكلام يقوله لكل عائلة بس عشان يهون عليهم
    المصاب .. : بس كلهم يموتون بعد كم شهر ..
    تكلم الدكتور الثاني .. : لا يا نايف مو كلهم يموتون .. في ناس يعيشون لسنوات
    طويلة .. بس المرضى يختلفون من شخص للثاني .. في ناس يستجيب جسدهم
    للعلاج الكيمائي وناس يمكن مايحتاجونه ويتشافون بالرقية الشرعية خصوصا
    اذا كان سبب هالمرض عين .. والحمدلله ابوك الورم عنده بس بالكبد وما انتشر
    بمناطق ثانية ومع العلاج بإذن الله يتشافى بس انت خل ايمانك بالله قوي اكيد
    اهلك يبون من يقويهم اذا سمعو بهالخبر ..
    غطى وجهه بيدينه .. والتزمو الصمت احتراما لمشاعره .. كان يفكر بكل شي
    انقال سكت وقت مو قصير .. ورجع ناظر الدكتور يسئله : متى يبدا العلاج ؟
    كتب له على ورقة ومدها له : ان شاء الله من يوم السبت نايف خلك قوي وحاول
    تشجعه لان نفسية المريض لها دور كبير في نسبة شفائه بعد ارادة رب العالمين
    وكل ما كان محبط او مستسلم لفكرة الموت كل ما صعب علينا علاجه و ممكن
    تتدهور حالته الصحية .. هذا شي بيدكم انتو شجعوه وحاولو تقوونه ..
    اخذ الورقة وحطها بجيبه .. وهو يهز راسه برضى له .. طلع من عندهم وراح
    لقسم التنويم تفاهم معاهم على كل شي وطلع ومن ركب سيارته سحب سي دي
    جزء تبارك بصوت القاريء ماهر المعيقلي كان يستمع لآيات الله بكل خشوع
    تارك المجال لدموعه انها تنزل بهالوقت يمكن ماعاد يقدر يبكي قدام احد سحب
    نفس عميق وزفره ببطء ومشى لأي مكان الا البيت اللي مايبي يروح له الحين
    مر وقت طويل قبل يستوعب انه كان ماسك خط القصيم وابتعد عن الرياض
    حول الـ 95 كيلو ..
    نسى كل شي بزحمة همومه مايدري ليش اسم هالمرض مرتبط عندنا بالموت ..
    رغم ان الواقع يقول انه مو كل المصابين يموتون .. لكن مجرد مرور هالإسم
    كفيل بزرع الذعر بقلوب البشر خذ الريتيرن راجع للرياض ومن وصل لبيتهم
    المتواضع .. اللي بكل اسبوع بمثل هاليوم يكون مكتظ باخوانه واخته وعيالهم
    سلم على ابوه واخوانه وراح يقعد معاهم بالمجلس .. ماكان يبي احد يدري انه
    راح للمستشفى .. يبي يترك كل هالامور لبكرة .. مادام انهم اليوم مجتمعين
    ومستانسين مايبي يكدر خواطرهم ..


    /
    \
    /
    \
  6. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    من فترة مو بسيطة ما جو لهم زيارة للرياض وهذي اول مرة من سكنو هالشقة
    يجون يقعدون عندهم 3 ايام وبيرجعون بعدها للقصيم .. كانت ام عادل تبي اي
    احد يجيهم يمكن تقدر دانا تاخذ على جو الناس وترجع لها روحها شوي .. ومع
    الاختلاط بصديقاتها واهلها واقاربها تطلع نفسها من جو العزلة اللي حبست نفسها
    فيه .. عادل اللي وصل لهم من يومين .. وراح يباشر عمله بالخرج بعد اسبوع
    قرر انه ينام مع يزيد بشقته عشان بنات خاله وزوجته ياخذون راحتهم بالبيت ..
    ورغم ان دانا كانت تجلس معاهم بالصالة اوقات الا انها كانت تتحين اي فرصة
    للهروب والانعزال ..
    ومجرد ماترجع تجلس معاهم تصارع التوتر اللي يجتاحها بشكل كبير لدرجة انه
    حركتها تكثر وتفرك يدينها كثير .. ومن وقت للثاني تقضم اظافرها اذا لاحظت
    انشغالهم عنها بأي سالفة .. بعد ماتعشو وشربو الشاهي مشت مع امها تجلس مع
    خالها شوي .. كانت جالسة معاه في المقلط وعادل ويزيد بالمجلس .. لاحظت
    نظراته اللي مركزها عليها ونزلت عيونها بتوتر .. كانت تحس بضيق بالتنفس
    مجرد ما تعيش هالوضع المربك .. قعدت تجاوبه عن اسئلته عنها وعن نفسيتها
    وهي تهز رجولها لدرجة انه امها مسكت رجلها و كأنها تثبتها بعد ما حست ان
    حركتها الزايدة سببت لها هي بعد توتر كبير ..
    تكلم خالها وهو يناظر بأخته : يابنتي يا دانا ما يصير هاللي انتي مسويته بنفستس
    اطلعي وانا خالتس و قابلي خلق الله محد بياكلتس ..
    " ناظرته بعصبية من كلامه كان ودها تصرخ عليه وتقول له اللي بداخلها .. هم
    يتكلمون لانه محد فيهم تعرض للصدمة اللي هي تعرضت لها ولا احد فيهم تعايش
    مع الموقف اللي عاشته بكل تفاصيله المؤلمة .. لكنها اكتفت بالصمت احتراما
    لكبر سنه وتركته يكمل كلامه .. " امتس بتاخذتس للمستشفى وبيعرفون حالتتس
    ويعالجونتس ..
    ناظرته باستفهام : وش يعالجوني منه ؟ انا مافيني شي بس كذا اصلا مابي اقعد مع
    احد .. مالي خلق احد ..
    مسكتها امها مع كتوفها ولمتها لها : يمه لازم تروحين للدكتور ويشوفتس ويعرف
    اللي فيتس " قبل تتكلم وتسألها اجابت على كل تساؤلاتها " خوفتس وصراختس
    بالليل والكوابيس اللي تجيتس .. وقعدتس بدارتس . حتى يوم تقعدين معنا اشوفتس
    تحاتسين روحتس ..
    هزت راسها بعدم تصديق : يمه انا مانيب مجنونة .. قلت لك مابي اقعد مع احد
    " مسكتها تهديها وهي تسمي عليها بعدت يدين امها عنها وهي تصارخ " قلت لكم
    مانيب مجنونة .. ماتفهمون انتو ..؟
    قام عادل على طول وسكر باب المجلس وراح لها .. شاف امه تناظرها مستغربة
    انفعالها المفاجيء رغم نوبة الهدوء اللي لازمتها طوال الفترة الماضية .. : يمه
    الله يهداكم انا قايل لكم انا بمهد لها الموضوع وانتو على طول كبيتو السالفة كلها
    لفت على عادل تناظره بنظرات اتهام : وانت بعد معاهم .. ؟ عادل والله العظيم
    مافيني شي .. انا بس مالي خلق احد .. والله هذاني حلفت لك ..
    قرب منها بدون مايمسكها لانه حس فيها تبي بهاللحظة تثبت قوتها .. واللي فهمه
    من يزيد انها بتكون رافضة لأي نظرات شفقة او حتى لمسات حانية : زين احد
    قال فيك شي ؟ ادري انه مافيك الا العافية وانك انتي دانا اللي نعرفها .. بس بعد
    لازم تروحين لدكتور او دكتورة يحاولون ينسونك كل اللحظات اللي تعذبتي فيها
    لانها ممكن تأثر عليك بعدين
    هزت راسها بالنفي وهي تترجاه : لا تكفى يا عادل مابي اروح .. انا مافيني شي
    وبتشوفني الحين اروح اقعد مع البنات واسولف معاهم .. والله اني من جو وانا
    قاعدة معاهم .. " مسكت يده وهي تناظره برجاء " تكفى والله مابي اروح ..
    ابتسم لها وهو يحاول يهديها .. كان يحس بخيبة امل من انفعالها المفاجيء توقع
    انها راح ترفض بس مو بردة الفعل القوية اللي شافها منها : زين روحي اقعدي
    مع البنات واستانسي ولا تقعدين بالغرفة ابد ..
    تركت يده وراحت على طول وكأنها ماصدقت احد يرضى برغبتها .. ورجعو
    هم للمجلس يتناقشون باللي صار لها اليوم .. وعلى طول تكلم يزيد .. : انا كنت
    متوقع رفضه هذا شي طبيعي .. ممكن مع الوقت تتحسن حالته و توافق تروح
    للاستشارة النفسية .. اهم شي لا تضغطون عليه خلوه براحته ..
    كان يناقشهم بحالتها وهو يكذب على نفسه هالمرة قبل يكذب عليهم هي تعاني
    من حالة صدمة نفسية قوية وتحتاج لعلاج نفسي يطلعها من صدمة الماضي
    اللي تعرضت لها خصوصا انها بنت عاشت لأيام مع مجموعة رجال سكارى
    واكيد انها تعرضت لحالات تحرش جسدي .. وهالشي ممكن يأثر على حياتها
    مستقبلا .. يمكن مع الرقية الشرعية تخف حالة الكآبة اللي لازمتها .. و حالة
    التوتر اللي تصيبها في وجود الناس حولها .. لكن تحتاج على الأقل لاستشارة
    نفسية ..
    ورغم انه مدرك انه انسب حل لها هو زواجه منها واللي المفروض ما يتأجل
    اكثر مما تم تأجيله ممكن تغييرها لحياتها واشرافه بشكل مباشر على حالتها
    يساعدها على تخطي مرحلة الصدمة بفترة قصيرة .. وتستعيد حياتها السابقة
    اللي تسلحت فيها بقوتها رغم اصعب الظروف اللي واجهتها .. وراح يحاول
    يتمم هالموضوع مادام اهله متواجدين هالـ 3 ايام بما ان تحاليلهم موجودة من
    قبل ومايحتاج الحين الا رضاها التام عنه ..


