1. ملصقات للواتس اب و آي مسج ، اكثر من ٥٠٠٠ ملصق سهل الاستخدام. لتحميل التطبيق
  1. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    مشت بحذر شديد و بخطوات مترقبة على اطراف اصابعها .. لمحت محمد نايم
    بالصالة سكرت الباب بهدوء و رجعت تجلس على سريرها .. ردت على اتصاله
    بدون ماتتكلم .. سمعت صوته الهادي يتكلم بكل خبث : اخيرا حنيتي علي يا سارة
    حرام عليك كذا تسوين فيني ؟
    تسارعت انفاسها و تزايدت نبضات قلبها و هي تسمع هالكلام منه .. استمرت
    على صمتها و استمر هو بمحاولة استعطافها بكلماته المسمومة .. : سارة انا احبك ..
    و مستعد اسوي اي شي يثبت لك اني احبك .. انتي اطلبي و لك اللي تبين ..
    قاومت ضعفها و رغبتها الملحة في اختبار مشاعره .. و تكلمت بقوة استمدتها من
    تفكيرها بأهلها و بمحمد اللي تحمل كل شي عشانها : حبك برص قول آمين .. يابن
    الأوادم لا عاد تدق علي .. فكني من شرك ..
    قاطعها على طول : ليش ماتبين تصدقيني .. ؟ وش تبين اسوي لك عشان تقتنعين
    بحبي لك ..
    كلامه رغم انكارها الشديد له الا انها تحس بنشوة كبيرة بمجرد سماعه .. و تعيش
    بصراعات داخلية .. مابين انصياع له .. و اندفاع ورا هالحب اللي اوهمها فيه ..
    و رفض لهالنوع من العلاقات اللي تدري و متأكدة بداخلها انها اكبر خطا .. و مابين
    هذي الصراعات رجحت كفة عقلها و تكلمت بثبات : مابي منك الا قلعتك .. فكني
    من شرك و دور غيري تحبها .. و قبل ما تسمح له يتمادى معاها بكلامه اكثر سكرت
    الخط بوجهه " اووووف الله لا يبارك فيه هذا وش يبي فيني " تعوذت من الشيطان
    و حطت الجوال جنبها .. ماتدري ليش تنجرف ورا مشاعرها اوقات و تفكر فيه كزوج
    لها .. هذا هو اللي كانت تتمناه و تبيه اصلا ..
    هزت راسها تبي تنفض هالأفكار منه .. و ناظرت جوالها اللي يأشر و ابد ما توقفت
    الاتصالات رفعت جوالها و شافت 5 مكالمات لم يرد عليها و مسج .. فتحت المسج
    و من قرت الكلام اللي فيه .. انشل لسانها من الصدمة .. رجعت تقراها اكثر من
    مرة " ناظري مع الشباك و تشوفيني " وقفت بخوف و راحت للشباك بعدت الستارة
    شوي و ناظرت للشارع اللي يفصل بين هالبيت و البيت المقابل .. لمحت سيارة سودا
    كبيرة .. ومن خلال معيشتها بالرياض عرفت ان هالسيارة فخمة و شافته هو بداخلها
    شاب وسيم الى حد ما و يدخن بشراهة .. تأملت شكله لفترة مو قصيرة .. كان جذاب
    على الأقل بالنسبة لها .. باين عليه ولد نعمة .. وهذا كان اكبر طموحاتها واللي تمنته
    بيوم من الأيام .. عينه على الجوال او بالشارع قدامه .. واول ما التفت جهة الشباك
    سكرت الستارة وتراجعت للخلف شوي .. رجعت سندت ظهرها على الجدار و حطت
    يدها على قلبها .. كانت تحس بخوف كبير من قربه منها لهالدرجة ارتجف جسدها
    خوف و هي تتخيل هالانسان شلون قدر يوصل لها تجاهلت اتصالاته و قفلت الجوال
    و على طول قامت تشغل المكيف .. و دفنت نفسها تحت لحافها وهي تدعي ربي
    يبعده عنها ..
    تحملت كل ارتجافات جسدها و مشاعرها اللي تهتز بمجرد مرور كلماته على قلبها ..
    شي اكبر من انها تتحمله هاللي تعيشه وتسمعه .. تخاف انها تضعف له و تضيع ..
    و تخاف تتركه وتضيع من يدها فرصة تمنتها من زمان و ظلت طول هالليل سجينة
    دوامة افكارها اللي ما انتهت و هالاحساس اللي انهكها صار مؤرق لها بشكل كبير
    و يستحوذ على قدر كبير من تفكيرها ..
    قدرت تنام بصعوبة بعد ما عاشت صراعات بين العقل و القلب ..



    /
    \
    /

  2. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    من الصباح بدري طلعو للمزارع وقت برودة الجو .. ولأن لهم فترة طويلة ما اجتمعو
    مثل هالجمعة الحلوة .. معاهم قهوتهم و فرشتهم و قاعدين بظل شجرة كبيرة بالمزرعة ..
    موضي و هي تناظر حولها .. : اشتقت لسويرة .. و ربي ما تحلى الجلسة الا لا قامت
    تحارشني و اتطاق معها ياحبي لها ..
    هيا بأسى : لو الله يهديها بس و ترجع للديرة و تريحنا و تريح محمد اللي متعنّي معها ..
    نورة توها تتذكر شكواها من الازعاجات على جوالها : اي والله ياليتها ترجع للديرة
    ينخاف عليها من هاللي ما يخافون الله .. الله يستر عليها يارب ..
    موضي و هي تمد فنجان قهوة لنورة : ياليتها جاية معكم .. على الأقل احسن من شيخة
    اللي طول وقتها مع رجلها ..
    طقتها نورة على فخذها : توها عروس خليها تقعد مع رجلها .. وش عليتس انتي فيها
    موضي وهي تمسك فخذها : ياااااربي من هالموضي اللي كلن يطقها .. وانا قلت شي
    قلت ابي سارة .. ابي اسولف معها اشتقت لها و اشتقت اقوم من نومي و اشوفها قبالي
    ماتفهمون انتو ..
    ناظرتها هيا بحزن : لا تعورين قلبي تكفين .. محد مشتاق لها كثري .. وانا اللي كل
    يوم اسولف معها قبل ما نرقد ..
    موضي تغمز لها : علينا ؟ بتقنعيني الحين انتس زعلانة ولا بخاطرتس حزن .. والله ما
    دام راكان بالديرة تنسين سارة و طوايف سارة كلهم ..
    حصة ببراءة : تراه حولنا انا يوم جيت شفته يتمشى يعني توقعو شوي الا وهو طاب
    عليكم ..
    نزلت هيا برقعها على طول : نصابة ؟
    حصة تستهبل : اي انصب عليتس .. وش يجيبه للمزرعة ..
    و كتمت ضحكتها بداخلها لانها قايلة له ان هيا معاهم وتدري انه بيمر عليهم .. بس
    خافت هيا تعرف و ترجع للبيت و ما يتهنى اخوها بشوفتها .. نورة لاحظت ابتسامة
    حصة و توقعت وش اللي ممكن يصير .. خذتهم السوالف و نسو موضوع راكان ..
    و بدو البنات يلعبون و نورة ساندة ظهرها على جذع الشجرة ومادة رجلينها .. ومع
    السوالف ما حسو الا بصوته يتنحنح قريب منهم .. شهقت هيا متروعة : يمه .. يمه
    هذا راكان ؟
    ضغطت على يد نورة بقوة وهي تغطي على عيونها .. : النوري ماقدر اشوفه تكفين
    قلبي ما يتحمل شوفته ..
    ما حست الا وهي تسمع صوته يردد بفرح : السلام عليكم " وباستهبال " اوهـ .. احد
    معكم .. اجل يالله مع السلامة ..
    موضي بضحكة عالية : تعااااال ما هنا الا الحبايب .. قرب بس خلها تشوفك و تمقل
    فيك زين .. " قهقهت بصوت عالي وهي تحس بطق هيا " انا قايلة ما ياكل الطق الا
    انا من الصغير و الكبير .. ما بقى الا هالبزر تمد يدها علي ..
    كان واقف بدون ما يناظرهم رغم لهفته الكبيرة انه يشوفها الا انه ما تعود انه يناظر
    احد غير خواته .. : البزر انتي اركدي بس .. " و بعد تردد " شلونتس هيا ؟
    حست بحرارة بوجهها من الاحراج .. و نورة اللي تحس مفاصلها تهشمت من قوة
    ضغط هيا عليها .. ماقدرت تكتم ضحكتها .. : بالله ياخوي كم لك سنة وانت تنشدها
    شلونتس و ولا عمرها ردت عليك .. تراها بخير و عافية ..
    استرق نظرة لها رغم انه مو قادر يشوف منها شي الا ان وجودها يكفيه .. : عساه دوم اجل انا
    بروح اكمل مشواري .. وانتو لا تأخرن على امي و خالتي ..
    مشى رايح و تاركهم خلفه .. طاحت حصة على الارض ميتة ضحك : الحين مسوي
    انه شايفنا بطريقه ويبي يكمل مشوراه ويرجع مع نفس دربه .. ابوووك يالتسذب ..
    قامت موضي وحطت يدها على صدر هيا : طربق طربق .. طق خبيتي ماهوب قلب
    هيونة والله ان الحب لاعبن فيتس لعب ..
    رفعت برقعها وصارت تحرك يدينها قدام وجهها اللي صاير احمر من قوة الاحراج
    و الخجل : يمه .. لا بارك الله في ابليستس يا حصيصة اجل دارية و ماتعلميني ..
    حصة وهي ترقص حواجبها : حررررة .. هو قايل لي لاحد يدري .. عاد انا غبية
    و طبيت بالسالفة بس الحمدلله انتس خبلة و مافهمتي علي ..
    نورة وهي تضحك : حصيصة احشمي اللي اكبر منتس ..
    سرحت هيا في افكارها بعد ماقدرت انها تشوفه اقرب من كل مرة تشوفه فيها وكل
    مرة يزيد قلبه بحبها .. خصوصا بعد الاختبار الاخير واللي اثبت لها انها تحبه اكثر
    من اي شي ثاني بدنيتها .. و انها مستعدة تتخلى عن اي شي .. بس تبقى معاه طول
    عمرها .. ما كانت صريحة في مشاعرها ولا عندها الجرأة انها تتكلم عنه او تسأل
    حتى بنات عمها اللي هم اقرب الناس لها .. هالحب غلفته بغلاف الخجل من زمان
    و ماتقدر تعبر عن اللي بقلبها لهم .. رغم انها بأيام سجنه تفجرت كل مشاعرها ..
    و ظهرت للكل حتى عمها بس الحين و بوجوده خجلها يطغى عليها وغصب عنها
    تصير هالمشاعر سجينة قلبها .. تنتظر لحظة اطلاق سراحها ..
    بدا الجو يحتر وقامو البنات شايلين قهوتهم و فرشتهم راجعين لبيوتهم .. و كل ما
    مرو من عند بيت بابه مفتوح سلمو على اهله و مشو .. وصلو لبيتهم ودخلت نورة
    لبيت خالتها تبي تنام لها شوي .. خصوصا بعد ما حست ان المشي في الشمس زود
    عليها الغثيان ..



    /
    \
    /

  3. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    طول ما كانت جالسة معاهم في البيت وهي تدوره بعيونها .. غصب عنها تحب
    كل شي مرتبط فيه كانت مشاعرها بالاول له احساس بالامان .. و احساس الاخو
    الكبير و من فترة رجوعها الى هاليوم وهو بالنسبة لها فارس احلامها اللي تتمناه
    و تتمنى قضاء باقي عمرها معاه .. خصوصا بعد ما تفهمت موقفه وزاد تعلقها
    فيه بعد ما عرفت اجتهاده في قضيتها .. ابتسمت وهي تشوف نظرات ام متعب
    لها .. و ناظرت امها بخجل .. ماتدري ليش اوقات تحس ان مشاعرها مفضوحة
    وان كل اللي حولها يدرون عن حبها له .. رغم انها ما خبت هالحب عن الكل ..
    وبكل براءة قالت لجوري عن مكنونات قلبها كلها .. لان هالقلب عاش الحرمان
    لفترة طويلة .. و من رجعت لكل صور الماضي تعلقت فيها بشكل اكبر من اول ..
    تعودو يلتقون فيهم كل يوم خميس مرة في بيت ام متعب و مرة في بيت ام خالد
    و في كل اسبوع يهدي لها الوقت شوفته اللي تتمناها ..
    صحت من دوامة افكارها على جية الجوري لها : قومي بسرعة بنروح باسكن
    روبنز نشتري ايس كريم ..
    ديما وهي قايمة معاها سحبت يدها وقالت بهدوء : مع مين بنروح ؟
    الجوري بضحكة : مع مين يعني .. " وبهمس " اللي من اول تدورين عليه ..
    حست بخجل كبير من كلامها وطنشتها : لا مابي اروح .. روحو انتو و جيبو
    لي معاكم .. " وبعد تفكير " ولا اقول لك خلاص مابي خذو لكم انتو ..
    سحبتها بعيد عنهم وتكلمت : يعني بتقنعيني الحين انك ماتبين تشوفينه ؟
    طقتها ديما على كتفها : وانتي محد يعلمك سره .. بعدين مو شغلك ابي اشوفه
    و لا مابي هذا شي ما يخصك ..
    جوري وهي تمثل الخوف منها ..: يممممممه .. رجعت شخصية ديما الشريرة
    اللي كانت على الرايحة و الجاية طايحة فيني طق لو ماسمعت كلامها ..
    اطلقت ضحكة بصوت عالي وهي تحط يدها على فمها : مالت عليك .. بس بعد
    مابي اروح .. وربي احراج من جدك انتي .. وش بيقول علي ؟
    الجوري بلا مبلاة : عادي وش راح يقول ؟
    ديما باقتناع : لا صعبة .. حتى لا هو ولد عمي ..ولا يقرب لي .. يعني بس امه
    صديقة امي ..
    الجوري وهي تترجاها : تكفين ديوووم .. والله ما وافق الين قلت له انتي اللي
    تبين ..
    شهقت متفاجأة : وانتو كل شي تحطونه براسي .. بنطلع نتمشى ولا نبي نتسمم
    كله ديما اللي تبي قالو لكم ماعندي اهل يجيبون لي شي فشلتوني معاه ..
    غمزت لها الجوري : خايفة على صورتك عند حبيب القلب ..
    ديما بقل صبر : اووووهـ رايقة انتي ..
    ومشت راجعة تجلس معاهم وطنشت الجوري اللي قعدت تترجاها تروح معاها
    وهي معندة ابد ماتبي تروح وبعد محاولات و اتصالات قدرت اخيرا انها تقنع
    متعب يوديها هي تروح تجيب لهم اللي يبون ..
    ومن ركبت معاه جوري سألها ليش مارضت ديما تجي معاها .. و قالت له عن
    اسبابها .. اعجبه جدا تفكيرها وحياها وهذا شي منطقي لانه بالنسبة لها شخص
    غريب واكيد المفروض ماتروح معاه .. ضحك على تفكيره و ليش كل مايجي
    للشرقية غصب عنه يروح لها حتى كلام يزيد له يوم يقول له انه يروح عشانها
    وهو اللي كان يروح مرة كل اسبوعين .. و الحين كل اسبوع وهو رايح لاهله
    تسائل بداخله هل هو فعلا عشانها .. رغم انها حكم عقله من الاول و شالها من
    تفكيره من عرف انها مستحيلة بالنسبة له رغم انه مافي شي مستحيل على رب
    العالمين .. الا ان حقد ابوها على امها هالشي يخليه مستحيل انه يوافق على اي
    شخص من طرف امها وهو ماراح يتعب نفسه بأي تفكير من هالناحية .. يبي
    يجمع فلوسه ويستقر ماديا واذا وصل سن الثلاثين يخطب ويتزوج .. هذا اللي
    يخطط عليه من زمان وماراح يغيره ابد بمشيئة الله .. و اللي راح يتزوجها يبي
    يترك المجال لامه وخواته انهم يختارون اي انسانة تناسبه ونفس المواصفات
    اللي هو يبيها .. اهم شي عنده تكون اخلاقها عالية و تخاف ربها و مملوحة ..
    ومايبي اكثر من هالشي .. شرو اللي يبون ورجعو للبيت .. ومن دخلت عليهم
    جوري بالاكياس .. نطو كلهم ياخذون منها اللي طلبوه .. ومثل كل يوم خميس
    سهرو واستانسو .. رغم انهم بالعادة يطلعون .. الا انهم اليوم فضلو قعدة البيت
    واللمة ..
    كانو البنات قاعدات على الأرض ويلعبون اونو .. و ام متعب و ام خالد لاهين
    في سوالفهم .. وريان كل شوي لازق لديما وتقعده بحجرها .. واذا قعد يصيح
    عليها تعطيه الورق هو اللي يحطهم وبكل مرة تسمع صراخ البنات عليها انها
    تستعجل باللعب .. دقايق و قالت لها امها تقوم تلبس عباتها .. لانهم ماشين بعد
    شوي .. لبست عباتها وقعدت جوري تحارشها عند الباب الداخلي مرة تسحب
    لها طرحتها ومرة تاخذ شنطتها .. ومن مشت امها راحت هي وراها .. خذت
    منها ديم تشيلها .. و خلتها هي تشيل ريان اللي نام عليهم و خالد يمشي وراهم
    شبه نايم .. مشت وعيونها على الملحق تبي تشوفه مستحيل .. ماتبي تروح هاليوم
    وهي مالمحته .. ماعندها قدرة انها تتحمل اسبوع كامل ابد .. حاولت انها تمشي
    بخطوات بطيئة .. وفقدت الامل اول ما وصلت الباب وهو ماطلع او حتى ترك
    الباب مفتوح عشان تقدر تشوفه ..
    حست انها متضايقة كثير من مصيرها اليوم وقبل ما تعاتب نفسها على رفضها
    تروح معاه شافته واقف عند سيارته عند الباب الخلفي .. حست بارتباك ورفعت
    ديم تشيلها زين وهي تضبط عباتها شافته يوم يكلم امها من بعيد و تمنت لو انها
    كانت جنبها و تلمح عيونه .. سرعت خطواتها وركبت السيارة وتغطت وشافته
    و هو ينزل له اكياس من السيارة .. قعدت تتأمله الين غاب زوله نهائيا .. بعد ما
    تحركو راجعين للدمام .. و طول الطريق ما احتفظت بأي شي .. من هاليوم كله
    الا صورته اللي رافقتها آخر كم دقيقة .. وهالصورة تكفيها انها تعيش بسعادة ..
    وصلت للبيت محتفظة ببقايا فرح و احلام و امنيات لحياة تتمنى تكون افضل من
    حياتها قبل بكل فصولها ..



    /
    \
    /
    \

  4. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    فقدت شهيتها بشكل كبير بالفترة الاخيرة و نقص وزنها بشكل ملفت .. واللي
    قاهرها انها مالقت اي اهتمام غير بعض الاسئلة .. اللي تنتهي بمجرد ما ترد
    عليهم باجابات مختصرة وكلها كذب ..
    حتى وجهها زادت الهالات السودا من سهرها طول الليل وبكائها على حالها اللي
    وصلت له .. كرهت نفسها وكرهت اهلها اللي وصلوها لهالمكانة اللي وصلت
    لها .. صورها اللي معاه ذكرتها بصور ديما اللي احتفظت فيها تبي تهددها اذا
    بيوم قالت شي عن علاقتها فيه .. واللي خافت منها راحت و التهت بدنياها وهو
    اللي صار ماسك صور اكثر عليها .. اكثر جرأة واكبر فضيحة ..
    اعتزلت كل اللي حولها و صارت حبيسة غرفتها حتى مروى اللي تجيها اوقات
    تبي تعرف وش اللي فيها و تخفف عنها تجاهلت وجودها و طردتها اكثر من مرة
    رغم انها اوقات ودها تعلمها باللي يصير معاها .. لانها ماتبيها تمشي بنفس الطريق
    اللي هي مشت فيه .. ولا تبيها تتعرض للخداع اللي هي تعرضت له باسم الحب ..
    اللي ما كانت تصدق بيوم من الايام انه موجود بهالصورة .. وان الانسان اللي كلمته
    لساعات طويلة من ورا اهلها بآخر الليل .. واللي استغلت اوقات غفلتهم لتقضي
    معاه وقتها الحميم .. هو من خدعها واستخدمها سلعة رخيصة ينقلها بين اصدقائه
    بثمن مدفوع له هو .. و اي اعتراض منها يسكتها بمقطع الفيديو اللي صوره بأول
    ليلة تعرضت فيها للخديعة بسببه .. و رماها في احضان شخص آخر ما يقل عنه
    دناءة ..
    حتى اتصالات حنين عليها تجاهلتها .. وما عاد صارت تكلمها .. لانها تدري فيها
    راح تتشمت عليها .. وهي اللي من الاول كانت تقول لها لا تأتمنين الرجال .. ولا
    تسلمين قلبك لاحد فيهم .. لانه محد يحبك لنفسك .. وكل واحد فيهم يحبك لارضاء
    شي في نفسه ومستحيل يرضى فيك زوجة له بعد ما خانت اهلها .. ماراح يرضى
    فيها لانها ممكن تخونه وتروح لغيره ..
    مسحت دموعها وهي تقرا رسالته .. و قامت مكرهة لمصيرها اللي اجبرها عليه
    دخلت تسبحت ولبست .. زينت وجهها بالكثير من المساحيق تخفي خلفها ضياعها
    و تضفي على ملامحها لمسة فجور تليق بمقامها الآن .. لبست عباتها وتعطرت
    و طلعت من غرفتها .. مشت ببيتهم طالعة .. ومحد كلف نفسه يسألها وين طالعة
    نزلت دمعتها غصب عنها الحين بس تمنت لو انهم سألو عن طلعاتها و دخلاتها ..
    تمنت لو كانت امها تخاف ربها فيها اكثر ومنعتها من طلعاتها لحالها مع السواق
    لأماكن ماتدري هي وينها و لا عمرها كلفت نفسها تهتم فيها او تعرف بنتها وين
    تروح له .. حتى ابوها اللي صب جام غضبه على ديما ماعمره طقها .. او حتى
    حبسها مثل ماكان حابس ديما .. يمكن السجن بهالبيت ارحم لها من هالضياع اللي
    تعيشه على الاقل ما كانت راح تحس انها رخيصة .. و سلعة يتلاعب بها صلاح
    و اصدقائه على كيفهم .. راحت لاستراحتهم اللي يجتمعون فيها كل يوم .. كبتت
    كل دموعها بداخلها وهي تشوف نظراتهم لها .. و هالبنات اللي معاهم ماتدري هل
    مصيرهم مثل مصيرها او هم اللي اختارو هالطريق .. فصخت عباتها وهي تسمع
    كلامهم لها وعبارات الغزل اللي كانت تستمتع فيها اول .. وتعتبرها اثبات لانوثتها
    اليوم تحس توثيق لدنائتها ورخصها ..
    كانت جالسة معاهم بدون نفس .. هالشي اللي ابد ماتقدر تجامل فيه .. طوعت لهم
    جسدها رغم عنها لكن نفسها تحس بالاهانة و الاستحقار مد لها حبة تعودت تاخذها
    كل يوم .. او بالاصح اجبروها تاخذها كل يوم .. بلعت الحبة وبلعت معها غصتها
    كل الاوجاع تقدر تحتملها الا هالوجع .. كل شي كانت تحسه قبل على سخفه اهون
    من هالاحساس .. حتى شعور الفقد المؤلم لا طرى صلاح الفراق قبل .. الحين تمنت
    انها عاشت ذاك الألم ولا انها تعيش بذل و هوان حياتها الحين ..
    ما تدري ليش تمنت انها تشوف ديما بس تبي تعتذر منها على اللي هي سوته رغم
    انها كانت في هالامر مسيرة و ماخيرت ابد .. كانت تابعة له بكل شي يقوله .. ومن
    شاف ديما بهذيك الليلة خطط هالمخطط البشع لانه كان يبي صورها عنده .. بس
    منال ذبحتها الغيرة و مسحت الصور لانها ماتبيه يشوفها .. و يمكن هالغيرة هي
    اللي انقذت ديما من هالذئب وصارت هي ضحيته ..
    ارتاعت اول ماحست بلمسة يد على فخذها .. ناظرت جنبها و شافت واحد منهم
    يقترب منها .. غمضت عيونها وهي تتجاهل نظراته .. اللي تلتهم جسدها بشراهة
    " كل يوم واحد جديد .. يااااارب وش هالذل اللي انا صرت فيه "
    غصب عنها ومثل كل ليلة مشت معاه تهدي له ليلة ينتشي هو فيها و تقضي هي ليلة
    محملة بصور قاسية من صور الضياع .. القاها على السرير جسد فاتن يتلذذ فيه
    الى ابعد الحدود و غابت هي عن الوعي بارادتها لان اي احساس بهالوقت موجع
    الى ابعد الحدود .. وش اقسى من حدود احتمالها تاركة كل احساس للندم بلحظات
    انعزالها وسجنها اللي غيبت نفسها فيها من فترة ..