    /
    \
    /
    \

  7. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    بغرفتها الواسعة قاعدة ترتب ملابسها بالكبت من الطفش وكتغيير روتين بحكم
    انها من بكرة راح ترجع للقرية وتداوم مثل ما اعتادت .. شافت فستان عندها
    قديم وحطته بالكرتون الكبير اللي تحط فيه ملابسها اللي ما عاد تلبسها او اللي
    ناوية تتبرع فيهم للجمعيات الخيرية .. وكل شوي تلتفت لبنات اختها وتهاوشهم
    وهي تشوفهم يلعبون على سريرها ويتعبثون بأغراضها اللي على التسريحة ..
    راحت ركض .. وهي تشوف رنا تفتح الروج تبي تحط لها .. مسكتها مع اذنها
    وهي تسحب الروج من يدها : واناااا كم مرة قايلة لكم ارواجي لا تقربونها ..؟
    توكم صغار وش تبون فيها .. تبون روحو لغرفة امكم وتعبثو بأرواجها ..
    ضحكت ميساء على شكلها وهي معصبة : قلت لك خليهم يقعدون بالبيت اعرفهم
    دايم اذا جو معاي ما استانس بالجلسة معك ابد .. بعدين ياختي وش تبين فيهم
    خلاص ان شاء الله تتزوجين بالصيف وبتتشرين ادوات مكياج جديدة يعني
    هذي ماراح تستفيدين منها شي .. خليهم يستانسون ويوسعون صدورهم ..
    حطت يدها على خصرها وهي تناظرها متعجبة : لاهـ ؟ وانتي ليش ما تخلينهم
    يدخلون جناحك اللي مايشوفون الا بابه ولا بحياتهم دخلوه .. هذا اولا ثانيا انا
    قلت اذا جاني نقل هالسنة اتزوج بالصيف واذا لأ ينتظر لين يجيني نقل على
    الرياض ..
    ميساء وهي تسحب رنا منها : زين لا تصارخين على بنتي خوفتيها .. بعدين
    انتي تدرين انه ترتيبك بحركة النقل الثانية يعني جايك النقل ان شاء الله بس كله
    خوف من فكرة الزواج ماتبين تفكرين انه كلها شهرين ويتم زواجك ..
    رجعت تشوف ملابسها وهي تتكلم : الله يكتب لي اللي فيه الخير قولي آمين ..
    رددت ميساء وراها : آمين ..
    رجعت لمياء تكمل : تدرين عاد بحط اغلب ملابسي .. يعني روحتي للديرة
    ماتخليني احضر مناسبات كثيرة وهالملابس بصراحة غيري احق فيها بحكم
    اني اكيد راح اجهز لنفسي بملابس جديدة ..
    قامت معاها تساعدها : الله يجزاك خير يا لمو انا بعد يبي لي هالفترة اتبرع
    باللي عندي .. استغفر الله نشتريها ولا نلبسها الا مرة الله يكفينا شر هالبطرة
    عسى الله بس لا يعاقبنا ..
    كملو هالثنتين شغلهم ونزلو بعدها يتعشون وهم مكملين على نفس السوالف
    راح ينتظرون هاليومين بعدها يقررون تتحدد ملكة لمياء بعد اسبوعين من
    الحين وزواجها راح يكون بنص الصيف.. بعد ما تستقر في الرياض وتبدا
    تتفضى لنفسها ..
    بعد ما راحت ميساء جلست شوي مع احمد اخوها ومرته اللي توهم جايين
    من عند اهل زوجة اخوها .. بعدها طلعت للدور الثاني .. مرت جناح ابوها
    بالأول وطقت عليه الباب .. ثواني وجاها صوته الرخيم يسمح لها بالدخول
    دخلت له وحبت راسه ويده : جيت اسلم عليك قبل انام توصي شي يالغالي
    ابتسم لها ابتسامة حانية : ابي سلامتك وانا ابوك يا جعله نوم العافية يارب
    لا تنسين وردك .. واختمي يومك بقراءة القرآن عسى الله ان يجعله نور لك
    في الدنيا والآخرة ..
    رجعت حبت راسه مرة ثانية قبل تطلع : ان شاء الله يبه لا تنسى بنتك من
    دعائك ..
    اشر باصبعه على خشمه : ابشري على هالخشم .. عسى الله يرضى عليك
    دنيا و آخرة مثل ما ترضيني ..
    رددت بصوت مسموع : آمين .. واستأذنته رايحة تنام ومن دخلت غرفتها
    بدلت ملابسها وتوضت .. صلت الوتر وخذت مصحفها تقرأ ماتيسر من
    القرآن الكريم .. ومن حست انها خلاص ماعاد تقدر تقاوم النوم .. سكرت
    المصحف وتمددت على سريرها وهي تقرا اذكار النوم .. " يارب ان كان
    لي في هذا الزواج خيرة فيسره لي يارب العالمين .. "



    /
    \
    /
    \

  8. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \




    من رجع من سفره اليوم وهو شاب عليهم .. وما خلى احد الا وحط حرته فيه
    كان معصب وهذي عادته من اول مايقوم من طيحته السنوية .. صرخ بأعلى
    صوته وهو يرفع سماعة التليفون : تعااااال الحين المكتب بسرعة ..
    جاه السكرتير بخطوات عجولة وهو اللي متعود دايم يكون القربان في كل لحظة
    غضب : سم طال عمرك ..
    سحب دفتر الشيكات وكتب فيه مبلغ مالي ومده له : اطلع الحين وانا بكلمك
    اعطيك عنوان محامي معروف هنا اسمه سليمان ابيك تعطيه هالمبلغ و اذا
    حسيت انه رافض الفكرة كلمني وانا اشوف كم ممكن ازيده .. الأهم هالقضية
    اللي هو ماسكها ابيه ينساها ولا يفكر فيها ابد هذا ماعمره مسك قضية وخسرها
    وانا مستحيل اخسر اهم قضية بحياتي ..
    اخذ الشيك وناظر المبلغ الكبير اللي خلاه يتفاجأ لأول مرة بحياته يشوفه يدفع
    رشوة هالكثر اكيد ان القضية قوية و ما تحتمل التنازل ابد واللي اثار تفاجأه
    اكثر انه ممكن يزيد على هالمبلغ .. ناظره بحذر وتكلم : ابشر طال عمرك بس
    ممكن اعرف حيثيات القضية ..؟ يعني عشان اعرف اتناقش معـ ـ ..
    اشر له بيده يسكت : بس بس .. زوجتي الثانية رافعة قضية علي تبي تسقط
    ولايتي على بنتي .. وتبي يكون لها الحق الكامل انها تعيش عندها وانا مستحيل
    اخليها تكسب هالقضية لو اخسر اللي وراي واللي دوني هالبنت العاقة بترجع
    لبيت ابوها غصبن عليها وبعيشها ذليلة عناد في امها اللي ماعلمتها هالسنين
    كلها انها مستحيل تقدر تكون ند لي ..
    استغرب الموضوع اللي لأول مرة يعرفه دايم القضايا تكون في مجال المال
    والاعمال والتجارة واليوم القضية تخص بنته وكأنها سلعة يتداولونها ومن يدفع
    اكثر هو اللي راح يكسبها .. ابتسم بخاطره على نفسه شلون ينتقد تصرفاتهم
    وهو اللي باع ضميره من زمان عشان هالفلوس من دخل هالشركة وهو نازع
    ثوب الحق حتى اشعار آخر .. وطلع من عنده بعد ما وعده انه يحل القضية
    بالتفاهم مثل كل مرة يقدرون يكسبون كل شي لصالحهم .. بمجرد دفع رشوة
    مجزية ..
    شال جوالاته وسويتش السيارة .. وطلع من مكتبه رايح للبيت كان حاس نفسه
    بينفجر من الغيض اللي فيه .. ومن وصل للبيت صرخ بأعلى صوته يناديها
    ما كانت مستغربة حالات غضبه اللي تعتريه من وقت للثاني والتزمت الصمت
    وهي تناظره تكلم بصوت عالي : الواطية رافعة علي دعوى وتبي تاخذ بنتها
    اللي رجعت لها بمساعدة ناس ما ادري منهم .. انا تحط راسها براسي ..؟ ما
    تعلمت بعد هالسنين انها لو تحب الأرض تحت رجليني ما رحمتها بعد اللي
    سوته فيني ..
    قاطعته بصراخ : اووووووه وانت كل مرة قلت سوت فيني .. تراها باعتك
    ليش للحين متحسف على عشرتها .. ؟ لا والحين جاية بقواية عين تهدد وترفع
    قضايا .. لا تسمح لها تاخذ اللي هي تبيه بنتك خذها عندك وزوجها بعدها هي
    ماتقدر تتكلم ولا ترفع قضايا ..
    كعادتها بكل مرة تزيد النار حطب مجرد مايكون الطاري عنها وهي اللي من
    عرفتها كرهت كل شي يرتبط فيها واعمت الغيرة عيونها عن الحق وتركتها
    تنغمس في اكبر الذنوب لمجرد التفريق بينهم واللي تحصد نتائجه بفخر الى
    هاليوم .. وهو تابع لها بكل تحريض تقوله و كأن كلامها كتاب منزل مايقبل
    البت فيه ابد ..



    /
    \
    /
    \




    انتهى الجزء الحادي عشر^_^

  9. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    الجزء الثاني عشر
    [ الفصل الأول ]‎‎‎‎
    i 1 i


    /
    \
    /
    \



    والله مدرى ليه ضايق .. ومخنوق
    واحس به " نبرة " بكا في كلامي

    لا .. لا تهيّضني على الدمع ياموق
    ادنات والله .. ما " يمطّر " غمامى

    ياعين كانه " دمع " هليه ولــ فوق
    ما ودى اشعر .. بانكسارى امامي

    الليل كله .. لين صافحني شروق
    وانا اليّل .. هالصباح " بظلامي "

    كل السما رعد .. وبكاءات وبروق
    حزن تزبّر .. فى سماي .. مترامي

    بشويش تكفى لامس الجرح برفوق
    كذبه تراها " ضحكتي وابتسامي "

    ثوب الفرح .. ياسيد الهم .. مشقوق
    شفها تراجف من لبسته " عظامي "

    شفني نخل .. كلي عذابات وعذوق
    لا لا تهزّ .. ولا تطيّر " حمامي "




    في اقسى مكان بالوجود و في احدى زواياه المعتمة .. كان سارح بخياله ولا هو
    معاهم ابد .. يومين فقط تفصله عن اهم قرار بحياته وكل ساعة قضاها بهالمكان
    القاسي كانت اشد قسوة .. مهما حاول انه يصبر و يتجلد و يبين عكس ما يظهر
    عليه .. الا انه يعيش بحزن قاتل يفوق حدود احتماله .. اوقات كثيرة رافقه دمعه
    طول ليله .. فراق صديقه واحساسه بعقدة الذنب انه هو اللي تسبب في موته بعد
    قضاء الله .. واشياء غيرها اكثر اتعبته و زادت على تعب عمره تعب اكبر ..
    طول الليل وهو على هالحال نومه متقلب ولا هو قادر ينام اكثر من ساعتين بدون
    ما يصحى كل شوي وهو يحسب الوقت لهاليوم الموعود حس بضيقة تجتاح صدره
    وتكتم على انفاسه ماقدر يكمل نومه ولا عرف يطرد هالأفكار من راسه .. تعوذ
    من الشيطان و قام ناظر حوله لاشكالهم بس ماقدر يعرف من اللي صاحي غيره ..
    وده يسولف مع اي احد بس يضيع الوقت وما يحس فيه .. رجع جلس مكانه بعد ما
    لاحظ ان الكل نايم " يااااارب الهمني الصبر "
    انتظار .. انتظار .. هذا كل اللي يقدر عليه .. للحظات بس تذكر الرجال اللي كان
    معاهم و تنفذ فيه حكم القصاص قبل فترة .. كان يتمنى بس انه يملك صبره كيف
    تحمل 3 سنوات في انتظار مصير حياته .. وهو اللي ماتعدت تفاصيل الحادثة اكثر
    من اسبوعين و نص و يحس هالفترة بس كانت كفيلة بانهاء كل شي جميل بداخله ..
    و تسائل كثير هل ممكن يكون له هو نفس المصير .. مع انه بالخطا الا ان هالخطا
    قاتل و في مكان خالي من اي بشر غيرهم بوقتها .. تنفس بعمق وهو يتذكر كلامه
    له و اسلوبه في التخفيف عنه ردد بصوت هامس ..
    " لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "
    " لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "
    " لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "

  10. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    اسند راسه على ركبته وهو جالس و غمض عيونه بتعب .. حس بيد تلامس كتفه
    وقبل يرفع راسه سمع احب صوت له بهالمكان يهمس له : هونها و بتهون يا راكان
    و توكل على الله .. و من توكل على الله فهو حسبه ..
    رفع راسه و ناظره بابتسامة : لا اله الا الله .. تصدق .. ؟
    ناظره مستفهم : وشو ؟
    عدل جلسته و تكلم معاه : حسيت ان هالحادث اختبار حقيقي لإيماننا بس انت فاجأتني
    يعني كنت أول لو تحمل مادة أو تخرب سيارتك يقفل جوك و تقعد طول اليوم تتشكى
    و متضايق ..
    لمعت عينه وهو يسمع كلام راكان .. بعدها ابتسم له قبل يرد عليه : بعد موت منصور
    تغيرت .. خفت اموت واقابل ربي وانا ماقدمت شي له .. كل تفكيري كان بالدنيا بس
    حتى صلاتي الله اعلم بحالها .. صحيح اني ما كنت افوت و لا ركعة بس كنت اسهى
    كثير فيها .. مادري والله يا راكان بس ودي اتغير واصير احسن ابي اتقرب لربي اكثر
    مسك كتفه و همس له : انتبه تكون صحوة بوقت الابتلاء واذا ربي نجاك منها رجعت
    مثل اول ..
    هز راسه بالنفي ورد : لا ان شاء الله ..
    تمدد مكانه وحط يده تحت راسه و تكلم : وانا بعد تغيرت صرت اكثر صبر من اول ..
    صحيح اني بالأول كنت اتشكى طول الوقت وألوم نفسي بس عرفت انه ماراح يفيدني
    الا الدعاء " سكت لثواني و كأنه يستجمع افكاره اكثر " تصدق عبود ؟
    ناظره بتركيز يبيه يكمل كلامه .. غمض راكان عيونه و تكلم : بتبقى صورة منصور
    محفورة براسي عمري كله .. بحياتي ما شفته يضحك مثل هذيك الليلة كان مستانس
    و انا بلحظة انهيت كل شي " رفع يده لوجهه ومسح دمعته .. من غير لا يفتح عيونه
    " اللهم لا اعتراض على حكمك و لا راد لقضاءك ..
    سحب نفس عميق و تم على نفس وضعه بدون مايتحرك .. تمدد جنبه عبدالله و غمض
    عيونه : الله يرحمه يارب .. ادعي له بالرحمة ياراكان تراه محتاج مثل هالدعاء ..
    همس بصوت مخنوق : الله يرحمه و يغفر له ..
    سكت بعدها هو و سكت عبدالله بعد .. و اثنينهم يعايشون صراعاتهم الداخلية .. مابين
    احساس الذنب القاتل .. والتسلح بالصبر في اصعب الظروف واحلكها و ترقب الحكم
    المنتظر و اللي ممكن يغير من مجرى حياتهم للأبد ..
    ما استغرق عبدالله وقت طويل للتفكير بعد دقايق بس سمع راكان صوت شخيره ..
    فتح عينه و ناظره .. شافه نايم على ظهره و يده تحت راسه .. حس انه مو مرتاح
    بوضعية نومه لأنه مو من عادة عبدالله يشاخر في النوم .. سحب المخدة ورفع راسه
    شوي يبي يحطها تحت راسه .. فتح عيونه و ناظره و تكلم بدون وعي : وشو ؟
    اشر له راكان بيده : و لا شي ابد كمل نومك .. انا بنوم بعد ..
    رجع غمض عيونه و قلب على جنبه الأيمن .. عطاه راكان ظهره و تغطي هو وياه
    وغمض عيونه و نام ..



    /
    \
    /
    \
  11. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    دخلت البيت و هي قافلة اخلاقها رغم ان اليوم اخف يوم عندها بالجدول و محاضراتها
    انتهت الساعة 10 و نص .. مشت للمطبخ و وقفت عند الباب ناظرت بالشغالات شوي
    و تكلمت : وحدة فيكم تسوي لي فطور و تجيبه لغرفتي ..
    و مشت بدون ما تنتظر جواب .. رقت لغرفتها ورمت شنطتها على السرير .. فصخت
    عباتها و دخلت تتسبح .. بعد حول الربع ساعة طلعت وهي لابسة روبها الوردي ..
    جففت شعرها و هي تشوف سوجي داخلة عليها بصينية الفطور اشرت لها تحطه على
    الطاولة ..
    حطته و وقفت مكانها تناظرها .. فتحت دولابها تبي تطلع لها شي تلبسه و لاحظت ان
    سوجي للحين واقفة .. : خير .. وش عندك تناظريني ؟
    قربت منها و قالت بهمس : ليه مدام نورة بس يبكي كل شوي ؟
    عقدت حواجبها متسائلة : وين شفتيها ؟
    اشرت بيدها جهة الباب و قالت بارتباك و هي تطلع : هينا في السالة ..
    طلعت من الغرفة و وقفت عند باب الجناح تناظرها .. كانت غارقة في افكارها و كل
    شوي تمسح عيونها و خشمها بالمنديل .. رجعت للغرفة و سحبت لها بنطلون جينز
    دايم تحب تلبسه و تيشيرت اسود اتصلت على سوجي و من ردت عليها تكلمت : جيبي
    عصير ثاني لنورة بسرعة ..
    قفلت على طول و لبست ملابسها .. شالت صحنها و طلعت تقعد معاها اول ما قربت
    منها سلمت عليها .. رفعت نورة عيونها تناظرها و ردت السلام ..
    جلست قريب منها بتردد و هي تشوف سوجي جايبة لها عصير البرتقال ابتسمت لها
    و هي تأشر لها على العصير : خذيه لك ..
    مدت يدها و خذت كاس العصير و هي مستغربة اللي يصير .. لأول مرة من تزوجت
    و سكنت هالبيت تجي رسيل و تجلس معاها لحالهم نزلت عينها عنها و هي تفكر فيها
    كانت هذي اول مرة بعد تشوفها بلبس عادي بدون اكسسوارات او حتى ميك اب كانت
    عادية جدا عكس ما كانت دايم تشوفها .. لان شكلها بالعادة رائع و جذاب حست بلمسة
    يدها و رفعت عينها تناظرها .. شافتها مادة بيدها الساندويتش و هي مبتسمة ..
    هزت راسها بالنفي : لا والله مابي كوليه انتي بالعافية ..
    كانت رسيل حاسة بضيقتها من رجعت لهم قبل 3 ايام و هي انسانة ثانية غير اللي
    عرفتها رغم انها كانت تحس بحزنها قبل .. الا ان هالحزن غير و الكل صار يشوفه
    و مبين عليها .. تكلمت بعد تفكير و تردد : نورة انتي اللي علمتيني ان كل مؤمن مبتلى
    و قلتي لي كلام اثر فيني كثير .. و الحين انا اقول لك نفس الكلام ادعي له .. بهالوقت
    ماراح يفيده شي كثر الدعاء ..
    ترددت لثواني قبل تتكلم : و ربي اني طول الوقت ادعي له .. بس عازن علي حاله
    مادري شلونه الحين .. " ناظرتها برجاء " تكفين ادعي له بكل صلاة ..
    هزت راسها برضى : ابشري اكيد بدعي له من غير ما توصين .. بس انتي افطري
    معاي
    الحين " و بابتسامة " و لا بترديني و هذي اول مرة اطلبك ؟
    مدت يدها و خذت منها الساندويتش و هي تبادلها الابتسامة .. كانت تحس بغثيان و
    نفسها مسدودة عن الأكل .. لكن ما حبت ترد رسيل في أول تواصل بينهم بعد كم شهر
    من زواجها الى هالحين محد يعرف بخبر حملها .. لا نفسيتها و لا وضعها الحالي يسمح
    لها انها تبث لهم هالخبر المفرح .. وهو بعد ترك لها المجال مفتوح انها تخبرهم متى ما
    حست نفسها ودها تقول تجاهلت كل افكارها و التفتت لها تسئلها : شلون خويتتس ؟
    رسيل و هي تشرب العصير : مرة تعبانة .. رحت لها قبل كم يوم نفسيتها مو ذاك الزود
    و ما طلعت الا و انا ضايق صدري .. معيشة نفسها بكآبة الله يعينها والله انها كاسرة
    خاطري ..
    تنهدت و غمضت عيونها : محد مرتاح وانا اختتس بس خليها على ربتس ..
    سمعت صوت خالتها اللي توها صاحية قامت على مهلها تسلم عليها و جلست تسولف
    معاها .. كانت ترتاح و هي تسمع كلامها اللي تقوله لها دايم .. صحيح محد حاس اللي
    بقلبها الا اهلها بس هم بعد ما قصرو ماخلوها ابد من رجعت .. حتى سما اللي دايم

  12. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    فرفوشة و تضحك هاليومين اللي راحت كانت مراعية نفسيتها كثير ..
    رسيل اللي قعدت تناظرهم و هي مستانسة انها اخيرا اقدمت على هالخطوة و كسرت
    الحاجز اللي كانت بانيته بينها و بين نورة من أول يوم دخلت هالبيت .. من البداية
    لاحظت عليها انها غير بكل شي طيبتها آسرة بشكل كبير .. لكن غرورها منعها اوقات
    كثيرة انها تقترب منها رغم انها كانت تشوف تعلق سما فيها و تأثرها بتفكيرها و تمنت
    انها تقدر تكون قريبة منها مثل سما بالضبط ..
    جلست تسولف معاها هي وأمها قبل ما يدق جوال نورة و تستأذنهم رايحة لجناحها ..
    و من اول ما دخلت ردت بلهفة : هلا والله .. بشر
    تكلم بهدوء : اول شي السلام عليكم " وبعد ماردت السلام كمل " كل اوراقه جاهزة
    والمحامي ثقته بالله كبيرة يقول مافي شي ضده ابد و القضية راح يكسبها بحول الله ..
    غمضت عيونها و اسندت راسها للجدار : يارب .. يارب
    سكت شوي و تكلم بعدها : أكلتي شي ..
    مشت للغرفة بخطوات متعبة : ايه .. شوي
    تمددت بعدها على السرير و هي تسمع كم النصايح و التوجيهات اللي يرددها عليها و
    اكتفت هي بإجابة وحدة " ان شاء الله "
    و قبل يسكر سمعته يقول لها : بعد الصلاة بجي البيت .. ابي اقعد معاك شوي .. اهم شي
    لا تتعبين نفسك انتي و لا تكثرين نزلة و طلعة مع الدرج ..
    ابتسمت و هي تردد لأكثر من مرة : ان شاء الله ..
    سكرت منه و انسدحت على جنبها ما كان لها خلق ابد تكشخ له الوحم كان متعبها و كارهة
    نفسها و فوق هذا نفسيتها اصلا ما تساعد ابد .. انتظرت اذان الظهر و قامت بعدها تصلي
    رجعت تمددت على سريرها و غمضت عيونها و هي تردد اذكار بعد الصلاة جلست لدقايق
    مو قليلة على هالوضع قبل ما تسمع صوت تسكيرة الباب ..
    فتحت عيونها و التفتت وراها على الباب شافته يعلق شماغه و ثوبه على الشماعة ابتسم لها
    و هو يسلم بادلته الابتسامة و ردت السلام .. راح يغسل و رجع للغرفة لاحظ انها على نفس
    وضعيتها للحين تمدد جنبها و فرد يده على السرير تكلم و هو يأشر لها على يده : قربي مني
    حطي راسك هنا ..
    قربت منه و حطت راسها على يده لفها عليه و دفنت نفسها بحضنه : نفسي اشوفه يا طلال
    احس قلبي ماكلني عليه ..
    مسح على شعرها و هو مقرب فمه من اذنها و تكلم : يعني ما تصدقين كلامي .. ؟ نورة والله
    انه مافيه الا العافية .. مابي اكذب عليك و اقول مبسوط بس والله انه احسن من اول مرة شفته
    فيها .. سكتت و كأنها تنتظر اي كلام منه يطمنها عليه ..
    تكلم بهدوء يحاول فيه انه يطمنها عليه : صدقيني حتى هو تغيرت نفسيته عن اول
    وكل مارحت له قال لي طمن اهلي علي
    وقول لهم راكان بخير و عافية مايبي منكم الا دعاكم ..
    رفعت عينها وناظرته : اسئلك بالله تحسه مرتاح ..؟
    ناظر بعيونها وتكلم بصدق : تبيني اكذب عليك واقول مرتاح ..؟ يا قلبي محد يرتاح في سجنه ..
    بس هو صابر وامله بالله
    كبير انه يفرجها عليه ..
    سكتت تسمع كل كلامه لها .. بعد ما تكلم عن كل شي يهمها تمتمت : الله
    يسهل له امره يارب ..
    باسها بين عيونها و تكلم : لا تحاتين و فوضي امرك لله .. انا بنام الحين .. وقوميني الساعة 3
    بقوم اتغدى و اروح الشركة عندي شغل واجد ..
    هزت راسها برضى .. ناظرته و هو مغمض عيونه و تنهدت " الله يخليه لي يارب " ...