    /
    \
    /
    \

  5. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    بجلسة ما خلت من الغيبة و النميمة من الاول الى هاللحظة .. كانت هي و اختها
    يقضون هالليل في اكل لحوم البشر وغيبة كل من يعرفونهم .. و النصيب الأكبر
    كان لنورة اللي اثار خبر حملها الغيرة و الحسد في قلب حنين و ماخلت كلمة الا
    وقالتها عنها .. ورغم ان سبب غيرتها منها معروف الا ان الحين الاسباب اكثر
    من قبل ..و وضعها هي الحين يخليها تحسدها على اللي هي تعيشه مع طلال ..
    تعاستها بحياتها .. و معاملة عزام القاسية معاها .. و تحكمه فيها و منعه لها من
    الخروج من البيت الا لبيت اهلها .. وفوق هذا خبر حمل نور كلها زادت حجم
    الغيرة بقلبها .. وصارت تعقد مقارنات عن حياتهم الثنتين .. وكيف نورة تعيش
    بسعادة هي اللي المفروض كانت تعيشها ..
    عدلت جلستها بعد ماراحت امها للنوم وتكلمت بقهر : فوزو لا تقهريني ترى اللي
    فيني كافيني .. وهالعلة منالوووه سافهتني وماعاد صارت حتى تكلمني .. يعني
    انا من اشكي له ؟ من اتكلم له وانا اعيش بتعاسة مع هالمتخلف ..
    فوزية بلا مبلالة : والحين مطلعتني من بيتي بعد صلاة العشا عشان تقولين لي
    هالكلمتين ؟ و خير يا طير واذا هي عاشت مبسوطة وانتي ما استانستي .. محد
    جاب لك الشقى هذا اللي انتي بغيتيه .. وهذا خبزك يالرفلا كوليه ..
    قربت منها حنين وهي تترجاها : انتي عارفة ليش انا مناديتك و وش اللي ابيه
    منك ..
    فوزية فهمت عليها و قالت باعتراض : لا فكيني من هالسوالف ترى من زمان
    مارحت لها و لا لي خلق هالسوالف .. بعدين عندك زوجك عيشي معاها وراح
    تستانسين و طلال ماعاد هو لك .. يعني كل واحد فيكم راح لنصيبه ..
    حنين بقل صبر .. : اوووووف تكفين لا تقهريني .. انا حالفة ما اخليهم يتهنون
    و هالعلة يصبحني ويمشيني بمنافخ و تهزيء ..
    ناظرتها باستفهام : وش تبين بالضبط ؟
    بعد تفكير تكلمت حنين : ابي مثل اللي سويتيه لزوجك .. ابيه يكرهها و يطقها
    و بعد ابيه يصدق اي شي فيها يعني اذا احد اشتغل فتنة وتلفيق يصدق ويصير
    يشك فيها ..
    ناظرتها بعدم اقتناع : و بعدين يعني . وش تستفيدين من هذا كله ؟
    حنين بحماس : تكثر بينهم المشاكل ويطلقها .. وانا اتطلق من هالغبي ويرجع
    يتزوجني لانه من الاول يحبني ..
    حطت يدها على جبهتها : تحسين بشي انتي ؟ مريضة ؟ فيك شي ..
    تأففت حنين وقالت بقهر : فووووزو الحين اتكلم جد وانتي قاعدة تحبطيني ..؟
    انتي يوم بغيتيه يرجع لك سويتيها و دخلتي العمل لبيتها وخليتيه يطلقها ويرجع
    لك ..
    فوزية وهي تشرب من بيالة الشاهي : هذا زوجي وهي اخذته مني .. و ماعاد
    صار يجيني بسببها .. وانا ابيه يرجع لي .. بس انتي علاقتكم منتهية من زمان
    وهو راح لحياته وانتي اللي اخترتي هالشي .. ليش الحين تبين تفرقين بينهم ..
    حنين بدلع : لاني احبه .. وابيه يرجع لي هو اللي كان يحبني و مدلعني .. واي
    شي ابيه يجيني الى عندي .. و ماعمري طلبته شي و قال لي لا .. اما هالعزام
    ماشفت منه الا ضيقة الخلق وكل ما قلت له شي ما اسمع الا كلمة لا ..
    استغرقت وقت طويل للتفكير وبعدها التفتت لها : زين شلون تحطينه له ؟ يعني
    من بيدخل غرفتهم و يحط لهم العمل هناك ..؟ انا ولا انتي اصلا ما ندخل بيت
    لطيفة الا في المناسبات .. و حدنا مجلس الحريم والصالة ما نتعداها ..
    استانست انها اخيرا اقتنعت بطلبها وقالت بحماس .. : انتي ماعليك ضبطي لي
    كل شي و انا ادبرها .. ارشي وحدة من الشغالات و اخليها تحطها لهم وبعدها
    تقول انها تبي تسافر .. عشان مايجي يوم و تغير كلامها و تفضحنا ..
    ضحكت بأعلى صوتها وهي تناظرها باعجاب : سبحان الله . مثل اختك بكل
    شي ..
    حنين مستغربة : انتي بعد سفرتي الشغالة ؟
    فوزية بفخر : طبعا خليتها تحطه لهم بغرفتهم .. وبعدها باسبوع وهي بديرتها
    وراح السر معاها ولاحد يدري عنه الى هاليوم ومستحيل احد يعرف ابد ..
    حست بارتياح من هالكلام اذا فعلا هذا اللي بيصير معناها مايحتاج تخاف من
    علاقتها المستقبلية مع طلال .. انه يعرف بمخططاتها وهذا يضمن لها بنظرها
    انها تعيش عمرها كله معاه ..
    حست بفرحة كبيرة بعد ما اتفقت هي و وفوزية على كل شي اللي وعدتها انها
    راح تختار الوقت المناسب .. و منتظرة منها بعد توفير المبلغ الكبير اللي اكيد
    يتطلبه مثل هالعمل ..
    رجعت بعدها لبيتها تقضي يوم آخر من تمردها معاه .. ويوم آخر من معاناتها
    معاه او بالأصح معاناته هو معاها .. رغم انه تعود انه يتجاهل كل تصرفاتها
    و يعودها على معيشة قاسية ليعيد تربيتها من جديد .. ومن دخلت جناحهم كانت

  6. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    ساكتة و ماتكلمت .. شخصيته القوية ترعبها .. غير عن شخصية طلال اللي
    يكسوها الطيبة و الحنان اوقات كثيرة .. لكن عزام قسوته من نوع آخر حتى لو
    شاف دموعها ما رحمها وهذا الشي اللي مخوفها منه و مخليها تستسلم له وتسمع
    كلامه لانه ممكن يتغير بثواني الى وحش كاسر ممكن يدمرها و يدمر كل شي
    حوله ..
    رمى شماغه على الصوفا و جلس مكانه .. : حنين
    كشرت من سمعت صوته وتكلمت من الغرفة : نعممممم ؟
    عزام بلهجة صارمة : قصري حسك .. مليون مرة قلت لك لا تصارخين علي ..
    تعالي ابيك ..
    قامت واقفة وضربت برجلها على الارض من القهر ومن وصلت عنده ناظرته
    باستفسار تنتظره يتكلم .. رفع عينه وشافها واقفة تناظره : شيلي الشماغ وديه
    الغرفة وسوي لي شي آكله جوعان وما تعشيت ..
    شالت الشماغ بدون ماتناظره .. وتمتمت بينها وبين نفسها " عساه سم هاري ان
    شاء الله " علقت الشماغ و نزلت للمطبخ تشوف له شي ياكله .. فتحت الثلاجة
    وطلعت لها صينية فيها شوي سخنتها له في الميكرويف و حطتها بصحن صبت
    له معاها كاس موية وطلعت توديه له .. ومن وصلت نص الدرج تذكرت انها
    تنوكل بخبز .. رجعت نزلت للمطبخ .. و طلعت خبز سخنته و خذتهم له ..
    حطتهم عنده بدون ما تتكلم ويوم جات تروح مسك يدها : اقعدي كولي معاي ..
    جلست جنبه وتكلمت بدون ما تناظره : تعشيت مع امي و فوزية ..
    مد لها لقمة يبي يوكلها وهو يتكلم : شوي بس ما احب آكل لحالي ابيك تفتحين
    لي نفسي ..
    تسارع نبضها من كلامه وحاولت تتجاهل اسلوبه معاها تكرهه اذا صار يتكلم
    معاها برومانسية .. تخاف تحبه وهي ماتبيه الحين .. و لا تبي تستمر بحياتها
    معاه .. استجابت لكلامه وصارت تسولف معها لكن اسلوبها كان جاف معاه
    وهالشي هو ابد مايجهله .. رغم انه للحين مايدري وش اسبابه .. الاهم انه قدر
    يروضها مثل مايبي ..
    كانت تتجاهل نظراته لها ماتبي تضعف له ابد .. قرب منها وبعدت عنه على
    طول .. ناظرها متنرفز : وشو ؟ تراني زوجك كل ماقربت منك بعدتي عني
    يعني الدعوة عندك مزاجات متى مابغيتي جيتيني ؟
    تكلمت بدفاع عن نفسها : لا بس تعبانة اليوم وابي انام من اول ..
    بعد عنها و ناظرها بقهر : روحي نامي محد ماسكك .. " و بصراخ " انقلعي
    كشت منه و قامت واقفة .. وقبل مايقول اي شي ثاني راحت للغرفة تبي تنام
    لانها مو ناقصة يعصب عليها ويخرب عليها فرحتها بمخططاتها اليوم ..



    /
    \
    /
    \

  7. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    الجزء الثاني عشر
    [ الفصل الثاني ]‎‎‎‎
    i 2 i


    /
    \
    /
    \



    { .. مابين قمة السعادة .. وقمة التعاسة .. قدر .. !
    و مابين عبدٌ تقيّ .. و عبدٌ شقي .. حساب .. !
    و مابين الناجاح الباهر .. والفشل الذريع .. ارادة .. !
    و ما بين الحب .. و اللا حب .. حفنة من اهتمام .. !



    وصلت على وقت صلاة المغرب وهي تحس بآلام في بطنها قاومتها من منتصف
    الطريق لانها ماتقدر تتكلم عند زوج اختها ولا قدرت تقول له انها تبي تنزل تمشي
    شوي بيكون اريح لها من هالتعب .. ما استغربت انها ماشافت احد اليوم جمعة ومو
    بالعادة يكونون في البيت وقت المغرب .. طلعت لجناحها غسلت وبدلت .. وصلت
    المغرب .. تمددت بعدها على سريرها وهي حاطة يدها على بطنها .. وعلى طول
    سحبت جوالها و اتصلت عليه ..
    هو اللي كان من اول جالس بمكتبه رغم ان اليوم جمعة الا ان الفراغ و الملل خلاه
    يروح يخلص اشغاله و يهتم فيها .. و طول وقته كان يفكر فيها .. يخاف يكون هذا هو
    واقعهم انه بيكون شخص ثانوي بحياتهم والاهتمام الاول لاهلها .. بهالظروف ابد
    ما كان يلومها بس روحتها الأخيرة حزت في خاطره .. لانها حتى ماطلبته يوديها
    وقالت له بتروح معاهم .. و هالشي ابد مايقدر يتحمله يبي هو يكون محور اهتمامها
    و الاول و الاخير بحياتها .. يبي تكون له بكل تفاصيلها حتى يعطيها مثل ماتعطيه
    و يمكن بعد اكثر اتعبه التفكير من يوم راحت بينه وبين نفسه كان مستحيل يرفض
    لها طلب ابد .. وهالشي اقل مايكون اثبات لحبها في قلبه .. لكن بيترك لها الخيار
    بهالامور و بيعرف وش مكانته هو بقلبها .. ترك هالتفكير شوي ورجع لشغله اللي
    ركنه على جنب .. بدا يراجع الحسابات و يدقق فيها وبوقت انهماكه في شغله رن
    جواله .. تأفف من هالاتصال ولو انه كان يتمنى يكلم رياض بس مايبي يشغله عن
    اهله خصوصا انه مايقصر معاه ابد .. و زوجته وعياله بحاجة انه يكون معاهم
    بعد ..
    ناظر بلا مبالاة في الرقم المتصل عليه .. ومن شاف اسمها اللي مسجلة بجواله فز
    قلبه .. ضحك على نفسه وعلى مشاعره اللي تعشقها بجنون .. من شوي بس اللي
    كان يقول انه بيزعل عليها .. بس ماقدر الا انه يبتسم من شاف اتصالها .. انتظر
    الين سكرت .. ثواني ورجع اتصل هو عليها .. ومن سمع صوتها حس ان روحه
    اللي فقدها بهالـ 4 ايام رجعت له .. : هلا ..
    نورة بعتب بسيط : زين قول لي الحمدلله على السلامة ..
    حس ان صوتها متغير : الحمدلله على السلامة ..
    ردت بتعب : الله يسلمك .. شلونك ؟
    طلال باهتمام : بخير .. وش فيك انتي ؟ وش فيه صوتك متغير ؟
    نورة وهي تغمض عيونها : ابد مزكمة شوي .. بالديرة هناك بالليل برد و بالنهار حر
    وعلى طول اثر علي .. من امس والله بس اليوم اقوى من امس .. وشوي المغص
    ذابحني من نص الطريق .. بس هالحين اخف يوم ارتحت ..
    طلال بنرفزة : ايه هم يقولون لك خففي من الحركة ولا تجهدين نفسك وانتي ماسكة
    لي خطوط رايحة وجاية .. الحين بجيك اوديك للمستشفى تجهزي مابي اقعد ملطوع
    برا ..
    نورة تقاطعه : لا مايحتاج شوي و يخف بس من مشوار السيارة .. والله اني الحين
    احسن .. وبعد برتاح وبيروح ان شاء الله ..
    حرك القلم بين اصابعه بتوتر .. : اكيد ؟
    نورة بهمس : اكيد .. بس ابي اشوفك الحين ..
    تجاهل كلامها رغم انه يحس من شوقه وده يطير لها ويعبر لها عن اللي بقلبه كله
    لكنه كبت مشاعره بداخله و تكلم ببرود : الحين ماقدر عندي اشغال كثيرة .. يمكن
    اجيكم على العشى .. ولا اجي متأخر ..
    نورة بخيبة امل : حتى اليوم الشغل بياخذك مني .. ماتقدر تأجله عشاني ؟
    حاول انه مايلتفت لقلبه اللي حن لها .. يبي شوي يحسسها انه زعلان .. يمكن تفكر فيه
    قبل تطلع من البيت .. و تحطه هو اول اهتماماتها : احاول اخلص بدري اهم
    الاشغال اللي عندي .. وبإذن الله اصلي العشا واجيك ..
    ابتسم في خاطره على كلامه اللي يقوله لها يحس انه يعذب نفسه قبل يعذبها لكن
    لازم يتحمل كل شي عشان يتأكد من مشاعرها انها ماتغيرت وان هالتغيرات صارت
    لظرف طاريء وراح ترجع معاه مثل اول .. سكر منها وهو حاس بحنين كبير في
    قلبه لها .. مايدري شلون بيعدي هالوقت كله او حتى شلون يضيعه وهو اللي مايقدر
    يفكر و يركز بشي الحين بعد ماسمع صوتها اللي اشتاق له ..
    ورجع ينهمك في شغله من جديد ما صدق يسمع صوت اذاان العشا الا و قام يجمع
    كل اغراضه .. شال معاه جواله وطلع من الشركة .. ركب سيارته راجع للبيت كان
    الطريق زحمة وهالشي خلاه يتضايق من هالزحمة اللي تضيق الخلق .. وهو واقف

  8. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    عند احدى الاشارات .. التفت يساره وشاف محل ورد .. على طول فكر يروح ياخذ
    لها باقة ورد ومن اول مافتحت الاشارة لف على المحل .. طلب له تشكيلة من ورد
    جوري احمر .. غلف له العامل البوكية ومده له حاسب عليه ومشى راجع للبيت
    ومن وصل تذكر خواته .. بالذات سما الحين لو شافته معاه من يفكه من تعليقاتها
    و نظراتها كل شوي له .. قعد يدور بالسيت الخلفي على اي كيس يحطه فيه عشان
    محد ينتبه له بس ماحصل اي شي .. نزل وخلاه بالسيارة واذا تأكد انه محد في
    الصالة رجع اخذه .. وبالفعل من دخل مع الباب شاف صالتهم فاضية.. رجع للسيارة
    وهو يضحك اخذها وطلع لها واول ماسكر باب جناحهم سمع صوت صراخ سما
    بالخارج .. " اكيد توها جاية " .. دخل لغرفتهم وشافها نايمة على السرير قرب
    منها اكثر وشافها عاقدة حواجبها .. ماحب انه يصحيها رغم شوقه الكبير لها حط
    البوكيه جنبها وطلع للصالة ..
    اما هي كانت تحس ان نومها متعب مع الزكمة وكل شوي وهي صاحية .. قلبت
    على جنبها الايسر وسمعت صوت خرفشة شي جنبها .. فتحت عيونها و تفاجأت
    من شكل الورد الحلو .. قربته من خشمها وشمته .. وعلى طول قامت بكل شوق
    له .. وقفت عند المراية تناظر بشكلها كان خشمها احمر وفمها مو قادرة تسكره
    من الزكمة .. حتى عيونها طالع شكلها ذبلانة .. ما اهتمت لهذا كله و طلعت له
    ماقدر الا انه يبتسم وهو يشوفها جايته وبايدها الورد .. وهي تقول له بفرح: هلا
    والله
    فتح يدينه وضمها له .. باسها على خدودها .. ومن اول ماناظرها لاحظ التغيرات
    اللي على وجهها .. حط يده على راسها : اووف حرارتك مرتفعة ..
    هزت راسها بالنفي : لا بس لاني نايمة بدون مكيف احتريت شوي .. " واول ما
    تذكرت بعدته عنها " وخر عني مابي اعديك ..
    ابتسم وهو يشوف حركاتها اللي يحبها عفوية الى ابعد الحدود وما تعرف التصنع
    ابد .. جلس مكانه وجلست بعيد عنه شوي .. ناظرها بالاول وبعدها تكلم : بشري
    عساك استانستي ..
    تكلمت بحماس : تبي الجد ..؟ " هز راسه بإيه وكملت .. " اول يوم ايه .. من كثر
    وناستي احس اني ماذقتها قبل ابد .. بس بالايام الثانية اشتقت لك .. " وبحب .. "
    والله العظيم صدز كنت ابي اشوفك واجلس معك من صار اللي صار وانا احس اني
    بدنيا غير .. بس من حسيت بالوناسة كنت ابيك معي عشان تكمل وناستي ..
    كان وده يقوم يضمها لصدره .. على هالكلام اللي تقوله كل الهواجس اللي راودته
    بددتها ببعض كلمات بس .. كان لها اكبر الاثر على قلبه .. كان وده يقول لها كثر
    شوقه لها .. واحساسه اللي فاض فيه .. : عساها دوم هالوناسة يارب ..
    ضمت الورد بحضنها وهي تشمه وتكلمت بضحكة.. : هو ماله ريحة ولا عشاني
    مزكمة ما اشم ؟
    ضحك بأعلى صوته وهو يناظرها .. : لا والله من الدلخ .. اللي داري انك مزكمة
    وجايب لك ورد ..
    همست له بخجل : شكرا ..
    اشر لها تجي عنده : تعالي يابنت الناس لو بتعديني حلالك بس تعالي عندي الحين
    قامت وجلست جنبه .. لف يدينه حول خصرها ولمها عليه دفنت وجهها بصدره
    و صارت تسولف له عن كل شي صار بهالايام اللي قضتهم بالديرة ..
    كان يستمع لها ويضحك عليها لانه كل ما جا بيناظرها تنزل وجهها ماتبي تنقل
    له العدوى .. و استانس هو انها قدرت ببرائتها تبرر له كل شي وتطفي هالشعلة
    البسيطة اللي كان ممكن تكبر و تتحول لخلاف كبير لو استمر هو على عناده وما
    تكلمت هي ..


    /
    \
    /
    \


  9. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    بعد ايام طويلة من تلقي العلاج كان واقف قباله يناظره .. شكله كان مختلف عن
    اللي عرفوه طول عمرهم وشافوه .. وزنه نقص الى النصف تقريبا .. شهر وجهه
    وراسه كلها طاح .. وجسده الحين ملقى على السرير و هالجسد منهك ومتعب من
    اللي اصابه .. ومن هالعلاج اللي يزيد التعب اكثر .. قرب له كاس الموية وصار
    يشربه ويبلل شفايفه المتشققه من اثر هالعلاجات المتكررة : ما قدامك الا العافية
    يبه ..
    بصوت منهك : الله يعافيك يابوك .. وين اخوانك ما جو ..
    ناظر ساعته ورجع يكلمه : مابعد بدت الزيارة .. بعد حول الثلث ساعة ان شاء
    الله .. انت ارتاح يبه الحين وهم بيجونك ..
    جلس جنبه على اقرب كرسي واسند راسه للخلف .. وقعد ينتظر الوقت يمر يبي
    احد يجي ويشيل هالحمل عنه .. يبيهم يتكلمون يمكن احد يحسسه انه راح يعيش
    لهم عمر اطول .. يمكن يقدر يخفف من عناده و يعوضه عن كل لحظة اغضبه
    فيها او زعله او حتى تمادى في مراهقته و صراخه بدون ما يحاسب انه ابوه اللي
    نهي عن قول الأُف له و لأمه اللي بعد ماقصر معاها .. كان عصبي طول عمره
    و هالشي يعيبه .. وهم تحملو الكثير من عصبيته و ما اشتكو .. و من تعب ابوه
    و طاح عليهم استرجع كل ذكرياته معاهم .. كل لحظات تمرد .. وعصيان بحياته
    فتح عيونها يناظره وهو يسبح بالعد على اصابعه رفع نظره للسماء ولسانه يلهج
    بالدعاء " اللهم رب الناس .. اذهب الباس واشفِ انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك
    شفاء لا يغادر سقما ..اللهم رب الناس .. اذهب الباس واشفِ انت الشافي لا شفاء
    الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما .. اللهم رب الناس اذهب الباس واشفِ انت الشافي
    لا شفاء الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "
    سمع بعدها اصوات في المستشفى وعرف ان وقت الزيارة بدا واكيد اخوانه الحين
    جايين .. وبالفعل دقايق شاف اخوانه وامه و اخته جلس يستمع لسوالفهم و كلامهم
    و اتعبه منظر امه واخته اللي ما وقفت دموعهم وكل يوم وهم على هالحال .. حتى هو
    يحس ان دموعه انتهت من كثر ما كان يبكي عليه .. غصب عنه تنزل هالدموع
    اذا كان المبتلى ابوه .. انسحب شوي لانه ماعاد هو قادر على هالوضع كله اتعبه
    منظر ابوه .. ومنظرهم هم .. و اتعبه اكثر كلام الدكاترة اللي الى هالحين ماسمع
    منهم جواب يريحه ..
    طلع من المبنى بكبره .. ومشى بالمساحات الخارجية .. ما كان يدري وين يروح
    بالضبط كل اللي يبيه الحين انه يتنفس صح ويشم ريحة غير ريحة المعقمات اللي
    ارتبطت عنده بالألم .. يبي يتحرك ويمشي ويروح يمكن تروح هالضيقة اللي فيه ..
    مشى وقت طويل بدون مايحس .. واول ماحس ان رجلينه اتعبته من كثر المشي
    مشى راجع للمستشفى ..
    كان يمشي في الممرات اللي تقاسمت معاه الوجع كل يوم .. ويتنفس نفس الريحة
    اللي ازكمت انفه الى حد كبير .. ومن وصل للغرفة ابتسم لهم و جلس بدون ما
    يتكلم او يقول شي كل اللي سواه انه قرب من ابوه ومسك يده هالتواصل اليومي
    بينهم .. يمكن هاللحظات تغفر له لحظات العصيان الكثيرة ..
    انتظر انتهاء الزيارة ومن طلعو اشرت له امه يطلع معاها .. مشى طالع معاها
    و وقفو بمكان جانبي شوي .. : يمه لا توصيني على ابوي والله انه بعيوني ولا
    راح ابعد عنه دقيقة ابد ..
    اشرت له بيدها بمعنى لا وتكلمت : اذا تبي ترضيه و تبيه يموت مرتاح تزوج
    وحدة من بنات عمك .. هذا هو اللي يبيه من زمان و انت عاندته فيه .. ادري
    ان قلبك متعلق بالبدوية .. بس رضى ابوك من رضى ربك هالمرة بس لا تكسر
    بكلمته وفرح قلبه ..
    حب راسها وهو يهمس : ان شاء الله خير يمه .. ان شاء الله خير ..
    مسكت يده تحرصه : نايف لا تردني ولا يروح ابوك وهو زعلان عليك ..
    ابتسم رغم الوجع اللي بداخله و تكلم .. : الله يطول بعمره ان شاء الله .. واللي
    تبونه بسويه لا تفكرين انتي الحين .. بس خليه يرتاح اليوم تعبان ماخذ الجرعة
    و مافيه حيل لشي ابد .. ان شاء الله من بكرة اذا شفته طيب قلت له ..
    ضغطت على يده وهي ماشية : الله يوفقك وانا امك و ييسر لك امرك ..
    ردد بداخله " آمين .. آمين يارب " رجع بعدها لابوه يفكر بكلام امه اللي قالته
    له ما كان محتاج وقت للتفكير هالشي جا في باله من بداية مرض ابوه واليوم
    كلام امه معاه خلاه يتخذ قراره النهائي .. الحب يروح و يجي .. لكن رضى
    الوالدين مستحيل يتعوض ولو حتى بكنوز الدنيا ..
    جلس جنبه ومن شاف ابتسامته اللي ترد الروح .. باسه بين عيونه ومسك يده
    و تكلم : يبه ..
    بلل شفايفه بلسانه وتكلم : هلا ..
    نايف وهو يكبت احساس الوجع اللي يستصرخ بداخله .. : ان شاء الله اذا قمت بالسلامة
    بنروح لبيت عمي راشد و نخطب وحدة من بناته .. والزواج بعده على طول ..
    ابيك تفرح فيني يبه .. وابيك ترضى علي ..
    ابتسم وطلعت كلماته بصعوبة : راضي عليك ياولدي .. و الله يوفقك ان شاء
    الله ..
    هز راسه بابتسامة اغتصبها تخفي كل آلامه .. : ان شاء الله خير يارب ..
    رجع جلس على كرسيه بنفس وضعه كل يوم يده بيد ابوه غمض عيونه ورجع
    لدوامته اليومية من التفكير و الدعاء لابوه بطولة العمر والشفاء العاجل من
    هالمرض اللي اتعبه ..