    /
    \
    /
    \

  13. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    في مكتبه الواسع في ارقى احياء الرياض جلس ينهي معاملاته لهذا اليوم .. تراجع للخلف
    و مد يده لأحد ادراج مكتبه الخشبي الكبير فتح الدرج و سحب منه ملف و مجموعة اوراق
    قعد يقلب الأوراق و يقرا كل مافيها بعناية و فتح بعدها الملف تأمله من أول صفحة و بعد
    ما وصل لصفحته الخامسة استخرج منه الشيك .. قعد لدقايق يقرا الرقم المدون فيه .. ٤
    ملايين ريال و بالأعلى كتب اسمه الكامل " الاستاذ سليمان محمد الـ .... "
    تنفس بعمق و هو يتذكر تفاصيل ذاك اليوم اللي استلم فيه الشيك .. رفع سماعة التليفون
    و كلم سكرتيره يجيه .. اول ما شافة داخل عليه و يسلم .. اشر له يجلس و هو يرد السلام
    بعد ثواني جا ومد له الشيك .. ناظر بالرقم و الاسم بذهول : وش ذا ؟
    ابتسم و هو يشوف نظرات التعجب بعيونه .. : شفت اللي جاني قبل يومين و قال يبيني
    ضروري ؟ "‏ هز راسه بإيه و كمل المحامي .. " هذا سكرتير ابو البنت اللي توني ماسك
    قضيتها ..
    فتح عيونه متفاجيء و ناظره باستفهام : لا تقول هذي رشوة ..
    اتسعت ابتسامته : ايه
    قاطعه يبي يتأكد منه : بس انت رفضتها صح ؟
    هز راسه بالنفي و هو مازال على نفس ابتسامته : وانا مجنون ارفض هالمبلغ .. اللي دفع
    هالكثر اقدر اطالبه بأي وقت بمبلغ اكثر ..
    ماقدر يستوعب كلامه لأول مرة يحس انه انسان غير اللي عرفه طوال ١٣ سنة تدرجو فيها
    حتى صارت لهم هالمكانة المرموقة : سليمان تتكلم جد الحين و لا تمزح ؟
    ضحك بأعلى صوته و هو يقوم .. جلس في الكرسي المقابل له و سحب الشيك من يده : و هذي
    امور ينمزح فيها .. راح اباشر القضية و قبل النطق بالحكم راح انسحب ..
    وقف و هو معصب : تبيع دينك و شغلك هالسنين كلها عشان هالمبلغ وانت تقدر تحصله في
    كم قضية بس ..
    رفع راسه و اشر له يبيه يجلس : طيب اجلس بالأول خلنا نتفاهم .. بعدين انت قلتها كم قضية
    بس هذا من قضية وحدة و ممكن ازود المبلغ لو بغيت بعد .. و ابوها انسان واصل و له نفوذ
    قوي بالبلد و اذا ما قدر علي راح يقدر على غيري .. و المنطق يقول انه راح يكسب القضية
    في الآخر وانا ماعندي استعداد اخسر سمعتي و اسمي على قضية واضحة نتايجها لمن بتكون بالأخير ..
    تكلم باستفهام : و اذا انسحبت قبل النطق بالحكم ما يعتبر انهزام لك .. ؟ و سبب انك تخسر
    سمعتك ؟ و افرض تسرب خبر الشيك راح تفقد مصداقيتك و اكيد بتفقد بعدها كل اللي يتعاملون
    معاك ..
    مازال على نفس ابتسامته اللي رافقته من ابتدا هالنقاش : و من يسربه ؟ انت مثلا ؟ ماعندك
    دليل ابد وانا ماراح اصرفه الا بعد كم سنة .. و هم مستحيل يتكلمون لأن هالموضوع بيضرهم
    قبلي ..
    حط يدينه على راسه يبي يستوعب الكلام : سليمان تكفى قول لي انك قاعد تمزح وان هالكلام
    كله مقلب ثقيل و بينتهي ..
    وقف جنبه و لف يده حول كتفه : لا مو مزح و لا هو مقلب ابد .. بس اجلس .. خلني اعلمك كل
    التفاصيل ..
    جلس معاه و هو للحين مو مستوعب شلون قدرو عليه و غيرو من مبادئه وافكاره .. بدا بعدها
    سليمان يشرح له كل حيثيات القضية و كل التبعات اللي ممكن ترجع عليه ..
    كان يشرح له كل شي بثقة تامة رغم خوفه الكبير .. من اكتشاف امره في حال تسربت اي
    معلومات تخص القضية ..
    و بدا سكرتيره يتجاوب معاه .. و قدر بسهولة انه يغير قراره من الرفض القاطع قبل دقائق ..
    الى قبوله المبدئي في هاللحظة ..
    شال كل الأوراق وحطهم في الدرج الخاص فيهم .. و دس الشيك بداخل الملف و حطه بنفس
    الدرج قفل عليه و هو مبتسم ابتسامة عريضة .. و مشى طالع من المكتب هو و السكرتير ..
    و بداخله يفكر بكل القرارات اللي اتخذها بالفترة الأخيرة واللي ممكن تغير من سير عمله ..
    أو حتى مجرى حياته ..




    /
    \
    /

  14. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    فتحت عيونها على صوت ازعاج الجوال .. و من اول ماردت عليه و بدون حتى ما يسلم
    باغتها بسؤاله : وش اسمها ؟
    كانت توها صاحية من النوم و ما استوعبت هو اصلا يسئل عن مين : وشو ..
    رفع صوته و صار يعيد سؤاله بتركيز : قلت لك وش اسمها ؟
    قطبت جبينها باستفهام : من هي .. ؟
    تأفف من اسئلتها و غبائها : يعني انا عمري كلمتك عن وحدة غيرها .. بسرعة وش
    اسمها ذيك اللي في بيت عمي ..
    توها تستوعب كلامه : اهااا .. سارة ..
    سكر السماعة في وجهها و رجع يتصل على سارة ..
    عندها هي كانت مستغرقة في نومها .. و من سمعت صوت رنة جوالها ردت على
    طول : هااااه ..
    بعد الجوال عن اذنه و ناظره متعجب .. تأكد انه رقمها و رجع يتكلم : مساء الورد ..
    للحين بعدها ماصحت ولا تدري وش سالفة هالاتصال .. تمتمت بطفش : هممم
    ضحك على تناحتها بصوت عالي .. و قال بهمس : سارة ..
    اول ماسمعت الضحكة فتحت عيونها تبي تفهم وش صاير .. بس من سمعت اسمها فتحت
    عيونها على اتساعها .. سكرت على طول بدون تفكير .. و فزت قاعدة و هي ترتجف
    " يمممه يمه هذا شلون عرف اسمي "
    جلس تضرب خدها و هي ترف بعيونها بتوتر .. و قبل ما تكمل تفكيرها رجع اتصل مرة
    ثانية .. " اوووف هذا شلون افتك منه "
    هذا حاله كل يوم يتصل عليها و ما ترتاح منه الا اذا قفلت جوالها .. مسبب لها رعب كبير
    مجرد ماتسمع صوت رنه جوالها ..
    ردت و هي معصبة : خيييير ؟
    جاها صوته الهادي عكس عصبيتها المفرطة : لا .. لا .. وش فيها الحلوة معصبة ..
    قاطعته بنفس العصبية : اعصب و لا احترق من الآخر وش تبي فيني .. ؟
    تكلم بخبث : ابيك انتي ..
    تجاهلت نبرة صوته اللي وترتها وحاولت تحافظ على صرامتها : وانا مابيك و لا عاد تدق
    على هالرقم و لا تغثني باتصالاتك .. و سكرت السماعة في وجهه على طول ..
    حطت الجوال تحت المخدة و قامت توضت و صلت و كل ما سمعت اتصالاته المتكررة تحس
    بارتباك و توتر فظيع ..‏ بعد ما خلصت صلاتها طلعت للصالة تقعد مع محمد .. كان يتابع
    مباراة توها ابتدت بعد صلاة العشا .. و جلست تتقهوى و تسولف معاه تبي تشغل تفكيرها
    عن اي شي يتعلق فيه او يخصه .. : اقول محمد باتسر ودي اروح لنورة ماشفتها من يوم
    عرس شيخة و كل ما اتصلت عليها جوالها مغلق .. و من يومين بس اللي صار يدق بس
    ماترد علي ..
    اشر لها بيده يسكتها : اوووص .. بالعة رادو انتي .. ؟ باتسر مايمديني عندي اختبار ..
    وشلون تروحين بلحالتس ..
    حطت يدها على كتفه تترجاه : تكفى والله زهقت و ابي اروح لها .. و ما اقدر اروح الا
    معك انت ..
    زود صوت التلفزيون اكثر و طنش كلامها .. قعدت مكانها مقهورة منه اليوم هو و ميساء
    ضدها .. من قالت لها على سالفة البنت اللي جات لها الملحق وهي ماخلت كلمة ماقالتها
    لها .. حست انها شرشحتها وضيقت صدرها وكرهت نفسها والمكان كله من كلامها ..
    تضايقت لانها تحس ان ميساء مسوية نفسها الوصية عليها وقاعدة تمنعها من كل شي
    حتى لو كانت ابسط حقوقها ..
    وهي جالسة وتتأفف وكل شوي تحط حرتها في محمد وتقعد تصارخ عليه جاتهم الشغالة
    اللي شايلة في يدها صينية العشا .. قامت على طول وخذت منها الصينية وهي زهقانة
    وزمت شفايفها بقهر : يعني عشان ضيقت خلقي اليوم معوضتني بهالعشا ..
    اخذ منها الصينية وقامت هي تجيب لهم سفرة وتكلم بصوت عالي : والله انتي غلطانة
    وهي الصادزة تراها ماغلطت عليتس .. اجل تخلين وحدة ماتعرفينها تدخل عندتس وتاخذ
    رقمتس ؟
    كشت عليه وهي تحط السفرة على الارض : لا والله .. ومن اللي فتح لها الباب .. ولا
    الحين يوم طلعت الدعوة غلط قلبتها علي ..
    شمر يدينه وهو يناظرها : وانا وش يدريني انتس ماتعرفينها احسب انها من صديقاتتس
    في الشغل .. انتي الخبلة اللي خليتيها تدخل ..
    طنشت كلامه وقالت بضيق : ياشين البزران لا قامو يتفلفسون ..
    ضحك بأعلى صوته عليها : يتفلسفون .. قوليها زين بالأول وعقب كملي كلامتس ..
    قعدت تاكل بدون ماترد عليه وهو كل شوي يعلق عليها ويضحك .. بعد ماخلصت عشاها
    قامت تشيل الصحون وتغسلها .. ورجعت لغرفتها تضيع وقت بأي شي لانها من جلست
    ومحمد طول وقته مباريات او تحليل رياضي ..
    سحبت جوالها وانقهرت من عدد الاتصالات اللي تشوفها واللي زاد عليها بعد 5 مسجات
    فتحتهم كلهم وكانت من نفس الرقم بيدين ترتجف قعدت تقراهم وهي تغمض عيونها بخوف
    " ياااربي .. هذا وش يبي مني " ارتاعت اول ماسمعت صوت رنة جوالها رمت الجوال
    من يدها وهي تصارخ : الله ياخذك .. الله ياخذك ويريحني ..
    رجعت تاخذه و جلست وهي تقاوم تسارع انفاسها ونبضات قلبها اللي صارت تدق بشكل
    جنوني .. حاوت تكون صارمة مثل قبل في ردها .. فتحت الخط في البداية بدون ماتتكلم
    ومن سمعت اسمها زاد تسارع نبضها اكثر من قبل .. : من انت ؟ وش تبي فيني ..؟
    ببروده اللي يقهر .. تكلم : قلت لك ابيك .. " ابتسم وهو يسمع صوت صراخها عليه وكل
    كلامها اللي قاعدة تقوله وكمل بخبث اكبر " سارة انا احبك ..
    نست كل اللي كانت تقوله وسكتت لثواني .. استجمعت قوتها وردت عليه : تحبك حية ام
    راسين قول آمين .. شوف يابن الناس اللي انت تبيها وتحبها ماهيب انا وتراك غلطان ..
    روح الله يستر عليك ولا عاد تدق علي ...
    وقبل مايقول شي لاحظ انها سكرت الخط بوجهه .. ضحك بأعلى صوته وهو يناظر
    صديقه : اول مرة بحياتي وحدة تغلط علي واضحك .. ياخي اقسم بالله انها رهيبة .. انا
    قايل لك من الاول هذي غير .. طبيعية وعلى نياتها يعني بكرة تصير تمشي وتقول نفس
    كلامي من كثر ما تحبني ..
    كمل ضحك وتعليقات مع صاحبه اللي كانت سارة وجبة دسمة للحديث عنها بجلستهم ..