    /
    \
    /

  10. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    تجمعو البنات عندها وهي تقضي آخر ليلة لها في هالبيت .. زواجها من بكرة
    من الشخص اللي ارتضت فيه وتمت ملكتها منه قبل شهر و نص والى هالحين
    ماعرفت عنه شي لانه ما كلمها وقت الملكة .. بس شافته بيوم ملكتهم وهالشوفة
    خلتها ترتاح له الى حد كبير .. شافت سما رايحة لغرفة ملابسها و طلعت وراها
    تركض : والله ماتشوفينه .. انا حالفة محد يشوفه علي الا بيوم عرسي ..
    سما وهي تضحك : والله اني مادري وينه رحت اجيب فستان ميساء هي قالت
    لي اجيبه ..
    غطت يدها على فمها وهي تضحك : زين ارجعي انتي انا بجيبه لها .. اصلا
    توني اتذكر اني مقفلتها يعني محد يقدر يدخل ويشوفه .. بس من الجنان اللي
    فيني ولأني مابي احد يكسر بحلفي ..
    حطت يدينها على اذونها : ازعااااااج .. خلاص روحي لا تغثيني ..
    شدتها من شعرها وهي تطقها بيدها الثانية على جبهتها : وشو ؟ ماتستحين على
    وجهك .. كبرك انا يوم تنافخين علي ؟
    سما وهي تتأوه : أي أي حرام عليك لمو فكيني .. اتوب والله ما اعودها .. بس
    فكي شعري ..
    فكت شعرها وابتسمت لها : ايه خليك شاطرة ولا تحسبيني من عمرك تراني
    كنت على وشك العنوسة و تزوجت قبل ما يختم علي بختمها الرسمي .. وانتي
    توك بأول سنوات المراهقة اللي نسيتها من كثر السنوات اللي جات بعدهم ..
    فتحت عيونها متفاجأة : تراك اكبر مني بـ 10 سنين .. بعدين من قال 25
    عنوسة .. بالعكس هذا السن حلو للزواج ..
    لمياء وهي رايحة لغرفة ملابسها .. : لا دخلت الـ 26 .. بعدين انا آخر وحدة
    تعترف بتحديد سن للزواج بس كنت استهبل عليك ابيك تحسين بعظم ذنبك في
    حقي .. خلاص روحي بجيب فستان ميسو واجيكم ..
    نورة وهي منسدحة على السرير وماسكة بيدها نص ليمونة تلحسها : الحين انا
    بأول الرابع صح ؟
    ميساء تناظرها مستغربة : مادري انتي ماحسبتي لنفسك ؟
    حاولت تتذكر اي شي بس المواقف اللي صارت لهم خلتها تحس انها عاشت
    بعد فرحة حملها اشهر طويلة : لا والله بس يوم اروح المستشفى قالو لي اني
    بأول الرابع ..
    ميساء مستفهمة : متى ؟
    نورة : قبل اسبوع ..
    ضحكت رسيل وهي تناظر نورة : يعني بنص الرابع هالاسبوع ماحسبتيه ..
    خبطت جبهتها بيدها : اييييه صح .. والله اني خبلة .. وانتي تضحكين علي
    ماشاء الله عليتس .. ترى هالولد خلاني غبية وربي صرت انسى واجد ..
    سما وهي جاية تركض : النوري بكرة زواج مين ؟
    نورة بتعجب : لمياء .. ليش ؟
    سما باستهبال : لا بس اسوي لك اختبار بشوف انتي تذكرين ولا ولد اخوي
    نساك ..
    سحبت المخدة اللي جنبها ورمتها على سما : بالله فكوني عليها هالماصلة ..
    الله من شين السوالف جايتني مستانسة ..
    ضحكو كلهم على شكل نورة وهي معصبة عليها .. وجاتهم لمياء شايلة لهم
    فستان ميساء .. طبعا اول وحدة نطت من شافته رسيل اللي صارت تتكلم
    بحماس : وااااااااو .. ميسو وش هالفستان الخيال اقسم بالله شي مو طبيعي
    ابتسمت ميساء بفخر لانها تكلفت فيه كثير .. و كانت واثقة انه راح يعجبهم
    وبيكون اختيار مميز لها .. : احلى من فستان زواج احمد صح ؟
    رسيل باعجاب : بكثيييييييييير .. سموي شرايك ..
    سما وهي تناظره متعجبة : روعة اصلا ما يحتاج اقول شي انا دايم اقولها
    بكل مكان دايم التوب ون في المناسبات ميسو محد يلبس مثلها عليها ذوق
    فانتاستيك ..
    ابتسمت برضى عن نفسها : شكرا شكرا كيف لو تشوفون فستان لمو والله
    انه خيال .. وانا طبعا شاركت في الاختيار ..
    لمياء بابتسامة : وانا استغني عن استشارتك انتي الذوق كله .. " وبتوتر "
    بنات والله اني خايفة .. مدري شلون بنسولف واحنا مانعرف بعضنا احس
    الأيام الاولى بتكون صعبة ..
    قعدت نورة وسندت ظهرها : على الاقل انتي شفتيه يوم الملكة وقعدتي معه
    انا واختي لا شفناه ولا عرفناه الا بيوم العرس .. بس لا تشيلين هم السوالف
    تجي مع الأيام .. انا كنت اسكت بالاول لانه هو مايسولف .. الحين من كثر

  11. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    بربرتي احس انه يدعي بقلبه ترجع لو شوي من هذيك الأيام ..
    جلست لمياء على طرف السرير : الحين كلكم بتنامون هنا صح ؟
    وقبل ما يجاوب اي احد تكلمت نورة : لا انا بروح للبيت طلال بيمرني على
    الساعة 12 ..
    لمياء بقهر : طالعو هالنذل هذا وانا مكلمته .. ومترجيته و بالآخر يخطط من
    وراي .. هالمرة بعذرك بس لانك حامل ..
    ميساء بضحكة : لا تتفاولين على عمرك ان شاء الله مافي غير هالمرة ..
    حست بغبائها وضحكو كل البنات على انتباه ميساء لهالغلطة .. و جلست هي
    تسولف معاهم .. على الساعة 12 وشوي جا طلال و راحت معاه نورة ..
    وقعدو باقي البنات عندها يقضون معاها آخر ليلة لها في بيت ابوها قبل ما
    تنتقل من بكرة لعش الزوجية .. و بعد ما نامو البنات طلعو هي و ميساء في
    الصالة تستمع لنصائحها اللي اكيد راح تستفيد منها في بداية حياتها الزوجية
    و بعد ما تكلمت معاها راحت طقت الباب على ابوها كالعادة بكل ليلة تكون
    فيها في هالبيت .. دخلت عنده وسلمت عليه و حبت راسه : ادعي لي ربي
    يوفقني يبه ..
    مسكها من يدها و جلسها جنبه : الله يوفقك ويسخر لك زوجك .. و يجعله
    لك قرة عين يارب .. مثل ما وصيتك يابنتي احفظي زوجك في غيابه يحفظك
    و لا تخلينه يسمع منك الا اطيب الكلام .. و كوني مثل امك .. اللي من يوم
    تزوجنا الى يوم وفاتها وهي ما عصت لي كلمة ولا كدرت خاطري في يوم
    نزلت دموعها على خدودها وهزت راسها برضى ..
    كمل لها كلامه وهو يمسح دموعها : ولا تتضايقين اذا صارت بينكم مشاكل
    بالاول مع العشرة بتختفي هالمشاكل .. ولا تصيحين ابي بكرة اشوف آخر
    العنقود وهي عروس مثل القمر ..
    حطت يدها على فمها وهي تسمع كلامه قربها منه وضمها على صدره وهو
    يردد دعوات صادقة من قلبه لها ربي يوفقها .. كان يدري وش كثر هالبنت
    طيبة والكل يحبها بس تكلم لها وقال هالنصايح لانه يعرفها مستحيل تعصي
    كلمته .. بعد دقائق طويلة .. بعدت عنه ومسحت دموعها وهي مبتسمة : ان
    شاء الله بتسمع عني كل شي يسرك يبه " رجعت حبت راسه ويده " تصبح
    على خير يالغالي ..
    بابتسامة ابوية حانية : وانتي من اهل الخير ..
    طلعت من جناحه راجعة لجناحها .. شافت سريرها نايمات فيه رسيل وسما
    و ميساء فارشة على الارض ونايمة .. قربت منها ونامت جنبها وهي تحس
    بسعادة كبيرة ترفرف بقلبها ..



    /
    \
    /

  12. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \

    بليلة من احلى ليالي العمر .. باحدى قاعات القصيم .. كانت احلى عروس
    ماتدري ليش انشغالات هاليوم كلها نستها كآبتها وضيقتها اللي عاشتها الفترة
    الاخيرة وكل اللي تفكر فيه الحين انها تكون عروس حلوة وتبقى لها هالليلة
    ذكري بكل تفاصيلها .. كانت تتمنى زواجها يكون بالرياض تبي صديقاتها
    يكونون معاها .. و معارفهم هناك .. لكن ما اعترضت ابد بحكم انه خوالها
    كلهم في القصيم .. ابتسمت برضى على شكلها وهي تشوف خواتها و امها
    حولها كانت تشوف الكل يناظرها و الكل يرقص حولها بفرح .. رغم انها
    تنتقص هالفرح على نفسها ..
    انتهبت لأمها تأشر لها تقوم .. وقامت بكل خوف مشت جنبها مرتبكة وهي
    تعد خطواتها وتحس نفسها كأنها تساق الى ليلة اخرى .. بصحبة رجال ما
    تعرفهم ..
    الحين بس حست ان كل شي صاير صار واقعي و ان كل اللي حولها فعلا
    حقيقة .. وان هاللي عاشته لساعات ما كان الا ليلة عرسها على يزيد اللي
    على كثر ما تمنته بلحظات مضت .. على كثر ما تمنت بعده طوال فترة
    ملكتهم رغم انه ماقصر بشي معاها ابد وكان يحاول يسعدها بكل الطرق ..
    و من وصلت الغرفة شافته واقف ينتظرها " يمّه بياخذني معاه " غمضت
    عيونها وضحكت على نفسها عمرها ما كانت بهالسذاجة ابد .. هذا هو
    مصيرها وهذا شي طبيعي بالنسبة لها هي كانت تجلس معاه حول الساعتين
    و رضت بمصيرها .. ليش رجع لها هالرفض الحين .. كانت تسمع كلامه
    لها وتبتسم له .. بس هالمرة فيها شي غير يوم ملكتها اليوم استعادت جزء
    كبير من قوتها ولو انها مازالت سجينة ضيقتها و صدمتها النفسية .. اليوم
    تدري انه هو غير اللي كانت معاهم و مع ابوها هذا ولد خالها اللي يخاف
    عليها واللي رغم كل ظروفها اختارها ..
    رفعت عينها و ناظرته مبتسمة .. حست برضى كبير عليه .. و تمنت بس
    انها تقدر تقول له شي واحد بخاطرها مشو رايحين للفندق و طول الطريق
    وهي تقاوم توترها .. تحاول تقنع نفسها انها مشاعر اي عروس غيرها مو
    بس هي اللي تعيشه " انا مانيب مجنونة والله كلهم يخافون مثلي " زفرت
    بتعب والتفت لها .. حس انها من الاول ما كانت معاه .. ولا درت هو وش
    كان يقول لها ..
    تجاهل كل شي لانه يدري باحساسها و نزلو للفندق .. حست بحرارة في
    جسدها كله وجسمها يعرق من هالموقف اللي هي فيه بدت نبضات قلبها
    تتسارع .. وتحس نفسها راح يغمى عليه مسكت يده وثبتت نفسها لا تطيح
    مشى معاها و دخلها الجناح جلست وغمضت عيونها و كأنها تبي ترجع
    تستجمع قوتها اللي تناثرت طول الطريق بعد ما اجتهدت طول فترة الملكة
    بتجميعها ..
    وهو كان يحس بكل شي هي تحسه حتى صراعاتها الحين فاهمها شعور
    طبيعي اللي بداخلها لانسانة تعرضت لنفس ظروفها .. تكلم من مكانه يبي
    يبث الطمأنينة بقلبها : دانا وربي انا ابيتس ترتاحين .. ولا تشيلين هم شي
    روحي بدلي و اذا تبين تنومين ميخالف ..
    رفعت عينها و ناظرته .. كانت تحس بامتنان كبير له لانه اختصر عليها
    كل اللي كانت بتقوله بس بعد بقى شي بخاطرها بس ماتدري شلون تتكلم
    فيه ولا تدري شلون تعبر : يزيد انا محتاجة وقت طويل عشان " نزلت
    راسها بخجل ماتدري وش الكلام المناسب الحين " اممم
    قرب منها و تكلم : فاهم كل اللي بخاطرتس .. قلت لتس لا تشيلين هم ابد
    وصدقيني انا بعد ابيتس ترجعين مثل اول .. " ابتسم لها بحب " زين ؟
    هزت راسها برضى و قامت .. راحت للغرفة وسكرت عليها الباب وعلى
    طول فتحت الشباك تستنشق اكبر قدر من الهوا .. تعودت بمثل هالمواقف
    المربكة تحس بكتمة و انعدام التنفس وبدت تتنفس بسرعة رجعت تسحب
    لها نفس عميق .. و زفرته بهدوء ..
    رغم انها للحين ما تخلصت من ترسبات ماضيها .. الا انها تشوف فترة
    الشهرين بالنسبة لها شوط كبير في استعادة ذاتها و الفضل بعد الله .. له هو
    اللي تفهّم كل شي صار لها .. و حاول يقنعها ان علاجها يبدأ من نفسها
    دخلت تتسبح وطلعت انسانة ثانية .. مملوءة بأمل ظنت انها فقدته للأبد
    لبست لها بيجاما ساتان .. ولبست عباتها وقامت تصلي .. كذا عودتها
    امها .. انها كل ما تقربت الى الله بصالح الاعمال و قيام الليل و الدعاء
    كانت الاقرب بإذن الله للسعادة والطمأنينة والراحة .. وهذا كل اللي كانت
    تحتاجة في لحظات استعادة الذات ..



    /
    \
    /
    \


  13. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    الجزء الثاني عشر
    [ الفصل الثاني ]‎‎‎‎
    i 3 i


    /
    \
    /
    \



    كل الاحداث بهالجزئية صارت بنفس اليوم وراح
    تغير مجرى حياة بعض من شخصيات القصة ..



    حمل اوراقه مستعجل وطلع من المكتب اليوم لأول مرة بحياته يتخذ قرار غير
    قراراته اللي تعود عليها .. و اللي اكتسب منها سمعته اللي صارت بكل مكان
    خلت منه انسان مشهور و مطلب لكل من عندهم قضايا مهمة وينتظرون الحسم
    فيها .. ابتسم وهو يشوف اتصال من ام خالد .. تجاهل اتصالها
    وتوجه لقاعة
    المحكمة .. اللي فكر فيه و يخطط له اكبر من قضية حق .. باحتضان ام لبنتها ..
    اتصل على سكرتيره يستعجله يجيه للمحكمة في باله تفاصيل معينة راح يطبقها
    بهاليوم .. ومن اول ما رد عليه تكلم : لا تقول توك صاحي ؟
    بصوت مرتبك : والله راحت علي نومة .. الحين جاي ..
    بعصبية مفرطة ما تظهر عليه الا في حالات نادرة و مهمة بحياته : و هذا وقت
    نوم .. انا قايم من الصباح اراجع ملف القضية وانت ساحبها نومة ..
    جاه صوته متوتر .. و نص الحروف مايسمعها اكيد انه يتحرك الحين وهو يكلمه
    يبي يستغل الوقت : ان شاء الله كلها 10 دقايق وانا عندك .. والاوراق اللي عندي
    مخلصهم من امس و كل شي فيها تمام ..
    بعصبية اقل من قبل : زين اخلص علي الحين انا في الطريق ومابي اقعد انتظرك
    بعد ماسكر منه لام نفسه هو بعد توه يتصل عليه .. رغم ان قراره اليوم لا يحتمل
    التأخير ابد .. اجمل مافي هالتوقيت ان الشوارع زحمتها اخف من الصباح بدري
    او الظهر وقت انتهاء الدوامات .. وهالشي سهل له وصوله للمحكمة .. قبل موعد
    الجلسة وهذا هو دايم بعادته يجي قبل موعد الجلسة بوقت كافي حتى يمنح لنفسه
    فرصة ان يستجمع كل افكاره حتى يضمن نجاحه .. وكسب القضية لصالح موكله
    مسك جواله و اتصل على ابو طارق بهالوقت ومن اول مارد عليه بادره بالسلام
    جاه صوته يرد السلام وبلهفة : هاااه بشر عسى امورك على خبرنا ..؟
    ضحك ضحكة هادية و تكلم بثقة : الامور مثل ماتبي و تسرك بعد اهم شي على
    اتفاقنا لو تسرب اي خبر راح اكمل القضية و اكيد راح اكسبها مثل كل القضايا
    اللي مسكتها في حياتي ..
    ابو طارق بحماس : لاااا ابد محد داري ولا يعرف عن هالموضوع الا انا ومعاي
    السكرتير و هذا مستحيل يتكلم لاني موقعه على معاملات كلها رشوة و اختلاس
    المحامي سليمان برضى : زين .. يعني شغلنا في السليم .. وان شاء الله كل شي
    خططنا له يصير مثل مانبي ..
    قاطعه مستفسر : انا جاي في الطريق الحين .. بس ابي اعرف متى انسحابك ؟
    اليوم يعني ..
    رد عليه بثقة : ايه قبل ما تبدا الجلسة بالضبط راح اتكلم عن انسحابي لاسباب
    بعض الخروقات في القضية و الاوراق جايبها سكرتيري الحين بالطريق ومثل
    ما ا تفقنا الشيك الثاني استلمه اليوم .. قبل ما اعلن الانسحاب ..
    ابو طارق بضحكة عالية : دقايق وهو في يدك ..
    رد عليه بفرح : هذا اهم شي انت كريم وانا استاهل .. ايه صح .. و المحامي
    اللي انت موكله لو حسيت انه عارف شي .. او حتى فاهم تلميح منك راح اقلب
    الخطة على طول ..
    قاطعه بنفي : قلت لك مايعرف الا انا وسكرتيري و هالمحامي اعينه في حالات
    مستعجلة يعني مو محامي الشركة الخاص .. لاني ضمنت القضية بجيبي ومابي
    اخسر اكثر عليها ..
    تكلم وهو يأشر لسكرتيره اللي جاي يركض فرحان انه ما تأخر : اوكي الجلسة
    راح تبدا بعد 7 دقايق لا تتأخر ..
    سكر منه واخذ منه كل الاوراق اللي بيده و تكلم وهو مبتسم : ربي ستر عليك
    كم كنت ماشي ؟
    السكرتير بضحكة .. : خلها مستورة بس اخاف تمسك علي قضية .. اهم شي
    نخلص من هالقضية ونرتاح والله انها موترتني ولاعبة في اعصابي ..
    جلس يقلب بالاوراق بحرص وتكلم معاه بدون مايطالعه : اجل وش اقول انا
    بتتيسر امورنا بما اننا راح ننهي القضية من اول و نحسم الجلسة وهذا الاهم ..
    استمرو بنقاشاتهم قبل مايروح سكرتير المحامي ويتلقى ثاني شيك لضمان سير
    القضية لصالح ابو طارق بعد ماتم تفنيد كل تقارير المستشفيات كتقارير غير
    صحيحة .. وهالشي عشان يضمن ابو طارق الفوز بالقضية بدون الخوف من
    الاستئناف ..
    بعد دقائق اكتمل العدد في القاعة واحصر كل محامي اوراقه .. وبدت تفاصيل
    القضية قبل مايسمح لمحامي الادعاء والدفاع بالكلام ..
    كان يسمع تفاصيل القضية وللحظة بس تذكر اتصالات ام خالد عليه من بدري
    واللي نسيها في زحمة اتصالات كان يشوف انها أهم بالنسبة له .. سمع اسمه
    يتردد وحس بارتباك فظيع يحسه لأول مرة بحياته ناظر في ابو طارق وحاول
    تكون ملامحه جامدة حتى مايشك احد بأي صلة تربط بين هالاثنين .. تقدم بكل
    ثقة وتكلم : السلام عليكم .." وبعد ماسمع رد الكلام تكلم .. " قبل ما ادخل في
    حيثيثات القضية اليوم معاي اوراق تثبت تعدي ..و خروقات مهمة و هالاوراق
    تنهي هالقضية من اولها .. بدون الدخول ..في معمعة الاسئلة والأجوبة .. اللي
    ماتنتهي واللي ممكن تمتد لساعات طويلة ..
    هز القاضي راسه برضى وتكلم : لو تتكرم وتعطيني الاوراق والثبوتات ..
    قام من مكانه .. يحمل الملف اللي يحمل جميع الثبوتات اللي تهيء له انسحابه
    من بداية القضية بعد ما يقدمها للقاضي .. تكلم بابتسامة : تفضل .. هذي كل
    الأوراق المطلوبة باثباتاتها نسخ اصلية غير منسوخة او مزورة ..
    فتش القاضي كل الاوراق وبدا يتصفحها يمكن بهاللحظة يلقى تبرير لانسحاب
    محامي يعتبر الافضل و الاقوى اشر للي جنبه يقرأ الأوراق امام الجميع حتى
    يتم بعدها اصدار الحكم المناسب ..



    /
    \
    /

  14. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \



    قامت من نومها بهالغرفة المقيتة واللي تحمل لها صورة من ابشع الصور اللي
    تتكرر عليها كل يوم .. ماعاد صار يهمها شي خلاص .. لا امها تسأل عنها
    ولا حتى تدري هي وينها فيه .. وطول هالوقت اكيد تظن انها نايمة بغرفتها
    وابوها انشغل بقضية ديما و ماعاد صار يهمه شي الا انه يكسبها بكل الطرق
    الممكنة ..
    استغلت انه محد موجود عندها وقامت بسرعة قفلت الباب عليها اليوم قررت
    قرار مصيري بحياتها .. و ماراح تتنازل عنه ابد .. و هالقرار راح يغير لها
    حياتها للأبد .. لكن قبل ماتنفذه .. كان تحمل بداخلها رغبة ملحة الى ابعد حد
    مسكت جوالها وبيدين مرتجفة اتصلت على ميساء .. تدري ان علاقتها فيها
    سيئة جدا وكل وحدة فيهم تكره الثانية لكن الحين هي تبيها ضروري وماراح
    تقدر تلاقي جواب لتساؤلها الا عند ميساء جاها ردها المقتضب على اتصالها
    مافكرت بشي ابد تدري انها هي وامها وخالتها زرعو من زمان وهي الحين
    وحدها اللي تجني محصول هالحقد الدفين اللي استمر لسنوات طويلة .. : هلا ..
    " وبعد تردد " ميساء انسي كل شي بيننا و كل كلام صار و انقال بس ابي
    اطلب منك طلب الحين ومابيك ترديني ..
    استغربت لهجتها ونبرة صوتها الكسيرة اللي ما اعتادتها ابد من بنت مغرورة
    مثل منال .. : وشو ؟
    منال وهي تبلع غصتها : ابي رقم ديما عندي شي ضروري بقوله لها اليوم
    يمكن ماعاد اقدر اكلمها بعدها ابد " وبرجاء " تكفييييين ..
    اذهلها الكلام اللي سمعته و الجمتها الصدمة .. منال تطلب رقم ديما هذا اول
    شي مستحيل .. وانها تترجى احد .. وهي اللي تعودت تجيب الدنيا كلها بين
    يدينها متى مابغت هذا شي مستحيل بعد .. بس كلمتها انها يمكن ماعاد تقدر
    تكلمها ابد اثارت فضولها : وش صاير ؟
    قاطعتها برجاء : ميساء تكفين ماعندي وقت ابيه ضروري .. وانتي راح
    تعرفين كل شي بعدين ..
    استسلمت لرغبتها .. خصوصا بعد ماحست .. انها شوي وتصيح
    من نبرة
    صوتها : زين قفلي وانا برسله لك الحين ..
    قفلت على طول و انتظرت الرسالة بلهفه شوي ورن جوالها بنغمة رسالة
    فتحت وعلى طول دقت الرقم و اتصلت " اليوم الجلسة يعني اكيد صاحية
    يارب تكون صاحية " سمعت صوت غريب مو صوت ديما ابد : ديما ..؟
    ردت بكل هدوء : لا أمها .. مين معاي ؟
    ما كانت تبي تقول لها منال .. هالاسم بحد ذاته .. يحمل سجل اجرام كبير
    بحياة ديما متأكدة هي انه وصل لها بكل التفاصيل : انا صديقتها بالجامعة
    ابيها ضروري تكفين ..
    ارتاحت وهي تسمع ام خالد تنادي على ديما .. تجي ترد على جوالها ومن
    سمعت صوت ديما خنقتها عبرتها صحى ضميرها لكن للأسف كان متأخر
    جدا بعد ما دُنّس شرفها و حملت لقب مطلقة قبل ماتدخل الى عش الزوجية
    ومعرضة للادمان بفعل هالشلة الفاسدة اللي تلتقيهم غصب عنها : ديما ..
    انا منال ..
    استغربت الاسم .. ماتذكر انه كان عندها صديقة اسمها منال ابد .. : منال
    مين ؟
    تكلمت بتردد : منال اختك ..
    صعقت ديما مكانها .. اي شي بالدنيا تخيلته الا هالاتصال .. توقعت انهم
    كلهم ممكن يكلمونها بيوم الا منال الوحيدة من خواتها اللي ماكان عندها شك
    حتى لو 1% انها تتصل عليها .. ماعرفت وش تقول او حتى وش تتكلم
    و لا عرفت وش ترد عليها لأنها ماتدري وش سبب هالاتصال .. الاكيد
    بنظرها انه يحمل لها تهديد جديد .. لفضيحة من نوع آخر ..
    انتظرتها منال ترد او تتكلم واول ما حست انها تأخرت بالرد تكلمت هي

  15. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    على طول : ديما انا ابي اتكلم وانتي اسمعيني للآخر .. مابي تردين علي
    الحين لا خلصت كل كلامي قولي لي اللي بخاطرك " انتظرت بعد انها
    ترد او تتكلم لكن ماسمعت منها اي جواب " ديما انتي معاي ؟
    ديما بهمس : هلا
    تكلمت منال و فتحت قلبها لها : ديما انا ما جيت ابرر لك كل شي صار
    بحياتي لأني اتحمل الخطا كله بس لا تلوميني لان امي ارضعتنا كرهك
    و كره امك و ماعرفت احبك ابد " الصدمة الجمت ديما عن اللي تسمعه
    وماقدرت ابد تصدق ان هاللي تكلمها هي نفسها منال اللي ذوقتها الويل
    اكثر حتى من امها " والله العظيم مابي منك الا انك تسامحيني لاني كنت
    ظالمة بحياتي .. وانتي اللي تحملتي ظلمي كله .. بس ابيك تعرفين شي
    واحد .. صورك اللي صورتها لك ماكنت ابي اهددك فيهم لأني كنت ابي
    " وبحرقة " صلاح يخطبني و مستحيل اخلي اهلي يشوفونه معاك بس
    هو اللي قال لي صوريها و هدديها ويوم طلبها مني حذفتهم لاني غرت
    منك بوقتها .. واليوم عرفت ليش كان يبيها ديما صلاح خلا مني بنت
    ليل و طلقني .. والحين كل صوري عنده كل يوم يجبرني انه يصورني
    و انا مابيدي حيلة عشان ارده .. وكل ماجلست اتصور تذكرتك وتمنيت
    من قلب انك تسامحيني .. لانك ما عاد راح تسمعين صوتي بعد هاليوم
    ابد ..
    نزلت دموعها وهي تسمع اللي انقال لها .. ما كان قلبها اسود حتى انها
    تتشمت فيها في اضعف صورة وصلت لها .. نست كل شي ومافكرت
    الا بالفضيحة اللي بتصير لاختها .. كانت تبي تتكلم تبي تقول شي بس
    ضاع منها الحكي .. وكل الحروف اللي استنجدت فيها بهاللحظة تمردت
    عليها ..
    تكلمت منال بصوت مخنوق و كسير ..: ديما مابي منك الا كلمة وحدة
    تكفين .. بس قولي انك مسامحتني ..
    ديما بصوت مرتجف ومثقل بالوجع : مسامحتك وربي .. سمعت بعدها
    صوت شهقاتها اللي اوجعتها ابد ما كانت متخيلة انها راح تسمع منال
    بيوم بهذا الضعف .. و ماعاد سمعت شي بعد ماسكرت منال الخط ..
    اما هي قامت وتسبحت ولبست .. فتحت الدرج .. و تناولت حبتين من
    الحبوب اللي كل يوم تاخذهم .. وطلعت للصالة شافتهم جالسين وبعضهم
    مازالو مواصلين راحت للمطبخ .. و صبت لها كاس عصير ورجعت
    وقفت مكانها تناظرهم و الكل يرحب فيها بطريقته اللي تثير اشمئزازها
    بشكل كبير ابتسمت لهم .. و غمضت عيونها لثواني .. وفي لمح البصر
    و امام الكل صار اللي ابد محد توقعه و وقف الكل مذهول بهاللحظة ..
    ثواني .. و تعالت اصوات الصرخات بكل مكان وتحولت هالاستراحة
    اللي يقضون فيها كل يوم من ايام فجورهم و استمتاعهم على المعاصي
    الى شي ابد ما كانو يتصورونه ..