    /
    \
    /
    \

  15. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    اما هي جلست مكانها ترتجف من كلامه .. طول عمرها تتمنى انها تحب واحد ويحبها
    بس ماتدري من هالانسان اللي قاعد يعطي لها هالمشاعر وهي تجهله .. فزت وهي
    تسمع صوت رنة جوالها .. كانت متنرفزة وواصلة حدها منه وماعاد تقدر تتحمل كلمة
    ثانية ممكن انه يقولها .. ردت بنفس العصبية : نعمممم ؟ وش عندك ؟ مليون مرة قايلة
    لك لا تدق علي ولا اشوف رقمك ..
    صوت ضحكة رقيقة وبعدها جاها صوتها الهادي : السوري ؟ سلامات من هاللي يدق
    عليتس ويزعجتس ..؟
    ناظرت بجوالها مستغربة وبعدها تكلمت بفرحة : يااا هلا والله .. يالله حيها بنت عمي اللي
    ادق عليها وسافهتني ..
    ضحكت برقة وكملت بصوت قريب من الهمس : ماعاش من يسفهتس والله .. افتحي لي
    الباب هذاني عندتس ..
    نطت على طول من الفرحة وهي ماسكة الجوال : احلفي انتس جايتني ..
    تجاهلت نظرات طلال لها .. اكيد انه منتبه لكل كلمة تقولها سارة خصوصا ان صوتها
    جدا عالي .. : والله اني عند الباب .. " التفتت لطلال وتكلمت " متى بتجيني ؟
    ناظر ساعته وشافها بحدود الـ 10 م : ماراح اطول يعني بالكثير حول الساعة .. خذي
    راحتك مع بنت عمك ..
    هزت راسها برضى : ان شاء الله .. ونزلت على طول رايحة لها .. من اول ماطقت
    الباب فتحت لها وعلى طول لمتها في حضنها .. وهي ترحب فيها .. محمد اللي ماكان
    فاهم شي من شاف نورة نزل عيونه وانتظرهم لين دخلو لغرفة سارة ..
    سكرت الباب عليهم وهي تمسك عباتها : هاتي عباتتس ..
    جلست نورة بدون ماتفصخ عباتها : لا خليها علي مانيب مطولة .. كلها ساعة وبروح
    لبيتي بس جايتتس اليوم بنشد عن علومتس ومشتاقة لتس بعد .. طمنيني عنتس شلونها
    دنياتس ..
    لاحظت عليها من اول ما جلست حزنها اللي مبين في عيونها .. ودمعتها اللي تشوف
    لمعتها : انا بخير بس انتي وش فيتس .. صاير شي بينتس وبين رجلتس ..؟
    هزت راسها بالنفي ونزلت دموعها على طول : راكان يالسوري ذابحن خويه بالخطا
    وحبسوه ..
    شهقت وهي ما استوعبت اللي انقال لها ابد : وشووو ؟ راكان ؟ وش اللي صاير له
    عادت عليها نورة نفس الكلام واضافت عليه بعض التفاصيل .. نزلت دموعها على
    طول : ياويل قلبي عليتس يا هيا هالحين اكيد انها مقطعة عمرها بالصياح .. وانا ليش
    ماتعلموني من اول .. ليش توتس تقولين لي مانيب منكم ولا طلعت من الديرة وماعاد
    تعدوني منكم ؟
    ناظرتها وتكلمت بصوت حزين : وهذا وقت عتبتس الله يهداتس وربي ما جيت لتس
    الا بعد ما ضاقت فيني .. وادري محد يحس باللي بقلبي الا اهلي .. بعد باتسر
    بيحكمون عليه والله يستر ماندري وش اللي ربي كاتبه له ..
    أجلت سارة كلامها كله اللي كانت تبي تقوله لنورة وتشتكي فيه من هالانسان اللي
    ازعجها اللي سمعته اليوم كان اكبر من اي هم ثاني .. : بس يا نورة .. اذا لي غلا
    بقلبتس .. لا تصيحين وربي انتس قطعتي قليبي .. " مدت يدها وقعدت تمسح على
    ظهرها وهي تقرا عليها واول ماحست انها هدت تكلمت " شلون عمي وخالتي وهيا
    وش اللي صار عليهم من درو .. وشيخة ياقلبي عليها ما تهنت وهي توها عروس
    هزت راسها بالنفي : لا شيخة ماتدري راكان مايبيها تعرف الا عقب باتسر مايبي
    يضيق خلقها الحين والله يا سارة حالتهم كسيفة بس الله يطمن قلوبنا ويفرجها علينا
    رفعت يدينها للسماء ورددت وراها : آمين يارب ..
    جلست لدقايق تناظرها ودموعها تنزل على خدودها غصب عنها مسحت دموعها
    بيدينها وتكلمت : ليش ماعلمتوني الى هالحين ..
    قاطعتها قبل تكمل عتابها : والله ماجيت الرياض الا من 3 ايام .. ولا قبل كنت
    بالديرة عند اهلي .. ومن جيت وانا مالي خلق احد من هم راكان وهم فراق اهلي
    وهم على هالحال .. حتى رجلي ماعاد ادري عنه وطول وقتي وانا بفراشي واذا
    قمت قعدت مع خالتي والبنات وهو ماقصر وربي .. من يشوفني متضايقة يجي
    يطمني عليه .. ويحاول انه يريحني ويشيل الزعل مني
    بس عاد تدرين اوقات اخاف انه يقول كلامه لي يبي يريحني عشان ولده ..
    كانت منزلة راسها تستمع لها ومن سمعت هالكلمة رفعت راسها وناظرتها : وشو
    نورة انتي حامل ..؟
    انتبهت نورة لكلامها الحين ومادرت وش قاعدة تقول بالأول : ايه ..
    ضمتها بقوة وهي تضحك : مبرووووك يالنوري .. والله انتس فرحتيني وانتي
    اللي من جيتي وانا ضايق صدري عسى الله يتمم لتس حملتس وتولدين بالسلامة
    يارب .. ولا تظلمين رجلتس لو ما يحبتس ما اهتم لتس ولصحتس ..
    استغفرت ربها اكثر من مرة وناظرتها : والله اني مابي اظلمه بس اخاف انه ما
    يعلمني الصدز .. والله اني ودي اقعد عندتس الى يوم الاثنين احس اني كارهتن
    نفسي .. والله يعلم بضيقتي اللي بصدري ..
    مسكت يدها وضغطت عليها : مايفك ضيقتتس الا ربتس .. " وباستفسار " اعلم
    محمد ولا اخليه على جهله لين عقب باتسر ..
    بعد تفكير تكلمت نورة : لا .. خليه مرتاح توه صغير على الهم .. ان شاء الله
    ربي يفرج على راكان وعقب علميه انتي ..
    مسحت وجهها بيدينها ورجعت تفكر بكل اللي انقال .. تحس هاللي سمعته مثل
    كابوس مرعب مر عليها وراح تصحى وتلقى كل شي مختفي .. قضو هالساعة
    مابين شكوى نورة وتهدية سارة اللي يتخللها اوقات كثيرة دموعها اللي تنسكب
    لمجرد مرور طيف هيا اختها في بالها .. ودعتها نورة ومشت معاها للباب وقبل
    تطلع همست لها : احلفتس بالله اذا دقيت عليتس لو انه بانصاص الليالي تردين
    علي .. تكفين يالنوري ابي اتطمن عليتس ..
    تغطت وحطت عباتها على راسها وهي تهمس لها : ابشري .. بس انتي ادعي
    له .. تكفين كل ما جا في بالتس .. ولا طريتي هيا ادعي لهم عسى الله يفرج
    كربته ويجمعهم على خير ..
    سكرت الباب وراها ورجعت غرفتها متجاهلة اسئلة محمد عن سبب زيارة نورة
    لها بهالوقت وهي اللي ما اعتادو انها تجيهم ابد .. فتحت جوالها اللي قفلته من
    جاتها نورة .. وطلعت لها المسجات اللي يرسلهم لها .. " يارب تكفيني شره انا
    الحين بهمي وهذا جنني .. حسبي الله ونعم الوكيل .. "