    /
    \
    /
    \

  16. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    كانت بغرفتها تقضي يومها كعادتها كل صباح بمكالماتها اللي ما تنتهي
    وبلحظات البحث عن المفقود عند من لا يملكون الا الكلام المعسول ..
    كانت تسولف وصوت ضحكاتها تنسمع بكل الجناح .. لكن هذا كله ابد
    ما همها .. لأن هالوقت محد بهالجناح غيرها ..زوجها و بدوامه وهي
    تستغل كل فرصة يكون بعيد عنها وتفتح جوالها الثاني و تستقبل كل
    المكالمات اللي تقضي فيها اوقات وناستها ..
    و اللي زادها اليوم سعادة خبر اكتمال مخططها و ماعليها الحين الا انها
    تنفذه بس .. السحر وصار جاهز بس تروح تدفع المبلغ المطلوب وتقدر
    بعدها تاخذه وتدمر حياة الاثنين اللي تشوف انهم سبب تعاستها بهالدينا
    رمت جوالها على السرير .. ورفعت صوت الاغاني وصارت ترقص
    بجنون و فرحة بحياتها ما حست فيها .. راح تتلذذ من اليوم ورايح بكل
    الاخبار اللي تسعدها بعد ما كانت تنقهر كل ما تكلمت امها عن طلال
    وزوجته ..
    قصرت الصوت شوي .. وهي تسمع صوت ذبذبات الجوال .. في جهاز
    الاستيريو ونطت لسريرها ماسكة الجوال شافت المتصل وكشرت بقرف
    نعمت صوتها شوي وتكلمت بدلع : هلا قلبي .. هلا حبي .. هلا عيوني
    ذاب على دلعها وعلى كلامها وتكلم : هلا فيك انتي ياقلبي .. وين الناس
    يا حنين ..
    بميوعة اكثر : كنت زعلااانة عليك ..
    قاطعها على طول : ماعاش اللي يزعلك ياقلبي .. اللي تامرين فيه انا
    حاضر ..
    ابتسمت بخبث لازم تدبر لها طلعة بأي طريقة عشان يشوفها ويدفع لها
    المبلغ اللي هي تبيه .. و رغم انها ما تسمح لاحد انه يلمسها وماتقابلهم
    الا في اماكن عامة و توعدهم ان المرة الثانية يكون لقائهم خاص لكنها
    تسحب عليهم بعدها و تتركهم وبكل هالمرات اللي يقابلونها فيها تكسب
    منهم مبالغ تقضي فيها احتياجاتها التافهة .. : ابي اللي قلت لك عليه اول
    بتساؤل : وشو ؟
    كملت بنفس الاسلوب : المبلغ اللي قلت لك اني محتاجته .. انت وعدتني
    قبل انك تدبره لي ..
    اطلق ضحكة عالية وتكلم بخبث : ابشري لك اللي تبين .. بس اهم شي
    اشوفك ..
    تفاهمت معاه على كل الامور تشوفه في احد الكوفيهات تكسب منها كم
    الف مع موعد مكذوب لقاء حميمي خاص بعد ايام والطلعة تدبرها بكل
    سهولة بعد ماتروح لبيت امها .. و هناك تقدر تروح و تجي على كيفها
    استاسنت كثير على تفكيرها ما تتعب ابد في تحقيق مطالبها الا مع عزام
    الانسان الوحيد اللي كان دايم ضد رغباتها و هو الوحيد اللي يمشيها على
    كيفه .. و بعد ما اتفقت معاه على كل شي رجعت لممارسة هوايتها بكل
    قذارة و صارت تكلمه بألفاظ جدا مبتذلة .. وصوت قهقهاتها يتعالى اكثر
    و اكثر .. سكرت منه و قامت تكمل رقصها كانت تحس بوناسة غريبة
    و من اليوم تتصل على منال و كالعادة ماترد عليها ..
    انقهرت من تطنيشها لها وغيابها هالفترة عنها رغم انجازاتها اللي تحس
    انها تحسب لذكائها المعهود .. تراقصت وتمايلت مع الاغاني .. واول ما
    حست انها ملت رجعت لمكالماتها و مثل كل مرة تبداها بعتاب بسيط مع
    تدلع و تغنج .. يجي بعده طلبها الصريح .. مبررة هالطلب باحتياجها ..
    والاتفاق على الموعد ومكانه ووقته وكل هالامور اللي تهمها وماتنسى
    انها تتكلم ببذائه لتلبي كل رغباتهم و احتياجاتهم ..
    قدرت بصعوبة انها تقنع عزام تروح الحين لبيت امها .. ومن فرحتها
    طلعت ركض بعباتها اللي على الراس واللي يجبرها عزام انها تلبسها
    متوجهة لبيت امها .. ومن وصلت رقت لغرفتها تتزين و تتكشخ للقاء
    كان اسرع مما توقعت .. ومبلغ معقول راح ينضاف لرصيدها لبست
    عباتها الضيقة .. تعطرت ونزلت بسرعة .. رمت الطرحة الشبه شفافة
    على وجهها بدون اهتمام و توجهت لاحد الكوفيهات مع السواق كشفت
    بالطريق .. وطول الوقت سماعتها بإذنها و تكلم الشخص اللي بتقابله
    و من وصلت الكوفي تلثمت واتصلت عليه ينزل و يدخل معاها جلسو
    باحدى الزوايا البعيدة وطلبو اللي يبونه ولفت ظهرها لكل اللي بالكوفي
    و فكت لثمتها بغرور .. دقائق جمعتهم و صوت ضحكاتها يعلى رغم
    تنبيهه لها انها تقصر صوتها .. الا انها كانت مستمتعة بلحظة حرية
    كانت تنتظرها من فترة بعد ما بقت سجينة جناحها ..
    ومابين ضحكاتها ودهشتها ثواني بس خلتها تعيش بحالة ذهول وصدمة
    وهي تناظر بكل اللي حولها بعد ماضاقت فيها كل السبل ..




    /
    \
    /

  17. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \
    /
    \


    تمردت بلحظات سابقة معدودة على نفسها .. واستجابت له بلحظات
    ضعف وهي تستمع لكلامه اللي تحس انه يعيشها بدنيا غير اللي هي
    تعيشها .. ورغم انها كانت تلوم نفسها اوقات كثيرة على انجرافها
    معاه و تنسحب من هالطريق الا ان هالصحوة ماتستمر لاكثر من
    ايام ترجع بعدها تضعف لكل كلام الحب اللي يغرقها فيه .. ومه هذا
    كله كانت ترفض منه اي كلام عن اي حب او علاقة بينهم ماكانت
    ترتضي الا اذا سمعت وعود الزواج اللي يقولها لها بكل مرة وهي
    بكل سذاجة تصدقه ..
    ردت عليه بكل خوف .. اليوم صار لها حول الاسبوع ماردت عليه
    بعد ما حست انه يماطلها في كلامه و وعوده وان الزواج اللي يمنيها
    فيه ممكن تطول مدته : هلا ..
    جاها صوته فرحان و منتشي : هلااااااا فيك ياقلبي ياربي والله اني
    مو مصدق اني قاعد اسمع صوتك الحين سارة حبيبتي ليش تعامليني
    بهالقسوة وانا اللي قلت لك وربي احبك ..
    تكلمت بلهجة صارمة : اسمعني من الآخر قلت لك حب و خرابيط
    و هالسوالف كلها مابيها اذا تحبني اكيد تتزوجني .. اما اذا ما تبي
    زواج فاقطع السالفة من اولها وفكني من هالسوالف تراها ما جازت
    لي ابد ..
    طارق بخبث : زين واللي يقول لك انه عزم على الموضوع خلاص
    و مكلم اهلي بعد .. وكلهم موافقين عليك .. وانا الحمدلله انسان ربي
    مقدرني و عندي اللي يخليني اتزوجك لو حتي الحين بعد .. " تكلم
    بضحكة " والمهر اللي تامرين فيه لعيونك ..
    حست بفرحة كبيرة من كلامه هذا هو الحلم اللي كانت تتمناه من فترة
    طويلة .. و النصيب اللي تمنت يصير لها مثل بنات عمها جاها اللي
    افضل منهم بعد .. انسان اغنى منهم ويلعب بالفلوس لعب وهذا اكبر
    طموحاتها واهم شي كانت تتمناه من زمان .. استمعت لوعوده مثل
    كل مرة .. لكن هالمرة صدقتها لانه حدد لها موعد الخطبة وموعد
    الزواج وكل هالتفاصيل و ماعليها هي الا انها توافق على هالطلب
    بدون اي تردد تكلمت بخجل : اذا انت تبيني ماعندي مانع ابد واهلي
    بعد ماهم بمعيّين ..
    قاطعها بهمس : انا ابيك ؟ .. ياقلبي انا احبك وميت فيك وربي مستعد
    ابيع عمري كله و اشتريك .. بس انتي ترضين علي و اشوفك معاي
    ببيت واحد .. و تصيرين زوجتي " وباسلوب جدا ناجح في التمثيل "
    يااااه وانا وش ابي اكثر من هذا حبيبة قلبي و عمري بتصير زوجتي
    ذابت مكانها من هاللي تسمعه كلامه .. كل حروفه هيضت كل مشاعرها
    واستنفرت كل احساس بداخلها .. حست انها ودها تصرخ من قلبها
    و تقول له انها هي بعد تحبه ..
    حس بخجلها وانه لامس وترها الحساس وكمل بنفس الهمس : وبعد
    بيتك جاهز بس منتظر تشريفك .. " وبخبث " عيوني ؟
    سكتت و ماردت عليه .. تحس بخجل فظيع من كلماته و ماتعرف ابد
    ترد على مصطلحاته اللي تذوبها بدا يتكلم وهو يحاول يقنعها بأبسط
    طريقة ممكنة : شرايك تجين تشوفين بيتك ..
    قاطعته باستنكار : لا وين اشوفه فيه صاحي انت ..
    بعد تفكير تكلم : انا بعطيك العنوان وانتي روحي شوفيه والحين اجيب
    المفتاح واعطيه السواق .. شوفيه وقولي لي وش اللي مايعجبك فيه
    و انا اغيره قبل زواجنا .. بس هاااا ترى ابيه بعد شهر .. مافيني صبر
    اتحمل اكثر على بعدك ..
    بتردد : لا تكفى فكني وش يوديني الحين .. و مديرتي لو درت عني
    بتقوم الدنيا وتقعدها وانا مانيب ناقصة ..
    غمض عيونه وعض شفته قهر منها : صدقيني مو بعيدة عنكم يعني
    حول الـ 10 دقايق مشواركم .. تكفين ياقلبي انتي لا ترديني بحط لك
    المفتاح الحين و برجع لدوامي عندي اشغال مهمة لازم اخلصها الحين
    حست بنبضات قلبها تتسارع وبعد تفكير تكلمت : لا والله خايفة مانيب
    ناقصة مشاكل و حتسي يعور الراس ..
    كان وده يطلع من الجوال ويذبحها لكنه طوّل باله وهو يحاول يقنعها
    بكل الطرق .. تكلم معاها ومثل ونثر الكثير والكثير من الاكاذيب اللي
    ابد مايتعب في تصريفها و اخيرا وبعد جهد اقتنعت انها تروح تشوف
    البيت في 10 دقايق و ترجع .. او مثل ما هو أوهمها ..
    لبست عباتها و طلعت بخطوات مرعوبة من الشركة وارتاحت كثير
    انها ماشافت احد قدامها ركبت مع السواق .. ومرو على احد المحلات
    اللي كان طارق ينتظرهم عندها قرب ومد له المفتاح وناظرها بابتسامة
    كانت طول الطريق من شافته وشافت الزقارة اللي بيده وهي تقطع على
    نفسها وعود انها تخليه يترك التدخين بمجرد ما يتزوجون .. ومن وصلو
    للعمارة نزلت على طول .. كانت خايفة و مترددة بس كانت تقنع نفسها
    انها تبي تشوفها بسرعة وترجع .. مسكت الباب بيدين ترتجف وحاولت
    انها تفتح الباب بصعوبة و قدرت بعد اكثر من محاولة انها تفتحه اخيرا
    دخلت لداخل الشقة و ابهرها مدخلها قعدت تناظر بذهول حولها ونست
    نفسها وسط هالشقة اللي اجمل بكثير مما تمنت .. سمعت صوت المفتاح
    يطيح والتفتت وراها بتشيله لكنها جمدت مكانها وشلت عن الحركة تماما
    وهي تناظر فيه بصدمة ..