    /
    \
    /
    \

  16. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    قدر انه يجمع اكبر قدر من الأدلة اللي يحتاجونها بهالقضية كل التقارير اللي
    تثبت تعرضها للضرب الى درجة الاغماء وتقرير الاطباء عن آثار الحروق
    بجسدها واللي بعضها غائرة في مناطق مختلفة من جسدها .. طبع له اكثر من
    نسخة وقام متوجه للبيت ومنها بيروح لمكتب المحامي بعد ساعة .. من اول
    ما وصل للشقة شاف يزيد توه راجع من المستشفى ومسترخي بالصالة سلم
    عليه وحط الاوراق على التلفزيون .. ودخل ياخذ له شاور سريع ويبدل ملابسه
    بعد ربع ساعة طلع وهو يسكر ازرار ثوبه : تخاويني ..؟
    ناظره باستفسار : وين ؟
    متعب وهو يلبس شماغه : بروح اودي هالتقارير للمحامي وخلنا نطلع لنا اي
    مكان بعدها .. نروح كوفي اي شي زهقان و ودي اغير جو ..
    قام معاه واخذ شماغه : يالله بسم الله مشينا ..
    نزلو اثنينهم من الشقة وتوجه متعب لمكتب المحامي على شارع العليا العام
    وطول الطريق وهم يتناقشون بهالقضية .. ماحب متعب يذكر تفاصيل دقيقة
    ليزيد بحكم انها اسرار مهنته بالأول ولأنه يعرف البنت وما يحب يتكلم عن
    تفاصيل حياتها الدقيقة لأي شخص حتى لو كان اعز اصدقائه ناظر ساعته
    وهو يشوف مكتب المحامي من بعيد .. وقف عند باب المكتب والتفت ليزيد
    يكلمه : شوي وجاي ماراح اتأخر ..
    شافه وهو رايح له ونزل من السيارة وراح مكان السائق وطلع يتمشى شوي
    على ما يخلص متعب اشغاله اكيد وقتها راح يتصل فيه ..
    من دخل على مكتبه استقبله السكرتير اللي قال له ينتظر 10 دقايق .. جلس
    عند مكتب السكرتير ينتظر الإذن بالدخول على المحامي .. وبعد حول الـ 10
    دقايق سمح له انه يدخل عليه .. طق الباب ودخل وهو يسلم : السلام عليكم
    رفع المحامي راسه ووقف وهو ماد يده يصافحه : هلا والله وعليكم السلام ..
    حياك الله اخوي متعب .. تفضل ..
    جلس في المقعد المقابل له : هلا فيك اخوي ..
    مد له الاوراق اللي طابعهم وحطها قدام المحامي .. : هذي كل التقارير اللي
    تثبت تعرض ديما للتعذيب .. وفي معاها تقارير الطبيبة المختصة عن بعض
    آثار الحروق اللي صار لها سنوات طويلة ..
    ابتسم وهو يتأمل الاوراق وقال بكل ثقة : لا تشيل هم انا قلت لك من البداية
    القضية بجيبي وانا ماعمري خسرت قضية ابد وهالتقارير لحالها كافية اننا
    نكسب القضية لصالحنا .. وراح اتكلم مع اختي ام خالد وافهمها كل التفاصيل
    وان شاء الله راح اكون بانتظار اي تحديد لموعد الجلسات من المحكمة ..
    هز راسه بتفهم وقام على طول : انا عندي ثقة كبيرة فيك بعد الله انك ماراح
    تخذلنا ومثل ماتعرف هالتقارير سرية ومايحق لاحد غير الموظفين المختصين
    الاطلاع عليها .. اتمنى ما يتم الكشف عنها الا بيوم الجلسة ..
    هز راسه بتفهم : اكيد هذا من واجبنا .. وكل هالتفاصيل انا عارفها ومعتمد
    عليها في مجال عملي ..
    ودعه مع اتفاق انهم يتقابلون بأول جلسة راح يبلغه المحامي بموعدها وطلع
    رايح لسيارته وقف مكانه يناظر حوله وتأفف من يزيد وحركاته على طول
    اتصل عليه وهو يمثل العصبية : وينك .. بسرعة تعال انا لي ساعة ملطوع
    برا ..
    وقف ينتظره وعيونه كل شوي على ساعته وبعد حول الـ 5 دقايق جا له ..
    ركب معاه وهو معصب هالمرة جد : ماشاء الله رايح تتمشى وانا قاعد من
    اليوم انتظرك ..
    ابتسم وهي يتجاهل عصبيته : اجل اقعد انا انتظرك وانت عنده هالوقت كله
    " وباستفسار " تبي تسوق ؟
    التفت له وتوه تذكر ان يزيد جالس بمكانه : لا عادي امش بس روح لاقرب
    كوفي خليني اروق ..
    وقفو عند اقرب كوفي على امتداد الشارع ونزلو اثنينهم .. جلسو بالجلسات
    الخارجية وطلبو طلباتهم المعتادة .. وقعدو يسولفون بأمور حياتهم اليومية
    ضحك يزيد بأعلى صوته على كلام متعب : الله يالدنيا اول ماتروح للخبر
    الا بالشهر مرة والحين كل اسبوع وانت تسابق الساعة كل هذا عشانه ..؟
    قطب جبينه وناظره مستفسر : عشان منو ؟
    ابتسم ابتسامة عريضة وهو يغمز له بعينه : علينا هالسوالف .. ؟
    ابتسم على تفكيره وقاطع كل تفكيره : انا ابي اخدمهم لاني ابيها تستقر عند
    امها اما تفكير ثاني لا يجي في بالك لان فكرة الزواج منها مستحيلة .. وما
    جات في بالي ابد .. يعني ريح نفسك وفكنا من هالتعليقات اللي مالها داعي ..
    هز راسه بعدم تصديق : يعني بتقنعن انك ابد ابد ما فكرت تاخذه .. ؟
    تكلم هالمرة بجدية : تبيني احلف لك عشان تصدق .. والله العظيم مافكرت
    فيها من هالناحية ابد .. لان ابوها مستحيل يزوجها واحد من طرف امها ..
    يعني مستحيل احط شي في بالي واتعب نفسي باشياء ما راح تصير ابد ..
    انا اذا بتزوج اهلي بيختارون لي اللي تناسبني .. وهي اكيد بيجيها نصيبها
    اللي اتمنى من ربي يكون يستاهلها وما يزيد فوق عذابها اللي ذاقته هالسنين
    عذاب اكثر ..
    كان يتكلم معاه وهو يقنع نفسه ويقنع يزيد بعد .. و هالكلام قاله اكثر من
    مرة لجوري اللي قالت له عن اهتمام ديما فيه وانها دايم تسئل عنه وتسولف
    عنه .. وحتى ذكرياتها يمكن ماتتذكر اشياء من ماضيها كثر ما تتذكر كل
    شي مرتبط فيه ومعاه يخاف عليها انها تتعلق فيه وتتعرض لصدمة تضاف
    لصدمات عمرها الكثيرة .. وهو يبيها تقطع الأمل من الأول وماتفكر فيه
    ابد ولا تفكر انها تحبه .. بعد ما تناقشو في هالموضوع وقدر على حد ظنه
    انه يقنع يزيد .. قامو راجعين للشقة .. وقبل يوصلون نزلو يصلون في احد
    المساجد صلاة العشا بعدها مرو على مطعم وخذو لهم عشى ومشو راجعين
    لشقتهم كل شخص فيهم له حياته واهتماماته ومشاغله الخاصة ولكن تجمعهم
    عشرة دامت لسنوات طويلة ..



    /
    \
    /
    \

  17. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    توها متسبحة وطالعة تبدل ملابسها تبي تطلع من غرفتها وتغير جو شوي
    ناظرت نفسها بالمراية ومررت يدها على وجهها .. كانت عيونها متفخة
    وباين عليها آثار الصياح .. وخشمها اصير لونه احمر .. حطت يدها على
    فمها تكتم شهقتها .. وهي تتذكر كلامه اللي يردده على مسامعها كل ليلة ..
    تنهدت بضيق وهي تسحب لها من الدولاب بنطلون ساتان اسود .. وتوب
    اسود .. حست ان هالألوان تعكس حالتها النفسية .. اللي صارت عليها من
    فترة طويلة .. بعد مالبست وقفت تتأمل شكلها بقهر .. وزنها اللي نقص
    بشكل كبير لانها ما صارت تاكل مثل اول .. وملامحها المرهقة والمتعبة
    الهالات السودا اللي تحيط بعيونها .. غطت وجهها بيدينها وهي تصيح ..
    " نذذذذذل الله ينتقم منه على اللي يسويه فيني " شهقت وهي تسمع صوت
    رنته ورفعت جوالها ترد عليه بصوت كسير : هلا ..
    بصوت يناقض صوتها .. كله حيوية وفرح ..: هلا حبي .. هلا عمري ..
    تصدقين انك وحشتيني ..
    ابتسمت بخاطرها على كلامه .. اكيد وراه طلب من طلباته اللي ما تنتهي
    واللي سم بدنها فيها : من الآخر قول وش تبي .. ؟
    اطلق ضحكة بصوت عالي .. وتكلم بهيام : ياعمري ياناس على اللي تفهم
    حبيبها .. والله مشتاق لك .. مشتاق اشوفك واجلس معك ..
    ماتنكر انها اول كانت تفرح اذا سمعت هالكلام منه .. بس هالمرة كلامه
    عارفة ومتأكدة انه يحمل وراه اغراض ثانية .. : صلاح .. تكلم من الآخر
    علمني وش تبي مني .. تراها ضايقة فيني و مالي خلق احد ..
    بنفس اسلوبه اللي قبل تكلم معاها : ابيك الحين تجين عندي البيت .. اهلي
    مسافرين ومابقى الا انا لحالي .. واكيد زوجتي حبيبتي .. ما يهون عليها
    اقعد بالبيت لحالي ..
    ناظرت ساعتها اللي على الكومدينة .. : صاحي انت الساعة 9 وربع وين
    اجيك الحين ..
    قاطعها بخبث ..: لااا ياحلوة .. لا تسوين فيها انك خايفة من اهلك ومدري
    وشو وانا اكثر واحد داري انك لو تغيبين بالأيام محد درى عنك .. بسرعة
    اكشخي وتعالي .. ترى مشتاق لك موت ..
    طنشت نبرة السخرية بكلامه وتكلمت بجدية : كنت اقول لهم اني رايحة عند
    خالتي وجدتي تنام من بدري محد يدري عني انا ويني فيه وهي تغطي علي
    بس الحين حنين ببيت زوجها شلون يعني .. وين اقول لهم بروح ..
    تكلم بقل صبر : ماعلي فيك دبري نفسك مثل ما كنتي تجيني اول بأي وقت
    مابي انتظرك اكثر من نص ساعة .. عشان خاطري لا تزعليني منك ..
    تنرفزت من بروده وصرخت بأعلى صوتها : بس .. بسسسسس لا تكلمني
    بهالأسلوب .. محسسني اني وحدة رخيصة عندك .. ترى انا زوجتك .. مو
    وحدة تدفع لها كم ألف وتجي هي تنام معاك ..
    تكلم بنفس البرود : افاااا .. من اللي يقول عليك رخيصة ياقلبي .. بالعكس
    انتي غالية .. وغالية حييييييل .. وش اقول بس ما اقدر اوصف غلاك لو
    قلت انتي كلك اغلى عندي من الذهب ..
    سكرت في وجهه وهي معصبة .. كلامه واسلوبه وكل شي منه ينرفزها
    وقعدت تفكر شلون تطلع من البيت بدون محد يسئل عنها وين بتروح ماتبي
    تخليه يعصب تعرفه لا عصب يتلفظ عليها بألفاظ تقهرها .. لبست عباتها
    على نفس اللبس اللي كان عليها .. خذت جوالها وشنطتها ونزلت وهي تكلم
    صديقتها .. استانست انها مالقت احد بالصالة وطلعت مستعجلة من البيت
    ركبت مع السواق .. وقالت له يروح لبيت صلاح .. ورجعت اتصلت على
    صديقتها تتفق معاها على كل شي تقوله لاهلها لو اتصلو مع انها متأكدة انهم
    بحياتهم ما سئلو من وراها واي مكان تقول لهم بتروح له يصدقونها : انتي
    قولي نايمة عندي وما عليك .. هذا اذا احد اتصل .. ودقي علي من جوالك
    الثاني وافتحي السبيكر .. وانا بتكلم وبيظنوني عندك .. زيييييين ؟
    ردت عليها ببرود : زين لا تصارخين علي .. روحي استانسي انتي وانا
    اللي بقعد في القلق ..
    سكرت منها وهي تحس بضيق من هالمشوار .. بدت تحس انها تكرهه كل
    شي فيه تغير عن قبل وصورة صلاح العاشق اللي كانت تشوفها تحولت
    لصورة ذئب يتمتع فيها بكل وقت فراغه وهي تتبعه بكل خطواته بدون ما
    يكون لها اي حق في الاعتراض وفوق هذا يبتزها ماديا .. وكل ما حاولت
    تعترض هددها بالطلاق ..
    وصلت للبيت .. وهي تحس بهم كبير كاتم على قلبها .. شي اكبر من حدود
    احتمالها .. نزلت دموعها اول مادخلت مع الباب الرئيسي .. كان بيتهم جدا
    متواضع من دور واحد ما كان صغير مرة لكن حجمه متوسط .. اتصلت
    عليه تبلغه انها عند الباب .. ثواني فقط وفتح لها الباب بابتسامته .. استقبلها
    بالاحضان وكلام الحب .. ولأول مرة كرهت كل كلمة يقولها وكل شي كان
    يتكلم فيه تحس انه يزيد عذابها ..
    دخلها لغرفته وفصخ عباتها ناظرها بتذمر : وش هاللي لابسته انتي ؟ الحين
    اقول زوجتي حلوة .. وجسمها حلو بالآخر تلبسين لي هالألوان الكئيبة اللي
    تضيق الصدر ..
    تأففت من كلامه : وانت وش عليك من لبسي .. انت عليك من اللي تبيه ..
    انا مالي خلق لشي اخلص علي ابي ارجع البيت ..
    باسها على خدها وهو يضحك : نو .. نو اليوم حبيبتي بتنام عندي في البيت
    " وهمس لها " ثواني واجيك ..
    سكر الباب وراه و جلست هي على السرير تبلع غصتها وكل شي فيها كاره
    لهالانسان .. غمضت عيونها وقعدت تنتظره واول ما سمعت
    صوت الباب ينفتح رفعت عينها تناظره جمدت
    مكانها وتوقف نبضها من اللي تشوفه انسان غير زوجها اللي اوهمت نفسها
    بحبه قاعد يقترب منها بنظرات مقززة .. صرخت بأعلى صوتها قبل يقرب
    منها : صلاااااح الحق علي .. صلااااااح ..
    وغابت صرخاتها بعد ما انقض عليها بشراهة .. وهو يشوفها فريسة سهلة
    هيئت له كل السبل انه يقضي معاها ليلة ممتعة مدفوعة الثمن ..



    /
    \
    /

  18. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    فركت يدينها بتوتر وهي تستمع لكلامه كل شي يقوله لها يوترها .. رغم انها
    تحاول تكون طبيعية قدامهم لكن في اشياء غصب عنه تطلعها من هدوئها و
    تخليها بقمة توترها .. تجاهلت نظرات امها لها ومسكت يدينه برجاء : عادل
    تكفى ابي اقعد معاكم .. مابي اتزوج .. ولا ابي اروح اي مكان .. والله والله
    اني ابي يزيد من زمان بس احس اني ما اقدر اتزوجه .. عادل وربي كرهت
    كل الرجال من ابوي .. هو كرهني فيهم وكرهني بنفسي ..
    ناظرها بتفهم : ماراح اجبرك عليه ابد .. بس انتي تعبانة ولازم تتعالجين وانا
    قلت لك بالأول ماراح اضغط عليك .. والله يا دانا مابي اشوفك تروحين منا
    واحنا مانقدر نسوي شي " لاحظ توترها وحركة يدينها اللي تضغط فيها على
    يده بقوة " لا تعصبين علي ولا تتنرفزين .. محد قايل انك مجنونة كل انسان
    يتعب ويروح للمستشفى .. وكل مرض بالدينا وله علاج حتى اللي تحسين فيه
    انا بوديك لطبيب ممتاز .. ويزيد بنفسه اللي رشحه لي و تتعالجين عنده بسرية
    ابد محد يدري انك تروحين له ولا احد يدري عن اي تفاصيل تخصك ..
    جلست لثواني تفكر .. ناظرت امها برجاء وتكلمت : يممممه .. وانتو كل يوم
    على هالموال ..
    ناظرتها وتكلمت بحزم : ايه وما يريحن الا لا شفتتس بنتي اللي اعرفه وكبرته
    يا يمه لا تضيقين خلقي ولا تزعلينن عليتس .. هالمرة اسمعي كلام اخوتس وان
    شاء الله ما يضرتس شي ..
    كمل عادل على كلام امه : والله اتكلم معاك جد .. هالمرة ما راح افكك الا اذا
    قلتي لي انك بتروحين معاي باقتناع تام .. لاني مابي اشوفك تتعذبين كل يوم
    وما اقدر اساعدك ..
    هزت راسها باعتراض : بس انا مانيب مجنونة .. " وببكاء هستيري " والله
    العظيم مافيني شي .. عادل ليش ما تفهمني حرام عليك ..
    حس قلبه يعوره عليها .. مايتحمل ابد يشوف دموعها مهما صار .. حاول انه
    يتناسى حبه لها وخوفه على خواته وقدم مصلحتها قبل اي شي ثاني : الحين
    ماقدر اسوي لك شي .. انا مكلم الدكتور وماخذ لك معاه موعد بكرة .. وجاي
    اقول لك ابيك تستعدين عشان تروحين معاي ..
    وكآخر محاولة لاثبات الذات جلست بكل هدوء .. استجمعت قوتها وتنفست
    بعمق تحاول انها تخفي توترها كله .. سكتت وقت طويل وهي تناظرهم وبكل
    هالوقت كانت تحاول تسكن رجفة جسدها اللي سرت فيه من سمعت كلامهم اللي
    اتعبها .. تكلمت بعد تفكير : انا موافقة اتزوج يزيد ولو تبون من باكر بس ما
    اروح للدكتور ..
    عادل باعتراض : دانااا وش هالكلام .. انتي قلتي ماتبينه ..
    اشرت له امه يسكت وراحت قعدت جنبها : يمه هذا زواج ولازم تفكرين زين
    باقتناع .. واذا ماتبين محد جابرتس عليه ..
    هزت راسها بالنفي : لا ابيه .. انا قلت لكم من زمان اني ابيه ..
    مسح بيده على وجهه وناظرها : قبل تقولين كرهتي كل الرجال والحين تبينه
    تراه زواج مو لعب بزران .. و العلاج اللي انتي خايفة منه مافيه شي يخوف
    كله فضفضة عن اللي بقلبك ..
    قاطعته وهي مركزة نظرها عليه .. : عادل انا مافيني شي .. قلت لك موافقة
    وابيه .. واذا ماتبي تقول له انا مستعدة ادق عليه الحين واعلمه بموافقتي ..
    ابتعد عنها وهو يفكر بكلامها الى الحين وقرارتها متذبذبة ماعرفو ياخذون لها
    راي كل ماقالو لها شي اعترضت عليه .. والحين توافق على الزواج للهروب
    من تبعات صدمتها العصبية اللي تعرضت لها .. : اوكي هالمرة بس .. ما راح
    اتدخل ابد ولا تجين تشتكين لي بعدين من اي شي يصير لك لاني ابي مصلحتك
    وانتي تبين تاخذين كل شي بالعناد .. وتحملي اللي يجيك
    ناظرته امه تبيه يسكت وضمتها لصدرها : خلاص يمه انتي كبيرة و تعرفين
    وش اللي يضرتس .. وان شاء الله محد بيكون لتس احسن من ولد خالتس ..
    تجاهلت نظرات عادل المسلطة عليها .. وحتى نظرات خواتها اللي مو عاجبهم
    وضعها ابد .. ابتسمت لامها تخفي كل توتر وارتباك تعيشه : زين يمه بروح
    انوم الحين ..
    ومشت على طول رايحة للغرفة بدون ما تناظر وراها او حتى تسمح لاحد انه
    يعلق او يتكلم ويقول شي غير اللي هي تبيه ..
    دخلت بفراشها وتغطت وكل خلية بجسدها ترتجف .. حست بانفاسها متسارعة
    والضيق اللي بصدرها اكبر من قبل مجرد احساسها ان يزيد راح يكون قريب
    منها اثار الرعب بقلبها حطت يدها على صدرها تقاوم ضيقتها واول ماحست
    ان نفسها توقف .. قعدت وهي تتنفس من فمها و كأنها تلهث من التعب " اعوذ
    بالله من الشيطان الرجيم " وقفت وراحت عند الشباك وفتحته وصارت تسحب
    لها نفس عميق تبي تدخل هوا لرئتها اللي تحسها تسكرت من قل الاكسجين ..
    واول مارجع تنفسها طبيعي جلست على الارض وضمت نفسها وهي ترتجف
    الم .. ودموعها تنزل بغزارة على خدودها ..