    /
    \
    /
    \


    انتهى الجزء الثاني عشر^_^


  18. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    الجزء الثالث عشر
    [ الفصل الأول ]‎‎‎‎




    /
    \
    /
    \


    بعنا فينا واشترينا .. ولا درينا بالثمن
    الغدر منا وفينا .. لا تقول من الزمن

    ما تصير الناس ناس .. لا رحل عنها الضمير
    ما تصير الناس ناس .. لا طغى فيها الكبير

    الوهم يكبر ونكبر .. داخل الاوهام هم
    الألم يكبر ونكبر .. داخل الآلام غم ..

    ليه ..؟

    ليه كل كف جبرتنا .. لملمتنا وكسرت
    ليه كل كف حضنتنا .. شتتنا ورحلت ..؟؟

    يعني هي هذي الحياة ..؟
    ولا يعني هذا حنا ..

    لا رحل عنا الضمير
    نهدي الايام .. آهـ

    من هدم نفسه بنفسه .. مابنى عمره صحيح
    والضعيف من النفوس .. يهدي عمره لأي ريح

    لا تلفت .. لا تنادي
    لا بشر حولك ..
    ولا حولك مبادي

    لك مصير من المصير .. ولك جروح من الجروح
    ولك حياة .. من الحياة .. ومن نصيب الآهـ .. آهـ

    ما تصير الناس ناس .. لا رحل عنها الضمير
    ما تصير الناس ناس .. لا طغى فيها الكبير




    في مكان اجتمعت فيه الأنفس على اختلاف رغباتها .. عم الهدوء على الجميع في لحظات
    قراءة الأدلة .. ابتسامته اللي اعتلت وجهه طول اليوم تحولت لعبوس مفاجيء و نظرات
    استغراب .. ركز نظره عليه وهو يشوف كل من في هالقاعة يتلفت عليه .. بلع ريقه
    خوف من مصير ماظن ابد انه ممكن يلاحقه .. بالمقابل ابتسم هو ابتسامة انتصار كان
    طوال 11 سنة ينتظر اي شي حتى لو كان بسيط يثبت التهم عليه .. و بقدرة رب العالمين
    فضح هو نفسه عنده .. تكلم بثقة و بابتسامة رافقته اثناء قراءة الأوراق : و مثل ماتشوف
    انت رشاوي بمبالغ كبيرة و تزوير في اوراق رسمية وهذي كلها تدخله السجن لسنوات
    وتسقط الدعوة اللي رافعها لحضانة البنت .. رغم ثقتي السابقة بأن تقارير التعذيب كافية
    بسلب هالحق منه ..
    وقف بغضب و تكلم يدافع عن نفسه : كذاااااب ..
    اشر له القاضي يسكت .. ورجع التفت على المحامي : يبدو لي ان الشيكات صحيحة بس
    اكيد لابد من التدقيق ..
    لوح بيده برضى وجلس مكانه مبتسم بداخله سعادة كبيرة بأنه وبعد هالسنين كلها قدر انه
    يلاقي شي على ابو طارق وما كان متوقع ولا بأحلى احلامه ان ابو طارق بنفسه راح يجيب
    له ادلة ادانته الين عنده .. اغلقت الجلسة للتحقق من الأدلة .. مع التحفظ على ابو طارق
    وسكرتيره لحين اسقاط التهم .. طلع من القاعة بفرحة كبيرة .. والتفت وراه للصوت اللي
    يناديه : هلا ..
    السكرتير بفرحة : نقول مبروك ؟
    رفع يده وهو يشير بأصابعه الاثنين : عصفورين بحجر .. وبإذن الله ما يطلع منها ..
    للحظة تذكر ام خالد و اتصالاتها قبل موعد الجلسة .. دخل يده بمخباته وطلع جواله وفتحه
    ومن قبل مايفتح كل المسجات اللي ظهرت له اتصل عليها رنتين وردت بعدها بكل هدوء
    تخفي خلفه لهفتها : هلا ..
    بهدوء مقابل رد : السلام عليكم ..
    ردت عليه السلام و كل اللي يدور في بالها .. اي خبر ممكن تستشفه من هدوءه : بشر ؟
    ركب سيارته و أشر بيده لسكرتيره يلحقه : مثل مانتمنى والحمدلله .. قدمت عليه ادلة
    بتريحني من جلسات ممكن تطول لأكثر من سنة .. وان شاء الله كلها أيام ويكون عندك

  19. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    صك المحكمة .. رغم احساس الفرحة الغامر اللي بقلبها الا انها اكتفت بكلمات شكر قليلة
    و سكرت .. وركضت لديما في الصالة تفرحها .. شافتها جالسة عند التليفون جامدة بدون
    اي انفعالات تذكر .. قربت منها و تكلمت بفرح : بنكسب القضية ..
    رمشت ديما ونزلت دموعها اللي كانت بعيونها : قلت لها اني مسامحتها .. رغم كل اللي
    سوته فيني سامحتها .. ليش ؟
    ناظرتها مستغربة كلامها ومسكتها تجلسها و تجلس هي بعد : حبيبتي ؟
    لفت تناظر امها سحبت نفس عميق وبعدها تكلمت : منال اختي كلمتني وهي تصيح
    وتستسمح مني وسامحتها ..
    سحبت التليفون وناظرت بمدة آخر مكالمة .. : تعذيب هالسنين كلها سامحتيها عليه في اقل
    من 5 دقايق ؟
    ديما بحزن : قالت ماعاد بشوفها ولا بسمع صوتها .. بتنتحر " هزت كتوفها " مادري وش
    اللي بيصير ..
    ام خالد بصرامة : هذي ما تستاهل انك تسامحينها .. ديما ترى هذي موب طيبة اللي بقلبك
    وهالزمن اللي مثل قلبك مايعيش ..
    قاطعتها بهدوء : بس هي اختي ..
    تكلمت بعصبية : بحريقة .. الله وهالأخت اللي ماشفتي منها الا كل شين .. انا اخوي وهو
    ولد امي وابوي والله ما أسامحه على اللي سواه فيني ولو جا حب رجليني .. ومادام ما أقدر
    اخذ حقي منه بالدنيا .. وكلت حقي عند اللي ماتضيع عنده الحقوق .. " ناظرتها بنظرة
    جامدة " بروح انام شوي البارح كله ماعرفت انام .. اذا اذن الظهر قوميني " وبهمس "
    الله يهداك ماخليتيني افرح ..
    ناظرت امها وهي رايحة .. عز عليها كثير انها تزعلها لأول مرة وعلى طول ركضت
    وراها .. مسكت يدها بنص الدرج وتكلمت برجاء : يمه لا تزعلين علي تكفين بس حسيت
    انها بتموت و مابي اقعد عمري كله الوم نفسي اني ماسامحتها ..
    ام خالد برضى : للحين الحرة اللي بقلبي مابردت منهم .. لا تلوميني بكرة بيجيك عيال
    و بتعرفين شلون تحاربين العالم كله عشان ماتفقدينهم .. ماقدر اسامح اللي حرموني منك
    هالعمر كله وربي ماقدر ولا برتاح بيوم الا لاشفتهم يتعذبون مثل ماعذبوني ..
    قربت منها وحبت راسها : خلاص انا اليوم عندك " للحظة بس استوعبت الخبر اللي بثته
    له امها " يعني خلاص بعيش عندك العمر كله ؟
    ابتسمت لها وقالت بحب : بتتزوجين وتروحين بيت زوجك ان شاء الله ..
    توردت خدودها وابتسمت بخجل .. : يمه وين ديم ؟
    ضحكت بصوت عالي وضمتها : نايمة .. وانا بعد بروح انام وصحيني اذا اذن الظهر ..
    هزت راسها برضى وهي تشوفها ترقى الدرج رايحة لغرفتها .. رجعت للصالة وخذت
    جوالها .. شافت رقم منال وغمضت عيونها رجعت تناظر بالجوال ومسحت الرقم بدون
    تفكير واتصلت على ميساء تكلمها ..



    /
    \
    /
    \

  20. ام سوير

    ام سوير مـــراقــبــة عــــامــــة

    /
    \

    /
    \


    بلحظة اختفت فيها كل المشاعر ومابقى الا شعور الغضب العارم .. بوسط هالصالة الكبيرة
    اقتربت منه .. حطت كاس العصير على اقرب طاولة وارتمت بحضنه .. من اول مادخلت
    عليهم وهي تخبي يدها اليمنى بجيب بنطلونها الجينز وأول ماحست انه صار ملاصق لجسدها
    طلعت سكين حادة وغرزتها بصدره .. ما احتاجت اكثر من ثواني حتى تفرغ كل حقد سكن
    قلبها فيه بطعنات متتالية سددتها وسط ذهول كل من كان موجود صم اذانها صوت صراخهم
    ورفعت السكين تهدد اي شخص يقترب منها وبكل برود تكلمت : دقايق بس وهالمكان بيصير
    كله شرطة .. روحو قبل لاحد يوصل وخلوني اقطعه على راحتي ..
    كانو 3 بنات و شابين .. ومابين صراخهم واغماء وحدة تلذذت وهي تشوفه غرقان في دمه ..
    ورغم كل محاولاته انه يقوم بدا الدم يطلع من فمه .. اقترب منها واحد فيهم ومسكها من ورا .. فلتت
    يدها وانجرح فخذه .. لفت عليه وهي تشوفه يحط يده على فخذه ويتألم وتكلمت بصراخ : قلت
    لكم اطلعو ولا بتهمكم معاي وربي مجنونة واسويها .. " اشرت عليه بقهر " وهذا الحقييير بموته ..
    انهالت بعدها عليه بطعنات اكثر واقتربو منها يمسكون يديها .. طاحت على الأرض وهي تصيح ..
    ماكانت بحالتها الطبيعية والحبوب اللي خذتهم خلتها تتصرف بهستيرية سكرت اذونها وهي تسمع
    صرخاتهم وتأوهاته .. رجعت ناظرتهم وهي مبتسمة : محد بيجي اصلا .. بس كنت ابي اذبحه
    براحتي ..
    تجاهلو كلامها وتجمعو حوله ضحكت وهي تسمع تشاورهم وكل واحد فيهم خايف عليه .. " وانتو
    تعرفون الحب ياخونة " رددتها بداخلها وهي تبلع غصتها .. ونزلت دمعتها غصب عنها رفعت
    يدينها تغطي وجهها واشمئزت من ريحة الدم بكفوفها ماتدري كم مر من الوقت عليهم وما انتبهت
    من سرحانها الا على مداهمتم للاستراحة .. وقفت وهي تناظر فيه للمرة الأخيرة جسد مضرج
    بدمائه بدون ادنى حركة .. وكل من كان حوله من دقائق اختفو رددت بصوت عالي وهي تشوفهم
    يمدون لها العباية : موووت .. جعلك تحترق بنار جهنم مثل ماحرقت قلبي ..
    مشت معاهم وهي تنتحب ريحة الدم ازكمتها .. والعذاب اللي تعيشه اقسى من انها تتحمله .. هي
    بكل الحالات كانت ضايعة لكنها اختارت الانتقام لنفسها وعرضها كل الشوارع أظلمت بعيونها
    والرياض اللي كانت تتغنى به فرح .. اليوم يشيعها لمصيرها المحتوم .. وبوقت التحقيق استعادت
    كل لحظة بجنون وبدا جسدها يرتجف خوف .. رغم استبدادها بسنوات عمرها الا ان لقب قاتلة
    كان مستحيل حتى لو مزح .. اعترفت بكل شي وسردت تفاصيل الحادثة ودموعها على خدودها
    نقلت بعدها لمجمع الأمل الطبي لتخليص جسمها من كل السموم اللي اشبع فيها طوال الأشهر القليلة
    الماضية ..
    غسلت يدينها و وجهها وهي تناظر في اللي حولها .. بدلت بعدها ملابسها كانت تطبق كل
    اوامرهم بصمت وبعد ما استلقت على السرير .. غطت وجهها بيدينها وبكت من قلب بهاللحظة
    بكت وكأنها مابكت بحياتها ابد .. بكت مستقبلها وشرفها ودينها .. بكت الأهل اللي كانو حولها
    بالاسم ولا الواقع يقول ان كل واحد فيهم يردد نفسي نفسي ..ماتذكر كم الوقت اللي مر عليها ..
    قبل ماتعطي الأبرة مفعولها .. وتغط في سبات عميق .. بوسط غرفة يشاركها فيها ثنتين
    يتقاسمون معها نفس الضياع .. والمتهم في كل الحالات واحد " غياب الضمير " ..
    في وقت ما أعلن الطب الشرعي .. وفاة صلاح متأثر بـ 36 طعنة سددت على أماكن متفرقة
    في الصدر والبطن .. ادت لنزيف حاد و تهتك لعدد من انسجة الجسد الداخلية .. بالاضافة الى
    القبض على كل من كانو بالاستراحة .. وبعد التفتيش حصلو 4 انواع من المخدرات وملابس
    نسائية فاضحة .. و عدد من سيديهات الأفلام الاباحية والتحقيق مؤجل الى ان تتحسن حالتهم
    العصبية ..



    /
    \
    /
    \

مشاركة هذه الصفحة