    /
    \
    /
    \

  19. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    خلف القضبان وبقاعة كبيرة تضم عدد كبير من اهل القتيل .. و اهل عبدالله
    بالاضافة الى طلال والوليد ومشاري جلسو اثنينهم يناظرون بكل اللي حولهم
    منتظرين لحظة النطق بالحكم واللي راح تكون تحديد مصير لراكان بهاللحظة
    يا اما انه يستمر بحياته او يحكم عليه بالقصاص بتهمة هو بريء منها براءة
    الذئب من دم يوسف عليه السلام ..
    تلفت حوله وشاف نظرات الكل لهم ابو منصور اللي عرفه من صوره اللي
    كان دايم يشوفها مع منصور .. تمنى لو كان بيده ويقدر يقول له انه ما كان
    يقصد ابد .. لاحظ الحزن بعيونه وعيون الاثنين اللي جنبه .. ولام نفسه كثير
    على تسرعه .. عبدالله اللي كان حاس فيه من نظراته وحاس بالصراعات اللي
    بداخله حتى لو ما حاول يظهرها .. قرب منه وتكلم : قدر الله وما شاء فعل لا
    تقعد تلوم نفسك ..
    التفت له وهو يستمع لكلماته اللي يقولها له .. وكأنه بهاللحظة محتاج من يثبت
    له ان كل شي صار ما كان ابد متعمده .. حاول يقاوم دموعه اللي بعيونه وهو
    يتكلم معاه : حتى لو عفو عني انا مقدر اسامح نفسي ..
    مسكه مع كتفه وهزه : راكان اذكر ربك .. تبي تعترض على حكم ربك ترى
    كلنا رايحين نستانس .. ولاحد بقلبه حقد على الثاني وانت تعرف انا عشنا كل
    هالسنين مثل الاخوان واكثر ..
    التفتو اثنينهم للخلف وهم يسمعون اوامر الشرطي لهم بالتزام الصمت .. ثواني
    وتكلم بعدها يطمنهم : ان شاء الله براءة .. ما دام كل التحقيقات مافيها اي دليل
    ضدكم .. ماراح يلقى محاميهم اي شي ضدكم صدقوني ..
    سكتو اثنينهم وقلوبهم تلهج بالدعاء للخالق يعدي فترة المحاكمة على خير كانت
    الدقائق متعبة الى ابعد الحدود كل لحظات الانتظار تعالت معاها سرعة نبضات
    قلوبهم ونظرات الترقب والخوف بانت على ملامح الجميع .. كان يحس باريتاح
    من يسمع دفاع المحامي عنه وتفنيده لكل الحقائق لكن يزداد خوفه بمجرد سماع
    محامي المدعي وهو يحلل تفاصيل الحادثة تفاصيل شاهدوها كثير في الافلام
    والمسلسلات ولأول مرة يكونون هم اساس هالقضية .. ناظر الوليد اللي اشر له
    على فوق .. وفهم منه اللي كان بيقوله له .. " لا اله الا الله .. عليه توكلت وهو
    رب العرش العظيم .. "
    تنقل بصره بينهم كلهم اوقات على طلال اللي رغم ثباته لكن كان يسترق له
    النظرات من وقت للثاني .. والوليد اللي ماشال عينه عنهم هو وعبدالله .. ومشاري
    اللي كان جالس بمكانه ويحرك رجلينه بتوتر .. والمحامي اللي بين كل شهادة
    والثانية كان يلتفت لهم مبتسم ..
    بعد 15 دقيقة سيتم النطق بالحكم .. يالله وش كثر هالدقايق طويلة عليهم كل
    تفكيره كان انه يحسبها ثانية بثانية .. وكل ثانية يتسارع نبضه اكثر من قبل ومن
    شدة خوفه حس ان قلبه بيخترق ضلوعه ويغادر صدره .. حط يده على قلبه
    وهو يحس انه راح يغمى عليه من صعوبة موقفه .. كل الصور بحياته مرت
    قدامه بهاللحظة .. طفولته وفاة عمه ومرض ابوه .. دراسته .. اهله وخواته
    وبيت عمه .. وهيا خطيبته كلهم مرو قدام عيونه وكأنه يودعهم ويلقي عليهم
    السلام الأخير قبل اسدال الستار على آخر فصول حياته .. حس بوقتها وده
    يصارخ ويطالبهم بالحكم النهائي ويرتاح .. هم تعودو على هالاجراءات لكن
    قبله اصغر من انه يتحمل هالحمل كله ..
    وقف قلبه وهو يشوفهم يمدون الورقة للي راح ينطق بالحكم .. غمض عيونه
    ولسانه يلهث بالدعاء .. وتجاهل كل صوت كان يسمعه حوله وركز على اللي
    يقرأ الخطاب حرف حرف .. حس بيد عبدالله تمسكه وضغط عليها بقوة وهو
    يحاول يضبط انفاسه ..
    سمع اسمه يتردد وغمض عيونه اقوى وكأنه يهرب من سماع اي شي ممكن
    يصير ضده ..
    راكان عبدالرحمن الـ ......
    تمت ادانته بالقتل الخطأ و يكلف بدية قيمتها 100 الف ريال حسب ما حدده
    الشرع مالم يتنازل اهل القتيل مع السجن لـ 6 اشهر قابلة للتقليص عند اثبات
    حسن السلوك ..




    /
    \
    /
    \


  20. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    الجزء الثاني عشر
    [ الفصل الأول ]‎‎‎‎
    i 2 i


    /
    \
    /
    \


    قال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ
    مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ
    رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةً
    فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً )
    (الآية 92 من سورة النساء)




    تعالت الأصوات حوله وماعرف وش هو بالضبط احساسه .. فتح عينه والتفت لعبدالله
    اللي حضنه بقوة .. : وشو .. وش قال مافهمت عليه .. ؟
    عبدالله بشفايف ترتجف وصوت ضحكته طغى على حروفه : براءة .. براءة يا راكان
    سكتو في لحظة النطق بالحكم على عبدالله .. واللي كان معروف الحكم عليه مسبقا ..
    دمعت عيونه وهو يناظر بكل شي حوله وبدت له كل الوجوه بلا ملامح و ماعاد صار
    يقدر يشوف احد من دموعه اللي صارت تنزل بلا توقف .. احساس سعادة كبير يحسه
    بهاللحظة .. وتردد في كل اركان المحكمة " عبدالله تركي الـ ..... , غرامة مالية قدرها 6 آلاف
    ريال لحيازة سلاح بدون ترخيص "
    التفت لعبدالله وهو للحين مو مستوعب شي .. انتبه لنظراته اللي موجهها للوليد اللي
    كان يبادله نظرات كلها فرح بهالبراءة اللي كلهم كانو متأكدين منها .. : عبدالله تكفى
    فهمني .. الحين وش اللي يتنازلون عنه ..
    وقبل يتكلم عبدالله اقترب منه المحامي يبارك له سمع كلامه وادرك اخيرا بأن الحكم
    مفرح رغم جهله للتفاصيل .. ارهف سمعه لكلمات طال انتظارها وحروفه تغسل كل
    هم سكن قلبه بالفترة الأخيرة : مبروووك البراءة يا راكان انا كنت واثق ان الله ماراح
    يخيب رجانا لانك بريء وتستاهلها .. ان شاء الله امر الدية سهل ولا تفكر بشي محد
    بيرضى تقعد يوم في السجن ..
    تجمعو حول ذاك السياج الحديدي الوليد وطلال ومشاري وابو عبدالله ابتسم لكل كلمة
    فرح وجهت له .. لكنه كان متعب ومرهق جدا ومحتاج هدوء اكثر يبي يفهم كل شي
    راح يصير عليه بعد هالحكم .. كل كلمات التهنئة اللي ترددت كانت مثل اجمل حلم
    يتمناه .. وبدا اخيرا يستوعب احساس الفرح العظيم .. رغم غصة الألم بفقد صديقه
    الا ان هاللحظة بالذات ما تقبل اكثر من شعور الفرح توجهو للداخل ولحقهم المحامي
    اول ما شافه راكان مسك يده : تعالي فهمني كل شي وعلمني بالضبط وش علي لأني
    ما افهم بهالامور كلها .. ولا عمري تخيلت اني بنحط بهالمكان ..
    راح عبدالله يوقع اوراق خروجه وجلس هو والمحامي اللي تكلم بكل هدوء : الحمد
    لله تم اثبات ان القتل خطا لان كل الأدلة تشير الا ان الرصاصة كانت عالقة بداخل
    المسدس ومع تحريكه انطلقت .. وبما انه قتل خطا يصير عليك الحق الخاص فقط
    اللي هو الدية تسلمها لأهل القتيل الا اذا تنازلو عنها وقتها ما عليك الا الكفارة بإذن
    الله ..
    قاطعه باستفسار : والسجن .. ؟
    المحامي بابتسامة : اذا تم دفع الدية او التنازل عنها ماعليك سجن وتطلع على طول
    وهالمدة حددت لدفع الدية ..
    راكان بلهفة : يعني لو تسددت الدية هالحين اطلع .. ؟
    هز راسه بإيه : طبعا .. لان القتل الخطا مافيه حق عام .. بس حق خاص وهذي
    كلها امور مسلم فيها و لا تقبل النقاش ..
    وقف من الفرحة وهو يناظره مو مصدق اللي سمعه وردد بصوت عالي : الحمد
    لله ياااارب .. الحمدلله يااااارب .. " رجع يناظر المحامي " ادري انه ما عندي ولا
    ريال ادفع الدية فيها .. بس متأكد ان اهل الخير مابيخلوني .. وبإذن واحد احد لادفعها
    كلها من تتيسر اموري ..
    كان يتحرك بكل مكان يحس نفسه وده يطير وده يروح لاهله واحبابه ويقول لهم
    كل شي صار معاه وانه امله بربي ما خاب غطى وجهه بيدينه وهو يقاوم دموعه
    اللي على وشك النزول وكل تفكيره يروح لامه وابوه وده بس يزف لهم هالبشرى
    ويشوف علامات الفرح على وجيههم اللي كساها الحزن بسببه ..
    بالخارج توجه الوليد ومشاري خلف ابو منصور .. ورغم محاولاتهم الكلام معاه
    الا انه أجّل النقاش لبعدين وقفو اثنينهم يناظرونه وهو طالع من المحكمة والتفت
    مشاري على الوليد : تتوقع انه حاقد علينا ..؟
    الوليد وهو يتأمل وجيههم الحزينة : لا اكيد .. اعرفه رجال طيب وما يعرف الكره
    والحقد ابد .. بس يا مشاري هذا ولده ومن يلومه انا متأكد اذا رحنا وتكلمنا معاه
    وفهمناه كل شي بيسمعنا الكلمة الطيبة " لف عليه وكمل كلامه " هذا كله مايهم
    الحين .. الأهم ربي اظهر الحق والحمدلله على كل حال .. احنا بنتدبر امر الدية
    بروح له من بكرة وبتفاهم على كل شي معاهم وان شاء الله كل امورنا تتيسر ..
    ناظرو اثنينهم في طلال اللي مر من جنبهم وهو ماسك جواله .. ولف مشاري
    على الوليد يكلمه : شكله طيب .. ومن الأول وقف مع راكان وما خلاه ..
    ابتسم الوليد وهو يناظر ساعته : اكيد عايلتهم معروفة بفعل الخير .. يقولون من
    شابه اباه فما ظلم .. واسم ابوه دايم مرتبط بفعل الخير خلني اروح اشوف عمي
    وعبدالله وش مسوين .. اكيد الحين بيدفعون الغرامة يمكن يكونون محتاجين لي
    وعقبها بروح البيت ..
    مشى الوليد للقسم لمتابعة اجراءات خروج عبدالله .. بعدها راح يروح لزوجته
    ويخبرها بكل شي صار مثل ما وعد راكان قبل ..



    /
    \
    /
    \

مشاركة هذه الصفحة